مركز عقبة بن نافع للدراسات والأبحاث حول الصحابة والتابعينغير مصنف

أخبار استخلاف عمر رضي الله عنه في الميزان

 

 

 

بدر العمراني

إن نصوص استخلاف أبي بكر لعمر رضي الله عنهما، اتخذها بعض المغرضين ذريعة للطعن في الخليفتين.. وفي هذا المقال سندرس هذه النصوص دراسة إسنادية لنكشف عن مصداقيتها:

روى أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم الأنصاري في كتابه الخراج، قال: (وحدثني إسماعيل بن أبي خالد، عن زبيد بن الحارث، أو ابن سابط، قال: لما حضرت الوفاة أبا بكر رضي الله عنه أرسل إلى عمر يستخلفه؛ فقال الناس: أتخلّف علينا فظا غليظا، لو قد ملكنا كان أفظ وأغلظ؟ فماذا تقول لربك إذا لقيته، وقد استخلفت علينا عمر رضي الله عنه؟ قال: أتخوفوني بربي؟ أقول: اللهم أمرت عليهم خير أهلك. ثم أرسل إلى عمر فقال: إني أوصيك بوصية إن حفظتها لم يكن شيء أحب إليك من الموت وهو مدركك. وإن ضيعتها لم يكن شيء أبغض إليك من الموت ولن تعجزه.

إن لله عليك حقا في الليل لا يقبله في النهار، وحقا في النهار لا يقبله في الليل، وإنها لا تقبل نافلة حتى تؤدى الفريضة؛ وإنما خفت موازين من خفت موازينه يوم القيامة باتباعهم الباطل في الدنيا وخفته عليهم وحق لميزان لا يوضع فيه إلا الباطل أن يكون خفيفا؛ وإنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه يوم القيامة باتباعهم الحق في الدنيا وثقله عليهم وحق لميزان لا يوضع فيه إلا الحق أن يكون ثقيلا. فإن أنت حفظت وصيتي هذه فلا يكونن غائب أحب إليك من الموت. ولا بد لك منه. وإن أنت ضيعت وصيتي هذه فلا يكونن غائب أبغض إليك من الموت، ولن تعجزه.

وقال موسى بن عقبة: قالت أسماء بنت عميس، وقال له: يا ابن الخطاب، إني إنما استخلفتك نظرا لما خلفت ورائي، وقد صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيت من أثرته أنفسنا على نفسه، وأهلنا على أهله، حتى إن كنا لنظل نهدي إلى أهله من فضول ما يأتينا عنه، وقد صحبتني فرأيتني إنما اتبعت سبيل من كان قبلي: والله ما نمت فحلمت، ولا توهمت فسهوت، وإني لعلى السبيل ما زغت. وإنّ أول ما أحذرك يا عمر نفسك، إن لكل نفس شهوة، فإذا أعطيتها تمادت في غيرها. واحذر هؤلاء النفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين قد انتفحت أجوافهم، وطمحت أبصارهم، وأحبّ كل امرئ منهم لنفسه، وإنّ لهم لحيرة عند زلة واحد منهم؛ فإياك أن تكونه. واعلم أنهم لن يزالوا منك خائفين ما خفت الله، ولك مستقيمين ما استقامت طريقتك. هذه وصيتي وأقرأ عليك السلام)([1]).

الإسناد الأول به انقطاع: زُبَيْد بن الحارث اليامي، تابعي توفي سنة 122 أو 124هـ([2]). والحادثة وقعت قبل ولادته، فمن حدّثه بها؟

وإن كان عبدالرحمن بن سابط (ت118هـ)، فهو كذلك تابعي، يُرسل كثيرا([3]).

والإسناد الثاني: علّقه أبو يوسف ولم يسنده، وموسى بن عقبة(ت141هـ) كذلك علّق الخبر، ولم يكشف عن الواسطة بينه وبين أسماء بنت عميس رضي الله عنها.

روى ابن سعد في الطبقات الكبير، بأسانيد:

الأول: قال: أخبرنا سعيد بن عامر، قال: أخبرنا صالح بن رستم، عن ابن أبي مُلَيْكة، عن عائشة، قالت: لما ثقل أبي دخل عليه فلان وفلان، فقالوا: يا خليفة رسول الله، ماذا تقول لربّك إذا قَدِمْتَ عليه غدا، وقد استخلفت علينا ابن الخطاب؟ فقال: أجلسوني، أبالله ترهبوني، أقول استخلفت عليهم خيرهم([4]).

فيه: صالح بن رستم المُزَنيّ، (وثقه أبو داود وغيره. وروى عباس عن يحيى: ضعيف. وضعفه أبو حاتم. وقال ابن عدى: لم أر له حديثا منكرا جدا. وقال ابن أبى شيبة: سألت ابن المديني عنه، فقال: كان يحدث عن ابن أبى مليكة، كان ضعيفا، ليس بشيء)([5]).

إذن، هذا الرجل صدوق في نفسه، ضعيف من قبل حفظه.

الثاني: قال: أخبرنا الضّحّاك بن مخلد أبو عاصم النبيل، قال: أخبرنا عبيد الله بن أبي زياد، عن يوسف بن ماهك، عن عائشة، قالت: لما حضرت أبا بكر الوفاة، استخلف عمر، فدخل عليه عليّ وطلحة، فقالا: من استخلفت؟ قال: عمر. قالا: فماذا أنت قائل لربك؟ قال: أبالله تفرقاني، لأنا أعلم بالله وبعمر منكما، أقول: استخلفت عليهم خير أهلك([6]).  

فيه: عبيدالله بن أبي زياد القدّاح، اتفق النقاد على تضعيفه: (قال يحيى القطان: كان وسطا، لم يكن بذاك. وقال ابن معين: ضعيف. وقال أحمد: صالح الحديث. وقال النسائي: ليس بالقوي. وقال مرّة: ليس به بأس. وقال مرة: ليس بثقة. وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم. وقال أبو داود: أحاديثه مناكير. وقال ابن عدى: لم أر له شيئا منكرا)([7]).

الثالث: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة، عن عبد المجيد بن سهيل، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن. قال: وأخبرنا بردان بن أبي النضر، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي. قال: وأخبرنا عمرو بن عبد الله بن عنبسة، عن أبي النضر، عن عبد الله البهي. دخل حديث بعضهم في حديث بعض. أن أبا بكر الصديق لما استعز به دعا عبد الرحمن بن عوف فقال: أخبرني عن عمر بن الخطاب، فقال عبد الرحمن: ما تسألني عن أمر إلا وأنت أعلم به مني، فقال أبو بكر: وإنْ، فقال عبد الرحمن: هو والله أفضل من رأيك فيه، ثم دعا عثمان بن عفان فقال: أخبرني عن عمر، فقال: أنت أخبرنا به، فقال: على ذلك يا أبا عبد الله، فقال عثمان: اللهم علمي به أن سريرته خير من علانيته، وأنه ليس فينا مثله، فقال أبو بكر: يرحمك الله، والله لو تركته ما عدوتك، وشاور معهما سعيد بن زيد أبا الأعور وأسيد بن الحضير وغيرهما من المهاجرين والأنصار، فقال أسيد: اللهم أعلمه الخيرة بعدك، يرضى للرضى، ويسخط للسخط، الذي يسر خير من الذي يعلن، ولم يل هذا الأمر أحد أقوى عليه منه، وسمع بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بدخول عبد الرحمن وعثمان على أبي بكر وخلوتهما به، فدخلوا به فدخلوا على أبي بكر فقال له قائل منهم: ما أنت قائل لربك إذا سألك عن استخلافك لعمر علينا وقد ترى غلظته؟ فقال أبو بكر: أجلسوني، أبالله تخوفوني؟ خاب من تزود من أمركم بظلم، أقول: اللهم استخلفت عليهم خير أهلك، أبلغ عني ما قلت لك من وراءك، ثم اضطجع ودعا عثمان بن عفان فقال: اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما عهد أبو بكر بن أبي قحافة في آخر عهده بالدنيا خارجا منها، وعند أول عهده بالآخرة داخلا فيها، حيث يؤمن الكافر، ويوقن الفاجر، ويصدق الكاذب، إني استخلفت عليكم بعدي عمر بن الخطاب فاسمعوا له وأطيعوا، وإني لم آل الله ورسوله ودينه ونفسي وإياكم خيرا، فإن عدل فذلك ظني به وعلمي فيه، وإن بدل فلكل امرئ ما اكتسب من الإثم، والخير أردت، ولا أعلم الغيب، سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون، والسلام عليكم ورحمة الله، ثم أمر بالكتاب فختمه. ثم قال بعضهم: لما أملى أبو بكر صدر هذا الكتاب بقي ذكر عمر فذهب به قبل أن يسمي أحدا فكتب عثمان إني قد استخلفت عليكم عمر بن الخطاب، ثم أفاق أبو بكر فقال: اقرأ علي ما كتبت، فقرأ عليه ذكر عمر فكبر أبو بكر وقال: أراك خفت إن أقبلت نفسي في غشيتي تلك يختلف الناس، فجزاك الله عن الإسلام وأهله خيرا، والله إن كنت لها لأهلا، ثم أمره فخرج بالكتاب مختوما ومعه عمر بن الخطاب وأسيد بن سعيد القرظي فقال عثمان للناس: أتبايعون لمن في هذا الكتاب؟ فقالوا: نعم وقال بعضهم: قد علمنا به، قال ابن سعد: علي القائل، وهو عمر فأقروا بذلك جميعا ورضوا به وبايعوا، ثم دعا أبو بكر عمر خاليا فأوصاه بما أوصاه به، ثم خرج من عنده فرفع أبو بكر يديه مدا فقال: اللهم إني لم أرد بذلك إلا صلاحهم، وخفت عليهم الفتنة، فعملت فيهم بما أنت أعلم به، واجتهدت لهم رأيي، فوليت عليهم خيرهم، وأقواهم عليهم، وأحرصهم على ما أرشدهم، وقد حضرني من أمرك ما حضر، فاخلفني فيهم، فهم عبادك، ونواصيهم بيدك، أصلح لهم وإليهم، واجعله من خلفائك الراشدين يتبع هدى نبي الرحمة، وهدى الصالحين بعده، وأصلح له رعيته([8]).

فهذه الأسانيد كلها مرسلة لا تصح:

–  أبو سلمة بن عبدالرحمن بن عوف، تابعي، توفي بالمدينة سنة 94هـ وهو ابن اثنتين وسبعين سنة([9]). بمعنى ولد سنة 22هـ بعد وفاة أبي بكر الصديق (ت13هـ). إذن لم يدرك الحادثة، فعمن تحمّل؟

– محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي(ت120هـ)، وهو ابن أربع وسبعين سنة([10]). كذلك لم يدرك الحادثة؟ علاوة على أنّ أحمد بن حنبل قال فيه: (في حديثه شيء، ويروي أحاديث مناكير أو منكرة)([11]).

– عبدالله البهي، من صغار التابعين([12])، كذلك لم يدرك الحادثة؟  و عمرو بن عبد الله بن عنبسة لم أقف له على ترجمة تفصح عن حاله.

 وروى الطبري في التاريخ بأسانيد:

الأول: قال: حدثنا ابن حُمَيْد، قال: حدثنا يحيى بن واضح، قال: حدثنا يونس بن عمرو، عن أبي السّفر، قال: أشرف أبو بكر على الناس من كنيفه، وأسماء ابنة عميس ممسكته، موشومة اليدين، وهو يقول: أترضون بمن أستخلف عليكم، فإني والله ما ألوت من جهد الرأي، ولا وليت ذا قرابة، وإني قد استخلفت عمر بن الخطاب فاسمعوا له وأطيعوا فقالوا سمعنا وأطعنا([13]).

هذا إسناد فيه:

يونس بن عمرو السبيعي، قال عنه أبو حاتم: كان صدوقا إلا أنه لا يحتج به. بمعنى أنه صدوق في نفسه، ضعيف من قبل حفظه. ويشهد لهذا ما قاله أحمد بن حنبل: حديثه مضطرب([14]).

أبو السَّفر سعيد بن يُحْمِد الهمْداني الكوفي(ت112/113هـ)([15])، لم يدرك الحادثة(13هـ).

الثاني: قال: حدثني عثمان بن يحيى بن عثمان القرقساني، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن إسماعيل، عن قيس، قال: رأيت عمر بن الخطاب وهو يجلس والناس معه، وبيده جريدة، وهو يقول: أيها الناس، اسمعوا وأطيعوا قول خليفة رسول الله صلى الله عليه و سلم، إنه يقول: إني لم آلكم نصحا. قال: ومعه مولى لأبي بكر، يُقال له: شديد، معه الصحيفة التي فيها استخلاف عمر([16]).

 قيس بن أبي حازم، ثقة، يروي المناكير. لذلك قال عنه يحيى بن معين: منكر الحديث([17]).

الثالث: قال أبو جعفر: وقال الواقدي: حدثني إبراهيم بن أبي النضر، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث، قال: دعا أبو بكر عثمان خاليا، فقال: اكتب بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما عهد أبو بكر بن أبي قحافة إلى المسلمين، أما بعد. قال: ثم أغمي عليه. فذهب عنه. فكتب عثمان: أما بعد؛ فإني قد استخلفت عليكم عمر بن الخطاب ولم آلكم خيرا منه. ثم أفاق أبو بكر، فقال: اقرأ علي. فقرأ عليه. فكبر أبو بكر. وقال: أراك خفت أن يختلف الناس، إن افتلتت نفسي في غشيتي. قال: نعم. قال: جزاك الله خيرا عن الإسلام وأهله. وأقرها أبو بكر رضي الله عنه من هذا الموضع([18]).

الواقدي محمد بن عمر، متروك([19]).

إبراهيم بن أبي النضر لم أقف على ترجمته.

محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي تقدّم أنه من صغار التابعين، لم يُدرك الحادثة، علاوة على أنه يروي المناكير.

الرابع: قال: حدثنا يونس بن عبدالأعلى، قال: حدثنا يحيى بن عبدالله بن بكير، قال: حدثنا الليث بن سعد، قال: حدثنا علوان، عن صالح بن كيسان، عن عمر بن عبدالرحمن بن عوف، عن أبيه، أنّه دخل على أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه في مرضه الذي توفي فيه، فأصابه مُهْتَمًّا، فقال له عبدالرحمن: أصبحت والحمد لله بارئا. فقال أبو بكر رضي الله عنه: أتراه. قال: نعم. قال: إني وليت أمركم خيركم في نفسي، فكلكم ورم أنفه من ذلك، يريد أن يكون الأمر له دونه، ورأيتم الدنيا قد أقبلت، ولما تقبل وهي مقبلة حتى تتخذوا ستور الحرير ونضائد الديباج، وتألموا الاضطجاع على الصوف الأَذَرِي كما يألم أحدكم أن ينام على حسك، والله لأن يقدّم أحدكم فتضرب عنقه في غير حدّ خير له من أن يخوض في غمرة الدنيا، وأنتم أول ضال بالناس غدا فتصدونهم عن الطريق يمينا وشمالا، يا هادي الطريق إنما هو الفجر أو البجر، فقلت له: خفض عليك، رحمك الله، فإن هذا يهيضك في أمرك، إنما الناس في أمرك بين رجلين، إما رجل رأى ما رأيت، فهو معك، وإما رجل خالفك فهو مشير عليك وصاحبك كما تحب، ولا نعلمك أردت إلا خيرا، ولم تزل صالحا مصلحا، وأنك لا تأسى على شيء من الدنيا. قال أبو بكر رضي الله عنه: أجل إني لا آسى على شيء من الدنيا إلا على ثلاث فعلتهن، وددت أني تركتهن، وثلاث تركتهن، وددت أني فعلتهن، وثلاث وددت أني سألت عنهن رسول الله صلى الله عليه وسلم: فأما الثلاث اللاتي وددت أني تركتهن: فوددت أني لم أكشف بيت فاطمة عن شيء، وإن كانوا قد غلقوه على الحرب. ووددت أني لم أكن حرقت الفُجاءة الأسلمي، وأني كنت قتلته سريحا أو خليته نجيحا. ووددت أني يوم سقيفة بني ساعدة كنت قذفت الأمر في عنق أحد الرجلين، يريد: عمر وأبا عبيدة، فكان أحدهما أميرا وكنت وزيرا. وأما اللاتي تركتهن: فوددت أني يوم أُتيت بالأشعث بن قيس أسيرا كنت ضربت عنقه، فإنه تخل إلي أنه لا يرى شرا إلا أعان عليه. ووددت أني حين سيرت خالد بن الوليد إلى أهل الردة كنت أقمت بذي القَصّة، فإن ظفر المسلمون ظفروا، وإن هزموا كنت بصدد لقاء أو مدد. ووددت أني كنت إذ وجهت خالد بن الوليد إلى الشام كنت وجهت عمر بن الخطاب إلى العراق، فكنت قد بسطت يدي كلتيهما في سبيل الله، ومد يديه. ووددت أني كنت سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن هذا الأمر، فلا ينازعه أحد. ووددت أني كنت سألته هل للأنصار في هذا الأمر نصيب. ووددت أني كنت سألته عن ميراث ابنة الأخ والعمة، فإنّ في نفسي منهما شيئا([20]).

فيه: علوان بن داود البَجَلِي، منكر الحديث([21]).

الخامس: قال: حدثنا ابن حُمَيْد، قال: حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن الزُّهْري، عن القاسم بن محمد، عن أسماء ابنة عُمَيْس، قالت: دخل طلحة بن عبيدالله على أبي بكر، فقال: استخلفت على الناس عمر، وقد رأيت ما يلقى الناس منه، وأنت معه، فكيف به إذا خلا بهم، وأنت لاقٍ ربك، فسائلك عن رعيتك؟ فقال أبو بكر، وكان مضطجعا: أجلسوني. فأجلسوه. فقال لطلحة: أبالله تفرّقني أو أبالله تخوّفني، إذا لقيت الله ربي فساءلني، قلت: استخلفت على أهلك خير أهلك([22]).

في إسناده:

محمد بن حُمَيْد الرازي، متّهم بالكذب([23]).

سلمة بن الفضل الرّازي، قال البخاري: عنده مناكير، وهّنه عليّ. قال علي: ما خرجنا من الرّيّ حتى رمينا بحديثه([24]).

محمد بن إسحاق بن يسار صاحب المغازي حسن الحديث، لكنه مدلس([25])، وقد عنعن.

إذن، اتضح بأنّ كل الأخبار الواردة في استخلاف عمر رضي الله عنه من قبل أبي بكر الصديق رضي الله عنه. لا تصحّ. فهي تتأرجح بين مناكير ومراسيل. لا يُعتمد عليها في نسج خيالات وأوهام المغرضين.

 والله الموفق لإيضاح الحقّ.

 


([1]) الخراج 11.

([2]) انظر تهذيب الكمال 9/189-192.

([3]) انظر تهذيب الكمال 17/123-127.

([4]) الطبقات الكبير 3/274.

([5]) ميزان الاعتدال 2/294.

([6]) الطبقات الكبير 3/274.

([7]) ميزان الاعتدال 3/8.

([8]) الطبقات الكبير 3/199.

([9]) انظر تهذيب الكمال 33/376.

([10]) انظر تهذيب الكمال 24/305.

([11]) انظر تهذيب الكمال 24/304.

([12]) انظر تهذيب الكمال 16/341.

([13]) تاريخ الطبري 2/352.

([14]) انظر تهذيب الكمال 32/492.

([15]) انظر تهذيب الكمال 11/101-102.

([16]) تاريخ الطبري 2/353.

([17]) انظر تهذيب الكمال 24/15-16.

([18]) تاريخ الطبري 2/353.

([19]) انظر ميزان الاعتدال 3/662.

([20]) تاريخ الطبري 2/353.

([21]) ميزان الاعتدال 3/108.

([22]) تاريخ الطبري 2/355.

([23]) تهذيب الكمال 25/102-103.

([24]) تهذيب الكمال 11/306.

([25]) تهذيب الكمال 24/416.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق