مركز الإمام الجنيد للدراسات والبحوث الصوفية المتخصصةدراسات عامة

نيل السعادات بملازمة دلائل الخيرات

تمهيد

     يقول عز من قائل: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيما﴾[1]، فقد أمر الله عز وجل بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وحضَّ عليها، تشريفاً لنبيه وتكريماً له، وتفضيلاً لجلاله، ووعد مَن واظب عليها حُسن المآب، وجزيل الثواب، وبها يتوصل إلى رضا الرحمن، وتنال السعادة والرضوان، وتجاب الدعوات، ويُرتقى بها إلى أرفع الدرجات. وما ألطف وأجمع صياغة العارف بالله الشيخ عبد الرحيم محمد وقيع الله (البرعي)[2]، الكارع من بحور المحبة المصطفوية لهذه الفضائل وغيرها بقوله:

أدِمْ الصلاة على الرسول مسلّما
آناء ليـــلك مع نهـــــارك دائما
أو كنت مضْطجعاً عليك بها تفُز
أو كنت فى ملأٍ فواظب أينمـــا
وتنوب عن شيخ لمن يكُ فاقداً
يسلُكن درب الجنان الأقــــوما
وبجاهها كل الحوائج تنقضي
وتنوّر الأبصار من ظُلَمِ العمى
وإلى تمام الألف إن صلّى على
ويموت صاحبها حنيفاً مُسلــما
يُسقى من الحوض المبرّد شربةً
بعمامة الفوز العظيم مُــعمَّما ويزور
صلّى وبارك ذو الجلال عليه ما

ومباركاً بعد السلام معظِّما
في حالِ كونك طاهراً أو محدثاً
أو ماشياً أو قاعداً أو قائمــــــــا
هيَ سُلّم الخيرات والزلفى لمن
شيخا بصيراً عارفاً ومعلّما
ناهيك من صلّى عليه بمجلسٍ
وتيسّر الأرزاق تُغني المُعدما
يكفيك من صلّى عليه مرة
هذا الرسول على جهنّم حُرِّما
وعلى الصراط يمرُّ كالبرق الخفي
تحلو فيأمن بعد ذلك من ظَما
مولاه وينظر وجهه
برقٌ تألّق في الظلام وسلّما
عبد الرحيم تجاه طيبــة يمّما

صلِّ عليه بُكرةً وعشيّةً
أو تائباً عن ذلَّةٍ أو ظالمـا
أو كنتَ وحدك فاتخذها صاحباً
جعل الصلاة لما يريده سلّما
إنّ الذي نسيَ الصلاةَ على النبي لم
بلغت روائح طِيبه أُفقُ السما
وتُزيل أشراراً وتكشِف كربةً
صلّى عليه الله عشـــــراً تمَـــما
عند الممات ينال حسن ختامه
يختالُ في حُلل البهاء مكرّما
يغدو بدار الخلد جارَ محمدٍ
بحظيرة القدس العلي ذات الحمى
والآل والأصحاب والأتباع ما

     وصيغ الصلاة على النبي عليه السلام كثيرة؛ منها ما صرّح به حضرة المصطفى عليه الصلاة والسلام وبيّنه لأمته؛ كالصلاة الإبراهيمية، والصلاة الأمية، ومنها ما ألفه بعض أصحابه وأقره عليه الصلاة والسلام: كالصلاة الأنسية لسيدنا أنس بن مالك، وبعض الصلوات المنسوبة لفارس المشارق والمغارب سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، ومنها ما تفرّد بإنشائه جمع من العلماء من أطهار هذه الأمة، منذ عهد التابعين إلى يومنا هذا، مما كتب الله له القبول؛ كصلاة الإمام الشافعي، وصيغتها: اللهم صلِّ على سيدنا محمد كلما ذكره الذاكرون، وغفل عن ذكره الغافلون، والصيغ المتواترة عن كثير من السادة الأولياء؛ كالصلاة المنجية للسيد عبد القادر الجيلاني، وصلاة النور الذاتي للسيد أبي الحسن الشاذلي، وصلاة شجرة الأصل النورانية للسيد البدوي، والصلاة الذاتية للسيد إبراهيم الدسوقي، وغيرهم من الأكابر.

كتاب دلائل الخيرات

     إضافة إلى صيغ الصلوات المفردة، تفرّد بعض الصالحين على مرِّ الأزمان بتصنيف كتب جامعة لصيغ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، لم تزل تُقرأ كأوراد منتظمة عند بعض أهل التصوف، طارت من بينها شهرة كتاب دلائل الخيرات ومشارق الأنوار في الصلاة على النبي المختار عليه الصلاة والسلام، لمؤلفه السيد الإمام محمد بن سليمان الجزولي رضي الله عنه (807-870هـ)، الذي قال عنه أحد شراحه العلامة محمد المهدي الفاسي في ممتع الأسماع: “وكتابه المذكور قد نفع الله به العباد، وأخذ بالأسانيد المحررة وأقبل الناس عليه، وسار فيهم مسير الشمس والقمر، واشتهر في البدو والحضر، وانكبوا عليه في مشارق الأرض ومغاربها دون غيره من كتب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم على كثرتها وأسبقيتها”[3]. وقد أحسن العلامة عبد الله بن محمد ابن أبي بكر العياشي رحمه الله تعالى في وصف محتوى كتاب الدلائل بقوله[4]:

                         حوى صلــــوات طيبات كثـــــيـــرة     على المصطفى أزهارها منه تُقـــطَف

                         وأخرى أتت فيما رووه وصنـــــــفوا     فمنهــــــا الــــــــــذي قــــد أنشأته أئمةٌ

                         شـــوارق أنـــــوار بها تتـــــشرَّفُ      دلائـــلُ خــيـــــراتٍ فــــرائد نعــمـــةٍ

                         حدائـق جُعلت مــــن الله تــــزلــــف       ينابيـع رحمــــــة مــــــــوارد حكمـة

وأيضاً لله در القائل:

                        نور الدلائل في البـــرية مشـرق        وروائح الأســـــرار مـنه تعبــــق

                        يا حسنه مــــــن جامع صلواتـــه        آيــات فتـــــح بالهــــــداية تخفق

                        أهل الصلاة على النبي قد أكثروا       في جمعها وتنــافسوا وتأنــــقوا

                        لكن عنـــــاية ربنــــا حقا قــضت      أن الجزولي شأوه لا يُلــــــحـــقُ

                        لا غرو أن يعلو الجميــع لأنـــه       قطب الزمان وغوثه المتــحـــقِّقُ

     وقد ذكروا أن من بركات هذا الكتاب: أنه يفيد النور، وأنه من أعظم أسباب قضاء الحوائج، وأن من بركاته أيضا: فتح أبواب الخير والسعادة والغنى لمن أكثر من قراءته، وأعظم من ذلك: رؤيا النبي صلى الله عليه وآله وسلم في المنام، لمن داوم على قراءته وأكثر، كما هو مجرب عند أهل الخير والصلاح[5].

سيرة الإمام الجزولي مؤلف الدلائل

     هو الشيخ الإمام العلامة العارف المحقق الواصل، قطب زمانه، وفريد عصر وأوانه، أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن الجزولي السملالي (قبيلة) الحسني نسباً. ولد رضي الله عنه في سوس آخر القرن الثامن، وطلب العلم بمدينة فاس، ثم رحل بعدها إلى الحجاز ومصر والقدس لسبع سنوات للأخذ عن العلماء والتلقي عن الشيوخ المربين، عاد بعدها إلى المغرب وحلَّ بفاس حيث التقى هناك الإمام زروق، الذي أرشده إلى الشيخ المربي وأوحد وقته سيدي أبي عبد الله محمد أمغار (الصغير) رضي الله عنه بقرية تيط. بعد أخذه للشاذلية دخل الخلوة للعبادة نحواً من أربع عشرة سنة، ثم خرج بعدها وأخذ في تربية المريدين، وتاب على يديه هناك خلق كثير، وانتشر ذكره في الآفاق، وظهرت على يديه الخوارق والكرامات الفخيمة، ونسبت له المناقب الجسيمة. توفي رضي الله عنه بآفرغال مسموماً في صلاة الصبح سادس عشر ربيع الأول عــــــام 870ه، ودفن بمسجده لصلاة الظهر من ذلك اليوم، وقيل إن رائحة المسك توجد من قبره لكثرة صلاته على النبي عليه الصلاة والسلام. ثم بعد سبع وسبعين سنة من موته نُقل من سُوس إلى مراكش، فوجدوه على هيئته التي كان عليها، فدفن بمنظقة رياض العروس، وقبره يُزار ويتبرك به، وهو أحد رجال مراكش السبعة. لإمامنا الجزولي كلام كثير في الطريق وله تأليف في التصوف سماه: “النصح التام لمن قال ربِّيَ الله ثم استقام”، وحزب الفلاح، وحزبه الموسوم بـِــ: “حزب سبحان الدائم الذي لا يزال، وكتاب دلائل الخيرات الشهير الذكر[6].

ثم الجزولي ذي الدلائل من له     فضلٌ علينا لايزال مؤيدا

يا رب بالرضوان عُمَّ ضريحـــه    وامنحه في الجنات أعلا محتدا

سبب تأليف الدلائل

     ذكر العارف بالله الشيخ أحمد الصاوي المصري في شرحه على صلوات شيخه القطب الدردير “أن الإمام الجزولي حضره وقت الصلاة فقام يتوضأ لها، فلم يجد ما يخرج به الماء من البئر، فبينما هو كذلك إذ نظرت إليه صبية من مكان عال، فقالت له: من أنت؟ فأخبرها، فقالت له: أنت الرجل الذي يُثنى عليك بالخير، وتتحيَّر فيما تخرج به الماء من البئر؟! وبصقت في البئر ففاض ماؤها حتى ساح على وجه الأرض. فقال الشيخ بعد أن فرغ من وضوئه: أقسمت عليك بم نلت هذه المرتبة؟ فقالت: بكثرة الصلاة على من كان إذا مشى في البر الأقفر تعلقت الوحوش بأذياله، صلى الله عليه وسلم[7]. فحلف الشيخ الجزولي يميناً أن يؤلف كتاباً في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. جمع الإمام الجزولي كتابه من خزانة مسجد القرويين بفاس، وبيّن غرضه منه في خطبة الكتاب بأنه: “ذِكْرُ الصَّلاةِ عَلى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفَضَائِلُهَا، نَذْكُرُهَا مَحْذُوْفَةَ الْأَسَانِيْدِ لِيَسْهُلَ حِفْظُهَا عَلَى القَارِئِ، وَهِيَ مِنْ أَهَمِّ الْمُهِمَّاتِ لِمَنْ يُّرِيْدُ الْقُرْبَ مِنْ رَّبَّ الْأَرْبَابِ”، وقد استقصى في سبيل ذلك كيفيات الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم مبتدئاً منها بما صحّ عنه صلى الله عليه وسلم، وخُرِّج في كتب الإسلام المعتمدة ونحوها، ثم بما روي عنه صلى الله عليه وسلم وعن غيره من الصحابة والتابعين فمن بعدهم من الفضلاء والأخيار والعلماء والأبرار مما رتَّبوه في أورادهم، أو سطروه في تآليفهم كما بيّن العلامة سيدي محمد المهدي الفاسي رحمه الله تعالى[8]، بنسق لطيف بديع، ونسج راقٍ ظريف. وقال العباس التعارجي: “وكان نفعنا الله به – أي الشيخ الجزولي- يرى أن أشمل صلاة في دلائل الخيرات من جميع صلواته، هي قوله: اللهم صل على سيدنا محمد نبيك، وسيدنا إبراهيم خليلك، وعلى جميع أنبيائك وأصفيائك، من أهل أرضك وسمائك. إلى قوله: كفضلك على جميع خلقك[9]. إضافة إلى ذلك، أدرج الجزولي في عدة مواضع من الكتاب صلوات من إلهامه عبّر فيها عن ذوقيته وفرط محبته، ومنزلة معرفته بالذات المحمدية، ومن ذلك قوله في اللوح الثاني والعشرين الذي يهيم عند تلاوته المحبون: (اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَاحِبِ الحُسْنِ وَالجَمَالِ، وَالْبَهْجَةِ وَالْكَمَالِ، وَالْبَهَاءِ وَالنُّوْرِ، وَالْوِلْدَانِ وَالْحُوْرِ، وَالْغُرَفِ وَالْقُصُوْر، ِوَاللِّسَانِ الشَّكُورِ، وَالقَلْبِ المَشْكُورِ، وَالعِلْمِ الْمَشْهُورِ، وَالجَيْشِ المَنْصُورِ، وَالبَنِينَ وَالبَنَاتِ، والأزواج الطَّاهِرَاتِ، وَالعُلُوِّ عَلَى الدَّرَجَاتِ، وَالزَّمْزَمِ وَالْمَقَامِ، وَالمَشْعَرِ الحَرَامِ، وَاجْتِنَابِ الآثام، وَتَرْبِيَةِ الأيتام…).

     قسّم الجزولي كتابه إلى ألواح وفق أيام الأسبوع، وإلى أثلاث وأرباع ليتعهدها المحبون كأوراد حسب استعدادتهم. ومن حكمة ذلك ما ذكره الشيخ زكي عبد القادر[10] أن هذه الترقية من الثمن إلى الربع إلى غيره بمنزلة التلقين للمشايخ، بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، لما اشتهر أنها تكفي عن الشيخ لمن لا شيخ له -كما نُقل كذلك عن الشيخ حسن العدوي في شرحه على دلائل الخيرات عن الإمام السنوسي وسيدي أحمد زروق[11] نوّر الله ضريحيهما، مع اشتراط العارف الشعراني قدس الله سره الإكثار وقوة الرابطة القلبية؛ فالثمن كالاسم الأول (لا إله إلا الله)ـ والربع منزلة الاسم الثاني (الله)، والثلث (هو)، والنصف منزلة الاستغراق في عين بحر أحدية الهوية عند السادة الشاذلية، حققنا الله لهم بالتبعية آمين.

ولدلائل الخيرات عشرات من الشروح، أبرزها:

 • مطالع المسرات بجلاء دلائل الخيرات، للعلامة محمد المهدي بن أحمد الفاسي، المتوفى سنة 1109هـ. وهو أفضل هذه الشروح، وأوجزها، وله شرحين آخرين كبير ومتوسط.

 • شرح دلائل الخيرات وشوارق الأنوار في ذكر الصلاة على النبي المختار صلى الله عليه وسلم، تأليف العلامة عبد المجيد الشرنوبي الأزهري، طبعة مكتبة الآداب – القاهرة، 1994.

• الدلالات الواضحات على دلائل الخيرات، ليوسف بن إسماعيل النبهاني المتوفى عام 1350هـ، وهو شرح مطبوع.

فضائل الدلائل

     يحتوي كتاب الدلائل على الكثير من الأسرار، وتكتنفه الأنوار المستمدة من أفضال صيغ الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام التي يتضمنها، والتي نوّهت السنة النبوية بفضلها، أو بشّر منشئوها بخيريتها، ولا أدلّ على ذلك من الصلاة التي كانت سبباً في تأليف الكتاب، التي تيسر بتلاوة ألفاظها إخراج الماء من البئر للإمام الجزولي. ولقد تلقّف المحبون هذه الفوائد، وأخذوها بعزم التصديق، فأصبح بعضهم يتصرف بها في قضاء الحوائج وتيسير المهمات. من ذلك صلاة روح سيدنا محمد في الأرواح التي روى أبو القاسم السبكي عنها في كتابه الدر المنظم في المولد المعظم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من صلى على روح محمد في الأرواح، وعلى جسده في الأجساد، وعلى قبره في القبور، رآني في منامه، ومن رآني في منامه رآني في القيامة، ومن رآني في القيامة شفعت له، ومن شفعت له شرب من حوضي، وحرّم الله جسده على النار”[12].

     وقد رأيت بعض الثقات يستخدمون بعض الصلوات الواردة في الكتاب كحزب الجمعة لتوسيع الأرزاق ويرون في ذلك عجائب، وسمعت أحد مشايخ الدلائل مرة يرشد شخصاً تعسّر عليه بيع سيارته إلى استخدام الصيغة التالية الواردة في الدلائل وهي: اللهم توّجه بتاج العز والرضا الكرامة. واستنبط بعضهم مواضع من الكتاب يستجاب عندها الدعاء منها قوله في آخر ألواح الكتاب: (وأسألك بِاسْمِكَ الذي يَذِل ُّلِعَظَمَتِهِ الْعُظَمَاءُ وَالْمُلُوكُ وَالسِّبَاعُ وَالْهَوَامُّ، وَكُلُّ شيء خَلَقْتَه يَا اَللهُ، يَا رَب اسْتَجِبْ دعوتي، وموضع يبين الاسم الأعظم في قول المؤلف: (يَا هُوَ يَا مَنْ لَا هُوَ إلا هُو،َ يَا مَنْ لاَّ اإله إلا هُوَ، يَا أزلي يَا أبَدِي، يَا دَهْرِيّ يَا دَيْمُوْمِي، يَا مَنْ هُوَ الحي الذي لاَ يَمُوْتُ، يَا إلهنا وَإله كُلِّ شيء، إلها واحِدا، لا إله إلا أنت).

     وقد ألحق بعض الفواضل صيغة شجرة الأصل النورانية للقطب أحمد البدوي لما ورد أن قراءتها ثلاث مرات تعدل قراءة الدلائل، والصلاة العرفانية للقطب ابن مشيش التي بيّن الشيخ محمد المجذوب بن قمر الدين المجذوب أن نهايتها تكون المنتهية بالدعاء: (ربَّنا آتِنَا مِنْ لدُنْكَ رحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً)، حسبما أخذه من القطب عبد السلام بن مشيش.

ترتيب قراءة الدلائل

     يقصد المصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم امتثال أمر الله، وتصديقا لنبيه، ومحبة فيه وشوقا إليه، وتعظيما لقدره، وكونه أهلاً لذلك، ونحو هذا، وقد قال العلامة الفاسي: “وهذه المقاصد بعضها أعلى من بعض، وهي كلها أعلى من العمل على الأجور؛ لأن صاحب ذلك عامل على حظ نفسه وواقف معها، والعامل على ذلك لم يقم بحق أوصاف مولاه ولا أوصاف نبيه صلى الله عليه وسلم، وحسنه وإحسانه وعِظَمِ قدره”[13]. انتهى.

     وورد أن الشيخ الجزولي رضي الله عنه يقدم قراءة الخطبة إلى قوله، وبعد، ثم يبتدئ من فصل الكيفية الذي هو موضوع الكتاب، والذي يتضمن في أوله لطيفة بيّنها الشيخ يوسف النبهاني نقلاً عن العلامة الفاسي في شرحه، وهي إثبات زيادة حرف الواو قبل “وصلى الله على سيدنا محمد” الواقعة في أول الدلائل، لما ذكره الشــيخ أبــو عبــد الله (محمـد بـن علـي الخروبـي) فـي كتابـه: “كفاية المريد وحلية العبيـد”، عن شـيخه أبي عبـد الله محمـد بـن منصـور الحلـي، عن  شيخه أبي زيد  الثعالبي، عن شيخه أبي جمعـة المقري أن النبـي عليه الصلاة والسلام أَمره بذلك في النوم. قال الشارح الفاسي بعد نقله ما ذكر: أن هذه المسـألة مما يُعمل فيها بالرؤية[14].

     ولقراء الدلائل مشارب وتفانين؛ فأهل المغرب العربي حيث مهْد الكتاب – كما رأيت عند مقام السيد الجزولي بمراكش أو في مغارة سيدي أبي الحسن الشاذلي بتونس أو في فاس المحروسة – يتلونه جماعة وبصوت واحد جهير، ولا شك أن فضل ذلك أعظم، وأثره أعمق، وثوابه أجزل، لا سيما بتوفر إتقان القراءة وانسجام الأداء، بينما يميل أهل السودان إلى أسلوب التلاوة الفردية، مع متابعة المجموعة، وربما خصصوا أنداهم صوتاً لتلاوة اللوح 22 لبديع توصيفه المسجوع لذات النبي عليه الصلاة والسلام، وما خصها الله به من الحظوة والتكريم.

     ورد ذكر كتاب الدلائل في كثير من أشعار رواة المديح في السودان تنويهاً بفضله؛ من ذلك إشارة الراوي محمد ود تميم[15] له في رائعته “نبي الله المجتبى شمس الكواكب” حين شبهه وقرنه بالسبحة في درجة تعهد واستمساك أهل الصلاح به فقال:

صلواتي كاملهْ ومحيطهْ وشاملهْ

 أشجارها طائلهْ وغصونها مائلهْ

وثمارها شائلهْ وطيورها ثاكلهْ

 في وقت القائلهْ

تعجب ظلائلا أصحاب منازلا

 مشغوله وشاغلهْ

 بمديح شمائلا سبحه ودلائلا

طوبي لهؤلا عدد الأفاضلا

وعدد الأسافلا بعدد الدنيا ونعيمها الزائلا

وعدّ التأويل وعلم العبادلهْ وعلم المذاهب هو للحنابلهْ

وعد الحبوب زِنتا ومكايلا وعدد الرمال وإلى الخرادلهْ

وعد البحار موجها وسواحلا وعيون الأرض ومنبع مناهلا

صلواتٍ ترفع لقدر الحاملا بالرحمه العاجلهْ

والستر السابلا من ود تميم إلى

عين المقابلهْ ويد المناولهْ[16]

الذبُّ عن الدلائل

     وكغيره من كتب التراث الصوفي لم يسلم كتاب الدلائل من اعتراضات بعض الفرق بدعاوى الابتداع والمخالفة، وبتشكيكهم في عبارات بعض صيغ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، استغلقت على أفهامهم، ودقّت عن أذواقهم. وكل اعتراضات هؤلاء نابعة من منهج تفكيرهم ومذهبيتهم المؤسسة على إنكارهم بعض المفاهيم؛ من قبيل التوسل بالنبي عليه الصلاة والسلام والاستشفاع به، واعتبار ذلك من الشرك، وهو ليس منه بإثبات بعض فحول العلماء، وكذلك قدحهم في استخدامات المجاز وظاهرية النظر في معاني بعض الألفاظ، مثل كلمة جرثومة (الواردة في عبارة أشرفهم جرثومة)، ضمن أوصاف النبي عليه الصلاة والسلام، وفهموا منها الحرفية (الفتوى رقم ‏”‏8879‏” من فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء)، أو قصورهم عن الذوقيات العرفانية في معرفة الحقيقة المحمدية وأوصافها، التي يُدلي بها الأولياء وأهل التصوف، وهي مصطلحات يعرفها من ذاقها والسلامة في التسليم لأهلها. ومما يأخذونه على الكتاب أيضاً احتواؤه على بعض الأحاديث الضعيفة، منكرين ما قرره العلماء من تجويز الاعتماد عليها في فضائل الأعمال. انبرى للرد على كل هذه الآراء كثير من أجلة العلماء، وبيّنوا الوهم والخطل فيها بما يثلج صدور المحبين، ويدفع شُبه المتوقفين عن تلقف هذا الكتاب المبارك، والنهل من معينه التنويري الفخيم.

     وقد تعرض الشيخ الجزولي نفسه بالإجابة على بعض مشكلات كانت ترفع إليه أسئلتها ممن يُشار إليه بكمال الخصوصية، فمن ذلك جواب عن قوله: وصلِّ على سيدنا محمد شاباً زكيا…، قال فيه ما نصه: إن فيه إشكالاً من جهة أن فعل الطلب إنما يتعلق بالمستقبل، وكونه شاباً زكياً قد مضى وانقطع، فكيف تُطلب الصلاة عليه في تلك الحال؟ ومثل هذا يرد على قول من قال: اللهمّ بجميع الشؤون في عالم الظهور والبطون…

     وفي شرح (دلائل الخيرات) شاباً حال من المجرور، أي صلِّ عليه الآن قدر ما يسعه من الصلاة زماناً كان شاباً، أو صلِّ عليه الآن صلاة تناسبه وتليق به إذ كان شاباً، أو المقصود المبالغة في الطلب وطلب الكثرة، وإحاطة الصلاة به وشمولها إياه من غير اعتبار ما يدل عليه اللفظ، وإن كان معنى الصلاة الثناء فلا إشكال، والله أعلم، لأن المرء يثني عليه في شبابه بعد ذهابه، انتهى. وهذا الأخير عندي متعين، والله أعلم[17].

دلائل الخيرات في الديار السودانية

     وفي السودان كما في أنحاء المعمورة، تعهد جمع غفير من الصلحاء والعلماء والأخيار بمختلف مشاربهم الروحية إلى يومنا هذا قراءة هذا الكتاب المنفوح، وعقدوا له المجالس والحلقات في الدور والمساجد والقصور، ونالوا بمداومتهم عليه نيِّف البركات والفيوضات، وبلغوا رفيع المقامات؛ من أمثلتهم في التراث الصوفي السوداني الشيخ حمد المجذوب، والشيخ العابد أبو الحسن بن صالح العودي أحد أحفاد شيخ الإسلام عبد الرحمن بن جابر، الذي كان يلازمه في خلوته، والشيخ صالح بان النقا الذي ورد في كتاب الطبقات[18] أن النبي عليه الصلاة والسلام أمره في رؤيا بقراءة دلائل الخيرات ثماني مرات في اليوم. ومنهم كذلك الشيخ ضيف الله، الذي حكى صاحب كتاب الطبقات الإجماع على أنه أعلم أهل عصره بالفقه، ومن المتأخرين القطب المحبوب الشيخ محمد المجذوب بن قمر الدين الذي كان يقرأ الدلائل في بدايته اثنتي عشرة مرة يومياً، قبل أن يأمره النبي صلى الله عليه وسلم بالاقتصار على السبع، ويسبِّعه له بيده الشريفة ويبشره بفضله في أذكار طريقته. قال رضي الله عنه: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له: يا رسول الله، أي عمل يقربني إلى الله ثم إليك؟ فقال لي: الملازمة على قراءة الجزء من القرآن، والحزب من الدلائل الجزولية، وأمرني أن آمر بها أصحابي ويا لها من بشارة. ثم أخبر رضي الله عنه أن من لم يتيسر له قراءة حزبه من الدلائل لعذرٍ فليقرأ بدلاً عنه عشر مرات الصلاة الربانية التي ألفها وهي: اللهمّ صل وسلم وبارك على مولانا محمد النور الرباني الساطع، والسر اللدني المحيط الجامع، والحصن الإلهي القوي المانع، وعلى آله عدد من كل له محبٌّ وتابع، عدد ما وسعه علمك يا واسع يا نافع[19]. وهذه أوائل الأحزاب ابتداء من يوم الاثنين والختم في يوم الأحد وفق هذا التسبيع الشريف، المخالف لما هو مسطّر في غالب نسخ الدلائل المطبوعة، لينتفع به جملة المحبين كثّرهم الله تعالى:

الأول: حزب الاثنين من أول الدلائل (خطبة الكتاب ثم كيفية الصلاة) إلى قوله: حتى تبلغني أجلي معافىً.

الثاني: حزب الثلاثاء وابتداؤه من قوله: اللهم صلِّ على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد عدد من صلى عليه، إلى قوله: كما تحب وترضى له.

الثالث: حزب الأربعاء من: اللهم صل على روح سيدنا محمد في الأرواح، إلى قوله : ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

الرابع: حزب يوم الخميس من: اللهم صل على سيدنا محمد نور الأنوار، إلى قوله : اللهم استرنا بسترك الجميل.

الخامس: حزب يوم الجمعة: من: اللهم إني أسألك بحقك العظيم، إلى: والحمد لله ربِّ العالمين.

السادس: حزب السبت: من ابتداء الثلث الثالث وهو: اللهم رب الأرواح والأجساد البالية، إلى قوله: ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

السابع: حزب يوم الأحد من: اللهم صلِّ على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد ما سجعت الحمائم، إلى آخر الدلائل[20].

الأثر الروحي للإمام الجزولي في السودان

     للإمام الجزولي مساهمة روحية وعرفانية هائلة في أرض السودان، منذ بواكير عهد التمدد الصوفي، عن طريق بذرة الولاية والصلاح التي  ارتبطت بطريقته الشاذلية وكتابه دلائل الخيرات، إضافة إلى نسبه الشريف رضي الله عنه. فهو شيخ وصهر الشريف العالم  حمد أبو دنانة، الذي يتصل نسبه بسيدنا الحسين بن الإمام علي كرم الله وجهه، الذي قدم إلى السودان مجازاً في الطريقة الشاذلية – كأول طريقة تدخل السودان عام 1445 م- من السيد الجزولي، وبصحبة زوجته السيدة خديجة بنت السيد. سمي أبو دنانة بهذا الاسم لأنه كان ينبعث من صدره دنين يُسمع عن بُعد، لديمومة إقامته على الذكر، وأسّس مسجده في حلة قوز العشر بقرية سقادي غرب المحمية، ليكون أول مسجد أسِّس على التقوى في السودان، وثاني مسجد جمعة بعد مسجد دنقلا العجوز (المتحول عن كنيسة على يد الصحابي الجليل عبد الله بن أبي السرح رضي الله عنه كأحد شروط اتفاقية البقط مع النوبة[21]) وقبرت زوجته السيدة خديجة هناك. قُبر الشريف حمد عطر الله ثراه وزوجته الشريفة خديجة خارج بنية الشيخ علي أبو دليق بأبي دليق بعد وفاته أثناء زيارة تلميذه الشيخ علي أبو دليق قدس الله سرهما[22].

     وقد حدث الشيخ الحسن الشيخ إبراهيم الدسوقي عن والده سيدي القطب الشهير الشيخ أحمد الطيب بن البشير شيخ الطريقة السمانية، أنه عندما كان يتحنث في غاره المعروف بجبل أم مرحي وجد بنات الشريف حمد أبو دنانة مكتوبات في رقِّ غزال بقلم القدرة كما يلي: حليمة ابنها عبد الله الأغبش في بربر، وآمنة: ابنها محمد سوار الذهب في دنقلا، ووديدة وابنها عمر بن بلال جد العمراب بالمطمر، ورابعة وابنها الشيخ شرف الدين راجل النقاوي، وعائشة: وابنها الشيخ عجيب المانجلك جد العبدلاب، وفاطمة صُلحة: ابنها الشيخ إدريس ود الأرباب بالعيلفون، ومكة: وابنها الشيخ محمد عبد الصادق يسكن المندره، وأخيهن الشريف أبو الحسن البيتي، وأمهنّ: السيدة خديجة بنت عبد الله بن محمد بن سليمان الجزولي[23]. وكل واحد ممن صار علماً في الصلاح والولاية، بما يعظم إسهام سيدي الإمام الجزولي في المجال الروحي في السودان بهذه الأنساب المباركة.

     وختاماً، رضي الله عن الإمام الجزولي الذي عمت نفحته بكتاب دلائل الخيرات أرجاء المعمورة، وتلألأت بأنواره أفئدة مئات الملايين من المسلمين، واتصل ببركته جمع من أكابر الرجال بالحضرة النبوية المشرفة، وولج بفضله الجم الغفير في مستقرات الهداية والإنعام، ولذلك فما أحوج شباب أمتنا في عصرنا هذا الذي قلّ فيه المربّون الربانيون إلى التماس الرشاد عن طريقه، متمثلين قول البركة عبد السلام بن الطيب القادري الحسني رحمه الله:

كتاب (دلائل الخيرات) وردٌ**بعذب وروده تشفى الصـدور**وفيه شوارق الأنوار تــبدو**فيعلو الناسكين به ســــــــرور

يفيد محبة الهادي وشـــــــوقاً**يكون به لحضرته العـبور**تنعم في رياض الأنس منها**تجنك من معارفها قصـــور

ويخدمك الوجود وما حواه**وتحنو في الجنان عليك حـور**ألا لا تعدونّ عيناك عنه**ولازمه ففيه هَديُ ونـور[24]

الهوامش

[1] سورة الأحزاب، الآية 56.

[2] أحد أبرز شيوخ الصوفية العاملين في السودان والعالم الإسلامي (1923-2005م)، أسس والده الزريبة في عام 1900م، خلفه البرعي على سجادة الطريقة السمانية، قام بإنشاء أكثر من 15 معهد لتدريس القرآن وعلومه.

[3] الدلالات الواضحات على دلائل الخيرات، يوسف بن إسماعيل النبهاني، مكة المكرمة، ط1، 2007م، ص: 65.

[4] المصدر السابق، ص: 66.

[5] النعم الجلائل، ص: 71.

[6] ممتع الأسماع في ذكر الجزولي والتباع وما لهما من الأتباع، محمد المهدي الفاسي (ت1109)، المطبعة الجديدة، المغرب، 1896، ص ص: 17-18. (بتصرف).

[7] المصدر السابق، ص: 61.

[8] مطالع المسرات بجلاء دلائل الخيرات، للعلامة محمد المهدي بن أحمد الفاسي (ت 1109)، مطبعة وادي النيل، 1289ﮬ، ص: 163.

[9] الإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام، الحسن بن العباس السملالي، مراجعة: عبد الوهاب بن منصور، المطبعة الملكية، 1993م، 5/ 100.

[10] النفحة العلية في أوراد الشاذلية، جمع: عبد القادر زكي، مطبعة النيل، الطبعة الأولى، 1321ﮬ، ص: 48.

[11] سعادة الدارين في الصلاة على سيد الكونين، يوسف بن إسماعيل النبهاني (ت1350ﮬ)، المكتبة التوفيقية، مراجعة وتحقيق: محمد عزت، بدون تاريخ الطب، ص: 34.

[12] المصدر السابق، ص: 523.

[13] مطالع المسرات، ص ص: 163-164.

[14] الدلالات الواضحات، ص ص: 73-74.

[15] محمد بن أحمد بن تميم ينتمي لقبيلة الجعليين العلياب، ولد بقرية ود سعد في الجزيرة عام 1815م، كان من حفاظ القرآن ومادحي سيد ود عدنان ويلقب “بباشا المداح”.

[16] الشاعر محمد ود تميم يصوغ قصائده في مدح النبي صلى الله عليه وسلم بفصحى مختلطة بالعامية السودانية، التي من خصائصها تسهيل نطق بعض العبارات لتوافق الكتابة طريقة النطق، والحرف المكتوب غير المنطوق موجود ومستصحب وإن لم ينطق، كما هو الحال في لغات أخرى. والمدحة من ضرب  مجزوء الرجز، وقافيتها في مقطعها الأخير هذا منتهية بلام عليها فتحة مُشبعة  مداً بألف ، وفي حالة بعض الكلمات المنتهية بتاء تأنيث يتم تسكينها لكي لا تؤثر على القافية .

[17] الإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام، 5/ 100.

[18] طبقات ود ضيف الله) من أشهر الكتب السودانية، ويعد من أمهات كتب التراث السوداني، والمرجع الأول المطبوع لدارسي التصوف في السودان. قام بتأليفه الشيخ.محمد النور ود ضيف الله، كما يعد الكتاب أيضا من المصادر الأولية الهامة في تاريخ سلطنة الفونج (1505 – 1821م).

[19] الواردات الوهبية في أوراد المجذوبية الشاذلية، جمع: محمد مجذوب جلال الدين (ت 1975)، مطبعة الشبكشي بالأزهر، بدون تاريخ الطبع، ص: 80.

[20] المصدر السابق، ص ص: 78-79.

[21] معاهدة البقط عقدت عام 651م بين مملكة المقرة ممثلة في ملكها “كالديرات والصحابي الجليل عبد الله بن أبي السرح رضي الله عنه. استمرت المعاهدة نحو سبعمائة سنة، لذا تعتبر من أطول المعاهدات في التاريخ”.

[22] منطقة شندي رمانة أهل السودان، رجالاتها وتجارها ومفكريها ومبدعيها. عادل إبراهيم أحمد.

www.sudaneseonline.com/board/480/msg

(بتصرف)

[23] من التراث الصوفي السوداني.

[24] المصدر السابق، 5 /98.

صلواتي كاملهْ ومحيطهْ وشاملهْ

 أشجارها طائلهْ وغصونها مائلهْ

وثمارها شائلهْ وطيورها ثاكلهْ

 في وقت القائلهْ

تعجب ظلائلا أصحاب منازلا

 مشغوله وشاغلهْ

 بمديح شمائلا سبحه ودلائلا

طوبي لهؤلا عدد الأفاضلا

وعدد الأسافلا بعدد الدنيا ونعيمها الزائلا

وعدّ التأويل وعلم العبادلهْ وعلم المذاهب هو للحنابلهْ

وعد الحبوب زِنتا ومكايلا وعدد الرمال وإلى الخرادلهْ

وعد البحار موجها وسواحلا وعيون الأرض ومنبع مناهلا

صلواتٍ ترفع لقدر الحاملا بالرحمه العاجلهْ

والستر السابلا من ود تميم إلى

عين المقابلهْ ويد المناولهْ

د. عبد الواحد أيوب محمد حمد النيل

مترجم بالكلية التقنية العليا بمسقط – سلطنة عمان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق