مركز ابن أبي الربيع السبتي للدراسات اللغوية والأدبيةدراسات عامة

لغة القرآن وبلاغته من خلال كتاب: «معارج التفكر ودقائق التدبر» الشيخ عبد الرحمن حسن حبنكة الميداني وقفات تدبرية عند سورة التكوير «الحلقة السادسة والعشرون»

المقطع الثاني من الدرس الأول في سورة التكوير:

يشتملُ هذا المقطعُ على ذكر لقطات من أحداث يوم قيامة الأموات إلى الحياة الأخرى، المُعَدّة في خطة التكوين للحساب وفصل القضاء في المحكمة الربانية العظمى، ولتنفيذ الجزاء، وهو قوله تعالى: « وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَت وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَت بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَت وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَت وَإِذَا السَّمَاء كُشِطَت وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَت وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَت عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا أَحْضَرَت».[التكوير: الآيات: 7-14] [1] وتضمنت هذه الآيات الإخبارَ بوقوع أحداث ستة أخرى ستقع بعد البعث إلى يوم الدين.

الحدث الأول: تزويج النفوس:

لما ذكر من الآيات العلوية من عالم الملك اثنتين ومن السفلية أربعة، أفهم جميعَ الخَلْق أن الأمر في غاية الخطر فتشوفت النفوس إلى ما يفعل، قال ذاكرا لما أراد من عالم الغيب والملكوت، وهو أمور ستة على عدد ما مضى من عالم الملك والشهادة ترغيبا في الأعمال الصالحة والقرناء الصالحين لئلا يزوج بما يسوءه وابتدأ بما يناسب تكوير الشمس[2]، دل عليه قول الله عز وجل: «وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَت» والتزويج في اللغة يأتي بمعنى قرن شيء بشيء، يقال لغة: زَوَّج الشيءَ بِالشَّيْءِ، وزَوَّجه إِليه: قَرَنَهُ. وكلُّ شَيْئَيْنِ اقْتَرَنَ أَحدهما بالآخَر: فهما زَوْجَان. والزَّوْجُ: الصِّنْفُ من كُلِّ شَيْءٍ. وفي التَّنزيل: «وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ» [الحج: 5]؛ قيل: مِنْ كُلِّ لَوْنٍ أَو ضَرْبٍ حَسَنٍ مِنَ النَّبَاتِ. قال في التَّهْذِيبِ: والزَّوْجُ اللَّوْنُ[3]؛ قال الأَعشى:[4]

وكلُّ زَوْجٍ مِنَ الدِّيباجِ، يَلْبَسُهُ /// أَبو قُدَامَةَ، مَحْبُوًّا بذاكَ مَعَا

وقوله تعالى: «وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْواجٌ» [سورة ص: 58]؛ قال: معناه أَلوان وأَنواع من العذاب، وَوَصَفَهُ بالأَزواج، لأَنه عَنَى بِهِ الأَنواع مِنَ العَذَاب والأَصناف مِنْه. والزَّوْجُ: النمطُ، وقيل: الدِّيبَاجُ[5]. وقال لَبِيد: [6]

مِنْ كلِّ مَحْفُوفٍ، يُظِلُّ عِصِيَّهُ /// زَوْجٌ، عَلَيْهِ كِلَّةٌ وقِرامُها

فيمكن حمل تزويج النفوس الوارد في الآية على معنى قرن النفوس بأجسادها ونفخ الأرواح فيها، ويمكن حمله على معنى جمع أصناف الناس بعضهم إلى بعض، كما قال الله عز وجل في سورة الواقعة بشأن فرز أصناف الناس يوم القيامة: « وَكُنتُمْ أَزْوَاجًا ثَلاَثَة فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَة وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَة وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُون أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُون فِي جَنَّاتِ النَّعِيم »[الواقعة: الآيات: 7-12] وقد دارت أقوال أهل التأويل حول هذين المعنيين ولا نجد معنى آخر تساعد عليه اللغة، وهذا ما ذكره الشيخ عبد الرحمن حسن حبنكة الميداني[7]. والنفوس على هذا بمعنى: الأرواح، وقيل: يقرن كل امرئ بشيعته، وكل مُشاكل بمُشاكله، فيقرن بين الرجل الصالح والرجل الصالح في الجنة[8]، وفي هذا المنحى قال تعالى: «ياأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّة ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ»[الفجر: 27-28] ، وقال: «أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ» [الأنعام: 93]. وتطلق النَّفس على ذات الإنسان قال تعالى: « وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ» [الإسراء: 33] وقال: « فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ » [النور: 61]؛ أي فليسلم الداخل على أمثاله من الناس.

وحسب الشيخ الطاهر بن عاشور فيجوز أن يكون معنى النفس هنا الأرواح، أي تزوج الأرواح بالأجساد المخصصة لها فيصير الروح زوجا مع الجسد بعد أن كان فردا لا جسم له في برزخ الأرواح، وكانت الأجساد بدون أرواح حين يعاد خلقها، أي وإذا أعطيت الأرواح للأجساد، وهذا هو البعث وهو المعنى المتبادر أولا إفادة هذا التركيب لهذين المعنيين هو مقتضى العدول عن ذكر ما زوجت النفوس به، وأول منازل البعث اقتران الأرواح بأجسادها، ثم تقسيم الناس إلى مراتبهم للحشر، كما قال تعالى: « ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُون»[الزمر: 68]، ثم قال: « وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا» [الزمر: 71]، ثم قال: « وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا»[الزمر: 73] [9]

الحدث الثاني: سؤال الموؤودة عن ذنبها الذي قتلت به:

لما صرح بالأمر فكانت القلوب أحر من الجمر، ذكر ما هو المقصود الأعظم وهو السؤال على وجه يفهم العموم، دل عليه قول الله عز وجل: « وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَت بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَت» جاء في لسان العرب: وأَدَ ابنتَهُ يَئِدُها وأْداً: دَفَنها في القَبر وهي حَيَّة؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي:

مَا لَقِيَ المَوْءُودُ مِنْ ظُلْمِ أُمّه، /// كَمَا لَقِيَتْ ذُهْلٌ جَمِيعًا وعامِرُ

أَراد من ظُلْم أُمِّه إياه بالوأْدِ. وامرأَة وئيدٌ ووئيدةٌ: مَوْءُودةٌ، وهي المذكورة في القرآن العزيز: «وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ»؛ قال المفسرون: كان الرّجُل من الجاهليّة إذا وُلِدَتْ له بِنْتٌ دَفَنَها حين تَضَعُهَا وَالِدَتُهَا حَيَّة مخافة العار والحاجة، فأَنزل اللَّه تعالى: «وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ» [الإسراء: 31]. وقال في موضع آخر: «وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ يَتَوارى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرابِ» [النحل: 58-59]. ويُقال: وأَدَها الوائدُ يَئِدُها وأْداً، فهو وائدٌ، وهي موءُودةٌ ووئيدٌ. [10]

وكان من أفظع الاعتداء على إزهاق الأرواح من أجسادها اعتداء الآباء على نفوس أطفالهم بالوأد، فإن الله جعل في الفطرة حرص الآباء على استحياء أبنائهم وجعل الأبوين سبب إيجاد الأبناء، فالوأد أفظع أعمال أهل الشرك، وسؤال الموؤودة سؤال تعريضي مراد منه تهديد وائدها ورعبه بالعذاب[11]، وفي التعبير عن هذا الحدث الذي سوف يجري يوم الدين إشارة إلى مشهد من مشاهد الحساب يومئذ، وهو أول ما يقضى فيه بين الناس[12]، ومن بديع الأدب القرآني وأساليبه البيانية الحكيمة، أن مشهد المحاسبة على الوأد جاء فيه توجيه السؤال للموؤودة المظلومة، لا الوائد الظالم القاتل، فهي التي تُسْأل: بأي ذنب قتلت؟ [13]، وفي هذا المقام يقول الزمخشري: وهلا سئل الوائد عن موجب قتله لها؟ قلت: سؤالها وجوابها تبكيت لقاتلها نحو التبكيت في قوله تعالى لعيسى «أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ» … إلى قوله … «سُبْحانَكَ ما يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ ما لَيْسَ لِي بِحَقٍّ»[المائدة: 116] وقرئ: سألت، أي: خاصمت عن نفسها، وسألت الله أو قاتلها، وإنما قيل قُتِلَتْ بناء على أن الكلام إخبار عنها[14]، وتوجيه السُّؤال إليها لإظهار كمال الغيظ على قاتلها حتَّى كان لا يستحق أَنْ يُخَاطِبَ ويَسْأَلَ عن ذلك، وفيه تَبْكِيتٌ لقاتِلِها وتوبيخ له شديد[15]، وجملة «بأي ذنب قتلت» بيان لجملة «سئلت»، و«أي» اسم استفهام يطلب به تمييز شيء من بين أشياء تشترك معه في حال، والاستفهام في «بأي ذنب» تقريري، وإنما سئلت عن تعيين الذنب الموجب قتلها دون أن تسأل عن قاتلها لزيادة التهديد لأن السؤال عن تعيين الذنب مع تحقق الوائد الذي يسمع ذلك السؤال أن لا ذنب لها إشعار للوائد بأنه غير معذور فيما صنع بها[16]، ويذكر الشريف الرَّضي  بأن سؤالها هنا استعارة حيث يقول: والمراد والله أعلم أنها سئلت لا لاستخراج الجواب منها ولكن لاستخراج الجواب من قائلها ويكون ذلك على وجه التوبيخ للقاتل إذ قتل من لا يعرف عن نفسه، ولم يذنب ذنبا يؤخذ بجريرته [17]، وهذه الطريقة من الاستفهام تسمى بالاستدراج؛ والمراد بالاستدراج سلوك طريق توصل إلى المطلوب بسؤال غير المذنب ونسبة الذنب له حتى يبين من صدر عنه ذلك كما سئل عيسى دون الكفرة، وهو فن من البديع بديع، ذلك أن المجني عليه إذا سئل بمحضر الجاني ونسبت له الجناية دون الجاني بعث ذلك الجاني على التفكر في حاله وحال المجني عليه فيرى براء ساحته، وأنه هو المستحق للعقاب والعذاب وهذا استدراج على طريق التعريض، وهو أبلغ من التصريح. [18]

وقرأ الجمهور «قتلت» بتخفيف المثناة الأولى، وقرأها أبو جعفر بتشديدها، وهي تفيد معنى أنه قتل شديد فظيع. [19] لأنّ المراد اسم الجنس، فناسبَه التكثير.[20]

الحدث الثالث: نشر الصحف:

ولما دل هذا على عموم السؤال، ذكر ما ينشأ عنه مما يدل على النعيم أو النكال فقال: «وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَت» والنَّشْر: مصدر نَشَرت الثوب أَنْشُر نَشْراً. قال الجَوهَريّ: نَشَر المتاعَ وغيرَه ينشُر نَشْراً بَسَطَه، ومنه رِيحٌ نَشُور وَرِيَاحٌ نُشُر. والنَّشْر: خلاف الطَّيِّ. نَشَر الثوبَ ونَحْوَهُ يَنْشُره نَشْراً ونَشَّره: بَسَطه.[21].ونشر الثوب والصحيفة والسّحاب والنعمة والحديث بسطها، قال تعالى: « وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَت»[التكوير: 10]، وقال: « وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ» [الشورى: 28]، وقوله: «وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا» [المرسلات: 3]؛ أي الملائكة التي تنشر الرياحَ أو الرياحُ التي تنشر السحاب.[22] ونشر الصحف حقيقته فتح طيات الصحيفة، أو إطلاق التفافها لتقرأ كتابتها وتقدم في قوله: «أَن يُؤْتَى صُحُفًا مُّنَشَّرَة» في سورة المدثر، وعند قوله: «كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا» في سورة الإسراء[23]، والمراد من الصحف صحف أعمال العباد، تنشر عليهم[24]، وهي إما صحف حقيقية مخالفة للصحف المألوفة، وإما مجازية أطلقت على أشياء فيها إحصاء أعمال الناس. وقرأ نافع وعاصم وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب «نُشرت» بتخفيف الشين، وقرأه الجمهور بتشديد الشين للتكثير لكثرة الصحف المنشورة.[25] وتدل القراءتان «نُشِّرَتْ» و«نُشِرَتْ» أن بعض الصحف تُنَشَّرُ بقوة، وأن بعضها تُنْشَرُ بصورة عادية على حسب اختلاف أحوال من توزع عليهم.[26]

الحدث الرابع: كشط السماء:

ولما ذكر ما يطلق وينشر، أتبعه ما يطوى ويحصر، ليبدو ما فوقه من العجائب وينظر، فقال: « وَإِذَا السَّمَاء كُشِطَت » وقرئت «قُشِطَتْ» بالقاف، ومعناهما: قُلِعَتْ كما يُقْلَع السَّقْف، يقال: كَشَطْتُ السَّقف وقَشَطْتُ السقف بمعنى واحد، والقاف والكاف تُبْدَل إحداهما من الأخرى كثيرا، ومثل ذلك لبكت الشيء ولبقته إذا خَلطته[27]. ويأتي الكَشْطُ في اللغة بمعنى إزالة نحو الجلد عن اللحم، كَكَشْطِ جلد البعير، وكَشْطِ جلد الشاة ونحوها، ويأتي بمعنى نزع كل ظاهر مُتَماسك تماسكا ما بما تحته، كَكَشْطِ جُلِّ الفرس عنه، والجُلّ ما تُغَطَّى به الدَّابَّة لِتُصان[28]، والظاهر أن السماء تبقى منشقة منفطرة تعرج الملائكة بينها وبين أرض المحشر حتى يتم الحساب، فإذا قضي الحساب أزيلت السماء من مكانها فالسماء مكشوطة والمكشوط عنه هو عالم الخلود، ويكون «كُشطت» استعارة للإزالة.[29]

الحدث الخامس: تسعير الجحيم:

ولما زالت الموانع ظهرت عجائب الصنائع التي هي غايات المطالب، ونهايات الرغائب والرهائب، دل عليه قول الله عز وجل: «وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَت » والجحيم أصله النار ذات الطبقات من الوقود من حطب ونحوه بعضها فوق بعض، وصار علما بالغلبة على جهنم دار العذاب في الآخرة في اصطلاح القرآن[30]، و«سُعِّرت»؛ أي أوقدت وهيجت فزاد لهبها وتفاقم حرّها [31]، وجاء فعل تسعيرها مشددا مثقلا « سُعِّرَتْ» لأنّ حرّها شُدِّد عليهم[32]. ويجري هذا الحدث يوم الدين إعدادا للجحيم كي تستقبل أهل العذاب فيها، وهي في أشد أحوالها المرهبة. وتدل القراءتان «سُعِّرت» و«سُعِرت» على أن بعض دركات الجحيم تُسَعَّرُ بشدة، وبعضها تُسْعَرُ بصورة دون ذلك[33].

الحدث السادس: إزلاف الجنة:

ولما ذكر دار الأعداء البعداء ترهيبا، أتبعه دار المقربين السعداء ترغيبا، دل على ذلك قول الله عز وجل: «وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَت» والزَّلَفُ والزُّلْفةُ والزُّلْفَى: القُربةُ والدَّرَجة والمَنزلةُ. وَفِي التَّنزيل العزيز: «وَما أَمْوالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنا زُلْفى»[سبأ: 37]؛ قال: هي اسْم كأنه قال بالّتي تقرِّبكم عِنْدَنا ازْدِلافاً[34]؛ وقول العَجّاج: [35]

ناجٍ طَواه الأَيْنُ مِما وَجَفَا، ///طَيَّ اللَّيَالِي زُلَفاً فَزُلَفا،

يريد زُلْفة فزُلْفَة، أي درجةً فدرجةً، والزُّلَفُ الدَّرَجُ.

يقول: مَنْزِلَةً بَعد منزلةٍ وَدَرَجَةً بَعْدَ درجةٍ. وأَزْلَفَ الشيءَ: قَرَّبَه. وفي التَّنْزِيل العزيز: «وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ» [الشعراء: 90]؛ أَي قُرِّبَتْ[36]، فقوله: أزلفت؛ أي قُرِّبَتْ وأُدْنِيَتْ من أهلها وهو في موقف الحشر، للحساب وفصل القضاء، بشرى لهم بأنهم سيدخلونها، وإيناسا لهم برؤية شيء ما من أطرافها، وتمهيدا لدخولهم فيها متى انتهى الحكم لهم بأنهم من أهلها، ثم يقال لهم: ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون. وإِزْلَافُ الجنة يدل على أنها موجودة في مكان ما من الكون السحيق، فهي تُقَرِّبُ تقريبا إلى موقف محشر المؤمنين، ليدخلوها حين يُؤْذن لهم بدخولها[37]. والمتأمل لسياق قوله تعالى:  «وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَت وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَت» يلحظ أنها من الاحتباك، وهو ما سماه الزركشي الحذف المقابلي والذي عرفه بقوله: «وَهُوَ أَنْ يَجْتَمِعَ فِي الكلام متقابلان، فيحذف مِن واحد منهما مُقَابَلَة لِدَلالَة الآخَر عليه  كَقَوْلِهِ تَعَالَى: «أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ»[هود: 35]، الْأَصْلُ فَإِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنْتُمْ بُرَآءٌ مِنْهُ وَعَلَيْكُمْ إِجْرَامُكُمْ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ»، فنسبة قوله تعالى: «إِجْرَامِي» وهو الأَول إلى قوله: «وَعَلَيْكُمْ إِجْرَامُكُمْ» وهو الثَّالث كنسبة قوله: «وَأَنْتُمْ بُرَآءٌ مِنْهُ» وهو الثَّاني إلى قوله: «وَعَلَيْكُمْ إِجْرَامُكُمْ» وهو الثّالث كنسبة قولهِ: «وَأَنْتُمْ بُرَآءٌ مِنْهُ» وهو الثَّاني إِلَى قوله تعالى: «وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ»، وهو الرَّابِع، واكتفى من كُلّ مُتَنَاسِبيْن بأحدهما، ومنه قوله تعالى: «فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الأَوَّلُون» [الأنبياء: 5]، تقديره: إِنْ أُرْسِلَ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ فَأَتَوْا بِآيَةٍ، وقوله تعالى: «وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إن شاء أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ»[الأحزاب: 24]، تقديره: كما قال المفسرون: «وَيُعَذِّبُ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ فَلَا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ أَوْ يَتُوبُ عَلَيْهِمْ فَلَا يُعَذِّبُهُمْ»، عند ذلك يكون مُطْلَق قوله: فَلَا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ أَوْ يَتُوبُ عَلَيْهِمْ مُقَيَّدًا بِمُدَّةِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا»[38]، وفي هذا المقام يقول البقاعي: فالآية من الاحتباك: ذكر التَّسعير أولا دال على ضده في الجنة ثانيا، وذكر التَّقريب ثانيا دال على مثله أولا[39]، وتقدير المعنى: وإذا الجحيم سُعِّرت وأُبعدت، وإذا الجنة أزلفت ونعمت. ويعد هذا النوع من الحذف للمقابل والذي سماه السيوطي بالاحتباك مِنْ أَلْطَف الأنواع وأَبْدَعها وقَلّ مَن تَنبَّه له أو نَبّه عليه من أهل فن البلاغة.[40]

ولما كانت هذه الأشياء لهولها موجبة لاجتماع الهم وصرف الفكر عما يشغله من زينة أو لهو أو لعب أو سهو، فكان موجبا للعلم بما يرجى نعيما أو يوجب جحيما، وكان ذلك موجبا لتشوف السامع إلى ما يكون، قال تعالى كاشفا تلك النعمة بالعامل في إذا وما عطف عليها: « عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا أَحْضَرَت» فجاء جواب الشرط الذي بين أنه حين تقع هذه الحوادث الرهيبة ستدرك كل نفس إنسانية ما قدمت من عمل خير أو شر، إذ علمت كل نفس موضوعة في الحياة الدنيا موضع الامتحان، ومسؤولة عما تكسب فيها باختيارها الحر، ما أحضرت من كسبها لموقف الحساب بين يدي ربها، ولا سيما بعد أن تسلمت كتابها الذي لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها[41]، وعبّر بالفعل الماضي في جواب الشرط في قوله «علمت»، وفي بلاغة التعبير بالماضي عن الفعل المستقبل يقول ابن الأثير:« وأما الإخبار بالفعل الماضي عن المستقبل ففائدته أن الفعل الماضي إذا أخبر به عن الفعل المستقبل الذي لم يوجد بعد كان ذلك أبلغ وأوكد في تحقيق الفعل وإيجاده؛ لأن الفعل الماضي يعطي من المعنى أنه قد كان ووجد، وإنما يفعل ذلك إذا كان الفعل المستقبل من الأشياء العظيمة التي يستعظم وجودها، والفرق بينه وبين الإخبار بالفعل المستقبل عن الماضي أن الغرض بذاك تبيين هيئة الفعل واستحضار صورته، ليكون السامع كأنه يشاهدها، والغرض بهذا هو الدلالة على إيجاد الفعل الذي لم يوجد» [42] فإذا كان المخبر هو العليم الخبير، والمخبر به فعل مستقبل عبر عنه بلفظ الماضي يدل ذلك حتما على كمال علمه تعالى لابتنائه على كمال إحاطته بجميع أحوال الوجود، وأحوال كل موجود، وتفاصيل المبادي المؤدّية إلى ذلك، وعلى أنّ الحال، والاستقبال بالنسبة إليه سيان، وما سيكون كما قد كان[43]. وجاء فعل جواب الشرط بصيغة العلم «عَلِمَتْ» دون الفعل عرفت؛ لأن مادة العلم تدل في مفهومها على الاعتقاد الجازم المطابق للواقع[44]، و المعنى في الآية هو حُصول اليَقين بما لم يَكُن لها مِن عِلْم مِن حَقائق الأعمال التي كان عِلْمُها بها أشتاتا: بَعضُه معلوم على غير وَجْهه، وبعضُه مَعْلوم صُورتُه مَجْهولة عَواقبه، وبَعضه مَغْفول عنه، فنُزِّل العِلم الذي كان حاصلا للناس في الحياة الدنيا منزلة عَدمِ العِلم، وأَثْبت العلم لهم في ذلك اليوم عِلْمَ أعمالهم من خير أو شر، فيَعْلَم ما لم يكن له به علم مما يُحَقِّرُه من أعماله ويتذكر ما كان قد عَلِمَه مِن قبل، وتَذَكُّرُ المّنْسي والمَغْفول عنه نوع من العلم[45]. وقوله «نفس» نكرة في سياق لشرط مراد بها العموم، أي: علمت كل نفس ما أحضرت، واستفادة العموم من النكرة في سياق الإثبات تحصل من القرينة الدالة على عدم القصد إلى واحد من الجنس، والقرينة هنا وقوع لفظ «نفس» في جواب هذه الشروط التي لا يخطر بالبال أن تكون شروطا لشخص واحد، وقد قال تعالى: « يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ» [آل عمران: 30][46] وهذا من التعبير بالمفرد الواحد ووضعه موضع الجمع، وهي استعارة عند البلاغيين؛ حيث استعير المفرد المنكر«نفس» للدلالة على عكس معناه والضد من دلالته أي للدلالة على المبالغة والإفراط في كثرة النفوس؛ فالأصل في هذا  الباب أن استعارة أحد الضدين للآخر تفيد المبالغة للتعكيس[47]، وهذا ما قرره الزمخشري حيث ذهب إلى أن الإفراد في هذه الآية دليل على الإفراط في كثرة النفوس، وشرح كيفية إفادته الكثرة بقوله: « فإن قلت: كل نفس تعلم ما أحضرت، كقوله يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً لا نفس واحدة. فما معنى قوله عَلِمَتْ نَفْسٌ؟ قلت: هو من عكس كلامهم الذي يقصدون به الإفراط فيما يعكس عنه، ومنه قوله عز وجل: «رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ» ومعناه: معنى كم وأبلغ منه. وقول القائل:

قَدْ أَتْرُكُ القِرْنَ مُصْفَرًّا أَنَامِلُهُ

وتقول لبعض قوّاد العساكر: كم عندك من الفرسان؟ فيقول: رب فارس عندي، أولا تعدم عندي فارسا، وعنده المقانب [48] وقصده بذلك التمادي في تكثير فرسانه، ولكنه أراد إظهار براءته من التزيد، وأنه ممن يقلل كثير ما عنده، فضلا أن يتزيد، فجاء بلفظ التقليل، ففهم منه معنى الكثرة على الصحة واليقين. وعن ابن مسعود رضى الله عنه أنّ قارئا قرأها عنده، فلما بلغ «عَلِمَتْ نَفْسٌ ما أَحْضَرَتْ» قال: وانقطاع ظهرياه» [49]. كما أن سر التعبير عن كثرة النفوس في ذلك المشهد بالمفرد في لفظة «نفس» هو تهويل لذلك اليوم وإظهار لكبرياء الله وعظمته حتى كأن جميع النفوس البشرية في جنب ما خلقه من الأجرام العظام أمور قليلة، ونفوس حقيرة [50]، وفي هذه الآية يتجلى إعجاز القرآن البياني؛ ومهما يكن من اختلاف في توجيه المبالغة والتكثير المدلول عليه بلفظ الواحد، فإن التعبير به دون الجمع، واستعارته لعكس معناه يتجاوب مع الانقلاب الهائل الذي يحدث في جميع ظواهر الكون، والانعكاس في حركة الخلق[51]. وأسند الإحضار إلى النفوس لأنها الفاعلة للأعمال التي يظهر جزاؤها يومئذ فهذا الإسناد من إسناد فعل الشيء إلى سبب فعله، فحصل هنا مجازان: مجاز لغوي، ومجاز عقلي، وحقيقتهما في قوله تعالى: «يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ »[52]، والجملة «عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ» لا محل لها، لأنها جواب «إذا»، و«علمت نفس» فعل ماض وفاعل، و«ما» مفعول به، وجملة «أحضرت» لا محل لها؛ لأنها صلة «ما».[53]

وانتهت فواصل الآيات بالتاء الساكنة وهي من الحروف المهموسة، وتساوت الوحدات الصوتية فصارت كالأنغام الموسيقية سريعة الحركة لاهثة الإيقاع تشترك بتصويرها الصوتى في تجسيم المشهد وتمثيله للخيال[54]، مما كان له توافق إيقاعي حسن، وتوازن صوتي عجيب عند التلاوة تلين له القلوب، وتلذ لسماعه الآذان، وتجعل من القرآن متلوّا لا يملّ على طول التّلاوة، ومسموعا لا تمجّه الآذان، وغضّا لا يخلق على كثرة الرد، وعجيبا لا تنقضي عجائبه، ومفيدا لا تنقطع فوائده، ونسخ به سالف الكتب وجمع الكثير من معانيه في القليل من لفظه، وذلك معنى قول رسول الله، صلّى الله عليه وآله وسلّم: «أوتيت جوامع الكلم»[55]. ونجد التشابه في بنية وحدات تركيب الآيات وطولها وعدد كلماتها، فجلها ابتدأت بداية متشابهة بحرف الشرط «إذا» وعلى وزن واحد بحيث يأتي الاسم يعقبه الفعل مبنيا لما لم يسم فاعله، ولعل السر في ختم هذه الفواصل بالتاء الساكنة الهامسة الإشارة إلى انقضاء حركة الحياة الأولى في الكون، والإيذان بسيطرة الخوف والدهشة على النفوس والوجوم الذي يغشى الناس. «وَخَشَعَت الأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلاَ تَسْمَعُ إِلاَّ هَمْسًا»[طه: 108]، وداعي هذا الخوف المسيطر على النفوس، أوضاع الكون الغريبة التي صارإليها، وليس في النفوس البَشرية استعداد لتحملها في وعيٍ وإدراك، والإنسان يومئذ سيرى حقيقة عمله ويقف على نوع مصيره: «عَلمَتْ نَفْسٌ مَا أحْضَرَتْ»، والنفوس عندما تصل إلى هذا الموقف تتهَيأ لامتثال الأوامر، وتتطلع إلى حسن التوجيه وتهفو إلى الإرشاد المنجي من هذه الويلات. [56]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

الهوامش:

[1] معارج التفكر ودقائق التدبر، عبد الرحمن حسن حبنكة الميداني، 1/ 398.

[2] نظم الدرر في تناسب الآيات والسور، البقاعي، 8/337 -338.

[3] لسان العرب، ابن منظور، 2/ 293.

[4] ديوان الأعشى الكبير، ص: 228، قدم له وشرحه وضبطه ووضع فهارسه د. محمد أحمد قاسم.

[5] لسان العرب، 2/293.

[6] ديوان لبيد بن ربيعة العامري، لَبِيد بن ربيعة بن مالك، أبو عقيل العامري الشاعر معدود من الصحابة، اعتنى به: حمدو طمّاس، ص: 108، الناشر: دار المعرفة، الطبعة: الأولى، 1425 هـ – 2004 م.

[7] معارج التفكر ودقائق التدبر، 1/410.

[8] إعراب القرآن الكريم وبيانه، محيي الدين الدرويش، 8/ 234.

[9] التحرير والتنوير، الطاهر بن عاشور، 30/ 144.

[10] لسان العرب، 3/ 442.

[11] التحرير والتنوير، 30/ 144.

[12] معارج التفكر ودقائق التدبر، 1/411 .

[13] معارج، 1/ 412.

[14] الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل، الزمخشري، 4/ 708، دار الكتاب العربي -بيروت، الطبعة: الثالثة – 1407 هـ.

[15] فتح القدير، الشوكاني، 5/ 471، دار ابن كثير، دار الكلم الطيب – دمشق، بيروت، الطبعة: الأولى – 1414 هـ..

[16] التحرير والتنوير، 30/ 146.

[17] تلخيص البيان في مجازات القرآن، الشريف الرضي، تحقيق وتقديم: الدكتور علي محمود مقلد، ص: 349، منشورات دار مكتبة الحياة، بيروت- لبنان.

[18] حَاشِيةُ الشِّهَابِ عَلَى تفْسيرِ البَيضَاوِي، الْمُسَمَّاة: عِنَايةُ القَاضِى وكِفَايةُ الرَّاضِى عَلَى تفْسيرِ البَيضَاوي، شهاب الدين أحمد بن محمد بن عمر الخفاجي 8/ 326، دار النشر: دار صادر بيروت.

[19] التحرير والتنوير، 30/ 149، وانظر النشر في القراءات العشر، ابن الجزري،  2/398.

[20] الدر المصون في علوم الكتاب المكنون، أبو العباس، شهاب الدين، أحمد بن يوسف بن عبد الدائم المعروف بالسمين الحلبي، تحقيق: الدكتور أحمد محمد الخراط، 10/ 704، دار القلم، دمشق.

[21] لسان العرب، 5/ 208.

[22] المفردات في غريب القرآن، الراغب الأصفهاني، راجعه وقدم له: وائل أحمد عبد الرحمن، ص: 494- 495.

[23] التحرير والتنوير، 30/ 149.

[24] معارج التفكر ودقائق التدبر، 1/ 412.

[25] التحرير والتنوير، 30/ 149.

[26] معارج التفكر ودقائق التدبر، 1/ 413.

[27] معاني القرآن وإعرابه للزجاج، 5/225 .

[28] معارج التفكر ودقائق التدبر، 1/ 413.

[29] التحرير والتنوير، 30/ 149.

[30] التحرير والتنوير، 29/ 150.

[31] معارج التفكر ودقائق التدبر، 1/ 414.

[32] معانى القرآن للأخفش، تحقيق: الدكتورة هدى محمود قراعة، 2/ 569، مكتبة الخانجي، القاهرة، الطبعة: الأولى، 1411 هـ – 1990م.

[33] معارج التفكر ودقائق التدبر، 1/414.

[34] لسان العرب، 9/ 138.

[35] ديوان العجاج، رواية عبد الملك بن قريب الأصمعي، وشرحه الدكتور عزة حسن، ص: 426، دار الشرق العربي، بيروت- لبنان، 1416هـ-1995م.

[36] لسان العرب، 9/ 138

[37] معارج التفكر ودقائق التدبر، 1/ 414.

[38] البرهان في علوم القرآن، أبو عبد الله بدر الدين محمد بن عبد الله بن بهادر الزركشي، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، 3/ 129، الطبعة: الأولى، 1376 هـ – 1957م، دار إحياء الكتب العربية عيسى البابى الحلبي وشركائه.

[39] نظم الدرر في تناسب الآيات والسور، 8/ 339.

[40] الإتقان في علوم القرآن، عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، 3/ 204، الهيئة المصرية العامة للكتاب، الطبعة: 1394هـ/ 1974م.

[41] معارج التفكر ودقائق التدبر، 1/ 415.

[42] المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر، ابن الأثير، تحقيق: محمد محي الدين عبد الحميد، 2/ 15-16، المكتبة العصرية للطباعة والنشر – بيروت، عام النشر:1420 هـ.

[43] حَاشِيةُ الشِّهَابِ عَلَى تفْسيرِ البَيضَاوِي، 8/ 53.

[44] التعريفات، الجرجاني، ضبطه وصححه جماعة من العلماء بإشراف الناشر، ص: 155، دار الكتب العلمية بيروت – لبنان، الطبعة: الأولى 1403هـ -1983م.

[45] التحرير والتنوير، 30/ 151.

[46] التحرير والتنوير، 30/ 150-151.

[47] روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، شهاب الدين محمود بن عبد الله الحسيني الألوسي، تحقيق: علي عبد الباري عطية، 7/ 256، دار الكتب العلمية-   بيروت، الطبعة: الأولى، 1415 هـ.

[48] المقانب جمع مقنب وهي جماعة الخيل ما بين الثلاثين إلى الأربعين وقيل: زهاء ثلاثمائة، انظر الصحاح ولسان العرب: مادة قنب…

[49] الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل، الزمخشري، 4/ 709-710،  دار الكتاب العربي – بيروت، الطبعة: الثالثة – 1407 هـ.

[50] حَاشِيةُ الشِّهَابِ عَلَى تفْسيرِ البَيضَاوِي، 8/327.

[51] الإعجاز البياني في صيغ الألفاظ، دراسة تحليلية للإفراد والجمع في القرآن، محمد الأمين الخضري، ص: 67، الطبعة الأولى: 1413هـ/1993م.

[52] التحرير والتنوير، 30/ 151.

[53] إعراب القرآن الكريم وبيانه، 8/ 234.

[54] خصائص التعبير القرآني وسماته البلاغية، عبد العظيم إبراهيم محمد المطعني، 1/210.

[55] تأويل مشكل القرآن، أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري، تحقيق: إبراهيم شمس الدين، ص: 11، دار الكتب العلمية، بيروت لبنان.

[56] خصائص التعبير القرآني وسماته البلاغية، عبد العظيم إبراهيم محمد المطعني، 1/211، مكتبة وهبة، الطبعة: الأولى، 1413 هـ – 1992 م.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق