مركز علم وعمران للدراسات والأبحاث وإحياء التراث الصحراويطبيعة ومجال

الواجهة الأطلنتية للصحراء المغربية السواحل الصحراوية المغربية مجال للصيد البحري-3-

الدكتور مصطفى مختار

باحث بمركز علم وعمران

– الحلقة السادسة –

يستعمل “إيمراكَن” أدوات صيد أخرى، إلى جانب الشباك، مثل “الزل” أو المصمار، من صنع محلي؛ والعمود المسمى “بار”، ج. “البار”، الذي تنصب عليه الشبكة؛ و”لمعيدي” أو “التيفانة”، من الفلين أو من “أفرنان” لخفة وزنه، من أجل السباحة أو حمل أعلى الشبكة على الماء، مربوطا بحبال. ويتم استعمال “الإيدان”، حجارة طين وفضلات الحيوان المشوية، أسفل الشبكة لإنزالها في الماء [133].

 ويستعملون “التِّيكَط” العمود الجامع للشباك، و”امجَار” العود الخشبي جامع أطراف صنف منها، و”اتِّكَطْ” (اعْمودْ زَلَّ) لإخراج الشباك الممتلئة بالسمك [134]. ولعلهم يستعملون قصبات الصيد[135]، مثل “أسَلَّفْ”، العود الخشبي الذي طوله 4 م، في رأسه صنارة لاصطياد السمك القابع في الأجراف والغيران البحرية؛ ومثل “أشكْشمْ”، العود الخشبي الواصل إلى 4 م، في رأسه صنارة لاصطياد (التْشَكشِيمْ) سمكتي “اصغاغ” (الصنور)، و”تزلمت” (ميرنا) [136].

ويستعملون “أنْدَلِّ”، من الصنانير الكبيرة، لصيد السمك من الشقوق الصخرية البحرية [137]، و”بنكة”، من الصنانير نفسها، لاصطياد سمكة “انجاكرو” (كوربينا)[138]، و”تيفْرَات”، من صنانير جزر الكناري الصلبة [139]، و”صنَّارة الخَرْص”، صنف من الصنانير مختلفة الأحجام بها “اخراص” (حلقات) [140].

ويستخدمون “لْكَرِّيطِي” (اسبيب) لتثبيت الصنارة [141]، و”بْلاَنْشَة”، قطعة خشبية، لجمع خيط الصيد المربوط بالصنارة [142]؛ و”آرْوِي”، طُعْم سمك مدقوق، فيه رائحة قوية جالبة للأسماك [143]؛ و”آلْدُونْ” أو “لبلُوم” لجر صنارة الصيد إلى أعماق البحر [144]؛ و”الفَدَّايْ”، عود لنزع الصنارة من فم السمك [145]؛ و”شْكَارمُو” للقلع نفسه[146]. ويجمعون أدوات الصيد في “بطّة الدّوزَانْ”[147]. ويستعملون “ادَّرْدَاكَ”، عود خشبي (الدبوس)، لقتل سمك الصنور أثناء اصطيادها [148]؛ و”أنَشَّابْ” أو “مزْرَاكة”، رمح خشبي مسنن رأسه،  لصيد السمك [149]؛ و”لخْلاَلْ” (غانجو) لصيد الأخطبوط [150].

 ومن العجيب أن “إيمراكَن” يصنفون الأسماك صنفنين. أولهما: حوت أرض لا ينتجع. ومنه “ايفر”، و”تاونيت”، و”بازدولة”، و”الريقط”. وثانيهما: حوت مشي ينتجع. ومنه “أزول” الجيد يعود خريفا، ويكثر شتاء، وينقطع ربيعا. ومنه “أكمل” (أبيض يعود بداية الربيع- أحمر يعود آخره). ومنه “اغساد”، و”ايكيت”، و”المليسة”، و”المديسم”، و”بوغفارة” الخريفية. ومنه “ايكير” (ربيعي- صيفي- خريفي). ولعل منها صنفا ثالثا هو حوت الدخل الذي منه “تكاوة”، و”انتض” وهما شمال تانودارت. ومنه “تواجيت”، و”المليح” [151].

 ويتغذى “إيمراكَن” من السمك الطري، خلال فترات الصيد البحري. و”يقومون بتخزين الأسماك وحفظها عن طريق فتح السمكة من ظهرها وفصل رأسها عنها وإفراغ بطنها وتعريضها للشمس حتى تجف[152]، لاستهلاكها خلال تعذر الصيد البحري، بسبب خطورة الأمواج العاتية (لبْحَرْ جَاهلْ)[153].

   و”يصنع إيمراكَن نوعا محليا يعرف باسم (التيشطار) يستهلك في الداخل ويتم صنعه بتشريح السمكة ونزع أحشائها ثم تركها تجف، فتتراوح بين يومين وثلاثة في الفترات الجافة“، وبين أربعة وخمسة “أيام في الفترة الرطبة، وتحفظ هذه الطريقة السمك صالحا للاستعمال لمدة تصل إلى خمسة أشهر“. و”يصنع التشطار من سمك البوري“. ويستخدم “كأساس لصناعة “التيد كيت” أو “الخلع” وذلك بخلطه جيدا مع السمن، مع إضافة السكر والبطارخ إليه[154].

   ولعملية تجفيف الأسماك أدوات خاصة هي: رافع صغير اسمه “تاكودي”، وجمعه “تيكودان”، لنشر السمك؛ ورافع كبير اسمه محمل، وجمعه لمحامل، لنشر السمك أيضا؛ وشبكة اسمها “آسكيل”، وجمعه “إيسكلان”، يفرق فوقها السمك؛ وأغصان أشجار اسمها “آشوجر”، وجمعه “آشواجير” ينشر فوقها السمك؛ وحقيبة أو شبكة اسمها “آكسري”، وجمعه “آكساري”، ينقل بها السمك [155].

وإلى جانب صناعة “التيشطار” من لحوم الأسماك، تستخدم أحشاءها ورؤوسها “لصناعة الزيت وذلك بخلطها في مياه البحر داخل قدور ثم يضغط بواسطة عصي ويترك ليبرد، بعدها يتجمع الزيت ويطفو فوق السطح، فيفرك بواسطة أصداف“. وتصنع البطاريخ، “من مبايض أسماك البوري التي يتم غمسها بعناية تلافيا لإتلاف كيس المبيض ثم توضع في الماء (من ثلاث إلى أربع ساعات) ثم توضع عقب ذلك بين خشبتين مع وضع أثقال فوقها لجعلها مسطحة وتدار كل 12 ساعة أي (كذا) أن تجف تماما ثم تخزن في أخصاص من الحشيش جيدة التهوية[156].

  وحين يفرغ مخزونهم من السمك الجاف، يقبل “إيمراكَن” على “الصرنبك” Anatifes، والأخطبوط Poulpe، وسلطعون Crabes، وتوتيا البحر Oursin، والقفالة Clovises، وغيرها [157]، بوصف هذه المنتجات البحرية جزءا من “طعام الكون” الذي يستهلكه كثير من صلحاء المغرب.

  ويظل صيد السمك في سيرة “إيمراكَن” اقتصاد قلة بدون تراكم معرفي ومادي. حيث يلبي حاجيات مجتمعهم المحلي غذاءً وضيافة [158]، ودرءا لكارثة الجوع [159]. وأما فائض الأسماك، فينقل إلى داخل الصحراء لبيعه مملحا [160].

  وبإسهابنا في الكلام عن قبائل البحر أو أهله وبدوه، وتركيزنا على فئة “إيمراكَن” الاجتماعية، نؤكد أن السواحل الصحراوية المغربية لم تكن مجالا خاليا من السكان مثل ما ادعت بعض المزاعم الاستعمارية [161].

                والله الموفق للصواب والمعين عليه.

الإحالات:

[133] الصيد البحري والمجتمع الصحراوي بجهة وادي الذهب- الكويرة، ص242، وص246؛ وحياة موريتانيا: الجغرافيا، ص115؛ والمجتمع والبحر من خلال منطقة الساقية الحمراء، ص72؛ وأدوات الصيد البحري التقليدية عند مجموعات الصيادين بالصحراء: “ايمراكن نموذجا”، ص159، وص160؛ والمعجم الحساني، ص76، وص92، وص95، وص97.

[134] المعجم الحساني، ص75، وص94، وص95.

[135] الصحراء بعيون إسبانية، ص147.

[136] المعجم الحساني، صفحات: 77، 78، 79، 84، 93، 95، 103.

[137] نفسه، ص82، وص95.

[138] نفسه، ص83، وص95.

[139] نفسه، ص85، وص95.

[140] نفسه، ص86، وص96.

[141] نفسه، ص89، وص96.

[142] نفسه، ص83، وص96.

[143] نفسه، ص76، وص95. استأنس بـ: المرجع نفسه، ص90، وص93.

[144] نفسه، ص80، وص88، وص96.

[145] نفسه، ص81، وص96.

[146] نفسه، ص86، وص96.

[147] نفسه، ص83، وص96.

[148] نفسه، ص80، وص96.

[149] نفسه، ص: 82، 90، 95، 97؛ والصحراء بعيون إسبانية، ص147.

[150] المعجم الحساني، ص88، وص94.

[151] حياة موريتانيا، ص115؛ والمجتمع والبحر، ص72؛ والصيد البحري والمجتمع الصحراوي، ص242، وص246؛ وسيدي إيفني الساقية الحمراء ووادي الذهب، محمد دحمان، الرباط نت، 2015 م، ص85- 87؛ وأدوات الصيد البحري التقليدية عند مجموعات الصيادين بالصحراء، ص159؛ والمعجم الحساني، صفحات: 75، 77، 78، 79، 80، 82، 83، 84، 85، 102، 103، 105.

[152] الصيد البحري والمجتمع الصحراوي، ص247؛ وأدوات الصيد البحري التقليدية عند مجموعات الصيادين بالصحراء، ص160. عد إلى: المرجع الأول، ص248، وص250؛ والمرجع الثاني، ص156، ص161؛ والأطعمة والأشربة في الصحراء، ص127، وص147؛ والصحراء بعيون إسبانية، ص147- 148؛ وأهمية ساحل الصحراء بين المجتمع القبلي والقوى المتهافتة، ص45، وص46؛ والمعجم الحساني، ص77، وص79، وص102.

[153] المعجم الحساني، ص87، وص98.

[154] أدوات الصيد البحري التقليدية عند مجموعات الصيادين بالصحراء، ص161. راجع: الأطعمة والأشربة في الصحراء، ص147.

[155] الصيد البحري والمجتمع الصحراوي، ص247؛ والمعجم الحساني، ص77، وص79، وص89، وص94.

[156] أدوات الصيد البحري التقليدية عند مجموعات الصيادين، ص161.

[157] الصيد البحري والمجتمع الصحراوي، ص247؛ والصحراء بعيون إسبانية، ص148؛ والمعجم الحساني، ص: 76، 77، 78، 81، 83، 84، 94، 107، 108.

[158] الصيد البحري والمجتمع الصحراوي بجهة وادي الذهب- الكويرة، ص244، وص246، وص247، وص248؛ والمجتمع البيضاني، ص317؛ والأطعمة والأشربة في الصحراء، ص127، وص146، وص147، وص158؛ والصحراء بعيون إسبانية، ص147، وص148؛ والمجتمع والبحر، ص75، وص79؛ وأدوات الصيد البحري التقليدية عند مجموعات الصيادين، ص156، وص157، وص160- 161؛ والمعجم الحساني، ص79، وص83، وص93، وص100.

[159] الصحراء بعيون إسبانية، ص148؛ وأهمية ساحل الصحراء، ص42، 45؛ والصيد البحري والمجتمع الصحراوي، ص242- 243، 247؛ والمجتمع والبحر، ص77؛ وأدوات الصيد البحري التقليدية عند مجموعات الصيادين، ص156.

[160] الساقية الحمراء ووادي الذهب، ج1، ص91؛ والساقية الحمراء ووادي الذهب، ص63؛ والصيد البحري والمجتمع الصحراوي، ص242، وص247؛ وأدوات الصيد البحري التقليدية عند مجموعات الصيادين، ص156، وص161.

[161] الصيد البحري والمجتمع الصحراوي بجهة وادي الذهب- الكويرة، ص245.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق