الرابطة المحمدية للعلماءغير مصنف

الدكتور أحمد عبادي: مؤسسة إمارة المؤمنين في المملكة مستوعبة بفضل الله في حدبها وحرصها وإمارتها لكافة رعاياها بجميع انتظاماتهم الدينية

أكد الأستاذ الدكتور أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء أن مؤسسة إمارة المؤمنين في المملكة مستوعبة بفضل الله في حدبها وحرصها وإمارتها لكافة رعاياها بجميع انتظاماتهم الدينية، فحقوقهم مرعية، ومصالحهم محمية وفق الهداية الشرعية. وأضاف فضيلته أن حرص إمارة المؤمنين على رعاية الأقليات الدينية بالمغرب أمر يضمنه دستور المملكة وقوانينها، وتشهد على تجلياتها تقارير المنظمات الأممية المختلفة.

جاء ذلك خلال أشغال الندوة العلمية الوطنية، التي نظمها المجلس العلمي الأعلى في موضوع “إمارة المؤمنين والخصوصية المغربية”، في إطار أنشطته الرامية إلى تنمية الوعي الديني للأمة، واضطلاعا بدوره الأصيل في تأطير المجتمع المغربي، وتقوية التفافه حول الثوابت الدينية والوطنية.

وقد رصد الدكتور أحمد عبادي في مداخلته المعنونة بـ “إمارة المومنين ورعاية الأقليات الدينية بالمغرب” التجليات الوظيفية والميدانية محليا وكونيا لرعاية الأقلّية الدينية في سديد تدبيرات مولانا الإمام أدام الله عزّه.. حيث جلّى الفرش التوقيعي والأصول التشريعية الخاصة برعاية مؤسسة إمارة المومنين للأقليات الدينية.. كما تحدث عن الدور الحمائي لإمارة المؤمنين بالمغرب في كثير من المحطات التاريخية، مستعرضا ما يكتنزه مصطلح الإمامة العظمى من المضامين الضابطة لحقيقتها.

وفي نفس الإطار شدد الدكتور أحمد عبادي في مداخلته على أن “الضوابط التي تؤطر تدبير شؤون الأقليات الدينية ورعاية مصالحها والعناية بها، هي بامتياز ضوابط تدبيرية مصلحية، تنبني على النظر الشرعي المصلحي الـمُوَازِن، في القواعد المعطياتية ذات الصلة، سدًّا للذرائع، واعتبارا للمآلات، وهو نظر يتم الاجتهاد فيه تحقيقاً للمصلحة المرسلة، وفق ما تمت تجليته من ضوابط ومقتضيات، والتي اعتمادً عليها، جرى ويجري نظر مؤسسة إمارة المؤمنين في المملكة المغربية الشريفة إلى هذه المسألة”.

وحيث إن كلّ سعي لا بد له من ساعٍ قادرٍ وقائم عليه، ومكلَّف به، وفق تعاقد بيِّنِ المعالم، – يضيف الدكتور أحمد عبادي- ” فقد أناط الشارع الحكيم، بمؤسسة إمارة المؤمنين، بموجب تعاقد البيعة الشرعية، واجب الإشراف على جلب وإقامة مصالح الأمة ودرء المفاسد عنها، وهي جميعها معان تختلف تمظهراتها باختلاف الأزمنة، والأمكنة، والأحوال، والعادات، والأعراف، كلّ ذلك انطلاقا من قوله تعالى: (وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به. ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم. ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا) (النساء: الآية 83). فالإمام الأعظم (أمير المؤمنين) هو الذي يشرف على هذه الدينامية المركبة وينسقها”.

وفي ثنايا مداخلته بيّن الدكتور أحمد عبادي الدعامات والأسس، والمقتضيات والمستلزمات الاستنباطية، التي أطّرت الانفصال الشرعي بسياسة إمارة المومنين في مجال التعاطي مع الأقليات الدينية الموجودة على أرض المملكة الشريفة، والعناية بها، في حِرْصٍ على تَجْلِية ما تمَّ اعتماده من آليات اجتهادية، سواء في مرحلة النظر، أو في مرحلة الإجراء والإمضاء، من زاوية إعمال أصل الاستحسان والمصالح المرسلة، كما ينص عليهما مذهبنا المالكي، سبراً وتقسيماً، وسداً وفتحاً للذرائع، واعتباراً للمآل، وتخريجاً وتحقيقاً وتنقيحاً للمناطات، مع إظهار الصلاحيات الحصرية شرعاً، للإمام وليّ الأمر، في الإشراف الفعلي على كل ذلك والاضطلاع به، حفظاً لمصالح الأمة ودرءاً للفتن عنها.

يشار إلى أن هذه الندوة العلمية الوطنية كانت من تنظيم المجلس العلمي الأعلى في موضوع: “إمارة المومنين والخصوصية المغربية”، وذلك يوم الأحد 23 جمادى الأولى الموافق لـ 18 دجنبر 2022م، وقد عرفت حضور عدد من رؤساء المجالس العلمية المحلية عدد من العلماء والأكاديميين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق