وحدة الإحياءدراسات عامة

موقف الأستاذ جورج سارتون من تاريخ العلم العربي: رؤية ابستيمولوجية

الواقع أنني حين فكرت أن تكون هذه الورقة عن مؤرخ العلم المشهور الأستاذ “جورج سارتون” (1884-1956م) لبيان رحلته مع العلم العربي، دارت برأسي بعض التساؤلات المهمة عن سارتون ورحلته مع تاريخ العلم، ورحلته معنا أيضا، وكان السؤال الملح في هذا الصدد من شقين: أولهما؛ مكانة سارتون وكتاباته في العالم العربي، وثانيهما؛ موقف سارتون من العلم العربي ونظرته لموقف المستشرقين. على الرغم من أن الأستاذ سارتون لم يكن محل تناول معظم الباحثين الذين تناولوا العلم العربي.

والأستاذ “جورج سارتون” يعتبر أهم أعلام تاريخ العلم في النصف الأول من القرن العشرين لإسهاماته المتعددة في مجال تاريخ العلوم بشقيه، العام والخاص، بجوانبه المتعددة.

ومع أنني عشت مع الأستاذ سارتون وكتاباته ومقالاته زمنا طويلاً، إلا أن عمق الرحلة معه بدأت منذ حوالي عشر سنوات، ومن خلال رحلة علمية مع أعمال طبيب العيون الألماني المستشرق “ماكس مايرهوف” الذي قضى الجزء الأكبر من حياته في القاهرة، وقضى فيها أيضا. وأثناء مراجعتي لكتابات الدكتور “ماكس مايرهوف” عن العلم العربي وإنجازاته، التي قمت بنشر أكثرها منذ سنوات خلت، وواتتني الفرصة لأن أتعرف، عن قرب، على ما دونه العلامة “جورج سارتون” في موضوعات مختلفة تتعلق بالعلم العربي، الذي نذر نفسه لبيان قيمته بين أنظمة العلم الأخرى في الحضارات الأخرى.

 في وقت اشتد فيه الهجوم على العرب والمسلمين، ومدى استفادة العرب والمسلمين بوجه خاص، من تاريخ العلم، خاصة وأنه يخبرنا بحقيقة راسخة، وقرت في وجدانه، في رأيه الذي يقول فيه: “ظلت كتب العلم التي كتبها العرب في القرون الوسطى، أهم مورد يستقى منه العلم الحديث طوال عدة قرون من الزمان، ولقد نشر هذه الكتب، وترجمها وتناولها بالتحليل والتعليق، عدد كبير من العلماء المستشرقين عامة، ودارسي العلوم العربية بصفة خاصة[1]“.

هذا التصور من جانب الأستاذ سارتون يضع أمامنا أول حقيقة ابستيمولوجية يكاد ينكرها معظم المستشرقين ويحاولون الالتفاف عليها، وهي أن علماء الغرب الوسيط تلامذة المسلمين، تعلموا على كتاباتهم، وفهموا إسهاماتهم العلمية بصورة دقيقة، ثم فاقوهم. وسارتون حين يؤكد هذا إنما يجيء تأكيده من منطلق تأريخه للحضارات، فهو ليس أحد المستشرقين، ولكنه مؤرخ للعلم والحضارات، وهذه حقيقة نؤكدها ابتداءً لأن بعض الكتابات العربية تقع في خطأ شديد حين تعتبر سارتون من بين زمرة المستشرقين الذين وجهوا جُل عنايتهم لدراسة العلوم الشرقية، والإسلامية بصفة خاصة. وفي هذا الصدد ينبغي أن ننتبه إلى تصوره لتاريخ العلم؛ إذ ليس تاريخ العلم عنده بمثابة هامش يمكن الاستغناء عنه، أو حتى عدم اعتباره، خاصة وأن التقرير السابق جاء من منطلق تقريره الذي يؤكد فيه: “أصبح (تاريخ العلم) علمًا قائمًا بذاته، له مراجعه الحديثة وأصوله المستقلة[2]“.

والأستاذ “جورج سارتون” هو شيخ مؤرخي الحضارات والعلم في العصر الحديث، وإذا عرضنا لأعماله التي يتوجها كتاب “تاريخ العلم”[3]، سنجد أنها تفوق كل الأعمال التي قدمها مؤرخو العلم المحدثين والمعاصرين، كمًا وكيفًا. وربما كانت العبارة الأخيرة أشد تعبيرًا عن الجهد الذي بذله الأستاذ سارتون لبيان قيمة تاريخ العلم، من وجهة نظرنا، رغم اختلافنا معه في جولته “حول” العلم العربي.

بداية، فإن هذه الورقة لن تقوم بسرد الشواهد والأدلة، بقدر ما يهمها بيان التصورات وإيضاحها ابستيمولوجيا ومنهجيا، إذ لا يمكن، تقديراً، أن نقدم كل الأمثلة. يكفينا بعض ما كتبه سارتون متصلا بالعلم العربي دليلا على قيمة هذا العلم ومكانته، إن في الشرق أو الغرب. ولكن قد يكون من المناسب ابتداءً أن أشير إلى بعض الكتابات المهمة التي قدمها الأستاذ “جورج سارتون” لبيان قيمته العلمية[4].

لكن السؤال المهم الآن: كيف يمكن لنا أن نقدر جهد الأستاذ جورج سارتون، مؤرخ الحضارات ومؤرخ العلم، الذي وضع العلم العربي، والإسهام الإسلامي، ككل، في سياق التصور الحضاري ابستيمولوجيا؟ هذا السؤال يحتل المرتبة الأولى في فهم تصور هذا المؤرخ العلمي الذي لم يكن بصدد إنصاف الحضارة الإسلامية، بقدر ما هو بصدد إنصاف الحق، وبيان وجه الحقيقة العلمية الموضوعية، للحقيقة وحدها دون تحيز للشرق أو الغرب. لنبدأ رحلتنا مع سارتون من الأندلس، ومن خلال قراءة إسهامات “عقل فاعل” رصده سارتون بكل دقة.

عقل فاعل في طليطلة

كان الأستاذ جورج سارتون، أكثر مؤرخي العلم تقديرا لقيمة العلم العربي، وتقديرا للدور المعرفي التنويري الذي لعبه العلم العربي في تشكل العقل الأوروبي، اعتبارا من القرن الثاني عشر الميلادي، خاصة بعد الهجمة العلمية التنويرية التي قام بها التراجمة في تلك الآونة على العالم الإسلامي وبقاياه في أوروبا، وبصفة خاصة الأندلس.

لم يكن تقدير الأستاذ سارتون لقيمة العلم العربي محصلة لانفعال سيكولوجى، وإنما كانت نتيجة لتقييم معرفي لذلك الدور، وبصفة خاصة من خلال عملية الترجمة العلمية لأمهات الكتب العربية التي نقلت إلى الغرب[5]، وفق خطة علمية محكمة، وبإسهام من عدد كبير من المترجمين من جنسيات أوروبية مختلفة. لكن يهمنا من بين كل ما نقل من ترجمات ما قام به المترجم الحاذق جيرارد الكريموني (1114-1187م)، الذي أيقظ الوعي الأوروبي، وقدم أعمالا ذات قيمة علمية كبيرة.

نحاول في هذا الصدد أن نقف على تصور سارتون لما أسداه الكريموني من خدمات لأوروبا والغرب، إبان حركة نقل العلوم العربية، باعتبار أن هذه الحلقة تمثل برهانا وبينة على استفادة الغرب من العلوم الإسلامية العربية.

لقد توقف التلاحم والترابط العربي الإسلامي، شرقا وغربا، قبل القرن السادس الهجري، ولو لبعض الوقت، بين بغداد والأندلس: كانت بغداد حاضرة الدولة الإسلامية وقتئذ وعاصمة ديار الإسلام المتألقة في الشرق منذ زمن الخلافة العباسية الأول، وأهلها أهل علم ومعرفة وكانت أبوابها مفتوحة على الشرق الأقصى وآسيا. كما كانت الأندلس عاصمة ديار الإسلام المزدانة بالفنون والآداب والعلوم في أقصى الغرب من العالم الإسلامي، وأهلها أهل علم وفكر، وكان العلم ينساب ويتدفق من المغرب الأقصى إلى بلاد الأندلس. كانت بغداد معبر العلوم والثقافات إلى أقصى الشرق حتى بلاد الصين وسمرقند، وكانت بلاد الأندلس جسر العبور الثقافي والعلمي العربي الإسلامي إلى أوروبا[6].

وكانت العلاقات تنساب بين الشرق والغرب بسهولة ويسر، بين بغداد والأندلس من ناحية، وبين الأندلس وأوروبا من ناحية أخرى، الأمر الذي سهل هذه العلاقات بين العالم الإسلامي والعالم الغربي، خاصة إذا فهمنا أن التراجمة اللاتين كانوا قد نزحوا قبل ذلك بقرن تقريبًا؛ أي في الربع الأخير من القرن الحادي عشر، من أوروبا إلى الأندلس، وكافة مدن أسبانيا بحثًا عن كتب العلوم العربية، وليس أدل على هذا من رهط المترجمين الذين تصدرهم جيرارد الكريموني فكان بمثابة “العقل الفاعل”، والشعلة التي أنارت الطريق لحركة التنوير العلمي في أوروبا كلها، وتلك الفترة يمكن أن نصفها بفترة “حتمية الآخر” بعد أن بدأت الـ”نحن” تتراجع تحت وطأة ضربات الحملات الصليبية التي اشتدت على جنبات العالم الإسلامي، فضلاً عن الصراعات التي اندلعت بين أعضاء الجسد الواحد في ربوع العالم الإسلامي.

الكريمونى سفيرا لأوروبا في طليطلة

 لقد تناول سير “توماس أرنولد” المكانة التي احتلتها طليطلة، وقيمة عمل “جيرار الكريموني”، بأنه لما قدم إلى طليطلة، وأعجب بثروة العرب في العلوم والفلسفة، انعقدت إرادته على أن يترجم زبدة ما في هذه الثروة إلى اللغة اللاتينية، فقضى سني حياته في ترجمة العلوم “واستعان كما يبدو بمسيحي من أهل المدينة وبآخر يهودي”[7]، وتوماس أرنولد يقول هذا استنادا لرأى “ول ديورانت” الذي يرى أنه ليس من المعقول أن يكون جيرار الكريموني وحده هو الذي ترجم هذا الكم الهائل من الكتب العربية إلى اللاتينية، دون أن يعاونه فيها أحد، خاصة وأن “ول ديورانت” قد وازن بين عمل جيرار الكريموني الأوروبي وعمل حنين بن اسحق العربي.

وفي هذا الإطار يقول: “وقصارى القول أن ليس في التاريخ كله رجل أغنى بمفرده ثقافة بأخرى كما فعل جيرار هذا. ولا يضارع جيرار في عمله هذا إلا عمل حنين بن اسحق، وعمل بيت الحكمة الذي أنشأه المأمون، وهما اللذان صبا العلوم والفلسفة اليونانية في القالب العربي”[8]. كأن ديورانت حين يذكر لنا هذا النص يريد أن يقول لنا، كما نقل حنين بن اسحق علوم اليونان إلى اللغة العربية إبان النهضة الإسلامية الأولى وتألق بيت الحكمة، نقل جيرار الكريمونى علوم العرب إلى الغرب من اللغة العربية إلى اللغة اللاتينية؛ واحدة بواحدة.

 وربما كان من المهم أن ندرك أهمية هذه النظرة بالنسبة للأوربيين الذين أدركوا أهمية الثقافة العربية، بعد أن تمكن عدد قليل منهم من إدراك كنه هذه اللغة التي تختلف كل الاختلاف عن لغتهم، وهى مكتوبة بأحرف لا سبيل لقراءتها. شعر الأوربيون بضرورة التراجمة، ومن ثم بذلوا قصارى جهدهم للوصول إليهم، واستطاعوا أن يحققوا بعض رغباتهم في أواخر القرن الحادي عشر لما ظهر قسطنطين الإفريقى[9]، الذي انتحل لنفسه، وترجم إلى اللاتينية، في دير “مونت كاسينو” بايطاليا، التي توفى بها عام 1087م، عددًا ضخمًا من المؤلفات العربية الإسلامية بعد سقوط طليطلة بعامين، وقد ألهبت نتائج نشاطه؛ حماس المتطلعين إلى العلوم العربية.

 ومن هذا المنطلق أصبحت العلوم العربية الإسلامية مهمة للأوروبيين “لأنها تحتوى على كنوز ضخمة من العلم والمعرفة والخبرة المتجددة طيلة قرون”[10]، وانصبت الاهتمامات الأوروبية على نقل أكبر عدد من الكتابات العربية في الفترة الواقعة بين القرنين الثاني عشر والثالث عشر الميلاديين، وأصبحت المعارف والعلوم اليونانية-العربية الإسلامية في أواخر القرن الثاني عشر بمتناول الذين يعرفون اللاتينية. وما كاد القرن الثالث عشر يصل إلى ربعه الأخير حتى كانت معظم الكتابات العربية قد نقلت إلى اللاتينية، وأصبح هذا الفيض من المعرفة في متناول أيدي الأوربيين[11].

 لقد جاء جيرارد الكريمونى إلى طليطلة سعيا وراء كتاب واحد وهو كتاب المجسطى لبطلميوس، الأمر الذي يدل بوضوح على أن هذا الرجل كان مهتما بالعلوم اليونانية، وأنه كانت لديه بواكير أكيدة لمشروع علمي يريد أن ينجزه، وهو ما لم تحدثنا عنه الكتابات التي كتبت عن حياته ومراحل اهتماماته الأولى.

 وجد الكريموني كتاب المجسطي، ولكنه لم يتوقف عند مجرد العثور عليه، وإنما انكشفت أمامه قيمة العلوم التي وجدها في طليطلة وأراد أن ينقلها إلى اللاتينية. ومن ثم كان عليه أن يتقن اللغة العربية أولا، ويعرف أسرارها، حتى يمكنه أن يختار ما يمكن أن يُنقل إلى اللغة اللاتينية من كتب التراث العلمي والعلوم العربية، فكان أن انتقى كتابات كان لها مفعول السحر في أوروبا التي كان لابد لها أن تصحو من غفوتها. وقد تراوحت هذه الكتابات بين علوم شتى منها الرياضيات الطب والجراحة والبصريات وغيرها من العلوم الأساسية التي عُدت بمثابة المفاتيح الرئيسة للعلوم. الأمر الذي يدفعنا إلى السؤال عن أهم الأعمال التي ترجمها جيرارد الكريمونى من اللغة العربية إلى اللغة اللاتينية؟ إذ إن هذا السؤال على درجة كبيرة من الأهمية المعرفية والمنهجية، وقد سبق عندما تناولت حنين بن اسحق[12] بالدراسة منذ ما يزيد على ربع قرن، أن طرحت هذا السؤال أيضا. وأهمية هذا الطرح بالنسبة للكريموني أنه يكشف لنا عن القيمة المعرفية لما نُقل من الكتابات، وتلك نقطة مهمة حتى نتعرف على توجهات الرجل المعرفية، ونعرف ماذا قدم من زاد معرفي، اختاره وفق رؤيته العلمية ليقدمه إلى أبناء جلدته في العالم الأوروبي. من هذا المنطلق تأتى أهمية الكريموني الذي بز معاصريه في تأسيسه لتصور “الترجمة العلمية” للكتابات العربية التي اختار نقلها للغة اللاتينية، تماما كما أسس حنين بن اسحق ذات التصور حين انتقى من التراث اليوناني ما يمكن أن ينقله إلى اللغة العربية.

إن جيرارد الكريموني الذي ذهب إلى طليطلة، سعيا وراء كتاب المجسطى لبطلميوس، والذي نعتبره نذر نفسه سفيرًا علميًا لأوروبا والغرب بأسره، وُفِقَ في نقل عدد كبير من الكتابات، اختلفت الكتابات الحديثة حول تقديرها من حيث العدد؛ ولكن من المرجح، وفق أكثر التقديرات اعتدالا، ووفق لائحة الأستاذ جورج سارتون، الذي يعتبر أحد عظماء معلمي عصرنا هذا[13]، أنها سبعة وثمانون كتابًا:

لائحة جورج سارتون-(أتم وأوفى)[14]

 كان جورج سارتون من أهم مؤرخي العلم في القرن العشرين بحثا عن جذور الحركة العلمية في أوروبا وبزوغها من خلال حركة الترجمة العلمية، ومن خلال المجهودات التي أسداها التراجمة في الشرق والغرب على السواء للترجمة. والأستاذ سارتون يحاول دائما في كتاباته أن يقرر الحقائق ويضعها أمام الفكر كما هي، في غير تحيز أو تعصب لأي شعب من الشعوب. ومن ثم يذكر لنا سارتون أن جيرار الكريمونى نقل الكتابات العربية التالية إلى أوروبا:

  1. كتاب تقدمة المعرفة لأبقراط مع شروح جالينوس.
  2. كتاب الأمراض الحادة لأبقراط مع شروح جالينوس. والذي نجده من تفسيره لهذا الكتاب هو ثلاث مقالات، وقال جالينوس أنه فسره في خمس مقالات.
  3. كتاب الحقيقة لأبقراط.
  4. كتاب الأسطقسات لجالينوس على رأى أبقراط، وهذا الكتاب مقالة واحدة، غرضه فيها أن يبين أن الأجسام التي تقبل الكون والفساد.
  5. كتاب العلل والأعراض لجالينوس، وهذا الكتاب يقع في ست مقالات، ومقالاته متفرقة، وإنما الإسكندريون جمعوها وجعلوها كتاباً واحداً، وعنون جالينوس المقالة الأولى من هذه الست مقالات في أصناف الأمراض. وعنون المقالة الثانية منها في أسباب الأمراض. وأما المقالة الثالثة من هذه الست فعنونها في أصناف الأعراض. وأما الثلاث المقالات الباقية فعنونها في أسباب الأعراض، ووصف فيها الأسباب الفاعلة لكل واحد من الأعراض، وأي الأسباب هي.
  6. كتاب المزاج لجالينوس وقد ضم ثلاثة مقالات، وصف في المقالتين الأوليين منه أصناف مزاج أبدان الحيوان، فبين كم هي، وأي الأصناف هي؟ ووصف الدلائل التي تدل على كل واحدة منها. وذكر في المقالة الثالثة منه أصناف مزاج الأدوية، وبين كيف تختبر وكيف يمكن تعرفها.
  7. كتاب البحران لجالينوس وهو ثلاث مقالات، وفيه يصف جالينوس كيف يصل الإنسان إلى أن يتقدم، فيعلم هل يكون البحران أم لا، وإن كان يحدث فمتى يحدث، وبماذا، وإلى أي شيء يؤول أمره. وقد قام سرجس بترجمة هذا الكتاب إلى “يوحنا بن ماسويه” ثم أصلح حنين هذه الترجمة وهذبها، وأخيراً ترجمه إلى العربية بناءً على طلب محمد بن موسى.
  8. كتاب الأيام العصيبة لجالينوس.
  9. شرح جالينوس على كتاب تدبير الأمراض الحادة.
  10. شرح جالينوس على كتاب التعرف على علل الأعضاء ويستفاد منه تعريف كل علة من العلل التي تحدث في الأعضاء الباطنة.
  11. كتاب جالينوس في تدبير الصحة.
  12. كتاب الأسرار لجالينوس.
  13. كتاب الأدوية المفردة لجالينوس، وقد جعله في إحدى عشرة مقالة.
  14. كتاب أنولوطيقا الثانية لأرسطو.
  15. كتاب أنولوطيقا الثانية لأرسطو مع شرح طمسيطوس.
  16. كتاب الخير المحض المنسوب لأرسطو.
  17. كتاب أرسطو في المسائل الحيلية.
  18. كتاب أرسطو في السماء والعالم.
  19. كتاب أرسطو في الكون والفساد.
  20. كتاب أرسطو في العلل.
  21. كتاب أرسطو في الآثار العلوية. وهذا الكتاب يقع في أربع مقالات، لكن جيرارد الكريموني ترجم المقالات الثلاثة الأولى، ونجد أن يوجين مايرز يذهب إلى أن الكريموني ترجم الكتب من الأول إلى الرابع من النسخة العربية ليحيى بن البطريق[15]، إلا أن “سيمون الحايك” يقول ووجدت المقالة الرابعة بترجمة هنريكوس من اليونانية إلى اللاتينية[16].
  22. كتاب أرسطو في الحواس.
  23. كتاب أرسطو في الحيل.
  24. كتاب ما وراء الطبيعة لأرسطو.
  25. كتاب الأسطقسات لأرسطو.
  26. تعليق الفارابي على خواص العناصر لأرسطو.
  27. نعت الأحجار ومنافعها لأرسطو.
  28. أصول الهندسة لإقليدس 15 مقالة.
  29. أصول الهندسة لإقليدس 10 مقالات مع شرح النيريزي. والنيريزي هذا هو أبو العباس الفضل بن حاتم النيريزى من رواد علم الهيئة في الإسلام، له من الكتب كتاب “الزيج الكبير”، كتاب “الزيج الصغير”، كتاب “تفسير كتاب الأربعة” لبطلميوس. ويُذكر أن الترجمة اللاتينية التي أنجزها جيرارد الكريمونى بعنوان Liber Anariti Super Euclidem مفقودة، ويوجد نسخة من شرح النيريزي على إقليدس في ليدن رقمها 965.
  30. أصول الهندسة لإقليدس 10 مقالات مع شرح سند بن على. ويبدو أن جيرارد الذي أنجز ترجمات ثلاث لأصول إقليدس قد تنبه إلى ما بين هذه الأصول من اختلاف، فالأصل الوارد في رقم 28 من هذه اللائحة يشير إلى 15 مقالة، على حين أن كتاب أصول الهندسة لإقليدس يقع في ثلاثة عشر مقالات، وهذا ما يخبرنا به الأستاذ جورج سارتون[17].

هذه الكتب وفقا للأستاذ سارتون هي: الكتب 1-6 الهندسة المستوية (يتناول الكتاب الأول المسلمات والمثلثات والمتوازيات، ويتناول الكتاب الثاني الجبر الهندسي، الكتاب الثالث هندسة الدائرة، الكتاب الرابع الأضلاع المنتظمة، الكتاب الخامس الكميات التي تعد والكميات التي لا تعد، الكتاب السادس التطبيق على الهندسة المستوية).

 الكتب 7-10 وبها نظرية الحساب ونظرية الأعداد. الكتب من 11-13 وتشمل الهندسة الفراغية والمجسمات. ومن ثم فهناك ترجمات لأصول إقليدس زيد عليها مقالتان، وأخرى لم تكتمل واقتصرت على عشر مقالات. وقد ترجم الكريموني ما وجده في وقته، ولذا جاء الاختلاف فلزم التنويه.

والواقع أن الأستاذ جورج سارتون، وهو صاحب تعليقات دقيقة، نسب للمسلمين الفضل في تعريف الغربيين بكتاب إقليدس وأهميته، يقول الأستاذ سارتون: ليس باستطاعتنا أن ننسب إلى الباحثين الغربيين ترجمة كاملة لكتاب (الأصول)، أو ترجمة تشمل جزءًا كبيرًا منه؛ بل نستطيع أن نقول ما هو أسوا من ذلك؛ فكثير من المخطوطات المتداولة في الغرب، حتى القرن الثاني عشر، كانت تحتوى على منطوق القضايا الإقليدية دون براهينها. وقد انتشرت في ذلك الوقت قصة مؤداها أن إقليدس نفسه لم يبرهن عليها، وإنما برهن عليها ثاون الإسكندرى بعده بسبعة قرون؛ (أي النصف الثاني من القرن الرابع). وليس أدل من هذه القصة على عدم الفهم، فلو لم يكن إقليدس يعلم براهين قضاياه لما استطاع أن يرتبها ترتيبا منطقيا. وهذا الترتيب هو جوهر كتاب (الأصول) وعليه تقوم عظمته، ولكن علماء العصر الوسيط لم يدركوا ذلك، أو هم على الأقل لم يدركوه حتى فتح الشراح المسلمون أعينهم[18].

  1. كتاب المعطيات لإقليدس Liber datorum ونسخته في المكتبة الوطنية بباريس رقمها 8680 وهذه الترجمة استخلصت من النسخة العربية التي أنجزها إسحق بن حنين وأصلحها ثابت بن قرة.
  2. كتاب القسمة لإقليدس.
  3. كتاب الكرة المتحركة لأطولوقس بإصلاح الكندي، ويذكر “يوجين مايرز” أن هذه الترجمة من النسخة العربية لإسحق بن حنين وقسطا بن لوقا[19].
  4. كتاب تربيع الدائرة لأرشميدس.
  5. كتاب المخروطات لابولونيوس.
  6. كتاب المساكن لثيودورس.
  7. كتاب الأكر لثيودورس.
  8. كتاب الأشكال الكرية لمنالاوس.
  9. كتاب المطالع لأبسقلاوس.
  10. كتاب المجسطى لبطلميوس: وكتاب المجسطى هذا يقع في ثلاث عشرة مقالة، وكما يقول النديم في الفهرست، عنى بنقله يحيى بن خالد بن برمك الذي ندب أبا حسان وسُلم صاحبا بيت الحكمة لتصحيح أمر إخراجه وتفسيره الأول الذي لم يرض به، ثم نقله الحجاج بن مطر، وأصلحه ثابت بن قرة، كما نقل اسحق بن حنين هذا الكتاب إلى العربية وأصلحه ثابت. كان المجسطي هو هدف جيرارد الكريموني الأول حين قدم طليطلة لأنه لم يعثر عليه في ايطاليا، وهذا يعنى أن الكريموني قد أعد العُدة لعمل علمي جاد.

 ترجم الكريموني كتاب المجسطي إلى اللغة اللاتينية، وطبعت الترجمة في البندقية عام 1515م، وكان الكريمونى قد أنجز هذه الترجمة في طليطلة عام 1175م؛ أي قبل أن يقضى باثنتي عشر عاما. وترجمة الكريمونى إلى اللاتينية اعتمدت على ترجمة الحجاج بن يوسف بن مطر التي أعدها لنص المجسطى من اليونانية إلى العربية.

انتشرت ترجمة الكريموني في أوروبا. ويذكر سيمون الحايك أن بويسيوس كان قد وضع ترجمة لاتينية لنص المجسطي العربي ولكنها ضاعت[20]. والمقالة الأولى تحتوى على عموميات والقسم الحسابي وبعض مشاكل ابتدائية. والمقالة الثانية تتحدث عن الكرة الأرضية، وخطوط الطول والعرض، ومدة النهار في مختلف الأماكن. المقالة الثالثة تتحدث عن نظرية الشمس. المقالة الرابعة والمقالة الخامسة تتحدثان عن القمر. المقالة السادسة تتحدث عن القمر، وقياس المسافات السماوية الكبرى، وكسوف الشمس، وخسوف القمر. المقالة السابعة والمقالة الثامنة تتحدثان عن الكواكب الثابتة. المقالات من العاشرة إلى الثالثة عشر تتحدث عن نظريات الكواكب الأخرى؛ الزهرة، وعطارد، والمريخ، والمشترى، وزحل.

 وربما كان من المناسب أن نعرف تقييم الأستاذ جورج سارتون لكتاب المجسطى وأهميته ومكانته وقيمة العمل العربي الذي تنبه إليه سارتون وكشف عنه ليضع العلم العربي الإسلامي في موضعه الصحيح، ولنعرف، في الوقت نفسه، لماذا سعى الكريمونى بشدة للحصول على المجسطى، الأمر الذي يكشف ويبين درجة ثقافة الرجل وسعة معرفته. يقول الأستاذ سارتون عن كتاب المجسطى أنه “ينقسم إلى ثلاثة عشرة مقالة؛ المقالتان الأوليان تمهيديتان تحتويان على شرح الفروض الفلكية، والطرق الرياضية.

يبرهن بطلميوس على كروية الأرض، ويصادر على كروية السماء ودورانها حول الأرض الساكنة في الوسط. وهو يناقش ميل دائرة البروج ويقدره تقديرا جديدا. والمنهج الرياضي الرئيس الذي اتبعه بطلميوس هو حساب المثلثات، فقد أدراك ما في الهندسة الكرية ووسائل التخطيط البياني من نقص أو صعوبة في التطبيق. ولم يكن في ذلك مستقلا عن أبرخس؛ بل كان له، بالإضافة إلى ذلك، حظ الوقوف على كتفي منالاوس Manelaos الإسكندري. وتوجد الشروح الخاصة بحساب المثلثات في الفصلين الحادي عشر والثالث عشر وفقا للترقيم المتبع في طبعة هيبرج Heiberg. حيث يبين المؤلف أن المسافات على السطوح الكرية تكون بحسب الزوايا، وهو مستعيضا عن قياس الزوايا بالنظر في الأوتار التي تقابلها، ويقسم الدائرة إلى 360 والقطر إلى 120 جزء[21]. أما من حيث قيمة المجسطي فإن الأستاذ سارتون يذكر أن بطلميوس استخدم الأعداد الستينية حتى يتجنب الصعوبات التي ينطوي عليها استخدام الكسور (أو هكذا قال في المجسطي، المقالة الأولى الفصل العاشر). ومن ثم قسم كل جزء من أجزاء نصف القطر الستين إلى60 جزءاً صغيرًا، وقسم كلا من هذه أيضا إلى 60 جزءاً أصغر. ثم أنشاء جدولاً بحساب الأوتار بأجزاء نصف القطر؛ أي بالدقائق والثواني.

 وباستخدام هندسة إقليدس كان يسهل استخراج مقدار بعض الأوتار (كأضلاع الأشكال المنتظمة الكثيرة الأضلاع)، وكان يتوصل إلى مقدار بعضهما الآخر بالرجوع إلى قضية بطلميوس الخاصة بالأشكال الرباعية الموقعة في الدائرة، وباستخدام هذه القضية كان يمكن الحصول على مقدار الوتر المقابل لمجموع من الزوايا، وبإزاء قيمة كل وتر في الجدول ينصف على ثلث زيادة ذلك الوتر على سابقه، وهذا المثلث معبر عنه بالدقائق والثوانى والثوالث، وبهذا يمكن حساب الأوتار لكل دقيقة في الزواية. وقد أدراك بطلميوس معنى الاستيفاء والتقريب، وكان تقديره الصائب لهما أساسا من الأسس في الرياضة التطبيقية[22].

  1. كتاب المدخل إلى الكرة لبطلميوس.
  2. كتاب الإسكندر الإفروديسي في الرد على جالينوس في الزمان والمكان.
  3. كتاب الإسكندر الإفروديسي في الحس.
  4. كتاب الإسكندر الإفروديسي في الغذاء والنمو هما في الصورة لا في المادة.
  5. الكناش الصغير ليحيى بن سرابيون.
  6. رسالة في ماهية النوم والرؤيا للكندي.
  7. رسالة في السبب الذي له نسبت القدماء الأشكال الخمسة إلى الأسطقسات للكندي.
  8. كتاب العناصر الخمسة للكندي.
  9. رسالة في العقل للكندي.
  10. التوحيد للكندي.
  11. حركة الفلك لثابت بن قرة
  12. المدخل إلى المجسطي لثابت بن قرة.
  13. في الأوزان لثابت بن قرة.
  14. القول في الشكل؛ القطاع والنسبة المؤلفة لثابت بن قرة.
  15. المنصوري في الطب للرازي Liber Abubacri Rasis qui dicitur Almansorius. لهذا الكتاب مخطوطات متعددة، جاء في بدايته “يبتدئ كتاب أبى بكر بن زكريا الرازي (أبو بكر الرازي (251-313ﻫ/865-925م). والرازي علامة علمية بارزة في القرن السابق على ابن سينا، وأثرت كتاباته في الفكر الطبي العالمي لفترة طويلة من الزمن، وظلت هذه الكتابات تستخدم في التدريس والتعليم في أوروبا زمناً طويلاً، وترجم معظمها إلى اللاتينية وغيرها من اللغات العالمية)، ترجمة المعلم جيرارده الكريموني في طليطلة، ويسمى هذا الكتاب المنصوري، ألفه للأمير منصور بن اسحق صاحب خراسان. ويقع هذا الكتاب في عشر مقالات:

المقالة الأولى: في التشريح ومنافع الأعضاء، تعتمد على أبقراط وجالينوس وأوريباسيوس.

المقالة الثانية: في الأمزجة، تعتمد على أبقراط، وجالينوس، وأوريباسيوس، وأتيوس الآمدي، وبولس الأجانيطي (الكتاب الأول).

المقالة الثالثة: في الأدوية البسيطة، وهى تعتمد على أبقراط، وجالينوس، وأتيوس الآمدي، (الكتب الأول والثاني والثالث)، وأوريباسيوس، وبولس الأجانيطى (الكتاب الأول).

المقالة الرابعة: في حفظ الصحة، وتعتمد على جالينوس وبولس الأجانيطى (الكتاب الأول) وأتيوس الآمدي (الكتاب الثالث).

المقالة الخامسة: في أمراض الجلد والدهون، وتعتمد على جالينوس.

المقالة السادسة: عن غذاء المسافر، ولم يذكر مصدرها.

المقالة السابعة: في الجراحة، وتعتمد على أبقراط وبولس الأجانيطى (الكتاب السادس)، وأوريباسيوس، وأتيوس الآمدي  (الكتابان الرابع عشر والخامس عشر).

 المقالة الثامنة: في السموم، وتعتمد على بولس الأجانيطى (الكتاب الخامس).

 المقالة التاسعة: في أمراض الأعضاء المختلفة، تعتمد على أبقراط، وجالينوس، وأتيوس الآمدي  (الكتب السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر)، وأوريباسيوس وبولس الأجانيطى (الكتابان الثالث والرابع). ويذكر نشأت الحمارنة أن المقالة التاسعة من الكتاب “كانت موضع اهتمام كثير من الدارسين في أوروبا؛ ذلك أنها طبعت وحدها مرارا، كما شرحت لطلاب الطب باللاتينية وطبعت شروحها عدة مرات، واحتفظت بقيمتها العلمية لدى الأطباء حتى القرن السابع عشر”[23]، كما يبين أنه من شدة الاهتمام الأوروبي بكتاب المنصوري فقد “نشر رايسكه Reiske (المنصوري) عام 1776 بنصيه العربي واللاتيني، كما نشر (دي كونينج) De Koning النص العربي للجزء الخاص بالتشريح من هذا الكتاب، مع ترجمة فرنسية قيمة.

أما القسم الخاص بالعين، فقد ترجمه برونر Brunner إلى الألمانية بطلب من هيرشبرج عام 1900م. وفى هذا القسم يتحدث الرازي لأول مرة في التاريخ عن تأثر حركة الحدقة بالنور. وقد كان مورجاني (في القرن الثامن عشر) أول من انتبه إلى ذلك فأشار إلى أن الرازي هو السباق إلى اكتشاف هذه الخاصية الغريزية، ثم أكد ذلك بدج Budge في منتصف القرن التاسع عشر[24] “.

المقالة العاشرة: الحميات، وتعتمد على أبقراط وجالينوس، واتيوس الآمدي (الكتاب الخامس) وبولس الأجانيطي (الكتاب السادس)، وأما مصادر الرازي في الطب المنصوري فهي من عمل بروكلمان[25]. والمعروف أن جيرارد الكريموني نقل هذا الكتاب إلى اللاتينية في أواخر القرن الثاني عشر الميلادي. وطبع كتاب الطب المنصوري لأول مرة في البندقية سنة 1481، ثم طبع، بعد ذلك، عدة طبعات في الأعوام 1484، 1494، 1497، 1501، 1510، في إيطاليا. ثم طبع في بازل ثلاث مرات في الأعوام 1533، 1544، 1551. وظل يطبع[26] حتى عام 1674 م. وقد قام شموط بن اسحق بترجمته من العربية إلى العبرية[27].

 أما كتاب الحاوي للرازي، فنحن نعلم أن الذي ترجمه من العربية إلى اللاتينية فرج بن سالم، وهذا الكتاب، على ما يذكر يوجين مايرز، أهم ترجماته، وهو أكبر موسوعة في الطب اليوناني العربي، ولا يمكن تقدير قيمتها البالغة إلا بعد إجراء دراسات تحليلية مقارنة للنصوص الواردة في الحاوي، ولعل المترجمين المسلمين قاموا بمساعدته في ترجمة هذه الموسوعة[28]. وفرج بن سالم، هو الطبيب اليهودي المعروف باسم فراجوت الجرجينى Farragut، وكانت الترجمة التي أنجزها بأمر من ملك صقلية (شارل دنجو). أمضى فرج بن سالم كل حياته تقريبا في ترجمة الحاوي، وانتهى منه عام 1279م وسماه Contineus. ثم تُرجم الحاوي مرة ثانية إلى اللاتينية وطبع في برشيا-إيطاليا عام 1486م، وأعيدت طباعته في البندقية بين عامي 1500-1542 مرات عديدة، ونشرته دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن. كما نشر الدكتور ماكس مايرهوف بعض قطع منه، وقد أشرت إلى هذا في كتابي “مقتنيات ماكس مايرهوف”، ضمن سلسلة أعمال ماكس مايرهوف، وكذلك أشار إليه الأستاذ إدوارد براون.

 وقد وضعت ملخصات عديدة لكتاب الحاوي؛ منها اختصار أمين الدولة بن التلميذ، واختصار ابن النفيس، واختصار الدخوار وتعليق يعقوب المقدسي. وعن نسخه الخطية ففي مكتبات تركيا المختلفة توجد14 نسخة من بين أجزائه المختلفة. كما توجد في دار الكتب المصرية نسخة تمثل قطعة من السفر الأول للحاوي، وتاريخ نسخها يقع عام 610ﻫ. كما أن له نسخ عدة في مختلف مكتبات العالم، ذكرها زهير حميدان تفصيلاً[29].

  1. تقسيم العلل للرازي.
  2. مقالة في الحصى للرازي.
  3. كتاب المدخل إلى الطب للرازي.
  4. أمراض المفاصل للرازي.
  5. أمراض الأطفال للرازي.
  6. رسالة في الفصد للرازي.
  7. كتاب الخواص للرازي.
  8. كتاب سر الصناعة في الطب للرازي.
  9. في البذور والجذور العطرية للرازي.
  10. في الأملاح للرازي.
  11. نور الأنوار للرازي.
  12. كتاب الأسطقسات لإسحق الإسرائيلي.
  13. كتاب الأغذية العامة والخاصة لإسحق الإسرائيلي.
  14. كتاب الجراحة للزهراوي.
  15. كتاب العمل باليد للزهراوي (وهو نفسه كتاب الجراحة).
  16. كتاب الأنواء لعريب بن سعيد.
  17. كتاب الأدوية المفردة لابن وافد.

 شارك ابن وافد (398-467ﻫ/1008-1075م) مشاركة فعالة” في علوم الأدوية المفردة حين ضبط منها ما لم يضبطه أحد من علماء عصره، وألف فيها كتابا جليلاً لا نظير له، جمع فيه ما تضمنه كتاب ديسقوريدس وكتاب جالينوس، المؤلفين في الأدوية المفردة، ورتبه أحسن ترتيب[30]. ويذكر يوجين مايرز أن عنوان هذا الكتاب هو “في الأدوية والأغذية المفردة، وأن جيرارد الكريموني قد ترجم هذا الكتاب إلى اللاتينية”[31].

امتاز القرن السادس الهجري/الثاني عشر الميلادي بظهور إبداعات علمية متعددة، على الرغم من أن الجسد العربي الإسلامي بدأ يتعرض للضربات من الخارج بصورة موجعة. لكن كما سبق أن أشرنا في مواضع أخرى[32]، كان العلماء هم الدرع الواقي للأمة؛ قد ينحسر المد السياسي؛ لكن المد العلمي لا يتراجع. إنه يتقدم بصور متعددة، ويتخذ من مواطن الضعف منطلقات للقوة والوثوب إلى الأمام في إباء وشمم.

  1. كتاب علي بن رضوان في شرح الفن الصغير لجالينوس.
  2. كتاب القياس للفارابي: Liber Alfarabii de Sillogismo له ترجمتان إلى اللاتيني؛ الأولى عنوانها De Scientiis وهى من عمل جيرارد الكريمونى. والثانية عنوانها De ortu Scientiarum (في تقسيم العلوم) والترجمتان محفوظتان في المكتبة الوطنية بباريس، الأولى تحت رقم 9335، والثانية تحت رقم 6296. والكتاب له ترجمة عبرية ذكرها اشتينشنيدر. ويحصى لنا الأستاذ اشتينشنيدر أكثر من مائة عمل من أعمال الفارابي بين كتاب، ومقالة، وشرح، ترجمت إلى اللاتينية والعبرية معا، وأحصى الأستاذ بروكلمان أقل من هذا العدد.
  3. إحصاء العلوم للفارابى: هذا الكتاب حظي بعناية فائقة من الغربيين وبصفة خاصة إبان حركة الترجمة في موجتها الأولى. ونقل هذا الكتاب وترجم إلى اللاتينية مرتين. المرة الأولى هي التي قام فيها جندسالفي بترجمة الكتاب إلى اللاتينية. وقد اكتشف جيرارد الكريموني أنها ترجمة معيبة، لا تتصف بالأمانة العلمية، لأنها أسقطت مقاطع كثيرة مما لم يفهمه جندسالفي من الأصل العربي، بل اكتشف أيضا أن هناك فصلا كاملاً من الأصل العربي لم يترجمه. ولما كانت الترجمة في رأى الكريموني غير دقيقة ومعيبة ولم تحرص على الأمانة العلمية، فقد قام الكريموني بترجمة الكتاب مرة أخرى في منتصف القرن الثاني عشر الميلادي. وتحتفظ المكتبة الوطنية في باريس بالنص اللاتينى الذي نقله جيرارد الكريموني في المخطوط رقم 9335 وعنوانه اللاتيني:

Liber Al-Farabi de Scientiis, translature a magistro Girardo Cremonensi. in Toledo, de arabico in latinum.

والترجمة اللاتينية التي عملها الكريموني صحيحة ومطابقة لكل من المخطوطتين العربيتين الموجودتين في الأسكوريال والنجف بالعراق. ونظرا لأهمية كتاب “إحصاء العلوم” للفارابي فقد قام إنجيل بلانسيه Angel Palencia بنقل الترجمة اللاتينية إلى اللغة الإسبانية وأصدرها معهد الدراسات العربية في مدريد باللغات؛ العربية-اللاتينية-الأسبانية عام 1953. كما ترجم الكتاب أيضا إلى اللغة العبرية، ولكن لم يذكر لنا اشتينشنيدر مترجمه إلى اللغة العبرانية، ولا نعرف من قام بالترجمة العبرية. وأشهر النشرات العربية لهذا الكتاب هي النشرة التي قام بها المرحوم الدكتور عثمان أمين، وهى مرجع معظم الباحثين العرب.

  1. كتاب في العالم لمشاء الله اليهودي.
  2. كتاب الأخوة الثلاثة (أولاد موسى).
  3. مختصر من حساب الجبر والمقابلة للخوارزمي، وقد نشرت إحدى مخطوطاته في روزن، لندن 1831. ترجمه إلى اللاتينية جيرارد الكريموني في ترجمة أولى ثم ترجمه روبرت أوف تشيستر في ترجمة لاتينية ثانية، ولدينا تحقيقًا عربيًا قيمًا للكتاب عمله العالم العربي الأستاذ مصطفى مشرفة وعالم الرياضيات المصري الأستاذ محمد مرسى أحمد، صدر في مصر عام 1939م.
  4. شرح سند بن علي للكتاب العاشر لإقليدس للمستقيمات غير الجذرية.
  5. كتاب النيريزي في شرح إقليدس.
  6. كتاب الفرغاني في جوامع علم النجوم وأصول الحركات السماوية.
  7. أصول إقليدس لأبي عثمان الدمشقي.
  8. كتاب الثمرة بتفسير أحمد بن يوسف.
  9. كتاب المناظر للحسن بن الهيثم. ولكن لماذا هذا الكتاب؟

إن كتاب ابن الهيثم لعب دورًا علميًا مهمًا في العصور الوسطى، وقد تنبه الكريموني إلى أن هذا الكتاب يتألف من سبع مقالات هي:

المقالة الأولى: في كيفية الإبصار بالجملة وفيها ثمانية فصول.

المقالة الثالثة في إغلاط البصر فيما يدركه على استقامة وعللها وفيها سبعة فصول.

المقالة الرابعة: في كيفية إدراك البصر بالانعكاس عن الأجسام الصقيلة وفيها خمسة فصول.

المقالة الخامس: في مواضع الخيالات؛ وهى الصور التي ترى في الأجسام الصقيلة، وفيها فصلين هما: صدر المقالة، القول في الخيال.

المقالة السادسة: في إغلاط البصر فيما يدركه بالانعكاس وعللها، وفيها تسع فصول.

المقالة السابعة: في كيفية إدراك البصر بالانعكاس من وراء الأجسام المشفة المخالفة لشفيف الهواء وفيها تسع فصول هي: صدر المقالة، في أن الضوء ينفذ في الأجسام المشفة.. وفي كيفية وانعطاف الأضواء في الأجسام المشفة، وفي أن ما يدركه البصر من وراء الأجسام المشفة المخالفة الشفيف لشفيف الجسم التي في البصر إذا كان مائلا عن الأعمدة القائمة على سطوحها هو إدراك بالانعكاس في الخيال، في كيفية إدراك البصر للمبصرات بالانعطاف في إغلاط البصر التي تعرض من أجل الانعطاف[33].

كتاب الفجر للحسن بن الهيثم. وهنا نجد لدينا إشكالية تاريخية، إذ يقول الدكتور عبد الحميد صبره في هذا الصدد: “في سنة 1572 نشر فريدرش رزنر في مدينة بازل مجلدًا من القطع الكبير بعنوان: “الذخيرة في البصريات” اشتمل على ثلاثة مصنفات: أولها ترجمة لاتينية (لكتاب المناظر) لابن الهيثم في سبع مقالات، وثانيها؛ ترجمة لاتينية لمقال في (الفجر والشفق) نسب إلى ابن الهيثم، وثالثها كتاب في البصريات للعالم البولندي فيتيلو في عشر مقالات. وقد بينا في مقال لنا نشر عام 1967 خطأ نسبة مقالة (الفجر والشفق) إلى ابن الهيثم، وإن مؤلفها هو العالم الأندلسي أبو عبد الله محمد بن معاذ الجياني الذي عاش في القرن الخامس الهجري/الحادي عشر الميلادي، أما كتاب فيتيلو فقد دون في القرن الثالث عشر الميلادي وسبق نشره في نورنبرج مرتين-سنة 1535 وسنة 1551. والمعروف أن فيتيلو صنف كتابه بعد اطلاعه على الترجمة اللاتينية المخطوطة لكتاب ابن الهيثم، ويتبين من مقارنة نص الكتابين أن العالم البولندي قد سار في كتابه على نهج كتاب ابن الهيثم فاستقى منه موضوعاته وأشكاله بل نقل ألفاظه في كثير من المواضع[34].

ويقرر صبره بصورة قاطعة أن المقالة التي عنوانها: “الفجر والشفق” لا تصح نسبتها إلى ابن الهيثم لأنها ليست له، وإنما هي للعالم الأندلسي الجياني). وما كان لهذا التقرير أن يتم إلا بناءً على مقارنات في الأسلوب والتركيب وغير ذلك، تستند بالضرورة إلى تحليل المضمون؛ لكن هل تنبه الدكتور صبره، وهو الذي قضى معظم حياته العلمية مع ابن الهيثم، إلى أن جيرارد الكريموني قد ترجم هذه المقالة لابن الهيثم في القرن الثاني عشر، وظهرت في أوروبا باللاتينية في ذلك الوقت؟ أم أنه افترض منذ البداية أنها ليست من عمل ابن الهيثم؟ المسألة قد تحتاج إلى دراسة وبحث، خاصة إذا كان الأمر متعلقا بترجمة لاتينية عليها اسم الكريموني.

  1. كتاب الهيئة لجابر بن أفلح في 8 مقالات.
  2. كتاب القانون في الطب لابن سينا.

نقل جيرار الكريموني كتاب القانون من اللغة العربية إلى اللغة اللاتينية، وهو عمل شاق وجهد كبير. ووضع كتاب القانون في الطب بين أيدي الأوربيين من علماء وأطباء وفيزيائيين وصيادلة وعلماء تشريح وغيرهم، وتوالت طبعات هذا الكتاب وترجماته، وتم تداوله في أوروبا على نطاق واسع[35]. وبهذا النقل لكتاب القانون بما فيه من المعلومات الشاملة والترتيب المنظم، احتل كتاب القانون المكانة التي كانت تحتلها قبله كتب جالينوس والرازي والمجوسي، وأصبح الكتاب المدرسي لتعليم الطب في دور العلم الأوروبية[36]، وبلغة العلم المعاصر أصبح كتاب القانون في الطب أهم النصوص الذي تعلمت منه أجيال الأطباء على مدار قرابة الخمسة قرون.

إذن جاء جيرارد الكريموني إلى طليطلة في الربع الأول من القرن الحادي عشر الميلادي بحثا عن كتاب المجسطي، وتعلم اللغة العربية كما علمنا، وعرف من خلالها العديد من الكتابات العلمية التي قام بنقلها وترجمتها إلى اللغة اللاتينية، والتي أشرفت على المائة مخطوط علمي عربي من أمهات الكتب التي انتقاها جيرار دي كريمونا، إذا ما وضعنا في الاعتبار أن هناك بعض المخطوطات والمترجمات اللاتينية للكريموني لم يتم الكشف عنها بعد. وكان كتاب القانون في الطب لابن سينا أحد أهم هذه الكتابات. وهذا يعنى أن كتاب القانون في الطب كان موجودًا في طليطلة بالذات، واسبانيا بصفة عامة، قبل أوائل القرن الثاني عشر الميلادي.

قيمة لائحة سارتون

لا شك أن لائحة سارتون تلقى الضوء على العديد من الترجمات التي نقلت من اللغة العربية إلى اللغة اللاتينية أو العبرية أو غيرهما، وهذه الترجمات كانت مؤثرة في تطور العلم الغربي بصورة كبيرة. لكن الحدث الأبرز هو أن سارتون تنبه إلى أن الترجمات التي تمت من العربية إلى اللاتينية أدت مهمة معرفية غاية في الأهمية بالنسبة لتطور المعرفة العلمية؛ خاصة وأن بعض الكتابات اليونانية فقدت أصولها ولم يتيسر استحضارها مرة أخرى إلا من خلال الترجمة التي تمت عن الترجمة العربية. وربما كان هذا هو السر وراء ترجمة الكريموني لعدد كبير من الترجمات العربية التي تمت لأصول إقليدس وشروحاته المختلفة.

قيمة العلم العربي في سد ثغرات العلم القديم المفقود

يبين لنا سارتون، من خلال تناوله للعلم القديم، كيف أن الترجمات العربية للعلوم اليونانية ساعدت على حصول الغرب على أصول الكتابات القديمة المفقودة. ومن هذا المنطلق نقدم مثالا على تتبع سارتون للرياضي الإسكندري بابوس.

كانت دراسة سارتون لأعمال الرياضي الإسكندري بابوس مثالا جيدا على تفعيل مؤرخ العلم لمعلوماته وبصفة خاصة الرياضية، ونحن نعلم أن سارتون درس الرياضيات قبل أن يتجه لدراسة تاريخ العلم، ولكنه وظف معرفته الرياضية لفهم الجوانب المجهولة في تاريخ العلم، وسد الثغرات من خلال التفسير العلمي والرياضي.

كانت كتابات بابوس بالنسبة لسارتون أحد أهم مصادر علوم الأوائل في الرياضيات، وبصفة خاصة كتابه ” الجامع”. يذكر الأستاذ جورج سارتون أن بابوس، وهو رياضي، على درجة كبيرة من الأهمية، وهو من علماء رياضيات القرن الثالث الميلادي، وأهم كتاب له هو كتاب “الجامع في الرياضة”، الذي ربما، وفق افتراض الأستاذ سارتون، يكون قد ألفه بتكليف من الإمبراطور ديوقليتيان 284-305م). إضافة إلى هذا فقد وضع ولأول مرة شرحًا على كتاب المجسطي لبطلميوس، وشرحا على إقليدس، في هذه الفترة[37].

ربما كان الأستاذ جورج سارتون الوحيد من بين مؤرخي العلم الذي أولى اهتمامًا كبيرًا لكتاب الجامع، مؤكدا أنه قد وصل إلينا جزءاً كبيرًا من هذا الكتاب. لكن يبدو أنه من الأهمية بمكان، قبل أن نتناول كتاب بابوس وقيمته العلمية وبنيته الأساسية، أن نستمع إلى شرح الأستاذ سارتون وهو يحدد وضع بابوس في منظومة الرياضيات القديمة، ودور المسلمين في سد ثغراته.

يذكر الأستاذ سارتون أن هناك فروقًا أساسية بين بابوس وإقليدس وبطلميوس، مؤكدا على أن بابوس لم يكن “معلما كإقليدس أو بطلميوس، ولكنه كان عالمًا مطلعًا على الرياضيات الإغريقية بأكملها، فحاول اختصارها بطريقته الخاصة. وكان شارحًا مجيدًا لأنه بلغ مرتبة العظماء من السابقين عليه، فكان باستطاعته أن يضيف القضايا الجديدة والمسائل الجديدة”، ومع هذا فإن سارتون ينتقده بعنف قائلاً: “ولكنه لم يكن صاحب منهج”.

ويستدل الأستاذ سارتون على كون بابوس عالما من علماء الرياضيات أنه “دون التعليقات على أشهر الكتب الرياضية، وابتكر، ثم حل مسائل جديدة، ثم رتب كل ذلك في ثمان مقالات. وكل مقالة منها مسبوقة بآراء عامة توضح ما يحيط بمسائلها من أمور فلسفية ورياضية وتاريخية. ولهذه المقدمات أهمية عظمى عند مؤرخي الرياضيات”[38]، لكن الأستاذ سارتون يتحسر على فقدان مقدمات المقالات: الأولى والثانية والرابعة، ويتمنى أن تظهر يوما ما في ترجمة عربية، مما يقوى الرأي بأن سارتون على علم بأن أعمال بابوس كانت موضع اهتمام الرياضيين العرب.

 ولا يقل عن هذا ما يؤكده لنا الأستاذ رشدي راشد من أنه غالبا ما صاحب هذا التفسير أو ذاك “الترجمات العربية للنصوص اليونانية عند انتقالها إلى أوروبا في العصر الوسيط وعصر النهضة. هذه الترجمات نفسها كانت في بعض الأحيان هي السبيل الوحيد لمعرفة الأوروبيين بهذه النصوص. فلقد فُقِد الأصل اليوناني لبعضها ولم تبق إلا الترجمات العربية. وهناك العديد من الأمثلة من كتابات أبولونيوس وبابوس كما بين مؤرخو العلوم في القرن الماضي”[39]. والأستاذ سارتون الذي ينتقد بابوس ويصفه بأنه “لم يكن صاحب منهج”، إنما حاد عن جادة الصواب، إذ كيف يمكن أن يكون بابوس دون تعليقات، وابتكر وحل مسائل جديدة، ثم رتب كل هذا في ثمانى مقالات، دون أن يكون صاحب منهج. ربما اعتقد الأستاذ سارتون أن صاحب المنهج هو الذي يعلن عن خطوات منهجه صراحة، وهذا غير ضروري، وغير وارد في أعمال معظم العلماء.

والواقع أن مسألة معرفة العرب والرياضيين المسلمين بكتاب بابوس وأعماله كانت واضحة للعيان، والمعروف أن أسرة ثابت بن قرة قد اهتمت بالرياضيات على وجه الخصوص، وأن أفراد هذه الأسرة، على مدار أكثر من قرن ونصف، نقلوا أعمال بابوس وآخرين، وربما حصلنا على مخطوطاته في المستقبل.

وتقرير الأستاذ سارتون يقول لنا، في الوقت ذاته، إن هناك صعوبات في تحليل هذا الكتاب لأسباب عديدة منها:

  1. أن هذا الكتاب يعتني بكثير من الموضوعات الرياضية.
  2. وأن جمعه القديم إلى الحديث في كثير من الأحيان مثل أحد أهم مصادر الصعوبات.
  3. أن بابوس لم يكن معلما كإقليدس أو بطلميوس، ولكنه كان عالما مطلعا على الرياضيات الإغريقية بأكملها فحاول اختصارها بطريقته الخاصة.
  4. كما أن بابوس كان شارحًا مجيدًا؛ لأنه بلغ مرتبة العظماء من السابقين عليه، فكان باستطاعته أن يضيف القضايا الجديدة، والمسائل الجديدة، ولكنه لم يكن صاحب منهج.

وربما فسرت لنا هذه المجموعة من القضايا التي طرحها سارتون قيمة بابوس بالنسبة لعلماء الرياضيات العرب، وكيف تم اختيار كتاباته لتنقل إلى اللغة العربية ضمن الكتابات الأخرى.

وربما لو وضعنا في اعتبارنا ما يقوله سارتون عن المقالة الرابعة لبابوس لأدركنا قوة اعتقاده في قيمة العلم العربي التي قلل منها الآخرون يقول سارتون: “أما المقالة الرابعة فهي توسيع دائرة انطباق المسألة الفيثاغورية المتصلة بالمربع المنشأ على الوتر. والدوائر التي على شكل سكين نصف دائرية، ثم شرح على كتاب أرشميدس وهذا الكتاب مفقود في اليونانية، ولكن الترجمات العربية حفظته”[40].

في المقالة الثانية التي تتناول الفصول من 14 إلى 16 يشرح طريقة أبولونيوس ونظريته في الأعداد العظمى، واستخدام تلك الأعداد. وفى المقالة الثالثة: يتناول تاريخ المسألة المتصلة بإيجاد متناسبين متوسطين يكونان في تناسب كمتصل مع خطين معلومين، ثم تصنيف المسائل الهندسية في ثلاث فئات 1. المستوية التي يكفي لحلها المستقيم والدائرة. و2. المجسمة التي يحتاج في حل مسائلها إلى قطوع المخروط أو ما يعادلها. و3. التي يتطلب حلها منحنيات أكثر تعقيدا، وهي تلك التي تنتج عن سطوح وحركات أكثر تعقيدا كالمنحنى الحلزوني والمنحنى التربيعي[41].. إلخ.

وأما المقالة الخامسة فإنها تتناول الأشكال المتساوية المحيطات، وهذا البحث مأخوذ عن زينودوروس ق 2-1 ق. م). الذي يشير في مقدمته إلى خلايا النحل وبنائها، على نحو كثير الانتظام. ولم ينظر بابوس في مسائل الهندسة المستوية فحسب، وإنما ذهب أيضا إلى أن الكرة أعظم مقدار يحيط به سطح معين.

وأما المقالة السادسة[42] فإنه يغلب عليها البحوث الفلكية التي أوحى بها بعض الفلكيين مثل: (أوطولوقس ق4-2 ق. م)، و(أرسطرخس ق 3-1 ق. م) و(إقليدس ق 3-1 ق. م) و(ثاودوسبوس ق 1-1 ق.م) و(منالاوس ق 1-2).

وأما المقالة السابعة فتعتبر أطول مقالات الكتاب كله، ويليها في الطول المقالة الثالثة، فالرابعة، ثم الخامسة، ولكن المقالة السابعة تكاد تعادل هذه الثلاث مجتمعة، وهي أيضا أهم مقالات الكتاب عند المؤرخين؛ لأن فيها مناقشة لكثير من المؤلفات المنسوبة إلى أرسطايوس ق 4-2 ق. م) وإقليدس وأبللونيوس وأراطشنيس. ويدل عنوانها على أنها تحوى المأخوذات أو المقدمات) التي يحتاج إليها لإيجاد المحل الهندسي الذي سبق حله) فهي أشبه بمرجع في الطرق الهندسية على مستوى عالٍ.

مسألة بابوس الشهيرة في المقالة السابعة بكتاب الجامع وأهميتها:

تتناول سارتون مسألة بابوس الشهيرة وهى في المقالة السابعة وهي: إذا كانت عدة خطوط مستقيمة في سطح مستو فالمطلوب إيجاد المحل الهندسي لنقطة إذا أخرجت منها خطوط مستقيمة قاطعة للخطوط الأولى على زاوية معلومة كان حاصل ضرب بعض معين من هذه الخطوط المخرجة إلى حاصل ضرب البعض الآخر نسبة معلومة. وهذه المسألة مهمة في ذاتها، ولكن يزيد من أهميتها أنها شغلت فكر ديكارت وجعلته يبتكر طريقة الإحداثيات coordinates التي شرحها في كتاب الهندسة Geometrie سنة 1637م. إذن كانت مسألة بابوس هذه بذرة ظلت كامنة حقبة تزيد على ثلاثة عشر قرنا ثم ازدهرت ذلك الازدهار البديع فيما يسمى بالهندسة التحليلية[43].

ويشير الأستاذ سارتون إلى قضية رياضية مهمة لبابوس تعد أساس “طريقة مركز الثقل” وهى: “إذا دار منحن مقفل مستو على محور فمقدار المجسم الناشئ عن دورانه يساوي حاصل ضرب مساحة المنحنى في طول الخط الذي يخطه مركز ثقله”. وقد نشر الأب اليسوعي بول جولدين تلك القضية في صيغة أوضح سنة 1640. وكان أول من برهن على هذه القضية بونافنتورا كافاليري Bonaventura covalieri سنة 1647 بعد قرون طويلة”[44].

 وأما المقالة الثامنة والأخيرة في الميكانيكا، وأكثرها مأخوذ عن أيرن الإسكندري. يقول سارتون: “سار بابوس وراء أيرن في تمييزه بين فروع الميكانيكا النظرية؛ وهى الهندسة، والحساب، والفلك، والفيزياء، وبين فرعها العملي أو اليدوي. وهذه المقالة يمكن اعتبارها الأوج الذي وصلت إليه الميكانيكا عند الإغريق، وهى تعيننا على تبين كثرة التنوع في المشكلات التي اشتغل بها الميكانيكيون. في العصر الهلينستى. وقد كانت هناك حاجات كثيرة تتطلب الإرضاء: مثل تحريك الأجسام الثقيلة وصنع آلات الحرب لأغراض الهجوم، أو الدفاع، وآلات رفع الماء، والآلات والأجهزة التي كان يستعين بها أصحاب الحيل، والساعات المائية، والكرات المتحركة. وكان بابوس مهتما بالمسائل العملية؛ كصناعة التروس المسننة والملفات الاسطوانية التي تدار بوساطتها العجلات المسننة، ولكنه كان أكثر اهتماما بالمناهج الرياضية كالوصول إلى متناسبين وسطين بين خطين معلومين، وتعيين مراكز الثقل، ورسم المخروط المار بخمس نقط معلومة. وقد بلغ من حماسه الرياضي أن حاول حل مسائل نظرية كالمسألة الآتية: المطلوب أن نشغل مساحة دائرة ما بسبعة أشكال سداسية منتظمة متساوية.

وفى معالجة الأستاذ سارتون لطريقتي الإسقاط العمودي والتجسيمي عند بطلميوس، ذهب إلى أن شرح الإسقاط التجسيمي في كتاب بطلميوس “تسطيح الكرة” مفقود في اليونانية محفوظ في ترجمات لاتينية عن العربية والطبعات الأخيرة حققها هيبرج[45]. ويشرح لنا سارتون[46] كيف أنه قد نسب إلى بطلميوس كتابان في البصريات أحدهما وهو الموسوم باللاتينية Ptalomei speculis قد ردت نسبته إلى صاحبه الحقيقي أيرن الإسكندري الذي ربما عاش قبل زمان بطلميوس، والثاني وهو المسمى “بصريات” بطلميوس قد وصل إلينا في ترجمة لاتينية نقلها أوجين البالومى ق12-2) عن العربية سنة 1154.

إن الأستاذ سارتون في تناوله لبعض جوانب العلوم القديمة من خلال الرياضى اللإسكندرى بابوس أو حتى من خلال بصريات بطلميوس، إنما أراد أن يثبت قيمة العلم العربي، وفى الوقت ذاته قيمة الإسهام الإسلامي في تطور المعرفة العلمية ابستيمولوجيا، وفى بيان الدور الذي أدته العلوم الإسلامية في سياق الحضارة الإنسانية.

وفى هذا الصدد نجد الأستاذ سارتون يواجه، بكل حزم، أنصار “المعجزة الإغريقية” من المستشرقين، يقول في هذا الصدد: “من الممكن أن نتحدث عن معجزة الثقافة العربية، كما نتحدث عن معجزة الثقافة الإغريقية، وسيكون معنى كلمة معجزة متساويا تماما في كل من الحالتين. وقد يصفنا البعض بالمغالاة حين نستعمل كامة “معجزة”. ولكن ما حدث في كل من بلاد الإغريق والبلاد الإسلامية، كان من الغرابة إلى درجة تحمل الإنسان على التطرف في التعبير.

وقد يجوز للمؤرخين المسلمين أن يرجعوا سر انتشار الإسلام، كعقيدة وكدولة، وكذلك انتشار اللغة العربية، إلى أنه نصر من الله لعبده، الذي لولا ما أمده به من تأييد ونصر، لما أسس دينا كهذا الدين… وأن أذكياء المسلمين” أدركوا أن هؤلاء الأجانب الذين هزموا أمامهم، من إغريق وفرس ومصريين وأسبان… إلخ، يعرفون من أنواع الفنون ما لا يعرفون هم أنفسهم. وهكذا احتاج العرب إلى معاونة هؤلاء…. وبفضل تعاونهم الكامل قامت الإمبراطورية الإسلامية…

 ولم يمض وقت طويل حتى أدرك العرب أن ما لدى هذه الشعوب من امتياز ثقافي، يرجع في واقع الأمر إلى ما لديهم من علوم وفنون. ومن هذه النقطة يبدأ ما يمكن أن نسميه بمعجزة العلم العربي. ومرة أخرى تستعمل كلمة معجزة؛ لأن ما تحقق على أيدي العرب في ميدان العلوم لا يكاد يصدق، ولم يحدث قط في تاريخ الإنسانية أن تمكن قوم من العلم هذا التمكن السريع”[47].

لم يكن حكم سارتون على قيمة العلم العربي الإسلامي من فراغ، وإنما كان من خلال خبرة علمية طويلة تكونت لديه، ومن خلال اطلاعه على الوثائق القديمة بلغاتها المختلفة فقد كان يجيد العديد من اللغات ومنها الفرنسية والإنجليزية والألمانية والأسبانية، وبعض الصينية والسنسكريتية والعربية والعبرية، الأمر الذي مكنه من إجراء مقارنات عديدة بين الثقافات والحضارات[48].

لكن عناية الأستاذ سارتون بتاريخ العلم مسألة على درجة كبيرة من الأهمية الإبستيمولوجية، فهو يؤكد لنا في كتابه “مقدمة لتاريخ العلم” أن أعظم فكرة فلسفية زودنا بها العلم هي مسألة نسبية المعرفة، إن مهمتنا لا تنحصر فقط في تسجيل الاكتشافات العلمية المنعزلة، وإنما في تفسير تقدم الفكر العلمي، وتطور الوعي الإنساني تدريجيا[49].

لكن لابد وأن نقف على تصور سارتون لجانب من جوانب العلم العربي، أحرز به أطباء الإسلام فضل الريادة، وهو علم الكحالة، وذلك من خلال تقييم سارتون لكتاب “المرشد في العين” للغافقي والذي نشره ماكس مايرهوف.

يقول سارتون[50] عن كتاب الغافقى “كتاب لم يسبق نشره للكحَّال طبيب العيون (الأندلسي محمد بن قسُّوم بن أسلم الغافقي القرن الثاني عشر الميلادي). ولما كان الكتاب في طب العيون وجدناه يتابع قوله: “تُعدُّ الكحالة طب العيون، أحد فروع الطب العربي المهمة وأكثرها ابتكارًا “.

ومن الناحية المعرفية يؤكد لنا الأستاذ سارتون منذ البداية وفى السطور الأولى لمقالته المهمة بأهمية الإسهام العربي الإسلامي في طب العيون بقوله: “تُعدُّ الكحالة طب العيون” أحد فروع الطب العربي المهمة وأكثرها ابتكارًا “. ويمدح ماكس مايرهوف هذا العمل ويبين أنه أكثر قيمة من أعمال هيرشبرج، يقول سارتون في هذا الصدد أن مايرهوف حذا حذو “يوليوس هيرشبرج Julius Hirschberg 1843-1925 م، ولكنه تميَّز عن سابقه الجليل بميزة لا تقدَّر بثمن؛ ألا وهى القدرة على قراءة النصوص العربية بنفسه”.

 لهذا الكلام من جانب سارتون قيمة كبيرة، لأنه من الناحية الميثودولوجية انتقد أعمال المستشرقين، وبصفة خاصة هيرشبرج، من خلال عملية الترجمة للنصوص العربية، لأن “الترجمة التي تتم على مرحلتين: مرحلة أولى لغوية بحتة يقوم بها أحد المستشرقين، ثم الترجمة التقنية التي يقوم بها أحد المختصين؛ هذه الترجمة تحمل دومًا عدة مخاطر أيًا كانت احتياطات القائمين عليها” هذا الكلام من الناحية الإبستيمولوجية يعرى الخلفية التي تقف وراء أعمال المستشرقين، وتكشف إلى أي حد لم يفهم هؤلاء النصوص الأصلية للكتاب والأطباء العرب”. ويكشف أيضا أن مايرهوف تجنب “تلك المخاطر بفضل معرفته بالعربية”، وبطب الرمد، وبالتالي فإنه عندما يقوم بدراسة نصٍّ طبي قديم تكون لديه كل المعارف الضرورية.

ويذكر الأستاذ سارتون بصورة دقيقة أن “المقالات التي كُتبت في طب الرمد العربي منذ القرن التاسع وحتى بداية القرن الحادي عشر الميلاديين” قد عرض ” ملخصًا لهذه المرحلة الرائعة من الطب العربي في “كتابه مقدمة إلى تاريخ العلوم” Introduction to the History of Science الجزء الثاني، (ص82-84) وهذه هي المناسبة التي اعترف فيها بإبداع الآخر العرب-المسلمين) وهى التي أبرزها مايرهوف أيضا في قوله إنه: “طيلة العصور الوسطى لم يضع أطباء أوروبا مقالةً واحدةً في طب العيون تضاهى ما كتبه أطباء العيون العرب، وذلك حتى بداية القرن الثامن عشر الذي ظهرت فيه أخيرًا كتابات سان إيف Saint-Yves، وماتر جان Maitre-Jean، وبريسو Brisseau… إلخ، التي مثَّلت تقدمًا كبيرًا ترك وراءه الإنتاج العربي”. (ص 165).

ومع أن الأستاذ سارتون قد أشار إلى أنه قد عرض للفترة منذ القرن التاسع وحتى بداية القرن الحادي عشر، إلا أن قائمته اقتصرت على بعض المواضع دون غيرها، ومن ثم لم تتابع تطور طب العيون عند المسلمين فيما بعد، وهذه مسألة تقلل من الإبداع الإسلامي، وفيه مواضع كثيرة أثرت في الفكر الغربي. نحاول أن نقدم في هذا الصدد ما لم يقم به سارتون لاستكمال هذا الجانب المعرفي.

 ونذكر فيما يلي قائمة بأهم المؤلفات التي صدرت بدءًا من القرن الثاني عشر الميلادي وحتى القرن الثامن عشر الميلادي مرتبة تصاعديًا من الأقدم إلى الأحدث، تبديداً للفكرة القائلة بتدهور العلم العربي وأفول نجمه. ولكن لابد من الانتباه إلى حقيقة ساطعة وهى أن المسألة من الناحية المعرفية والمنهجية لم تكن متعلقة بتدهور العلم العربي بقدر ما كانت تعلن عن حتمية “الآخر” بعد أن انتقلت العلوم العربية الإسلامية إلى العالم الغربي، معلنة صفحة تنويرية في حياة أوروبا التي حرصت على الاحتفاظ بالشعلة، ولكن لا أحد يعرف اتجاه الرياح حين تبحر السفينة.

مؤلفات طب الكحالة في الفترة ق12-ق18م

1. تقوم الأبدان في تدبير الإحسان

 لمؤلفه أبي على يحيي بن عيسى بن جزله: المتوفى سنة (1155م/493ﻫ)، وقد جاء هذا الكتاب على طريقة الجداول. كما خصص فيه مكانًا لأربعين مرضا من أمراض العين، ويتميز بالاختصار والتكثيف والالتزام بذكر معلومات محددة مثل: العمر الذي تكثر فيه الإصابة بالمرض، أو فصل السنة، وإنذار المرض، وأنواع المداواة والتدبير[51].

2. الكافي في صناعة الطب

 لمؤلفه أبي نصر عدنان بن نصر العين زربي، المتوفى عام 1153م. وهو أحد أكثر كتب الطب العربية اهتمامًا بالعلاقة بين جسم الإنسان والمرض وظواهر الطبيعة، بما فيها حركات النجوم. وفي هذا الكتاب قسم مخصص لأمراض العين[52].

3. الاقتضاب على هيئة المسألة والجواب

 لمؤلفه أبي سعيد أبي الخير بن عيسى المسيحي، المتوفى في عام 1193م، وهو اختصار لكتاب القانون في الطب لابن سينا، وذلك خدمة للطلبة والأطباء المبتدئين، ثم اختصر الاقتضاب، في انتخاب الاقتضاب، وفيه فقرات مهمة في مبحث التشخيص التفريقي لأمراض العين. [53]

4. المرشد في الكحل

 لمؤلفه محمد بن قسوم بن أسلم الغافقي، وأحيانا يذكر باسم “المرشد في طب العين”[54]، ظهر كتابه عام (1197م/595ﻫ)[55]، وقد ترجم ماكس مايرهوف قسما من هذا الكتاب تشكل من الصفحة 256 إلى الصفحة 406 من الأصل المخطوط إلى اللغة الفرنسية مع مقدمة مستفيضة[56]، وقد نشر مايرهوف ترجمته هذه في أسبانيا عام1933 م بمناسبة المؤتمر الدولي الرابع عشر لطب العين [57]. ويذكر الدكتور نشأت الحمارنة في كتابه آراء ودراسات[58] أن الدكتور سعيد شيبان الجزائر، يعكف على تحقيق هذا الكتاب تحقيقا علميا نقديا وأنه كان قد كتب أكثر من بحث عن الكتاب والمؤلف[59].

 إلا أن هذا الكتاب ظهرت له نشرتان محققتان، إحداهما صدرت عام 1987م عن معهد الإنماء العربي في بيروت بعناية الدكتور حسن علي حسن، والأخرى صدرت عن الإدارة العامة للتوعية العلمية والنشر بمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية عام 1990 بعناية الدكتور محمد رواس قلعجي والدكتور محمد ظافر الوفائي. وقد قدمت مقارنة نقدية بين التحقيقين لتوضيح التحقيق العلمي من عدمه وأيهما اتسم بالعلمية عن الآخر [60].

 وينقسم الكتاب إلى ست مقالات، يتألف كل منها من عدة أبواب، وكل باب من عدة فصول، وأحيانا كل فصل لعدة أمراض كما خصص الغافقي أكثر من 55 فصلا لدراسة تركيب أعضاء العين، وأمراض العين وعلاجاتها. كما يتميز الكتاب بالترتيب الرائع والمنطقي في تسلسل الفصول فهو يبدي رأيه في كل الأمور ويدعمه بالبرهان، متكلا على تجربته الكبيرة وثقته بنفسه، خاصة وأنه كانت للغافقي خبرة واسعة تميز بها عن سائر معاصريه في دراسة العين[61].

5. المهذب في الكحل المجرب

 لعلاء الدين على بن أبي الحزم القرشي توفى (687ﻫ/1288م) كان ابن النفيس طبيبا كحالا ممارسا، أما كتاب المهذب فمن كتب التراث الطبي العربي المهمة، وقد تخيل بعض المؤرخين أنه ضاع، ثم ظهر لأول مرة في حلب حينما وصف الأب سباط اقتناءه لمكتبته الخاصة عام 1928، وهو من أوائل الكتابات التي تخصصت في الكحل، ومع ذلك أُفردت لنظرية الإبصار فصولا طويلة.

 وقد لاحظت إميلي سافاج في دراستها التي قامت بها على هذا الكتاب[62] أن تسلسل فصوله وترتيبها يختلفان عما عرفناه في كتب الكحل التي ظهرت في القرنين التاسع والعاشر، ولاحظت كذلك اهتمام المؤلف بإبراز الفصول. فهذا الكتاب لاشك خطوة متقدمة جدًا على طريق تطور دراسات طب العيون، مما يعني أن كتب الكُحل استمر تطورها حتى نهاية القرن الثالث عشر[63]، وقد نشرته المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، إيسيسكو، سنة 1988 م، بتحقيق الدكتور محمد ظافر الوفائي، والدكتور محمد رواس قلعجي[64] .

6. المختارات في الطب

 لمؤلفه ابن هُبل، أبى الحسن على بن أحمد المتوفى عام 1213 م اعتمد في كتابه هذا على كل من: على بن العباس، الزهراوي، وابن سينا، وفيه مقتبسات اختيرت بدقة ومهارة من كتب نادرة مثل كتاب ماسرجويه، وبعض أعمال الكندي[65].

7. الأقراباذين

 لبدر الدين محمد القلانس، المتوفى بعد عام 1223 م. كتب في عام (1194م/590ﻫ) كتابه الشهير “الأقراباذين” الذي خصص فيه لأدوية العين المركبة بابا كاملا يحتوي على أكثر من ثلاثين وصفة[66].

8. نهاية الأفكار ونزهة الأبصار أو النهاية في الكحل

 لمؤلفه عبد الله بن قاسم اللخمي الحريري الأشبيلي، المتوفى في عام (646ﻫ/1248 أو 1249م) وفيه أربعة أقسام اثنان منها لأدوية العين ومعالجاتها. وهذا الكتاب هو أحد أحسن كتب الكُحل العربية فيما يتعلق بالأدوية والصيدلة[67]، وقد تم تناول هذا الكتاب بالتحقيق وصدر في جزأين؛ أما الجزء الأول فقد صدر في عام 1979، والجزء الثاني في عام 1980 بعناية الدكتور مصطفى شريف العاني والدكتور حازم البكري، وقد راجعه وكتب مقدمته الأستاذ الدكتور عبد الرازق محي الدين، وأصدرته منشورات وزارة الثقافة والإعلام، الجمهورية العراقية، دار الرشيد للنشر، سلسلة كتب التراث 91.

9. نتيجة الفكر في علاج أمراض البصر

 لمؤلفه أبى العباس أحمد بن عثمان بن هبة الله القيسي (657ﻫ/1259م) يقول الدكتور نشأت الحمارنة عن الكتاب إنه أراد صاحبه أن يقتصر على السريريات، ثم أضيف على الكتاب باب الكليات[68]. وقد قام الباحث الألماني هانس دايتر بيشوف[69] بترجمة الكتاب إلى الألمانية مما يدل على أهميته وقيمته في الفكر الغربي، كما قام الدكتور محمد ظافر الوفائي والدكتور محمد رواس قلعجي بتحقيق الكتاب، وصدر عام 1998 م عن مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي بلندن.

10. الكافي في الكحل

 لمؤلفه خليفة بن أبي المحاسن الحلبي. كتب هذا الكتاب بين سنتي 1266 م و1275 م، وهو أحد أضخم كتب الكُحل العربية وأحسنها، وفي هذا الكتاب أقراباذين للعين يشغل ثلث حجمه[70].  والكتاب فيه وصف دقيق للغاية لعملية قدح الساد، مع رسوم الآلات والأدوات التي كان يستعملها، وكان واثقا من نتائج عمليته على الساد، إذا كان لا يتردد في قدح العينين في وقت واحد [71].الأمر الذي يعنى أن آلات الجراحة كانت أساسية بالنسبة لأطباء العيون المسلمين. كما يمتاز الكتاب باشتماله على صور لآلات الجراحة العينية، ومقالة عن استعمالات الفصد في طب العين[72].

 ويضم الكتاب كذلك رسما توضيحيا لتشريح الدماغ، وعلاقة العينين به، والطريق الذي يسلكه البصر بين العينين والدماغ، كما يضع رسومًا للأدوات الجراحية المستعملة في جداول، كما يبين أيضا أمراض الأجفان، والعينين، وآلية الإبصار في جداول، إضافة إلى أنه أول كتاب يفرد فصلا خاصًا عن المكاييل والأوزان والمقاييس المستعملة في الطب آنذاك[73].

 وقائمة مصادر هذا الكتاب تتألف من 73 كتابًا لـ41 مؤلفا[74]. كما أن أحد المؤرخين الفرنسيين ذكر هذا الكتاب ومؤلفه، وأعطى فكرة موجزة عن محتواه عام 1876م، بعد أن اطلع على النسخة الوحيدة المعروفة آنذاك والمحفوظة في المكتبة الوطنية في باريس[75]وقد قام هيرشبرج بترجمة الكتاب إلى الألمانية، ونشره في ليبزج عام 1905[76]، وقد نشرته المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم الثقافية “إيسيسكو” عام (1408ﻫ/1988م)، بتحقيق د. محمد ظافر الوفائي، د. محمد رواس قلعجي.

11. مقدمة في الكحل

 للرئيس تاج الدين مفضل بن هبة الله ابن الصنيعة (تلميذ ابن النفيس. توفي 690ﻫ/1291م) وهو منظومة تتناول الكحل فيها أكثر من سبعمائة بيت[77].

12. نور العيون وجامع الفنون

 لمؤلفه يحيى بن أبي الرجاء بن يوسف الحموي، ظهر هذا الكتاب عام 1296 م. وقد اقتبس فيه عن 94 مؤلفا ممن سبقوه من يونان، وفرس، وعرب، ونقل عن واحد وثلاثين كتابا وأقراباذينا[78]. ويقع هذا الكتاب في عشر مقالات، أهمهما الثانية التي عرض فيها نظريات الإبصار عند الإغريق[79]. وقد زين كتابه برسوم الأدوات، ورسوم تشريحية للعين، ولأعصابها ولعضلاتها، كما فعل خليفة الحلبي[80]. وهو في التأليف تلميذ لعيسى بن على، وفي الجراحة تلميذ لعيسى ولعمار بن على كذلك[81].

 والجدير بالذكر أن صلاح الدين قد عرف الحسن بن الهيثم، صاحب كتاب المناظر، ونقل عنه في موضعين من كتابه “نور العيون وجامع الفنون”، وقد كان هيرشبرج يعتقد أنه لم يكن يعلم بوجوده، وأكد الدكتور عبد الحميد صبره في مقدمة تحقيقه لكتاب المناظر أن ابن الهيثم لم يكن معروفا عند المتقدمين، وأن اسمه لم يرد في أي مؤلف حتى منتصف القرن الرابع عشر الميلادي[82]، ولكن قراءتنا لنور العيون أكدت غير ما ارتآه هيرشبرج وعبد الحميد صبره، ولم يتنبه له ماكس مايرهوف، وبالتالي لم يعرفه الأستاذ جورج سارتون. وهذا كشف جديد من جانبنا لم يكن معروفا من قبل للباحثين في تاريخ الطب العربي أو في علم المناظر. وقد حقق هذا الكتاب[83] الدكتور محمد ظافر الوفائي، والدكتور محمد رواس قلعجي. ولم يتنبه المحققان إلى هذه الحقيقة!)

13. كشف الرين في أحوال العين

 لأبي عبيد الله شمس الدين محمد بن إبراهيم بن صاعد الأنصاري الشهير بابن الأكفاني، المتوفى عام (1348م/749ﻫ)، وقد اختصره في كتاب أصغر حجما سماه “تجريد كشف الرين”. وقد قام بتحقيقه د. محمد رواسي قلعجي، د. محمد ظافر الوفائي، وصدر عن الرياض في عام 1993 م[84].

14. العمدة الكحلية في الأمراض البصرية

 لمؤلفه صدقة بن إبراهيم المصري الشاذلي، كتبه في النصف الثاني من القرن الرابع عشر الميلادي، وتكمن أهمية هذا الكتاب في دلالته على أن مؤلفات المتأخرين مثل ابن النفيس، وخليفة الحلبي، وابن البيطار، كانت متوافرة في مكتبة المؤلف إلى جانب الأعمال الأساسية القديمة، وهذا أمر مهم في مسألة الحكم على حالة الطب في هذا القرن[85].

15. المختصر الفارسي في الطب

 لمؤلفه محمد بن محمد بن عثمان الصقلي، في السنوات الأخيرة من القرن الرابع عشر أو في مطلع القرن الخامس عشر، وفيه جزء لأمراض العين[86].

16. شرح الأسباب والعلامات

 لمؤلفه نفيس بن عوض الكرماني، المتوفى عام ( 853ﻫ/1449م) وقد بلغ بهذا الكتاب شأوا عاليًا، كما شرح “الموجز” لابن النفيس.

17. وقاية العين في شرح تجريد كشف الرين

 لمؤلفه نور الدين على المناوى، المتوفى في عام 1495 م وهذا الكتاب هو شرح لتجريد كشف الرين[87].

18. تذكرة أولى الألباب

 لدواد الأنطاكي، طبيب سوري، توفى عام 1599م، وهو آخر ممثل للطب العربي بعد ثلاثة قرون من القحط. وكتابه هذا موسوعي، طبي يتألف من مقدمة وأربعة أجزاء وخاتمة. الجزء الأول هو عموميات في الطب، والجزء الثاني في تحضير الأدوية وتركيبها، والجزء الثالث على شكل معجم بأسماء الأدوية البسيطة والمركبة، والجزء الرابع يعالج الأمراض وكذلك العلوم التي لها علاقة بالطب ضمن ترتيب أبجدي. والخاتمة تبحث في أثر الفضول العلمي في تطور الطب. وفي الجزء الثالث يذكر دواد أسماء 1712 مستحضرا دوائيا، وبالإضافة لكتاب تذكرة أولى الألباب، رسالة التحفة البكرية، كتب دواد الأنطاكي رسالة مهمة في أمراض العين[88].

19. ذاهب الكشوف

 لابن عزوز المراكشي يدل استناداً إلى تصانيف داود الأنطاكي إلى أن حياته امتدت إلى أوائل القرن السابع عشر. أما كتابه هذا فيبحث في الطب البشري بشكل مختصر ثم في طب العيون بشكل موسع نسبيا. وهو يذكر في كتابه أنه أخذ عن الأطباء الهنود واليونان والمصريين والأقباط والفرس، ويذكر أسماء من نقل عنهم مثل أرسطو، وحنين، والطبري، والرازي، وجابر بن حيان، وابن وافد، وابن سينا.

 لكن الغريب أنه لا يذكر اسم عيسى بن على الكحال الذي نقل عنه نقلا كاملا كل ما يتعلق بأمراض الجفون والقرنية، ولو أنه أضاف من عنده تركيب بعض القطرات العينية، وهذا ما دعا أحد المؤرخين في مجال الطب لأن يقول عنه: “إن الفروق بين ما كتبه ابن عزوز المراكشي وما كتبه عيسى بن على الكحال يبقى في مجال التفصيلات فقط[89].

20. الكامل في طب العين

 ومؤلفه عبد المسيح الكمال الحلبي، من علماء القرن الثامن عشر، وهو أحد متأخري المؤلفين العرب الكبار في الكحل، عاش في حلب في القرن الثامن عشر، ووضع كتابه هذا عام 1773م.

 وقد ذكر عبد المسيح في مطلع كتابه أسماء المراجع التي اعتمد عليها، وأقدم هذه المراجع يعود تاريخه إلى القرن الثامن الميلادي، وأحدثها عهداً يعود إلى القرن الرابع عشر. ومن ثم فهي قائمة أغنى من القائمة التي يذكرها خليفة بن أبى المحاسن الحلبي في القرن الثالث عشر الميلادي في مطلع كتابه “الكافي في الكحل”، فقد بلغ عدد الكتب في قائمة خليفة عشرين كتابا، بينما قائمة عبد المسيح ستة وعشرون مرجعا قيمًا. وهذه المراجع تشير إلى أن طب العيون في حلب ظل يعتمد على مصادر عربية حتى القرن الثامن عشر[90] .

 نتائج

  1. مقالة الأستاذ جورج سارتون عن عمل مايرهوف في المرشد في الكحل للغافقى، تُعد من المكاسب العلمية لتاريخ الطب العربي بصفة عامة، وفى تقييم عمل الأستاذ مايرهوف بصفة خاصة.
  2. كشف الأستاذ سارتون أن قراءة المستشرقين، للعلم العربي وتاريخه، عادة ما تأتي كاشفة عن مخاطر عديدة، ويقرر أن المستشرقين حين يتفحصون قراءة العلم العربي تأتي قراءتهم على مرحلتين، المرحلة أولى لغوية تعقبها مرحلة للترجمة التقنية يقوم بها أحد المتخصصين، وسارتون يؤكد أن “هذه الترجمة تحمل دومًا عدة مخاطر أيا كانت احتياجات القائمين عليها”. وهذا تأكيد على أن طريقة قراءة المستشرقين للعلم العربي ليست محايدة.
  3. كشفت قراءتي لمقالة الأستاذ سارتون، ولأول مرة في تاريخ الطب العربي، أن صاحب كتاب نور العيون وجامع الفنون الذي اعتقد هيرشبرج ومايرهوف وسارتون وعبد الحميد صبره، أنه لم يعرف كتاب المناظر للحسن بن الهيثم ولم يطلع عليه، ليس اعتقادًا صحيحًا، وهذا كشف علمي جديد أضعه تحت أنظار الباحثين الذين يهتمون بتاريخ الطب العربي.
  4. أن دراسات سارتون المختلفة في ميدان العلم العربي كشفت عن بعض التصورات الأساسية التي تعتبر من وجهة النظر الإبستيمولوجية مصححة لآراء المستشرقين.
  5. أنه كان أكثر علماء الحضارة التفاتا إلى اعتبار العلم إنتاجا جماعيا شاركت فيه العديد من الأقوام، وهو ما كشف عنه نصه الذي بين فيه أن العلم العربي بكل المعاني والمقاييس “معجزة” لا تقل عن العلم الإغريقي إن لم يتفوق عليه.
  6. أن تطور الطريقة العلمية لدى العلماء العرب من جيل لآخر يكشف عن تمسك العلم والعقل العربي بالعقلانية والنقد، وهى مسألة على درجة كبيرة من الأهمية.

الهوامش

[1]. جورج سارتون، العلم العربي، مقال في: ت. كويلرينج، الشرق الأدنى: مجتمعه وثقافته، ترجمة: عبد الرحمن محمد أيوب، مراجعة: أبو العلا عفيفى، محمد محمود الصياد، سلسلة الألف كتاب، 116، القاهرة: دار النشر المتحدة، د. ط، ود. ت، ص136.

[2]. المرجع نفسه، ص136.

[3]. Charles and Dorothea Singer, George Sarton and the History of Science, Isis, vol. 48, No. 3, The George SartonMemorial Issue. Sep. 1957, p. 308.

[4]. من أهم مؤلفات سارتون:

  • Sarton, G, Introduction to the History of Science, Baltimore, Pub. for the Carnegie Institution of Washington, by the Williams & Wilkins Company [c1927-1948, reprinted 1962].
  • Sarton, G, The Incubation of Western Cultural in The Middle East: A George C.Keiser Foundation Lecture Delivered in the Coolidge Auditorium of the Library of Congress, March 29, 1950, Washington: Library of Congress, 1951.
  • Sarton, G, A History of Science, Cambridge, Harvard University Press, 1952-59.
  • Sarton, G, Ancient Science and Modern Civilization, [Lincoln] University of Nebraska Press [1954].
  • Sarton, G, The Appreciation of Ancient and Medieval Science During the Renaissance (1450-1600), Philadelphia, University of Pennsylvania Press, 1955.
  • Sarton, G, The Study of the History of Mathematics, and The Study of the History of Science, New York, Dover Publications [1957, c1936].
  • Sarton, G, Six Wings: Men of Science in the Renaissance, Bloomington, Indiana University Press, 1957.
  • Sarton, G, Hellenistic Science and Culture in The Last Three Centuries B.C , New York, Dover Publications, 1993.

هذا بالإضافة إلى عدد كبير من المقالات العلمية التي أصدرها في مجلة ايزيس على فترات زمنية طويل امتدت لأكثر من نصف قرن، والتي كُرست، في جزء كبير منها، لتاريخ العلم، وفيها حظي تاريخ العلم العربي بقدر لا بأس به من التناول. لكن “جورج سارتون” لم يحظ بوجود كبير وفاعل في الثقافة العربية التي كان نصيبها ترجمة بعض كتاباته إلى اللغة العربية على امتداد سنوات طويلة.

كتاباته المترجمة إلى اللغة العربية

ـ جورج سارتون، العلم القديم والمدنية الحديثة، ترجمة وتقديم: عبد الحميد صبره، القاهرة: مكتبة النهضة المصرية، 1960م.

ـ  جورج سارتون، تاريخ العلم، ترجمة عدد من العلماء والأساتذة بالجامعات العربية، إشراف إبراهيم بيومى مدكور، القاهرة: دار المعارف 1961 (وهذا الكتاب من أكثر كتب الأستاذ سارتون تواجدا في العالم العربي، وقد نقل في فترة الستينات بإشراف الدكتور مدكور وأنفقت عليه مؤسسة فرانكلين. وأدى إلى مساعدة الباحثين العرب في فهم كثير من الموضوعات المتعلقة بتاريخ العلم بصفة عامة).

ـ جورج سارتون، الشرق الأوسط في مؤلفات الأمريكيين، إشراف: مجيد خدورى ومراجعة: محمد مصطفى زيادة، مكتبة الأنجلو المصرية، 1953م.

ـ جورج سارتون، تاريخ العلم والإنسية الجديدة، ترجمة: إسماعيل مظهر، القاهرة: دار النهضة العربية، 1961م.

[5]. Charles and Dorothea Singer, George Sarton and the History of Science, p. 307.

[6]. ماهر عبد القادر محمد، جسر بين الثقافة العربية والثقافة الأوروبية القانون في الطب لابن سينا نموذجًا، أورينتال للنشر، 2008م.

[7]. توماس أرنولد، تراث الإسلام، تأليف: جمهرة من المستشرقين، ترجمة وتعليق: جرجس فتح الله، بيروت: دار الطليعة للطباعة، ط2، 1972م، ص347.

[8]. ول ديورانت، قصة الحضارة، تقديم: محيي الدّين صَابر، ترجمة: الدكتور زكي نجيب محمُود وآخرين، بيروت: دار الجيل/لبنان، تونس: المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، (1408ﻫ/1988م)، ج17، ص18-19.

  1. سيمون الحايك، عروق الذهب في مناجم الروم والعرب، المطبعة البوليسية، 1990م، ص12.

[10]. المرجع نفسه.

[11]. المرجع نفسه.

[12]. ماهر عبد القادر، حنين بن اسحق: العصر الذهبي للترجمة، بيروت: دار النهضة العربية، ط1، 01-01-1985م.

[13]. Charles and Dorothea Singer, George Sarton and the History of Science, p.307

[14]. راجع في ذلك، جورج سارتون، مقدمة في تاريخ العلم، ترجمة: محمد خلف الله، د. ط، د. ت.

وانظر أيضا:

Morelon, R.& Roshdi Rashed1996. Ensyclopedia of the History of Arabic Science, especially Jacquart, D, “The Infleunce of Arabic Medicine in the Medieval West”p.983

[15]. يوجين مايرز، الفكر العربي والعالم الغربي، بغداد: دار الشؤون الثقافية، 1986م، ص103.

[16]. سيمون الحايك، تعربت وتغربت، أو ، نقل الحضارة العربية إلى الغرب، (1408ﻫ/1987م)، ص107.

[17]. جورج سارتون، تاريخ العلم والإنسية الجديدة، ترجمة وتقديم: إسماعيل مظهر، القاهرة-نيويورك: مؤسسة فرانكلين للطباعة والنشر، 1961م، ج4، ص82 وما بعدها

[18]. جورج سارتون، العلم القديم والمدنية الحديثة، ترجمة وتقديم: عبد الحميد صبره، القاهرة: مكتبة النهضة المصرية، ط1، 1960م، ص77-78[18].

[19]. يوجين مايرز، الفكر العربي والعالم الغربي، ترجمة: سعد الدين كاظم، بغداد: دار الشؤون الثقافية العامة، ط1، 1986م، ص104.

[20]. سيمون الحايك، تعربت وتغربت، م، س، ص102.

[21]. جورج سارتون، العلم القديم والمدنية الحديثة، م، س، ص88-89.

[22]. المرجع نفسه، ص99-101.

[23]. نشأت الحمارنة، تاريخ أطباء العيون العرب، مجلة الكحال، ط2، 1985م، ج3، ص90.

[24]. المرجع نفسه، ص90-91.

[25]. كارل بروكلمان، تاريخ الأدب العربي، تحقيق: عبد الحليم النجار-رمضان عبد التواب، دار المعارف، ط5، 1977م، ج5، ص276-277.

[26]. ماهر عبد القادر، مقدمة في تاريخ الطب العربي، بيروت: دار العلوم العربية للطباعة والنشر، ط1، 1988م، ص81-82.

[27]. يوجين مايرز، الفكر العربي.. م، س، ص121.

[28]. يوجين مايرز، الفكر العربي.. م، س، ص 118، وأيضا: ماهر عبد القادر محمد، مقدمة في تاريخ الطب العربي، م، س.

[29]. انظر زهير حميدان، أعلام الحضارة العربية الإسلامية في العلوم الأساسية والتطبيقية، العهد العباسي–والعهد الفاطمي، المجلد الثاني، دمشق: منشورات وزارة الثقافة/سوريا، 1995، ص351-352.

[30]. أحمد عيسى، تاريخ النبات عند العرب، ترجمة وتحقيق: أحمد عبدالتواب عوض، دار الفضيلة للنشر والتوزيع، ط1، 1995م، ص162.

[31]. يوجين مايرز، الفكر العربي والعالم الغربى، م، س، ص109.

[32]. ماهر عبد القادر محمد، السياسة والثقافة في عصر ابن البيطار، بحث مقدم إلى الندوة العلمية التي عقدتها المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية بالتعاون مع معهد التراث العلمي العربي، حلب–سوريا، في الفترة من 10/4 – 14/4/2005.

[33]. ابن أبي أصيبعه، عيون الأبناء في طبقات الأطباء، تحقيق:  الدكتور نزار رضا، بيروت: دار مكتبة الحياة، ص550-560.

[34]. الحسن بن الهيثم، كتاب المناظر، تحقيق: عبدالحميد صبره، الكويت: المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ط1، 1983م، ص46-47.

[35]. Donald Camplbell, Arabian Medicine and Its Influence on the Middle Ages, vol I.london, 1926.

[36]. فيليب حتى، تاريخ العرب، دار غندور للطباعة والنشر، 1990، ص438.

[37]. جورج سارتون، العلم القديم والمدينة الحديثة، ترجمة: عبد الحميد صبرة، القاهرة: مكتبة النهضة المصرية، 1960م، ص155–156.

[38]. المرجع نفسه، ص156-157.

[39]. ديوفنطس الإسكندراني، صناعة الجبر، ترجمة: قسطا بن لوقا، تحقيق وتقديم: رشدي راشد، القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1975م، ص8.

[40]. جورج سارتون، العلم القديم والمدينة الحديثة، م، س، ص157.

[41]. المرجع نفسه، ص157-159.

[42]. المرجع نفسه، ص160-161.

[43]. جورج سارتون، العلم القديم والمدينة الحديثة، م، س، ص162.

[44]. المرجع نفسه، ص162-163.

[45]. Heiberg. J.L, Ptolemael opera, 1907, p.187-223, 229-259.

الجزء الثاني نقلا عن سارتون، م، س.

  1. جورج سارتون، العلم القديم والمدنية الحديثة، م، س، ص117- 119.

[47]. جورج سارتون، العلم العربي، م، س، ص139 وما بعدها.

[48]. Charles and Dorothea Singer, George Sarton and the History of Science, p.308.

[49]. Ibid, p309.

[50]. ماهر عبد القادر محمد، جورج سارتون ونشرة كتاب المرشد فى طب العين لمايرهوف، أورينتال، 2011، ص155.

[51]. نشأت الحمارنه، آراء ودراسات في تاريخ الطب العربي، دمشق: وزارة الصحة، 2004م، ج1، ص77.

[52]. المرجع السابق، ص78.

[53]. نشأت الحمارنه، آراء ودراسات في تاريخ الطب العربي، م، س، ج 1، ص 79.

[54]. محمد بن قسوم بن أسلم الغافقي، المرشد في طب العين، تحقيق: حسن علي حسن، مراجعة: شفيق الأرناؤوط، بيروت: معهد الإنماء العربي، سلسلة الكتب العلمية، (1407ﻫ/1987م)، ص33.

[55]. نشأت الحمارنه، آراء ودراسات في تاريخ الطب العربي، م، س، ص78.

[56]. الغافقى، المرشد في طب العين، م، س، ص24.

[57]. الغافقى، المرشد في طب العين، م، س، ص33.

[58]. نشأت الحمارنه، أراء ودراسات.. م، س، ج1، ص162.

[59]. ماهر عبد القادر، نظرات تحليلية، م، س، ص 20.

[60]. المرجع السابق، ص20-23.

[61]. الغافقي، المرشد في طب العين، تحقيق حسن على حسن، م، س، ص34-35 بتصرف.

[62]. نشأت الحمارنه، آراء ودراسات، م، س، ص234-235.

[63].. المرجع السابق، ص236.

[64]. سلمان قطايه، في التراث الطبي العربي، الرباط: الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة-إيسيسكو، (1426ﻫ/2005م)، ص149.

[65]. نشأت الحمارنه، آراء ودراسات، م، س، ص78.

[66]. المرجع نفسه، ص79.

[67]. المرجع نفسه، ص80.

[68]. نشأت الحمارنه، أراء ودراسات، م، س، ص81، وراجع أيضا كتابنا “طب العيون عند المسلمين“.

[69]. خليفة بن أبى المحاسن الحلبى، الكافى في الكحل، تحقيق: محمد ظافر الوفائي، ومحمد رواس قلعجي، المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم الثقافية” إيسيسكو، عام (1408ﻫ/1988م)، ص13.

[70]. نشأت الحمارنة، آراء ودراسات، م، س، ص80.

[71]. سلمان قطاية، في التراث الطبي العربي، م، س، ص149.

[72]. نشأت الحمارنة، أراء ودراسات، م، س، ص80.

[73]. خليفة بن أبى المحاسن الحلبي، الكافي في الكحل، م، س، ص15.

[74]. المرجع نفسه، ص 19.

[75]. الكافي في الكحل، م، س، ص 14.

[76]. سلمان قطايه، في التراث الطبي العربي، ص149.

[77]. نشأت الحمارنه، آراء ودراسات، م، س، ص 81.

[78]. الكحال الحموي، نور العيون وجامع الفنون، تحقيق: محمد ظافر الوفائى، ومحمد رواس قلعجى، الرياض: مركز الملك فيصل للدراسات والبحوث، 1407ﻫ/1987م)، ص29.

[79]. نشأت الحمارنه، آراء ودراسات، م، س، ص81.

[80]. سلمان قطاية، في التراث الطبي العربي، م، س، ص149.

[81]. نشأت الحمارنه، آراء ودراسات، م، س، ص81.

[82]. الحموي، نور العيون وجامع الفنون، م، س، ص29-30.

[83]. نور العيون وجامع الفنون، م، س.

[84]. نشأت الحمارنه، آراء ودراسات، م، س، ص53.

[85]. نشأت الحمارنه، آراء ودراسات، م، س، ص 82

[86]. المرجع نفسه.

[87]. المرجع نفسه.

[88]. أمجد هندي، دور العرب في تقدم علوم الطب، الكويت، دار سعاد الصباح، 1998م، ص114-115.

[89]. المرجع نفسه، ص116.

[90]. نشأت الحمارنة، تاريخ أطباء العيون العرب، م، س، ج1، ص15-16.

Science
الوسوم

د. ماهر عبد القادر محمد علي

أستاذ تاريخ وفلسفة العلوم، كلية الآداب/جامعة الإسكندرية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق