مركز ابن أبي الربيع السبتي للدراسات اللغوية والأدبيةشذور

أقسمت بالشعر

أقسمتُ بالشعر فيه النُّور والسَّدَفُ      ///     أني من الصفحة البيضاء أغترف

ومن ضياء العيون الناعسات أرى     ///     صوامعَ الحقِّ في أصواتها لُطَفُ

تظل ترقص كالنسرين حَرَّكَهُ        ///        نسيمُ فجر فَأَعْيَى وهْو مرتجف

في كل يوم يَمُدُّ الغصنَ يسأله        ///        أفي الدواوين من ذاقوا ومن عرفوا؟

هذي الدواوينُ أوراقٌ ممزَّقَةٌ          ///       غيرَ العناوينِ والدَّمعِ الذي ذرفوا

من سالف الدهر أسقي الحرف صاحبَه       ///       وأسكب الروحَ في دَنٍّ وأنصرف

نسجتُ فوق نواصي الريح خارطتي        ///        ما زلتُ مذْ كنتُ في الأهوال أنتصفُ

فاقرأ، كما يقرأ المحزون، ما كتبتْ     ///    على جبين الثكالى صعبةٌ قُذُفُ

وارمِ التشابيهَ في أعماقِ مُظْلِمَةٍ       ///      وارم المداد فإن الشعر يُقتطَفُ

يَسْتَاك بالحرفِ أحيانا ويصنعه       ///       كما ترى، غرفا من فوقها غرفُ

ليس المجاز بشيء إن تداوله         ///        قوم لهم في قديم الثوب مُلْتَحَفُ

ردوا إلى الشعر بعضي واتركوا سَعَفِي       ///      إن النخيل شكا ما يصنع السعفُ

تبكي بكاء الأساطير التي عُصِرَتْ    ///      حتى تَقَلَّبَ في أحشائها الصدفُ

رفقا بها إن وُرْقاً فوقها صَدَحَتْ       ///       تُعَلِّمُ الناس أن الأمر مختلف

ليس الحصون التي معمارها تُحَفٌ     ///     مثلَ الحصون التي معمارها خَزَفُ

 

الدكتور محمد الحافظ الروسي

  • رئيس مركز ابن أبي الربيع السبتي للدراسات اللغوية والأدبية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق