مركز علم وعمران للدراسات والأبحاث وإحياء التراث الصحراويطبيعة ومجال

الدور التاريخي للنشاط التجاري في وادي نون

عرفت منطقة وادي نون عبر تاريخها، على الأقل منذ دخول المسلمين إلى شمال إفريقيا، طفرة كبيرة في الرواج التجاري عبر الضفاف الشمالية والجنوبية لغرب الصحراء خصوصا والصحراء الكبرى عموما. ونسجت علاقات تجارية وطيدة مع السودان الغربي بارتباط مع الثروات البشرية والمعدنية والحيوانية والنباتية التي كان يتوفر عليها( عبيد ، ذهب ، ملح ، عاج ، ريش النعام ، الصمغ العربي )، وبارتباط كذلك مع الأنظمة السياسية التي قامت في المنطقة، والتي جعلت في صدارة أولوياتها الحفاظ على الرواج التجاري في غرب الصحراء عموما وحماية منابعه في السودان الغربي من خلال مراقبة الطرق التجارية القادمة من وادي نون والمؤدية إليه، وذلك ناتج عن العلاقة الوطيدة بين مداخيل التجارة الصحراوية واستمرار الأنظمة السياسية في المنطقة منذ قيام الدولة المرابطية إلى حدود الدولة العلوية .

1- موقع وادي نون في التجارة الصحراوية :

إن الحديث عن التجارة في منطقة وادي نون يستدعي منا استحضار الدور الذي لعبته مدن المنطقة في هذا المضمار ونخص بالذكر مدينة نول لمطة التي ظهرت في القرن الخامس الهجري/11 م مع المرابطين، ثم مدينة تكاوست التي بدأت تطفو فوق ساحة الأحداث منذ القرن السابع / 13 م، وأخيرا مدينة كلميم التي تسلمت المشعل وبدأت تظهر أهميتها التجارية منذ القرن الثامن عشر وخصوصا في القرن التاسع عشر. وكان من أهم خاصيات هذه المدن أنها  ” كانت عبارة عن محطات طرقية باتجاه إفريقيا جنوب الصحراء، فعبرها انسابت القوافل الصحراوية من وإلى ما وراء الصحراء حاملة البضائع والأفكار” (1). كما أن مدن المنطقة لعبت دورا رياديا في جعل تجارة الصحراء رافدا مهما من روافد تجارةالبحر المتوسط (2) في العصر الوسيط ، وموانئ المحيط الأطلنتي في الفترتين الحديثة والمعاصرة، ومغدية في نفس الوقت أهم العواصم الوطنية الكبرى كمراكش وفاس وغيرها.وقد ارتبطت المنطقة مع باقي مدن خرب الصحراء والسودان الغربي بمجموعة من الطرق التجارية التي تحكمت في المتغيرات الاقتصادية والقبلية والدينية والثقافية والسياسية.

كانت بداية الفترة الوسيطية من تاريخ المغرب إيذانا بظهور أول مركز تجاري ممثل في نول لمطة التي كانت متربول تجارة القوافل القادمة من السودان الغربي والذاهبة إليه. وقد مكنتها مكانتها التجارية هذه من أن تتحكم في الرواج المالي في المنطقة من خلال دور درب السكة التي ظهرت في المدينة كمحصلة لهذه الطفرة،حيث برزت الطائفة اليهودية التي كانت تتحكم في هذه الدور المالية. كما أن نهاية الفترة الوسيطية تميزت بظهور مدينة أخرى هي تكاوست التي ساهمت المتغيرات الدولية ممثلة في تحول مركز الثقل التجاري العالمي من البحر المتوسط إلى المحيط الأطلنتي، في إبرازها كمركز تجاري كبير مكنها من أن تلعب دور الوسيط التجاري بين السودان الغربي وشمال المغرب من جهة، ثم بين السودان الغربي والايبريين الذين أسسوا أثناء رحلاتهم الاستكشافية مجموعة من المراكز التجارية في سواحل المنطقة ونسج علاقات تجارية مع أهاليها(3). وكان من نتائج هذه الطفرة التجارية أن أصبحت المدينة أكبر سوق لبيع العبيد في المنطقة. ثم برزت أهمية المنطقة من جديد في إطار مخطط أحمد المنصور الذهبي لاكتساح السودان الغربي حيث اعتبرت القاعدة الأمامية لطلائع الحملة السعدية. وبعد انهيار الدولة السعدية ، استمرت المنطقة في استقطاب القوى السياسية، بحيث اشتد الصراع بين العلويين والزاوية السملالية والذي انتهى بتدمير زاوية إليغ من طرف السلطان العلوي المولى رشيد سنة 1081هـ / 1670 م(4). كما طارد المولى اسماعيل الفارين من إليغ والمتمردين على سلطته إلىأعماق الصحراء(5)، ويدخل ذلك في إطار سياسة العلويين التي تكمن في اهتمامهم البالغ بالمنطقة كوسيط تجاري في تجارة الذهب والرقيق مع السودان الغربي، تلك التجارة التي شكلت في الماضي مصدر عظمة السعديين وأسالت لعاب العلويين(6).

ومع نهاية القرن السابع عشر وبداية القرن الثامن عشر حلت مدينة كلميم محل تكاوست خاصة بعد بناء ميناء الصويرة الذي كان السلطان سيدي محمد بن عبد الله يسعى من ورائه إلى تحجيم الدور التجاري لمنطقة وادي نون والذي عرف تطورا كبيرا مع التجار الأوربيين والذي كان من نتائجه تسرب الأسلحة إلى الجنوب(7). فكان من نتائج الجمود الاقتصادي ان تم فتح باب الصراع بين تجار تكنة والحكم المركزي على مصراعيه(8). وفي العهد العلوي الثاني، بدأت المنطقة تكتسي أهمية بالغة، في حسابات المخزن وذلك بارتباط مع بداية التسرب الاستعماري إليها، وقد تجلى ذلك في سيل المراسلات السلطانية التي كانت تربط السلطة المركزية بالزعامات التجارية في المنطقة.

وخلاصة القول أن منطقة وادي نون لعبت دورا كبيرا في التجارة الصحراوية حيث ربطت المنطقة بالسودان الغربي منجهة وبشمال المغرب وأوربا من جهة ثانية منذ الفترة الوسيطية ووصولا بالفترة الحديثة والمعاصرة، وهو ما سنقف عند بعض تفاصيله.

 

2- التجارة الصحراوية :  

عند حديثنا عن التجارة الصحراوية نستحضر مجموعة من المكونات التي تعتبر العمود الفقري لهذه التجارة وعلى رأسها المسالك والطرق التجارية التي كانت تربط بين منطقة وادي نون وباقي غرب الصحراء والسودان الغربي، ثم المواد والسلع المنقولة عبر المسالك الرابطة بين هذه المجالات.سنقف عند المسالك التجارية المنطلقة من وادي نون نحو السودان الغربي بالتدرج تبعا للفترات الزمنية التي شهدت فيها ازدهارا كبيرا، وأول هذه الطرق تلك التي تربط مدينة نول لمطة بحواضر السودان الغربي(9).

   طريق نول لمطة- سجلماسة أودغست: أو ما يسمى بالطريق اللمتوني، ازدهرت هذه الطريق التجارية منذ القرن التاسع حتى حدود القرن الرابع عشر(10). وتتميز مسالكها بالانبساط وقلة الإعوجاجات. وتعود أهمية هذه الطريق إلى انعدام مشكل الماء، حيث تتوزع على طول الطريق شبكة من الآبار التي تمثل مجال جذب للفوافل خصوصا إذا ماعلمنا قساوة الظروف المناخية في المنطقة، ناهيك عن دور هذه الطريق في نشوء مجموعة من الحواضر خاصة تشيت وولاتة، كما أن هذه الطريق لعبت دورا كبيرا في ازدهار مدن أخرى على المستوى الاقتصادي والثقافي ونخص بالذكر شنقيطي(11).

   – طريق نول لمطة – أوليل : اعتبرت بدورها من أهم الطرق التجارية . وهي طريق ساحلية تمر بمحاذاة المحيط الأطلنتي لتصل بعد شهرين إلى أوليل(12)، ثم بعد ذلك إلى التكرور وسيلي(13). وقد اعتبر الاخباريون والرحالة والجغرافيون أن مدينة نول لمطة كانت محطة هامة للربط بين مختلف العواصم الاقتصادية جنوب الصحراء، إلا أن ذكرها ورد منقطعا مما يحول دون تكوين نبذة عن تاريخ وظروف نشأتها وعن دورها الاستراتيجي والاقتصادي على مستوى المنطقة (14). وقد برزت أهمية هذه الطريق خاصة بعد انهيار الطريق الشرقية  الرابطة بين بين مصر وغانا نتيجة انعدام الأمن الناتج عن كثرة اللصوص وقطاع الطرق(15)، كما أن موقعها

 القريب من المحيط جعلها تتميز برطوبة جوية متميزة مقارنة مع الطرق الطرق التجارية القارية كما اعتبرت مجال رعي غني للماشية خاصة الإبل نظرا لكثرة المراعي(16). وإذا كانت هذه الطرق قد عملت على الربط بين المغرب والسودان الغربي من جهة، فإنها قد أظهرت من جهة ثانية منطقة وادي نون على الساحة كمنطقة وسيطة بين شمال المغرب وإفريقيا جنوب الصحراءومع أفول نجم مدينة نول لمطة ، حلت محلها مدينة تكاوست التي ستستأنف ربط منطقة وادي نون بالسودان الغربي من خلال مجموعة من المحاور والطرق التجارية وهي على التوالي:

 – الطريق الشرقية : هي الطريق التي تربط بين مدينة تكاوست وعواصم نهر النيجر وهي كاو وتنبكتو.

 –الطريق الغربية : هي الطريق التي تربط بين تكاوست وودان وصولا إلى “البحر البارد” (17).

وقد تمكنت مدينة تكاوست، من خلال هذه الطرق، من نسج علاقات تجارية قوية مع السودان الغربي بحيث اعتبرت المدينة أكبر سوق لتجارة العبيد القادمين من إفريقيا جنوب الصحراء.وقد زار محمد حسن الوزان ( ليون الإفريقي ) المدينة رفقة احد أبناء السلطان السعدي أحمد المنصور الذهبي في مهمة لجلب العبيد إلى العاصمة مراكشن حيث دون مشاهد من الزيارة في مؤلفه ” وصف إفريقيا”. كما أن المدينة كانت تصدر الصوف إلى السودان الغربي في حدود القرن السادس عشر(18). وقد مكنها موقعها التجاري المهم من احتضان ما يناهز ثلاث مائة بيت تقطنه الجاليات اليهودية التي كانت تمتهن الصناعة والتجارة (19). وعندما أصبحت مدينة تكاوست عاصمة قبائل تكنة ستأخذ إسما جديدا هو “لكصابي” ، وستستأنف عناصر قبيلة أيت لحسن عمليات النشاط التجاري مع شنقيط والسنغال والنيجر ومالي(20).

وعلى إثر الصراع بين العلويين والزاوية السملالية، سيتراجع دور مدينة لكصابي بداية من القرن السابع عشر، عندها سينزح العديد من سكان المدينة إلى كلميم التي سينتعش بها النشاط التجاري خاصة بعد فتح ميناء الصويرة في عهد سيدي محمد بن عبد الله  سنة 1765 م. وقد روايات حول تأسيس سوق مدينة كلميم الأولى تشير إلى أن عبيد الله أو سالم ولد بيروك تدرع بوجود إبن المولى عبد الرحمان معه قبل أن

يخلف المولى سليمان ، لينتزع من اهل تيغمرت حق إنشاء موسم جديد بكلميم. أما الرواية الثانية فترجع تأسيس سوق كلميم إلى التحالف الذي جرى بين أيت الخمس الباعمرانيين ولف أيت الجمل وتجار إليغ والذي كان من نتائجه إحداث سوق كلميملتبقى أسواق أيت بلا محصورة في نطاق محلي محض(21).

وتنطلق من كلميم، الذي أصبح يلقب بباب الصحراء، محاور تجارية تتجه نحو السودان الغربي ونخص بالذكر:

  – طريق كلميم – تاودني – تنبكتو: كان يستعملها العلويون(22) بعد قضائهم على الزاوية السملالية. لكن الرحلات التجارية كانت تواجه مجموعة من الصعاب الناتجة عن قلة نقاط الماء المتمثلة في الآبار، بحيث أنه على طول مسافة 550 كلم لم تكن سوى ثلاثة آبار جيدة (23).

  – طريق كلميم – الساقية الحمراء – السودان الغربي :كانت تتحكم في هذه الطريق مجموعات قبلية مختلفة. فانطلاقا من وادي نون حتى الساقية الحمراء كانت المحاور الطرقية تحت سيطرة قبائل تكنة التي كانت تتقاضى حق المرور والخفارة. ومن الساقية الحمراء في اتجاه أدرار ، كانت المحاور تحت سيطرة أولاد ادليم. ومن أدرار إلى ” ندر “(24)، كانت الطرق التجارية تحت سيطرة الترارزة ، ومن شنقيط في اتجاه تكانت كانت الطرق تحت سيطرة إداوإعيش(25).

وكانت منطقة وادي نون في الفترة الممتدة بين القرنين الثامن عشر والتاسع عشر تتخصص في جمع وتوزيع السلع والبضائع سواء تلك القادمة من الصويرة في اتجاه السودان الغربي، أو تلك القادمة من السودان الغربي في اتجاه الصويرة. وعلى هذا الأساس لم يكن في وسع الأوربيين الاستغناء عن الخط الغربي الساحلي الذي كان يغذي بلاد وادي نون،  بالرغم من التحول النسبي لشبكة الطرق التجارية الصحراوية نحو السواحل السنغالية والموريتانية الذي لعبت فيه فرنسا دورا كبيرا طيلة القرن التاسع عشر، ومع ذلك كانت المنطقة ترسل سنويا أربعة قوافل تفوق الألف جمل في القافلة(26). وفي إحدى المقابلات مع أحد شيوخ المنطقة الذين كانوا يمارسون التجارة الصحراوية بين وادي نون والسودان الغربي في إطار قوافل تجارية يطلق عليها ” أكوابير”  رفقة قطعان الإبل التي تجوب المنطقة والتي يطلق عليها ” أزولاي”. وقد حدد الشيخ المذكور(27) المدة الزمنية التي كان يستغرقها والمجال الذي كان يجوبه  كالآتي:

 –  من منطقة وادي نون حتى منطقة تيرس كانت تستغرق الرحلة خمسة وعشرون ليلة .

 – من منطقة تيرس إلى منطقة أطار كانت الرحلة تستغرق مابين ثلاثين وخمسة وثلاثين ليلة.

– من منطقة أطار إلى منطقة تكانت كانت الرحلة تستغرق ما بين خمسة وثلاثين وأربعين ليلة.

وخوفا من التيه  في غياهب الصحراء، كانت القافلة توجه من طرف أشخاص دلائل لهم دراية واسعة بالمجال يطلق عليهم إسم ” إيمنيرن”.

وقد قد كان لحيوية الطرق التجارية بين منطقة وادي نون والسودان الغربي الدور الفاعل في نزوح مجموعات بشرية من وادي نون والصحراء نحو شنقيط واندر وتنبكتو ، ويتعلق الأمر بقبائل تكنة وأولاد بو السبع(28).

وقد كانت التجارة الصحراوية طيلة القرن التاسع عشر تحت سيطرة أسرتين عريقتين هما أسرة آل بيروك في وادي نون،  وأسرة آل بودميعة في إليغ. وكان لتراكم البضائع والسلع القادمة من السودان الغربي في المركزيين التجاريين كلميم وإليغ دور كبير في تفكير الزعامتين في بناء مرسى محلي يتم من خلاله الاتصال المباشر بين آل بيروك وآل أوهاشم مع التجار الأوربيين خاصة منهم الفرنسيين والانجليز، في أفق فك التبعية لميناء الصويرة الذي كانت لفتحه عواقب سلبية على المركزيين التجاريين كلميم وإليغ(29). وسنورد في الجدول الآتي بعضا من هذه السلع والبضائع :

المواد المكونة للتجارة الصحراوية

 

النساء- الرجال

العـــبـــيـــــد

ريش النعام- بيض النعام – زهم النعام – العاج

مـــواد الصيــــد

الفلفل السوداني – الملح

مـــــواد الطبـــخ

التبر – الملح

المــعــــــادن

الإبل – الوبر- الجلود- الصوف

المــــاشيـــــــــة

الصمغ العربي – العنبر الرمادي

مـــــواد القطـــــــــف

 

وكانت العمليات التجارية في منطقة وادي نون تمر تحت مراقبة أسرة أوهاشم ( بودميعة) إما بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. وقد كان هذا الأخير، حسب الرواية الشفوية، يعمل جاهدا لضمان سلامة الطرق التجارية الصحراوية من خلال الحماية التي كان يضمنها للتجار، حيث كان يضع في حماية أهل بلا في فم فاست(30) مجموعة من التجار اليهود، وفي المقابل كان أحمد بلا يضع في حماية أوهاشم تجار أيت بومكوت الذين كانوا يحملون السلع والبضائع إلى شنقيط . وكانت هذه العملية تتم بهدف ضمان استقرار الرواج التجاري وكسر فقدان الثقة. وكانت تتم العملية نفسها بين أزوافيط وأيت لحسن أثناء تعاملاتهم التجارية مع الشمال والجنوب. وقد تبين دور أوهاشم في الرواج التجاري بالمنطقة من خلال إشرافه الشخصي على إنشاء الأسواق وصيانتها وزياراته الموسمية لها. وحسب الرواية الشفوية فقد دخل أوهاشم في تعاقدات مع أيت لحسن حيث حاول أن يقلل من أهمية سوق أسرير الموسمي بضمان إحياء سوق لكصابي كما أشرف بنفسه على إعمار سوق تيسكنان(31)، كما تعهد  بضمان جميع العمليات التجارية من وادي نون نحو مراكش وفاس شمالا والعمل على تأمينها لهم، ولكن في مقابل ذلك أخذ تعهدا من القبيلة بأن تضمن له حماية طرق التجارة من وادي نون حتى بلاد شنقيط وضمان وصول سلع ومواد السودان الغربي.

وقد كانت أسواق المنطقة تنعقد غالبا في فصل الصيف وبداية الخريف تحت مسمى ” أمكاكير”، وتعتبر هذه الفترة خاصة بإنتاج المحاصيل الزراعية التي تهيأ للإرسال إلى بلاد القبلة مقابل جلب أزولاي(قطعان الإبل) والغنم الآتية من الجنوب نحو أسواق وادي نون . وتنعقد أمكاكير تباعا على الشكل الآتي :

 –  أمكار سيدي محمد بن عمرو : ينعقد في الأربعاء  الأول من الصيفن والمقصود  هنا هو الصيف الفلاحي.

– أمكار لكصابي : ينعقد بعد أمكار سيدي محمد بن عمرو بخمسة عشر يوما، ويطلق عليه أمكار سيدي عمرو عمران (32)

– أمكار سيدي الغازي : يأتي بعد أمكار لكصابي بحوالي خمسة عشر يوما

– أمكار سيدي محمد بن عمرو الثاني : يطلق عليه إسم ” المعيليل ” ويعقد أواسط الصيف.

وإلى جانب أمكاكير وادي نون السنوية والمجالات المرتبطة بها وخاصة أمكار إليغ وأمكار اسا هذا الأخير المرتبط ارتباطا وثيقا بذكرى عيد المولد النبوي الذي تنظمه وتحتفل به زاوية آسا ، إلى جانب هذه المواسم ، هناك أمكاكير غرب الصحراء خاصة أمكار تيندوف الذي يكتسي بدوره أهمية بالغة(33). وقد وطد أوهاشم زعيم دار إليغ علاقاته مع قبيلة تجكانت في تيندوف التي كانت تضمن بدورها حماية القوافل في نهاية القرن الثامن عشر(34).

وقد أثبتت القرائن التاريخية التي أرخت للنشاط التجاري في منطقة وادي نون منذ الفترة الوسيطية مرورا بالمرحلة الحديثة ووصولا بالفترة المعاصرة دور الفئات اليهودية في تحريك الأنشطة الاقتصادية خاصة منها التجارة . وفي هذا الباب اعتمد زعماء دار إليغ اعتمادا كبيرا على الفئات التجارية اليهودية في تنشيط الرواج التجاري، وفي هذا الإطار استقبل أوهاشم سنة 1790 م يهود إفران الهاربين من قمع بوحلايس فأنعش التجارة البعيدة المدى(35). وقد سار آل بيروك زعماء كلميم على نفس النهج بحيث اعتمدوا بشكل كبير على فئة اليهود في تنشيط تجارتهم، بعد احتضانهم لعشرين كانونا من اليهود تحت حماية قبيلة أيت موسى وعلي(36).

وقد بينت جملة من الوثائق التاريخية الدور الريادي الذي لعبه اليهود في التجارة بالمنطقة من خلال ما كانوا يدفعونه من الجزية حيث ” عقد أبناء الشيخ مبارك على يهود ملاحهم جمع ما يعطونه من الجزية مائة وخمسون مثقالا ويعطونه ستون أكميم من الحديد وخمسة عشر رطلا من الهند ويعطونهم ريالا لكل رطل من الريش ويعطونهم خمسة عشر أوقية مثقال لكل حمل خارج من قرية اجليميم من جلد وصوف وعلك وغير ذلك(37).

وقد ظهرت مجموعة من النوازل والفتاوى تعالج بعض الأمور المستعصية في المجال التجاري ومنها على الخصوص مسألة الموازين والمكاييل. ففي إحدى أجوبته ، حاول الشيخ سيدي محمد بن الشيخ سيدي المختار الكنتي الوقوف عند بعض هذه الإشكاليات قائلا : ” … وحاصله أن قصر الجواب عن مسألتك هو جواز بيع اللبن والعسل بلا كيل ولا جزاف مستوفاه شروطه بل بما جرت به عادة البلد مما يعلم منه موجب الزيادة والنقص في الثمن و منه بيع المبتاعين وتحر أو غيره وكذلك الزبد والسمن والزيت واللحم يجوز بيع جميعها من غير وزن معتبرا وجزاما بشروطه بأن ينحو ما تنعقد عليه بيعات البلد عرفا وعادة ودين الله يسر يكفي في ذلك حجة أن هؤلاء المتبايعين بما جرت به عادة بلدتهم لو أنك حملتهم على الوزن أو الكيل لا يقع التراضي الذي هو خاصية عقد البيع بدون القدر الذي كان عليه تعاقدهم قبل الوزن والكيل فالغنتقال في حقهم من المعتاد بينهم إلى الوزن والكيل وغيرهما وانتقال من معلوم إلى مجهول فالأعدل والأولى في حقهم الإبقاء على ما جرى به عرف التعامل وارتكاب ذلك من غير حرج لأن الله تعالى يحب أن تؤتى عزائمه والله تعالى أعلم ” (38).

وتبقى مسألة الرواج النقدي بدورها في منطقة وادي نون والصحراء،على الأقل قبل الاحتكاك بالأوربيين في القرن التاسع عشر، من أهم الإشكاليات التي طرحت. فبينما يتحدث بول باسكون عن وجود رواج نقدي مرتبط بالتجارة في إليغ ما بين 1855 و 1868 من صنف الريال والمثقال والدرهم بل حتى الريال الجزائري. وإذا علمنا بأن سلطة دار إليغ السياسية والاقتصادية قد امتدت لتشمل وادي نون والصحراء(39)، فإن كل هذه القرائن تجعلنا نرجح فكرة رواج الأصناف النقدية السالفة الذكر في كل من وادي نون والصحراء. لكن المعلومات التي أوردها بول باسكون تصطدم بما ورد عند الشيخ محمد المامي بن البخاري في مخطوطه ” جمان البادية”(40) الذي يؤكد فيه بأن المجال الممتد من وادي نون حتى حدود ندر ( سان لوي) هو مجال لا يتعامل بالسكة ، وقد قال في هذا الباب : ” …. وفي بلادنا التي لاتوجد فيها السكة من أكمين(41) إلى وادي نون … ” (42). وتبقى معلومات الشيخ محمد المامي مع ذلك قابلة للنقاش بحكم استقراره طوال حياته في تيرس وعدم تحركه في إطار رحلات، وربما حجب عنه ذلك الكثير من المتغيرات من قبيل المتغير الاقتصادي عموما والتجاري خصوصا، وما يشفع لنا في هذا التخريج هو أن الرواج النقدي الذي أشار إليه بول باسكون كان في نفس الفترة التي عاش فيها الشيخ محمد المامي الذي توفي سنة 1875 م . لكن مع ذلك فالشيخ أثناء رحلته إلى الحجاز سئل عن التعامل النقدي في الصحراء فخلص إلى نفس ما جاء به الشيخ محمد المامي، حيث قال في هذا الباب :” إن بلادنا لا يعرف أهلها دينارا ولا درهمان فاعتبروا غاية، وقالوا لي : بما التصارف عندكم ؟ فقلت بالأنعام و الاثواب والعبيد ونحو ذلك “(43).

واعتبر الملح وسيلة من وسائل التعامل معوضا بذلك غياب السكة، وكان ” في غاية الرواج حتى قيل إن العبد كان يباع بحذائه أي نعله، ويقطع الملح على هيئة اللوح الكبير فيشد بالحبال – كالوسق- ويحمل على الدواب ، فإذا صار إلى السودان، وقف العبد على اللوح فيقطع منه – أي من اللوح – ما حاذا رجليه ويكون ذلك ثمنه(…) وكان السودان يبيعون في الملح جميع ما يملكون من خيل وثياب وحب وعبيد وربما يبيعون أولادهم “(44).

بالاعتماد على هذه القرائن يمكن أن نخرج باستخلاص مفاده أن تداول السكة في المجال الممتد من وادي نون إلى نهر السنغال يتناقص ويندثر كلما اتجهنا من الشمال نحو الجنوب .

 

3- العلاقات التجارية بين وادي نون وأوربا :

لم يكن انفتاح  منطقة وادي نون على التجارة مع أوربا وليد القرن التاسع عشر، بل تعود جذور هذا التوجه إلى حدود نهاية الفترة  الوسيطية، وقد وقفنا عند هذه الحقيقة التاريخية بعد النتائج الأولية التي تسربت عن التحليلات المخبرية لمجموعة من التحف الأثرية التي تم العثور عليها في محيط مدينة تكاوست التاريخية من طريف فريق البحث الأركيولوجي المغربي الإسباني. وقد كشفت التحليلات عن وجود نوع من السيراميك الإيطالي في محيط مدينة تكاوست مما يدل على وجود نوع من التبادل التجاري مع المدن الإيطالية(45).

بدأت منطقة وادي نون في تكثيف وثيرة التبادل التجاري مع أوربا نتيجة مجموعة من المتغيرات أهمها تراجع أهمية التجارة الصحراوية في ظل متغيرات الاقتصاد العالمي حيث ارتفعت وثيرة التبادل التجاري عبر المحيط، خاصة بعد استيلاء القوات الفرنسية على السواحل الموريتانية والسنغالية وإحداث مراكز تجارية قريبة من منابع التجارة الصحراوية(46). بعدها ستتحرك  الأسر التجارية في وادي نون والمناطق المجاورة لفتح قنوات التبادل التجاري مع الأوربيين، ويتعلق الأمر بأسرتي بودميعة وأهل بيروك(47).

كما ساهم بناء ميناء الصويرة من طرف سيدي محمد بن عبد الله في إلحاق الضرر الاقتصادي لمنطقة وادي نون باستقباله للمنتوجات القادمة من الصحراء عبر كلميم.   أما أهمية وادي نون بالنسبة للتجار الاوربيين فقد تجلت في مجموعة من الاجراءات التي قامت بها الدول الأوربية منذ القرن الثامن عشر، فبخصوص الاتفاق الذي أبرم بين المغرب وإسبانيا في 28 ماي 1767 م ، أثارت إسبانيا قضية إنشاء مركز جنوب وادي نون على أنقاض مرفأ سانتا كروز دي مار بيكينيا القديم(48). وقد استمرت هذه الأهمية مع بداية القرن التاسع عشر خاصة بعد احتلال الجزائر سنة 1830 ، وبعد انهزام المغرب في معركة إيسلي سنة 1844 ، ومعركة تطوان سنة 1860 ، فتمت ترجمة هذه السيطرة إلى معاهدات تجارية غير متكافئة أظهرت الاهتمام الكبير للأوساط التجارية الأوربية بالمناطق المغربية الاطلنتية بما فيها السواحل الجنوبية (49). وفي هذا الاطار تجند طابور من المغامرين والرحالة الاوربيين لاستكشاف المنطقة بإرسال سفن بحرية وتنظيم رحلات استطلاعية تستهدف الكشف عن الإمكانيات الاقتصادية والطبيعية والبشرية للمنطقة(50). وقد كان هدف التجار الاوربيين هو فتح مراكز تجارية جديدة في وادي نون والمناطق الجنوبية لتكون بديلا عن ميناء الصويرة ، وللدخول في علاقات تجارية مباشرة مع أهالي المنطقة ، ونشط في هذا الاطار الفرنسيون حيث ” أضمر الفرنصيص خيب الله سعيه وعزمه على توجيه سفنه لوادي نول بقصد بيع السلع والرسو من غير ساكة وجعل ذلك (…) لنزول عسكره المخذول والبناء هناك (51). وفي نفس الاتجاه انفرد الانجليز في شخص ماكنزي لفتح مركز تجاري في طرفاية(52) للمتاجرة مع أهالي المنطقة خاصة مع قبائل إزركيين ومجاطة وتوبالت وأولاد تيدرارين(53). اما الاسبان فقد كانوا يطالبون بأحقيتهم في التعامل التجاري مع أهالي المنطقة مستحضرين في ذلك علاقاتهم التاريخية مع سكان المنطقة ومتدرعين في الوقت نفسه بالبحث عن مرفأ سانتاكروز القديم الذي بني في القرن السادس عشر، وقد ترجمت الرغبة الاسبانية في عقد مجموعة من الاتفاقيات مع المغرب في هذا الشأن، ونخص بالذكر اتفاقية السلم والتجارة في 28 ماي 1767 في مراكش نصت قي بندها الثامن عشر على أن السلطان منح جميع امتيازات الصيد في الشواطئ الجنوبية للإسبانيين وسكان كناريا لكن السلطان سيدي محمد بن عبد الله امتنع عن رسالة من دحمان ولد بيروك إلى الحسين أوهاشم مؤرخة بتاريخ 1300 / 1882 .

أخذ أي قرار خاص بتلبية رغبة ملك اسبانيا في فتح مرفا تجاري جنوب وادي نون(54).

وجاءت اتفاقية السلام والصداقة في فاتح مارس 1799 في مدينة مكناس بين الجهاز المخزني واسبانيا كرست في بندها الخامس والثلاثين نفس الامتيازات التي كانت تتمتع بها اسبانيا في الصيد في السواحل الجنوبية بل وحتى الشمالية للمغرب(55).

وبعد سنة 1860 تاريخ عقد معاهدة السلام بين المغرب واسبانيا على إثر هزيمة حرب تطوان ، أدعن المخزن لمطالب اسبانيا الداعية لفتح مركز تجاري في المكان القديم المسمى سانتاكروز دي ماربيكينيا(56). ووقوفا عندمقولة الصراع بين القافلة والكرافيلا المأخوذة عن كودينو(57)، تبين أن الاتجار مع الاوربيين أصبح مصدرا أساسيا للثروة  يسيل له لعاب الجميع(58).

من هذا المنطلق أصبح التحكم في عائدات التجارة في المنطقة مرهون بتوطيد الأسس المادية والاجتماعية للفئة القائدة، وكل الوسائل الموصلة إلى ذلك الهدف تعتبر في منطق أصحابها مشروعة . وعلى هذا الأساس ستعمل كل القوى الاوربية على كسب ود هذه القوى المحلية مستعملة في ذلك مجموعة من الإغراءات(59). وسترتفع وثيرة العمليات التجارية مع الأسرتين العريقتين في المنطقة وهما أسرة بودميعة ممثلة في الحسين أوهاشم وأسرة أهل بيروك ممثلة في الحبيب ولد عبيد الله أوسالم (60).

والتزاما بالضرورة المنهجية المتبعة في الموضوع ، نقف عند نموذج محدد من الأسر التجارية في منطقة وادي نون وهي أسرة أهل بيروك بارتباط مع المخزون الوثائقي للأسرة والذي يشهد على قوة العلاقات التجارية للأسرة مع الاوربيين، علما بأن هناك أسرا أخرى كأسرة أهل عبد الواسع في أسرير وأسرة أهل السالك ( سلوم) في لكصابي، وستحضى مستقبلا بأبحاث خاصة.

 

4 – النشاط التجاري بين أهل بيروك والأوربيين :

عملت أسرة آل بيروك على ترتيب الأوراق الداخلية للف أيت الجمل في سبيل التفرد بالزعامة التجارية على حساب الأنشطة الأخرى كالفلاحة والرعي مستندة بذلك على قبيلة أيت لحسن التي شكلت سندها العسكري(61). ولعل التحولات التي عرفتها المحاور الاقتصادية المتمثلة في تراجع مدينة تكاوست، وتسلم مدينة كليميم المشعل في خضم التوجه الأوربي نحو السواحل الجنوبية، جعل أسرة أهل بيروك تقطف ثمار هذا التحول.

وقد عملت أسرة أهل بيروك في بداية الأمر على تركيز عملياتها التجارية بين كليميم ومدينة الصويرة، حيث كانت ترسل قوافل محملة ببضائع السودان إلى الصويرة، وفي المقابل تتلقى البضائع القادمة من أوربا. ولتصريف هذه العمليات ، كان لأسرة أهل بيروك مجموعة من الوكلاء التجاريون في مدينة الصويرة ينظمون العلاقات التجارية بين الاسرة والاوربيين. وقد سعى دحمان ولد بيروك جاهدا إلى امتلاك دار في مدينة الصويرة لتتبع العمليات التجارية، حيث جاء في إحدى الوثائق التاريخية ما يشير إلى ذلك : ” محبنا ووالدنا القائد دحمان ولد بيروك التكني أمنك الله ورعاك . . . فنعلمك بأن الكتاب الذي وجهته لحضرة سيدنا نصره الله قدمت إلى الصويرة فقرأته عليهم فامتنع الوعد الذي وعدنا به سيدنا من تنفيد الدار فأكد لنا أن سيدنا لم يأذن لهم بالتنفيذ ولا رأوا كتابه ثانيا فقمت ومكثت بالصويرة انتظارا لجواب سيدنا مع وقت الحرث وكثرة الشرائر كما علمت وعليه فنطلب من الله ومنك أن تشد لنا العضد كما هومعلوم منك”(62).

وعقدت أسرة أهل بيروك علاقات تجارية مع الاوربيين من جنسيات مختلفة. ففي إحدى الرسائل المتبادلة بين دحمان ولد بيروك واحد التجارالانجليز ذكر هذا الاخير رغبة دحمان ولد بيروك في عقد صفقات تجارية مع الانجليز، وقد خاطبه التاجر الانجليزي قائلا : ” صاحبنا الشيخ دحمان الودنوني السلام عليك ورحمة الله وبركاته وبعد وصلني كتابك من عند الذمي هارون من عندكم من البلاد وذكر لنا فيه بأنك أردت تعمل معنا بالبيع والشراء لكن ما بين لنا هل أردت تسق على يدي ونبيع لك ذلك في بر النصارى وتاتيك ثمانه سلعة على يد ( حذف) وقبل تبع معي وتشتري في الصويرة نحبك تكتب إلي وتظهر لنا ما في خاطرك لنكون على بصيرة بما نجاوبك به”(63). ووردت في نفس الرسالة معلومات تفيد رواج بعض السلع القادمة من السودان الغربي، حيث يبين التاجر الانجليزي لدحمان ولد بيروك أثمان هذه السلع في أوربا قائلا ما نصه :

” … ونعلمك على الريش اليوم سوقه بارد في بلاد النصارى والبيع فيه قليل وأما العلك مطلوب لمليح يسوق حتى لعشرين ريال في بلادالنصارى والسلام”(64).

وجاء في إحدى المراسلات التجارية بين القنصل الاسباني في الصويرة خوسي ألباريس ولحبيب ولد بيروك ما نصه : ” صاحبنا ومحبنا وأعز الناس لدينا … الشيخ لحبيب بن المرحوم بالله الشيخ بيروك وفقك الله وأعلنك ومن سوء المكاره وقاك … وبعد فالمراد منك أن تدفع لعيل ستون ريالا ثمن الرصيفة متعت التاجر خكوب ولابد (…) وهذا توكيدنا عليك والسلام “(65).

ومن مظاهر التبادل التجاري الاخرى بين وادي نون واوربا إحدى المراسلات بين قنصل النمسا هنغاريا ودحمان ولد بيروك يقول فيها ما نصه: ” … وجعلنا الحوايج على الطريق (…) ونجعل ما تحتاجه ( حذف) ومن هذا أن الذي عندكم ببلادكم فإنه قد اشترى لنا خمسة قناطير وثمان (حذف) علينا ما دفع لك في يدك خمسة ريال وثمانية وثلاثين ريالا ونصف وقلت له بأنه لابد له منها رغما على أنفه كما ذكرت له بأن هذه البعض من الأشياخ ودفع لك هذا العدد المذكور وحسبه علينا ومن حيث قبضت هذا الكتاب وهذا الحساب اندهش عقلي وبقيت أقبض الصاكة من عنده ونحن لم نعرف في الشروطات التي مع الباشدور صاكة واحدة التي هي جارية في المراسي ريال لكل رطل(66).

وفي نفس السياق لم تستثن ألمانيا من التعاقدات التجارية مع وادي نون، حيث جاء في إحدى المراسلات ما نصه : ” صاحبنا الأرضى القائد دحمان ولد بيروك الكلميمي … وبعد هذه المدة من الزمان ما رأيت منك خبرا … ويوصلك في أمن الله على يد صاحبنا التاجر ريس من لملف لتفصل فيه سلهام لنفسك وسلهام لولدك أصلحه الله … واليوم نعلمك بأن الكبني الذي انا هو وكيلها وهي ترسل الببور في كل خمسة وعشرون يوما واحد البابور من بلد ألمان لصويرة … بالسلع امتاع ألمان والبروص وهذ الببورات يرفد الزيت والصوف والجلد … والشمع والريش وغيره وكلها هي سلعة امتاع البربرية وتعرف أن هذه المسألة جيدة لنفسك … واليوم نريد ترسل شيئا من سلعتكم للصويرة ترسلها لبلد ألماني  لكن ترسلها لأصحابنا الذي هما التاجر ريس و مور  على قبل هذه السلعة وهذ الناس معقولين … وإن كان هذ الناس متاع وادنون يستعمل هذه المسايل لا يسور الدراهم الكثيرة ليستورد بهم السكار وأتاي وكتان والخنث ومسائل كثيرة “(67).

ومن خلال استقرائنا لمجموعة من الرسائل، يتبين دور الوساطة الذي كان اليهود يلعبونه في العلاقات التجارية بين اهل بيروك والصويرة من جهة وبينهم وبين الأوربيين من جهة أخرى. وقد أوردت مجموعة من الوثائق تحركات هذه الفئة على مستوى الأنشطة المختلفة والمشاكل المرتبطة بها، وفي هذا الصدد تلقى دحمان ولد بيروك رسالة من الياهو حتويل في الصويرة مفادها ما نصه : ” اعرض أنه بناءا على طلب سيادتكم عن يد التاجر المحترم روبين صورة حكم الخرانيم بإلزام اليهودي الذمي داوود بوغانم دفع ما بذمته لهذا الداعي مذيلا بأختام الخرانيم الثلاثة لتصير مراجعته ورفع الشك من حقانية وضبط الحكم المشار إليه على قوانين الشرع المصون. فها نحن نقدم لحضرتكم جواب أمركم الكريم ملفوفا بصورة الحكم(…) فالان استرحم التمعن بكتابي هذا وصورة الحكم وبه يتضح جليا لأعتاب بصيرتكم تحقيق ذلك وخداع الذمي داوود وتملق كلامه كما وأكرر استرحامي بصدور أمركم الكريم بإرسال السبعة أحمال الصوف المحجوزة تحت أيديكم “(68).

ومن خلال العينة من الوثائق التي تم الوقوف عندها(69) تبين أن أسرة أهل بيروك قد احتكرت التعامل التجاري الوادنوني مع الأوربيين ممثلين في قناصل بعض الدول الأوربية تارة وتجار آخرين تارة أخرى. وقد بينت الوثائق كيف أن أسرة اهل بيروك قد سلكت استراتيجيات دقيقة في علاقاتها بالأوربيين تمثلت في سياسة شد الحبل التي تمارسها مع قناصل الدول الأوربية من خلال استعمال ورقة الأسرى والمحتجزين من جهة، ثم سياسة التماطل في تسديد مستحقات التجار الأوربيين على آل بيروك. وقد كانت هذه الاستراتسجية موجهة بالأساسلتحقيق هدفين اثنين أولهما ضمان السيادة الفعلية لأسرة أهل بيروك على منطقة وادي نون على المستوى السياسي بعد ضمان تفوقها الإقتصادي ممثلا في النشاط التجاري، وبذلك تقوم مقام المخزن في المنطقة، علما بأن الجهاز المخزني يربط العلاقات المباشرة مع القوى الدينية والتجارية لأنها هي الوسيط بينه وبين الفئات الاجتماعية الأخرى خاصة في المناطق النائية، ثاني هذه الأهداف يتمثل في التوجه نحو نحو خلق مراكز تجارية على سواحل وادي نون في أفق التعامل التجاري المباشر مع الاوربيين. وفي هذا الإطار بدات المحاولات الرامية إلى فتح مرسى محلي على مصب وادي أساكا الذي يفصل بين مجال قبيلة أيت لحسن واحدة من كبريات لف أيت الجمل، ومجال قبيلة أيت باعمران، وهو ما كانت الدول الاوربية تتحمس له خاصة اسبانيا وفرنسا. وفي نفس السياق سمح لحبيب ولد بيروك للتجار الاسبان ببناء مستودع لتخزين السلع بساحل سهب الحرشة(70) جنوب الطنطان للتعامل مع قبائل أيت لحسن وإزركيين كما عمل أولاد بيروك على فتح مرسى آخر بالصحراء المسماة الداخلة (71). ويكفي القول بأن قبيلة أيت لحسن كان لها دور غير مباشر في التفكير في فتح مرسى بسواحل وادي نون لكونها كانت تسيطر فعليا على المجال الساحلي لوادي نون. وكانت خيام القبيلة تنتشر في سواحل المنطقة بل وكانت تعقد صفقات تجارية مع الاوربيين من خلال ” بيع الغنم والصوف لهم ووسقها من هناك”(72). كما أن القبيلة استعملت عدة مرات كورقة ضغط من طرف أهل بيروك لمساومة الحسين أوهاشم زعيم دار إليغ الذي كان يتوجه لواد نون ” للتفاوض مع آل بيروك لفك الأسرى أو للمطالبة بتوفير الأمان للقوافل التجارية التي تتعرض للسطو والنهب من طرف قبيلة أيت لحسن”(73).كما أن الحسين أوهاشم تعهدبضمان أمن القوافل المارة إلى الصويرة مقابل أن تضمن قبيلة أيت لحسن أمن القوافل المتوجهة إلى الصحراء انطلاقا من موقعها العسكري القوي.

 وامام هذا التوجه الداعي إلى فتح مرافق تجارية في سواحل وادي نون والصحراء، ومن خلال الوثائق التي وقفنا على بعض منها، يتبين أن المخزن لم يكن ينظر بعين الرضى إلى فتح مراسي من وادي نون حتى طرفاية على الأقل وذلك بفعل جملة من الاعتبارات منها الحفاظ على المكانة التجارية للصويرة التي أضحت منذ عهد سيدي محمد بن عبد الله المحطة النهائية لوصول قوافل التجارة الصحراوية ومركزا لاستقبال البضائع الأورب ومن بين الاعتبارات الاخرى إحساس القوى المحلية في المنطقة بأن سلطة المخزن هي حاضرة ماديا ورمزيا في المجال الممتد من وادي نون حتى وادي الذهب بل تتجاوزه أحيانا. وقد وقف المخزن أمام أية محاولة من شأنها فتح علاقات تجارية مباشرة مع وادي نون والتجار الاوربيين، بحيث جاء في إحدى الرسائل السلطانية ما نصه: ” خديمنا الأرضى الطالب بوسلهام بن علي وفقك الله(…) وبعد فإن خديمنا الطالب عبد الله أبي الحاحي حين سمع بما تحرك فيه عدو الدين الفرنصيص من أمر وادي نون كتب لبيروك ولد عبيد الله بن سالم واجابه في ظهر كتابه وماهو يريد عليك طالعه ورده لتكون على بصيرة في الامر” (74). وفي نفس السياق وجه السلطان محمد بن عبد الرحمان رسالة إلى ابنه الحسن يقول فيها : ” … ولدنا الأبر سيدي حسن … وصلنا كتابك وعلمنا ما أجابك به قاضي ردانة عن المرسى التي إريد إحداثها بأن مريد ذلك لازال ينويه غير أنه صد عنه برجوع محمد مولود ولد الحاج حمدناه إلى داره باتفاق الجماعة الجلميمية”(75).

ومع تنامي الدور التجاري لمنطقة وادي نون بدا الجهاز المخزني يعيد النظر في مجموعة من الترتيبات الخاصة بالمنطقة في سبيل كسر الهيمنة التجارية للصويرة، لذلك بدأ المخزن في تبني فكرة فتح مرسى تجاري في منطقة وادي نون ليحقق بذلك هدفين اثنين أولهما تلبية رغبة القوى التجارية المحلية ، وثانيهما يتمثل في كون الرغبة في فتح المرسى في المنطقة يجب أن يتم تحت مظلة المخزن دعما للتواجد الفعلي لسلطته. وقد وردت في هذا الباب مجموعة من الرسائل المتبادلة بين آل بودميعة والسلطان من جهة وهذا الاخير وأسرة أهل بيروك من جهة أخرى ، نورد من هذه الرسائل واحدة ورد فيها مانصه : ”  محبنا الارضى السيد الطاهر بن الحسين أهاشم سددك الله … وبعد فقد كلفنا خديمنا الأنجد القائد أحمد بن محمد ( حذف) ومن معه بالتوجه لتلكم السواحل والتطوف بها ما بين سيدي محمد بن عبد الله وأصك إلى البيضة والتأمل في المحال الصالحة منها ل

للمرسى التي عزمنا على فتحها هناك بحول الله وتصويرها وتوحيد صورها لحضرتنا الشريفة وعليه فنامرك أن تتوجه معه وتقف حتى ينفذ ذلك ” (76). وفي نفس السياق وجه دحمان ولد بيروك رسالة إلى الحسين أوهاشم يقول فيها : ” … وليكن في كريم علمك أننا بلغنا واد إفن وفي يومنا هذا رحلنا منه لأركسيس … والنصارى يجيئون على موضع يرون فيه أثر بنيان القديم ولم يجدوا فيه شيء وحين نبلغ أساكا نركب في ببور إلى ارجيل وننظر فيها أثر بنيان كلنا وسيدنا نصره الله اكترا ستة من مهندسين صبانيول بأربعة وعشرون مائة ريال لكل شهر وواحد منهم بعشرين ريال لكل يوم والمراسي الذين عليهم البحث هو سيدي محمد بن عبد الله و إفن و ركسيس وأسك … يريد سيدنا أن يجعل فيهم مرصى وأمر سيدنا أمناء اجديد وأمناء الدار البيضاء أن يشتروا ألفين خنشة شعير ويحملونهم في ببور … ويباع بسوم الذي اشتري به الشعير في الغرب “(77).

 

خـــاتمـــة :

من خلال المعطيات التاريخية الواردة أعلاه اتضح أن منطقة وادي نون  لعبت أدوارا طلائعية في الطفرة الاقتصادية التي عرفها الجنوب المغربي منذ العصور الوسطى ووصولا إلى الفترة الحديثة وانتهاء بالفترة المعاصرة من تاريخ المغرب . وقد كانت الحواضر التاريخية للمنطقة، ممثلة في نول لمطة وتكاوست وكليميم، قد ربعت المنطقة على عرش تجارة غرب الصحراء والسودان الغربي حتى بداية القرن الماضي مشكلة بذلك واحدة من الميتروبولات التجارية الدولية، كما ساهمت هذه الحواضر في تسطير ملامح الانظمة السياسية التي ظهرت في المنطقة، والتي أخذت بالحسبان هذه الاخيرة في مخططاتها الوطنية الداخلية أو الاستراتيجيات المتبعة في العلاقات الجهوية مع غرب الصحراء والسودان الغربي عبر بوابات النشاط التجاري والحركة القبلية والتبادلات الثقافية  من جهة  أو مع القوى الأوربية من جهة ثانية سواء منها الإيبيرية أو الفرنسية والانجليزية .

 

عمرناجيه

 


(1 )سعيد حراش، دور المدن الجنوبية في الربط الطرقي بين المغرب وافريقيا جنوب الصحراء كرونولوجيا ، المناهل ،ع 58 ، 1998 ، ص 170 .

(2 )عبد الله العروي، مجمل تاريخ المغرب ، ج 2، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، الطبعة الأولى، 1994 ، ص 225 .

(3 )مصطفى ناعمي ، الصحراء من خلال بلاد تكنة تاريخ العلاقات التجارية والسياسية، منشورات عكاظ ، الرباط ، 1988 ، ص 164 .

(4 )محمد المختار ولد السعد ، حرب شر ببه أو أزمة القرن 17 في الجنوب الغربي الموريتاني، المعهد الموريتاني للبحث العلمي، نواكشوط، 1992 ، ص 82.

Justinard, Un petit royaume berbère de Tazeroualt , Librairie orientale et    Américaine , Paris , 1954 ,p 61 

(5 )يوجد بقايا إداوسملال الفارين من زاوية إليغ في شنقيط  تحت إسم السماليل وهي تحوير لاسمهم   السابق، وهم  بطنان، أهل عبد الرحمان وأهل بابا، للمزيد من التفصيل يرجى الرجوع إلى :  المختار ولد حامد ، حياة موريتانيا،جزء الجغرافيا، منشورات معهد الدراسات الافريقية،  الرباط، 1994، ص83.

(6 )محمد المختار ولد السعد، م س ، ص 83.

(7 )مصطفى ناعمي ، م س ، ص 169.

(8 )نفسه ، ص 170.

(9 )- أنظر الخريطة المرفقة أسفله

(10 )مصطفى ناعمي، م س ، ص50 .

(11 )Encyclopédie de L’Islam, nouvelle edition, T3, A, B, E, J, Brill,Paris, 1975, p 755

(12 )مصطفى ناعمي، م س ، ص 51 .

(13 )سعيد حراش، م س ، ص 173 .

(14 )مصطفى ناعمي ، م س ، ص52 .

(15 )سعيد حراش، م س ، ص 173 .

(16سعيد حراش، م س ، ص 174

(17 )يطلق مصطلح البحر البارد على نهر السنغال.

(18 )سعيد حراش ، م س ، ص 186 .

(19 )نفسه.

(20 )نفسه.

(21 )مصطفى ناعمي ، مادة تيغمرت ، المعلمة ، ج 8 ، ص 2720 .

(22 )نفسه ، ص 190 .

(23 )سعيد حراش ، م س ، ص  186 .

(24 )كان يطلق إسم “ندر” على مدينة سان لوي بالسنغال.

(25 )مصطفى ناعمي ، م س ، ص  170 .

(26 )سعيد حراش ، م س ، ص 191

(27 )المعني بالأمر هو محمود ولد مبارك من فصيلة أيت بومكوت ، قبيلة أيت لحسن.

(28 )Robert Montagne , Les portugais et le sahara atlantique au XV siècle , CIHEM , Librairie larose, Paris, 1930, p 109

(29 )Ibid , p 109

(30 )منطقة تبعد عن كلميم حوالي  6 كلم في اتجاه سيدي إيفني.

(31) تعتبر تيسكنان من مكونات مدينة تكاوست التاريخية.

(32 )سيدي عمرو عمران هو من صلحاء المنطقة ذو أصول سباعية يوجد ضريحه في المجال الممتد بين تيسكنان ولكصابي.

(33) أنظر الخريطة الموالية .

(34 )بول باسكون ، اغتيال هاشم زعيم دار إليغ ، مجلة أبحاث، ع 3 ، مطبعة المعارف الجديدة،  دجنبر 1983، ص 24

(35 )نفسه ، ص 24

(36 )يرجى الرجوع لمقالنا حول أيت الجمل ، ندوة واحات وادي نون ، منشورات كلية الآداب التابعة لجامعة ابن زهر بأكادير.

(37 )وثيقة تاريخية توجد بحوزتنا يعود تاريخها إلى 1281 هـ .

(38 )سيدي محمد بن سيدي المختار الكنتي ، أجوبة في مسائل فقهية ، مخطوط رقم 7105

    بالمكتبة الوطنية .

(39 )Paul Pascon, La maison d’Iligh et l’histoire social du Tazerwalt, édition    EMER,1984,pp 57 ,65

(40 )مخطوط في حوزة الأستاذ الباحث محمد دحمان وهو ملحق بالرسالة التي أنجزهاحول البداوة والاستقرار في وادي الذهب والساقية الحمراء وهي رسالة لنيل د. د. ع سنة 1998 بكلية الآداب  الرباط .    

(41 )أكمين يقصد سان لوي حاليا

(42) الشيخ محمد المامي بن البخاري ، م س ، ص 15 .

(43)المختار ولد حامد ، م س ، ص 119 .

(44) نفسه ، ص ص  117. 118

(45 )Rapport préliminaire de mission d’archiologie préventive : site médiéval de Tagaoust, province de Guelmim, 09- 22 Mars 2012,p 6

(46 )Robert Montagne, op  cit, p 104

(47) Ibid , p 109

(48 )Paul Pascon , op cit , p 19

(49 )Abdallah Lroui, Les origines sociales et culturelles du   nationalisme marocain(1830 – 1912), Maspero, Paris, 1980, p 249

(50) حاول موريس باربيي أن يجمع حوالي واحد وعشرين رحتة قام بها الأوربيون والأمريكان إلى المنطقة في مؤلفه :

  Maurice Barbier , Voyages et explorations au Sahara occidental au    XIXéme siécle , édition L’harmatin , Paris , 1985

 

(51 )رسالة موجهة من السلطان المولى عبد الرحمان إلى الطالب بوسلهام ، مسجلة في الخزانة الحسنية تحت رقم 14   4/8.

(52 )حول المركز التجاري الذي أسسه ماكنزي في طرفاية يرجى الرجوع إلى :

  -الناصري ، الاستقصا ، ج9 ، ص 181 .

– Tony Hodges,op cit , p 213

 

(53 )رسالة إلى السلطان المولى الحسن الأول تحت رقم 1306 ، كناش رقم 152 ، ص 117 ، الخزانة الحسنية.

(54 )Paul Pascon , op cit , p 21

55Ibid

56Ibid

(57 )محمد المختار ولد السعد ، م س ، ص 72 .

(58 )نفسه ، ص 67 .

(59) نفسه .

(60 )رسالة من السلطان محمد بن عبد الرحمان إلى ولده حسن بتاريخ 1283 / 1866، سجل      رقم 7413، محفظة 3، الخزانة الحسنية.

(61) عمر ناجيه ، البنيات الاجتماعية والاقتصادية لقبائل وادي نون في القرنين الثامن عشر والتاسع عشرك قبيلة أيت لحسن نموذجا، رسالة لنيل درجة دبلوم الدراسات العليا ،شعبة التاريخ ، كلية الآداب والعلوم الانسانية الرباط ، 1999. ص 395.

(62 )رسالة موجهة من أحد الوكلاء التجاريين التابعين لدحمان ولد بيروك بمدينة الصويرة

(63 )رسالة موجهة من أحد التجار الانجليز إلى دحمان ولد بيروك بتاريخ 1275 / 1858 .

(64 )نفسه

(65 )رسالة من القنصل الاسباني بالصويرة إلى دحمان ولد بيروك بتاريخ 1292 / 1875 .

(66 )رسالة من قنصل النمسا هنغاريا إلى دحمان ولد بيروك بدون تاريخ. وللإشارة فقد احتفظنا بما ورد في الرسالة بدون تغيير أو تصحيح  رغم ركاكة الأسلوب الواضحة .

 

(67 )رسالة من أحد التجار الألمان غلى دحمان ولد بيروك ن بدون تاريخ .

(68 )رسالة من إلياهو حتويل إلى دحمان ولد بيروك بتاريخ 1316 / 1898 .

(69 )للإطلاع على الوثائق التاريخية التي لم يتم إدراجها في المقال يرجى الرجوع إلى :

     عمر ناجيه ، م س ، كما يرجى الرجوع إلى الملحق الخاص بالوثائق.

(70 )رسالة موجهة من السلطان محمد بن عبد الرحمان إلى الحسين أوهاشم زعيم تازروالت         بتاريخ 1278/ 1861.

– رسالة من السلطان الحسن الأول إلى القائد دحمان بن بيروك بتاريخ 1309/1891   كناش رقم 328 ص 305 ، الخزانة الحسنية .

(71 )رسالة من السلطان الحسن الاول إلى الحسين أوهاشم بتاريخ 1303/1885 ، كناش رقم     371، ص 147 ، الخزانة الحسنية.

(72 )رسالة من السلطان الحسن الاول إلى دحمان ولد بيروك بتاريخ 1303/1885 ، كناش رقم 370 ، ص 228 ، الخزانة الحسنية .

(73 )رسالة من السلطان محمد بن عبد الرحمان إلى ولده سيدي حسن بتاريخ 1283/1866 ،  رقم 7379 المحفظة (3) ، الخزانة الحسنية .

(74 )رسالة موجهة من السلطان محمد بن عبد الرحمان إلى الطالب بوسلهام بتاريخ 1261 / 1845 ، تحت رقم 42 / 18 بالخزانة الحسنية .

(75) رسالة موجهة من السلطان محمد بن عبد الرحمان إلى ولده حسن بتاريخ 1283 / 1866 ، مسجلة تحت رقم 7379 ، محفظة 3 بالخزانة الحسنسة.

(76 )رسالة موجهة من السلطان الحسن الاول إلى الطاهر بن الحسين أهاشم بتاريخ 1300 / 1882 .

(77 )رسالة موجهة من دحمان ولد بيروك إلى الحسين اهاشم بتاريخ  1300 / 1882 .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق