مركز ابن البنا المراكشي للبحوث والدراسات في تاريخ العلوم في الحضارة الإسلاميةدراسات عامة

مدخل لقراءة أعمال الأستاذ محمد أبلاغ في تاريخ العلوم العربية

عبد العزيز النقر

مركز ابن البنا المراكشي

تقديم عام

شهدت الحضارة الإغريقية في مرحلتيها الهلينية والهلينستية ازدهارا فكريا متميزا شمل العديد من المستويات الفكرية، أهمها المجال العلمي والفلسفي، حيث سيعرف المجال الفلسفي أعمالا خالدة لمجموعة من الفلاسفة الكبار أمثال أفلاطون وأرسطو وأفلوطين… ولئن تميزت أعمال هؤلاء الفلاسفة بتداخل الفكر الفلسفي والعلمي وصعوبة فصل أحدهما عن الآخر خلال الفترة الهلينية، فإن الفترة الهلينيستية ستشهد عموما إسهامات عديدة لمجموعة من العلماء البارزين الذين يمكن القول، بناء على ما وصلنا من أعمالهم، أن الجانب العلمي كان هو المهيمن على اهتماماتهم، ونجد خير شاهد على ذلك في أعمال أقليدسو أرخميدس في مجال الرياضيات، وبطلميوس في ميدان علم الفلك… مع ذلك، تبقى هذه التصنيفات نسبية جدا، وذلك نظرا لأنه حتى خلال الفترة الهلينيستية ستشهد بعض التيارات الفلسفية انتشارا واسعا، كالمدرسة الرواقية والأبيقورية، ولا يخفى أنه كان لهاتين المدرستين أوجه واهتمامات بالفلسفة الطبيعية رغم هيمنة الجانب الأخلاقي لديهما.

إن هذا الازدهار الفكري الذي عرفته الحضارة الإغريقية لن يلبث أن تخبو جذوته خلال الفترة الرومانية وأوائل العصور البيزنطية، إذ ستشهد جل العلوم تدهورا تدريجيا ملحوظا. ويمكن القول بصفة إجمالية إن الأعمال البارزة في هذه الفترة لن تعدو كونها مجرد شروح ومختصرات لأعمال علماء الفترة الهلينستية البارزين.ونجد خير شاهد على ذلك في أعمال بابوس الإسكندراني في القرن الثالث الميلادي، إضافة إلى أعمال ثيون الإسكندراني في القرن الرابع وابنته هيباتيا، حيث تميزت هذه الأعمال بغلبة الشرح والتحرير على الإبداع والابتكار [1].

لن يتأتى لهذه المعرفة الفلسفية والعلمية أن تستعيد قوتها وأهميتها بشكل كامل إلا مع مجيء الإسلام، إذ ستساهم مجموعة من العوامل السياسية والاجتماعية – إضافة إلى القيمة الكبرى التي أولاها الإسلام للعلم – في جعل العرب والمسلمين يُقبلون على ترجمة كل ما توفر بين أيديهم من كتب الأوائل، وقد وصل الأمر أحيانا إلى درجة إرسال بعض البعثات بحثا عن كل مخطوط علمي ثمين في سبيل ترجمته ودراسته.ولم تكن عملية الترجمة هذه مقتصرة على مبادرات فردية فحسب، وإنما امتدت لتصبح عملا مؤسساتيا بامتياز. [2] ومن النتائج بالغة الأهمية لهذه الحركة الضخمة من الترجمة أنهمع منتصف القرن العاشر تقريبا، كانت جل الأعمال العلمية المهمة في الفترة الهلينستية متوفرة باللغة العربية. [3]

لكن، لا يجب أن يفهم من هذا القول أن العرب لم يكونوا يتوفرون على أي معرفة علمية – كيفما كانت – قبل عملية الترجمة هذه، ذلك أنه “رغم أن كُتاب التراجم لم يتحدثوا إلا عن الترجمات، فإننا نعرف اليوم، بفضل الدراسات المقارنة، أنه حتى قبل اكتشاف المخطوطات العلمية والفلسفية اليونانية والسنسكريتية، فقد تم ملاحظة ممارسة علمية محلية في بعض مجالات الحياة اليومية، كقسمة المواريث وعلم مسح الأراضي والمعاملات التجارية [4]. ولا يجب التقليل من أهمية هذه المعارف بالقول بأنه سيتم تهميشها وتجاوزها بعد التوفر على المعارف الجديدة المترجمة، ذلك أن هذه المعرفة العملية savoir-faire ستتمكن من الحفاظ على أهميتها من خلال اندماجها مع هذه المعارف الجديدة أحيانا وفي استقلال عنها أحيانا أخرى، ويمكن التمثيل على ذلك ببعض “عمليات الحلول” الرياضية التي سيدمجها الرياضيون في كُتيباتهم إلى جانب الإجراءات والعمليات الجديدة، أو سيخصصون لها كتبا مستقلة، ونفس الأمر يصدق على مباحث أخرى كالطب والميكانيكا. [5]

لكن رغم ذلك، تبقى أهم قناة لتعرف العرب والمسلمين على المعارف العلمية ذات المستوى المتقدم والرفيع هي عملية الترجمة سالفة الذكر. لذلك يمكن القول، دونما مبالغة، أنه بعد ترجمة أهم الأعمال العلمية اليونانية والهندية وغيرها إلى اللغة العربية ستشهد الحضارة العربية الإسلامية ازدهارا فكريا وعلميا شمل مختلف المستويات العلمية، فكان أن دخلت الحضارة العربية الإسلامية في مرحلة جديدة من تاريخها الفكري والعلمي تُوّج بما يمكن تسميته – حسب بعض الباحثين ـــ  بالعصر الذهبي للعلوم العربية. [6] ستحظى العلوم العربية باهتمام العديد من الباحثين والدارسين المنتمين لبلدان وتقاليد علمية مختلفة، وانصب اهتمامهم على مجموعة من المباحث والقضايا والإشكالات العلمية المتباينة، وكان أن أسفرت هذه المجهودات عن مجموعة من النتائج الإيجابية بخصوص الفكر العلمي في الإسلام، تمثلت أساسا في إخراج (تحقيق) العديد من النصوص العلمية وإنجاز عدد كبير من الدراسات ذات المستوى الرفيع الموافق للمعايير الدولية في البحث العلمي والفلسفي. لكن، رغم ذلك يمكن القول أنه لا يزال هناك أشواط كبيرة لا بد من قطعها حتى تتبوأ الإسهامات العلمية للعلماء العرب والمسلمين المكانة التي تستحقها في التاريخ العام للعلوم. إذ رغم المجهودات الحميدة التي قام بها مجموعة من الباحثين الغربيين من أمثال سيديو وفوبكه ودافيد كينج وإدوارد ستيوارت كينيدي وخوليو سامسو وخوان فرنيت… أو بعض الباحثين ذوو الأصول العربية المشتغلين في إطار مراكز أبحاث وجامعات أجنبية عريقة كرشدي راشد وأحمد جبار وجورج صليبا وعبد الحميد صبره… فإن العلم العربي لم يلق بعدُ الاهتمام الكافي من لدن الباحثين إذا ما قورن بالاهتمامات التي أُوليت لمواضيع أخرى كالدراسات المخصصة للجوانب الأدبية أو التاريخية للحضارة الإسلامية …

كما أن هناك ملاحظة أخرى بخصوص الأعمال حول العلم العربي، وهي أن القسط الأكبر منها انصب على الأعمال العلمية المنتمية لمنطقة المشرق الإسلامي، إذ لم يحظ الغرب الإسلامي بنفس القسط من الاهتمام. لكن رغم ذلك فهناك مجهودات كبيرة وجادة قام بها – ولا يزال – مجموعة من الباحثين المنتمين لهذه الرقعة الجغرافية. ويمكن أن نمثل على ذلك بمجهودات بعض المستعربين الإسبان في مجال علم الفلك كأعمال كل من خوليو سامسو وخوان برنيت … إلا أن ما يهمنا في هذا السياق هو المجهودات الكبيرة التي أخذها بعض الباحثين المغاربيين على عاتقهم في سبيل دراسة وتحقيق المتون الرياضية لعلماء المغرب الكبير والأندلس، حيث سينجزون عدة دراسات جيدة وتحقيقات رصينة للعديد من نصوص رياضيي الغرب الإسلامي، ولئن حظيت مدرسة ابن البنا وشراحه بالنصيب الأكبر، نظرا لأهميتها كمّاً وكيفاً في تاريخ الرياضيات بهذه المنطقة، فهذا لا يعني إهمال باقي الرياضيين السابقين على ابن البنا، فقد حظي بعض الرياضيين باهتمام الباحثين أيضا، خصوصا المؤتمن بن هود صاحب كتاب “الاستكمال” وابن منعم العبدري صاحب كتاب“فقه الحساب” والحصار صاحب كتابَيْ “البيان والتذكار” و”الكامل في صناعة العدد“… [7]

وفي إطار هذه المجهودات الحثيثة والقمينة بالثناء والإشادة تندرج مساهمة واحد من أهم ممثلي هذا التقليد المغاربي في دراسة وتحقيق إسهامات رياضيي الغرب الإسلامي، وهو مؤرخ العلوم الرياضية الأستاذ محمد أبلاغ [8] الذي لم تنحصر كتاباته في مجال تاريخ العلوم فحسب، بل امتدت لتشمل بعض إسهامات بعض الفلاسفة متمثلة في أعمال الشارح الأكبر أبو الوليد ابن رشد، وليس اختيار الاهتمام بالجانب الفلسفي – وهذا الفيلسوف بالذات – مجرد اعتباط، بل إنه اختيار ينبع من صميم اهتمام الأستاذ أبلاغ برصد وفهم تجليات وامتدادات العلوم العقلية لدى مفكري الغرب الإسلامي ومدى تلاحمها أو تأثيرها في بعضها البعض أو في بعض المكونات الفكرية الأخرى.أسهم الأستاذ أبلاغ في مجال تاريخ العلوم دراسة وتحقيقا وترجمة، نمثل على هذا المجال الأخير (الترجمة) بترجمته إلى العربية للفصلين المخصصين لعلمي الفلك والرياضيات ضمن كتاب الأستاذ أحمد جبار “العصر الذهبي للعلوم العربية”. أما مجال التحقيق فيكفي دلالة عليه تحقيقه العلمي الرصين لكتاب ابن البنا المراكشي المعنون بـ”رفع الحجاب عن وجوه أعمال الحساب“، وقد أرفق النص المحقق (بناء على ثمان مخطوطات) بتحليل رياضي وتحليل فلسفي. ويمكن القول أن هذا الكتاب أضحى مرجعا أساسيا ليس للباحثين في تاريخ الأنشطة الرياضية بمنطقة الغرب الإسلامي فحسب، بل لمعظم الباحثين في التاريخ الثقافي لهذه الرقعة الجغرافية. [9]

أما بالنسبة لدراساته العلمية والفلسفية (باللغة الفرنسية أو العربية) فهي من الكثرة بحيث يصعب حصرها هنا. وأخذا بهذا المعطى، إضافة إلى صعوبة حصر وجرد جل الأفكار المهمة والتصورات البارزة التي أتى بها ودافع عنها في معظم كتاباته، نظرا لتعددها وتشابكها في ما بينها واستغراقها لمجموعة من القضايا والإشكالات العميقة في تاريخ الأفكار داخل الحضارة العربية الإسلامية، فإننا ارتأينا أن نسلك مسلكا مخصوصا في عرض بعض هذه الأفكار والتصورات، حيث سنجمل القول بخصوص بعضها في مجموعة من النقط – العوارض – بناء على ما أُتيح لنا قراءته من أعماله، وقد أثبتنا هذه الأعمال في البيبليوغرافيا آخر هذا العمل، ولم نشر إلا إلى الأعمال التي اطلعنا عليها، وإلا فإن أعمال الأستاذ أبلاغ تفوق عددا ما هو مثبت هناك.

نود أن نشير بداية إلى بعض المسائل المهمة: أ- ليست هذه الورقة قراءة نقدية لأعمال الأستاذ أبلاغ، وإن كنا نؤمن بأهمية عمل كهذا – أي القراءة النقدية – لما فيه من فوائد علمية للأستاذ الباحث قبل غيره، حيث تتيح له فرصة توضيح بعض المسائل أو تعديل أخرى والردعلى بعض الانتقادات من خلال تعضيد أفكاره ورؤيته لموضوع ما عن طريق دعمها بمزيد من الأدلة والحجج، كما أنها مفيدة للبحث العلمي بصفة عامة بما تدل عليه من انتشار للروح النقدية وبما توفره من جو سليم للتحاور والنقاش حول أمور علمية وفق المقتضيات الأخلاقية للنقد وشروطه العلمية. بالمقابل، فإننا نؤكد أنمبلغ قصدنا هنا هو تقديم وإبراز بعض من أهم أفكاره دون تحويرها أو إخراجها عن سياقاتها، مساهمة في التعريف ببعض إسهامات ومجهودات باحثينا ومفكرينا. ب- كما سبق أن أشرنا أعلاه فإننا لا ندعي الإحاطة بكل أفكار الأستاذ أبلاغ ولا نزعم أننا طالعنا كل ما أنتج من دراسات علمية، بل اكتفينا بما استطعنا الحصول عليه من أعماله، كما أن الأفكار الواردة هنا لا تعبر إلا عن جزء يسير من تصوراته. ج- لم نستطع للأسف الشديد الحصول على نسخة من أطروحته لدكتوراه الدولة المخصصة لفلسفة وتاريخ الرياضيات في الغرب الإسلامي نظرا لأنها لم تعرف بعد – للأسف – طريقها إلى الطبع، وهي عمل مهم جدا، حيث لا تخلو مقالة من مقالاته من الإشارة إلى هذا العمل، وأمام هذا العائق لم نر بُدّاً من الاكتفاء بالتقرير الذي أنجزه الأستاذ أبلاغ نفسه عن هذه الأطروحة. [10] د- لاننسب لنفسنا فضلا في هذا العمل أو إتيانا بجديد، فجل الأفكار الواردة فيه مستقاة من أعمال الأستاذ أبلاغ المثبتة في آخر هذا العمل.

رؤى وتصورات

نظرا لتعدد وتشعب الأفكار المهمة التي تحملها بين ثناياها معظم دراسات الأستاذ محمد أبلاغ فإنه سيصعب علينا بكل تأكيد أن نحيط بها كلها أو نُلّم بها في شموليتها، لذا سنكتفي بالإشارة إلى الأفكار والرؤى والمقاربات التي بدت لنا أكثر أهمية من غيرها:

  • تندرج جل أعمال الأستاذ أبلاغ في إطار إعادة الاعتبار لإسهامات علماء الإسلام عموما، وعلماء ورياضيي الغرب الإسلامي بصفة أخص، عن طريق الكشف  عن أهميتها وطبيعتها [أي الإسهامات] حتى تتبوأ مكانها الحقيقي داخل التاريخ العام للعلوم. ورغم تثمينه وإشادته بجهود مؤرخي العلوم الرياضية التي بدأت مع بداية القرن التاسع عشر ووصلت في العقدين الأخيرين من القرن العشرين إلى أوجها، إلا أنه يعيب عليها عدم تخصيصها حيزا أكبر لأعمال رياضيي الغرب الإسلامي، حيث يقول مثلا: “كان من نتائجه [أي الاهتمام بتاريخ الرياضيات] إنجاز موسوعة عن تاريخ العلوم العربية يجب استكمالها بإعطاء حيز أكبر لما أنجز في الغرب الإسلامي في مجالي العلم والفلسفة”. [11] ويضيف معلقا على الكيفية التي تعاملت بها هذه الموسوعة مع الفكر العلمي بالغرب الإسلامي قائلا: “إلا أن هذه الموسوعة – سيرا على نهج يوشكفيتش (Youschkevitch) … قللت هي الأخرى من دور الغرب الإسلامي في تاريخ الرياضيات“. [12] لا شك أن إيراد هذين الكتابين في هذا السياق هو مجرد مثال على الإهمال الذي طال الفكر الرياضي بالغرب الإسلامي قياسا إلى نظيره بالمشرق. فمن خلال المقارنة بين هذين العملين [13] سيُلاحَظ أن الموقف من إسهامات رياضيي الغرب الإسلامي ظل قائما كما هو رغم المسافة الزمنية الفاصلة بين العملين، والتي تصل تقريبا إلى عشرين سنة ! [14]
  • العمل على رصد أهم التوجهات الرياضية للغرب الإسلامي وإبراز خصائصها وطبيعتها، وسينجم عن هذه الغاية وضعه لتصنيف غير مسبوق لتوجهات الرياضيين في هذه المنطقة، تصنيف ينبع من ضرورة الانطلاق من معرفة تصور كل رياضي من هؤلاء الرياضيين “للمعرفة العلمية والغاية منها“، فالدراسات السابقة لم تكن تميز اتجاهات الممارسة الرياضية لدى علماء الإسلام كما لم تكن تهتم كثيرا بدواعي اهتمام كل عالم بالعلم الرياضي. في حين أن التعرف على هذا المعطى “هو الذي سيمكننا من معرفة أسباب تفضيل مجالات للبحث دون أخرى وسنتمكن أخيرا من فرز الاتجاهات الكبرى داخل الرياضيات العربية وممثليها.[15] بناء على هذا التصور، ومن خلال سنوات طويلة من البحث والدراسة والاحتكاك بنصوص هؤلاء الرياضيين وكتب التراجم والأعلام … سيخلص إلى أن هناك توجهان أساسيان يمكن أن تندرج ضمنهما جل أعمال هؤلاء الرياضيين: أ- توجه رياضي فلسفي-نظري، اهتم أساسا بنظرية الأعداد والهندسة وعلم الفلك النظري، ينظر هذا التوجه للرياضيات كدرجة من الدرجات التي يجب على الإنسان أن يقطعها وصولا إلى تحقيق “كماله الإنساني”، لكن بلوغ هذا “الكمال الإنساني” لا يمكن أن يتحقق إلا بتحصيل الكفاية اللازمة من “العلم الطبيعي” و”علم ما بعد الطبيعة”، وسيبلغ هذا التصور مداه مع ابن رشد. أما أهم الرياضيين الممثلين لهذا التوجه فنجد المؤتمن بن هود وابن باجة وابن ميمون… ب- توجه رياضي ديني-عملي، اهتم هذا التوجه بالرياضيات لفوائدها العملية في بعض المسائل الشرعية أو المدنية، وسيولي عناية أكبر لعلم الحساب والجبر والمقابلة وعلم الفلك التطبيقي، ويرى هذا التوجه أنه لا يجب أن يتم الاقتصار على ربط الرياضيات بالفلسفة وحدها، وذلك نظرا لأن الرياضيات تتجاوز “الفلسفة” من حيث طرق تشكلها أو من حيث كيفيات استعمالاتها. وأهم أعلام هذا التوجه هم أبو مسلمة المجريطي وابن منعم العبدري والحصار وابن البنا  المراكشي…[16] وفي مقابل فكرة “الكمال الإنساني” سالفة الذكر، سيقول ابن البنا بأن “الحقيقة البشرية لما كانت قاصرة عن الكمال احتاجت إلى الاستكمال”. [17] كما ستسمح له المكانة الأنطولوجية التي تبوأتها الرياضيات داخل مشروعه الفكري بالقول بأن “باب العلم أوسع من باب الوجود”، وهو الرأي المخالف تماما للتصور الرشدي بهذا الخصوص. [18] وننبه هنا إلى مسألة مهمة تتعلقب التوجه الديني- العملي، وهي أن اهتمامه بمنافع الرياضيات في المجالات العملية لم يكن حائلا دون اهتمامه ببعض المسائل ذات الطبيعة النظرية، ويكفي دلالة على ذلك الإشارة إلى أن اهتمام ابن البنا – مثلا – بمسألة الكسور ودورها في بعض الأمور العملية لم يحل دون مناقشته لبعض القضايا النظرية بخصوصها، لذا يمكن القول أن فائدة الكسور في “حساب المواريث وغيرها من الأمور الشرعية والمدنية، لم يمنع الرياضيين المغاربة للقرنيين 13 م 14م من مناقشة الأسس النظرية لها.[19]

سيكتسي تقسيم الرياضيات إلى اتجاهين – سالف الذكر- مكانة جوهرية في العديد من أعمال الأستاذ أبلاغ، بل إنه أساس الأطروحة التي تقدم بها ودافع عنها في إطار دكتوراه الدولة، يقول في هذا السياق: “في الحقيقة هذه هي [أي مسألة التقسيم إلى اتجاهين] الجدة التي جاءت بها الأطروحة التي نلت بها شهادة الدكتوراه في الفلسفة من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بفاس…[20]

  • لم يقتصر اهتمام الأستاذ أبلاغ بتاريخ الرياضيات على فترة زمنية بعينها، فرغم تخصيصه للعديد من أعماله للفترة الممتدة من أواخر القرن 13م إلى القرن    14م، أي الفترة التي أنتج وأبدع خلالها ابن البنا المراكشي، فإنه سيُولي اهتمامه بفترات أخرى أيضا، ويمكن الإشارة في هذا السياق – مثالا لا حصرا- للفترة الحديثة من تاريخ المغرب. هذه الفترة التي لم تخرج في المجال الرياضي، تأليفا وتدريسا، عن التقليد الرياضي المغربي للعصر الوسيط. ولم يقصر كلامه على الحديث عن طبيعة الإنتاج الرياضي لهذه الفترة، بل سيتطرق أيضا للكيفية التي تم من خلالها التعامل مع تاريخ الرياضيات من طرف بعض المؤرخين المُحْدَثين، ويتوزع هذه الكيفية نوعان من التعامل: أ- “اهتمام النخبة المغربية المثقفة ذات التكوين التقليدي المتخرجة من المدارس العتيقة وكذلك من جامعتي القرويين وابن يوسف.[21] ويتسم هذا النوع الأول بكونه تناولٌ تقليدي يسير على نهج كتب التراجم والسِيَر والطبقات، حيث تكتفي هذه الكتب بالتطرق لحياة المؤلِف/العالِم مع الإشارة إلى أعماله. ب- يتعلق النوع الثاني باهتمامات بعض الأوربيين بالفكر العلمي بالمغرب، خصوصا الإسبان والفرنسيين الذين تواجدوا بالمغرب إبان تلك الفترة، ويمكن القول بأن تاريخ العلوم بالمغرب لن يظهر إلا مع هؤلاء الباحثين. حيث سيهتم بعض الإسبان بتاريخ علم الفلك بهذه المنطقة، بينما سيتجه الفرنسيين إلى الاهتمام بتاريخ الرياضيات انطلاقا من فقرة مهمة جدا حول الفكر الرياضي بالمغرب وردت في مقدمة ابن خلدون، هذه الفقرة التي طَرَحت على الباحثين بعض الإشكالات التي لم يلق بعضها حلا حاسما إلى يومنا هذا، منها مثلا تحديد هوية الرياضي “الأحدب”.ونشير إلى أن الأستاذ أبلاغ قدم بعض الحجج والأدلة حول شخصية “الأحدب” هذا الذي اعتبره هو الرياضي “الحصار”.[22]

سيتم بعد استقلال الدول المغاربية استثمار منجزات هؤلاء الباحثين الغربيين في تاريخ العلوم، وهو ما تتوج بمجهودات باحثين من طينة محمد سويسي رحمه الله الذي حقق ودرس بعض النصوص الرياضية للغرب الإسلامي أهمها “تلخيص أعمال الحساب” لابن البنا المراكشي، إضافة إلى مجهودات الأستاذ أحمد جبار التي أبرزت بعضا من إسهامات رياضيي الغرب الإسلامي خصوصا في مجال التحليل التوافقي والجبر والمقابلة. [23]

عمل الأستاذ أبلاغ أيضا في بعض أعماله على تتبع مسار العلوم العقلية، خصوصا العلوم الرياضية، بمنطقة الغرب الإسلامي بعد القرن الرابع عشر الميلادي الذي يعتبره فترة ازدهار في الأنشطة العلمية الرياضية. ويصف المراحل التي تلت مرحلة الازدهار هذه بـ”التراجع وغياب الإبداع وتدني مستواه“، ويمثل على ذلك بأعمال رياضيَّيِنِ اثنين ينتميان للقرن 15م و16م، هما: أبو الحسن القلصادي وأبو عبد الله محمد بن غازي المكناسي. ويشير إلى أننا مع أرجوزة “مُنية الحساب“لابن غازي نكون قد انتقلنا إلى طور آخر من تاريخ الرياضيات بالمغرب، إذ تم الانتقال من مرحلة الشروح الكبرى على “تلخيص أعمال الحساب” (التي تمثلها أعمال رياضيي القرن 14م كابن هيدور التادلي وابن زكريا الغرناطي) إلى “الترجيز” مع منية الحساب التي هي عبارة عن ترجيز لكتاب ابن البنا تلخيص أعمال الحساب. بعبارة أخرى، فقد تم الانتقال إلى اعتماد حفظ المسائل الرياضية الواردة في “التلخيص” بدل التفاعل مع مادته الرياضية ومحاولة فهمها.  [24]

كما اهتم الأستاذ أبلاغ كذلك ببعض الرياضيين السابقين على ابن البنا المراكشي، ونجد مثالا على ذلك في العمل الذي أنجزه رفقة الأستاذ أحمد جبار حول الرياضي الحصار بعد اكتشافهما للسفر الأول من كتابه “الكامل في صناعة العدد” الذي كان في حُكم الضائع. يتطرق الباحثان في بداية هذا المقال للحديث عن أهم الدراسات المنجزة حول الحصار والأخطاء التي وقعت فيها مناقشين في نفس الوقت لبعض المسائل البيوغرافية الخاصة بهذا الرياضي الذي نعاني من شح المصادر المترجمة لحياته ومساره العلمي، ثم تطرقا بعد ذلك للحديث عن كتابه الكامل في صناعة العدد وعلاقته بكتابه الآخر “البيان والتذكار” مع  المقارنة بينهما من حيث تشابه واختلاف أبوابهما. إضافة إلى محاولة الإشارة إلى أهم أبواب ومواضيع السفر الثاني الضائع من كتاب “الكامل في صناعة العدد” بناء على بعض المعطيات الموضوعية، ليختم الباحثان مقالهما بالتطرق لامتدادات هذا الكتاب داخل التقليد الرياضي المغاربي لدى بعض الرياضيين كابن منعم وابن البنا المراكشي (الذي رغم أنه لا يصرح باسم الحصار إلا أن هناك قضايا رياضية وردت في كتاب “الكامل في صناعة العدد” تحضر في أعماله) وابن قنفذ وابن زكريا الغرناطي وابن غازي الذي عاش خلال القرن 15م، رغم أنه (ابن غازي) كان يفضل كتاب البيان والتذكار على كتاب الكامل. [25]

  • لا يخفى على أحد مدى أهمية الجانب التقني في دراسة نصوص التراث العلمي للحضارة العربية الإسلامية، لكنه بكل تأكيد غير كاف لتقدير طبيعة تلك النصوص حق قدرها ما لم يكن مُرفقا بمستويات أخرى من التحليل، منها الجانب التاريخي على المستوى الخارجي والتحليل الفلسفي على المستوى الداخلي – البنيوي. وقد عمل الأستاذ أبلاغ منذ بواكير أعماله على الأخذ بهذه المستويات وغيرها في مقاربة ودراسة النصوص العلمية لمفكري الإسلام، حيث يؤكد غير ما مرة على أن دراسة هذه النصوص الرياضية لا يجب أن يقتصر على البحث عن مصادرها فحسب، أو الاكتفاء بالبحث عن الإبداع والجديد الذي قدمته هذه النصوص. لاشك في أن هذه مسائل مهمة، لكنها غير كافية لفهم طبيعة هذه النصوص ما لم تأخذ في حسبانها مستوى آخر، يتجلى في علاقة هذا الانتاج الرياضي بباقي الأنشطة الثقافية والفكرية، يقول الأستاذ أبلاغ: “أحاول دائما أن أقرن البحث التقني بمحاولة الإجابة عن السؤال الفلسفي التالي: ما درجة انتشار الرياضيات في مجالات الثقافة العربية الإسلامية الأخرى؟[26] وتجد هذه المقاربة سندا لها في العلاقة الجدلية التي طبعت الممارسة الرياضية في علاقتها بمتطلبات المجتمع الإسلامي، حيث أن الدواعي الشرعية والمدنية لهذا المجتمع قد ساعدت بشكل كبير في تطوير وتوجيه البحث الرياضي صوب بعض المباحث المخصوصة، كالجبر والمقابلة والتحليل التوافقي وحساب المثلثات… بينما ستسهم الرياضيات من جهتها بشكل كبير في خدمة وتلبية حاجيات هذه الدواعي العملية والدينية، المدنية والشرعية للمجتمع الإسلامي. ولم يقتصر انتشار الفكر الرياضي على المجالات العملية فحسب، بل إن مباحث نظرية أخرى قد استفادت من العلم الرياضي، ويبدو هذا واضحا في بعض أعمال ابن البنا المراكشي، حتى أن مجالا قد يبدو بعيدا عن الرياضيات، هو “مجال الفنون الأدبية“، سيشهد هو الآخر تطبيق مسألة “النسبة والتناسب” عليه، ويمكن القول أيضا “أن حضور علم الكلام وعلم أصول الفقه والمنطق إلى جانب الرياضيات في كتاب ‘الروض المريع’ [لابن البنا] يبين مدى التداخل بين مختلف المجالات المعرفية العربية الإسلامية الكلاسيكية” .[27] لاشك في وجود – حسب الأستاذ أبلاغ – رابط بين كل كتابات ابن البنا، وهو الأمر الذي لا يمكن أن يُكشف عنه إلا من خلال الاطلاع على كل ما كتب ومقارنة أجزاء متنه الفكري والعلمي بعضها ببعض، وهي مهمة ليست باليسيرة، وهي بكل تأكيد مهمة لم تُستكمل معالمها بعد.[28]
  • العمل على تصحيح مجموعة من التصورات تجاه علماء أو فلاسفة الإسلام، آراء وتصورات شائعة في كتب المستشرقين وبعض الباحثين العرب والمسلمين المعاصرين، ويمكن أن نعطي كمثال على ذلك بالموقف المُقرر حول ابن رشد باعتباره مجرد “مقلد ومتبع أعمى” للفكر الأرسطي. ويقدم الأستاذ أبلاغ تشبيها ومقارنة طريفة يبرز من خلالها تصوره لطبيعة الموقف الرشدي من الفكر الأرسطي، إذ يرى أن الإطار الذي يجب أن نقرأ فيه قول ابن رشد “باكتمال الحكمة مع أرسطو” هو “تاريخ العلوم الفيزيائية والتصور الكوسمولوجي المرتبط بها“. ويمكن أن نقارن هذا الأمر بما حدث في الأزمنة الحديثة  مع لابلاس Laplace الذي اعتبر أنه “لن يكون هناك نيوتن آخر لأنه ليس هناك سوى عالَم واحد ليُكتشف“، فلا هذا (لابلاس) ولا ذاك (ابن رشد) بمقلدين أعميين لنيوتن وأرسطو، فكل ما في الأمر أنهما انطلقا من البراديغم الذي كان متاحا لهما التفكير في إطاره، بعبارة أخرى فإنهما كانا يفكران في إطار نسقين عقليين مغلقين [29]. إذ لم يكن في مستطاع ابن رشد تصور إمكان تحطيم أو تغيير التصور الكوسمولوجي الأرسطي من طرف التصور الجديد الذي أرستمعالمه العلوم الحديثة، كذلك لم يَدُر في خَلَد لابلاس أن تقوم الفيزياء المعاصرة، خصوصا النسبية، بتجاوز التصور النيوتوني أو على الأقل جَعْلِه أكثر نسبية ومحدودية من خلال إقامة تصور كوسمولوجي جديد. لذا لابد لكل محاولة جادة لفهم ابن رشد أو غيره من الفلاسفة والعلماء أن تأخذ بعين الاعتبار السياق الثقافي والفكري، أو لنقل بنوع من التجاوز، البراديغم الذي نشأ وأبدع فيه ومن خلاله هؤلاء المفكرون والعلماء.

   من جهة أخرى، يبقى الفهم التام لطبيعة إسهامات مفكر ما أمرا متعذرا لعدة اعتبارات، وإذا أخذنا على سبيل المثال ابن رشد نفسه فيمكننا القول أنه رغم الدراسات الكثيرة والجادة التي أنجزت حول فيلسوف قرطبة، إلا أن “معرفتنا به اليوم – خصوصا على المستوى العلمي – ناقصة، نظرا لأنه جاء بمثابة تتويج لتاريخ العلوم في الغرب الإسلامي، فالقرن الحادي عشر الميلادي هو قرن الرياضيات الذي أعطانا أرضية علمية صلبة، كان من نتائجها ابن رشد الذي انتقل بالفكر العلمي من المستويات المنطقية والرياضية والعلمية إلى المستوى الميتافيزيقي، وبذلك فبفقداننا للنصوص المؤسسة للتقليد العلمي الأندلسي، وخصوصا تلك التي ألفت في القرن الحادي عشر الميلادي، لا يمكننا أن نقول إننا نعرف القيمة الفعلية لابن رشد في تاريخ العلوم.” [30] وهذا الأمر المتمثل في ضياع العديد من أمهات المتون العلمية والفلسفية ليس حكرا على المصادر الفكرية لابن رشد، بل إنها – للأسف – تكاد تكون ظاهرة عامة تسري على جل العلماء والنُظار داخل الحضارة العربية الإسلامية.

  • التأكيد على أن الإسلام شكل منطلقا أساسيا لأنساق عقلية مفتوحة، إذ على العكس من المرحلة اليونانية، في كلتا فترتيها الهلينية والهلينيستية، التي أعطت الأولوية للجانب النظري على حساب الجانب العملي، فإن الإسلام سيسمح بتجاوز ورفع هذا الفصل الحاد بين النظري والعملي ليكتسبا نفس القيمة الإبستمولوجية داخل العلم العربي [31]. وهو ما أتاح للمعرفة الإنسانية الانفتاح على آفاق أرحب وأكثر جدة، واستطاع العلماء المسلمون دون أدنى صعوبة أن يركبوا بين مختلف المعارف الواردة من الحضارات السابقة عليهم، كما أدى اندماج النظري بالعملي إلى بروز مباحث علمية جديدة كحساب المثلثات والتحليل التوافقي… [32]، بل إن علما لا تخفى على أحد أهميته العظمى، وهو الجبر والمقابلة، يدين في بعض جوانب نشأته كعلم مستقل إلى بعض المسائل العملية المتعلقة بالمجتمع الإسلامي [33]. سيبلغ هذا التكامل بين الجانب النظري والعملي مكانة رفيعة مع رياضيي القرن 13م و 14م، خصوصا مع إمام الرياضيين في هذه الفترة، ابن البنا المراكشي، حيث سيتمكن من تطويع واستثمار بعض المسائل النظرية المحضة، أو بتعبير أدق،ذات “دور تأملي تعبدي عند فيتاغوراس والفيتاغوريين“، في سبيل خدمة بعض القضايا ذات الطبيعة العملية الصرفة. يقول الأستاذ أبلاغ: “سيقرأ [ابن البنا] جدول الأشكال العددية لنيقو ماخو سالجرساني أحد كبار الرياضيين الفيتاغوريين بالمتتالية الحسابية، إلا أنه عكس الأفلاطونيين والفيتاغوريين لن يقف عند هذا الجانب النظري المجرد، بل سيطبق هذه القوانين المتوصل إليها في قضايا عملية مجتمعية إما شرعية أو مدنية… [34]
  • لا ريب في أهمية وضرورة إعادة كتابة تاريخنا، خصوصا الجانب العلمي منه، إذ تكتسي مسألة التأريخ للفكر العلمي الذي مارسه وأسهم فيه علماء الإسلام أهمية بالغة على أكثر من صعيد، وهي أهمية تندرج عموما فيما يمكن أن يقدمه تاريخ العلوم من فوائد إيجابية كمبحث مستقل، وتتجلى هذه الأهمية فيمستوى المعرفي ومستوى بيداغوجي ومستوى وطني. يتمثل الدور البيداغوجي لتاريخ العلوم في إبراز أن المكتسبات المعرفية العلمية المعاصرة هي وليدة تراكمات عدة ساهمت فيها كل الأعراق والأجناس والحضارات بمختلف اللغات وعبر سيرورة تاريخية طويلة، كما يوضح هذا الجانب مسألة أخرى جوهرية، هي قابلية المعرفة البشرية للتصويب والتطوير والتجاوز. أما المستوى الوطني فيتجلى في اهتمام أبناء بلد معين بإنجازات أسلافهم الفكرية والعلمية، وهكذا ترى مثلا اهتمام الإيطاليين بجاليليو أكثر من غيره من العلماء، بينما تجد الفرنسيين يهتمون أكثر بديكارت وإبراز إسهامه في الفكر الرياضي الحديث… ولا يعني هذا أي نوع من التعصب أو الشوفينية، بل إن له دورا إيجابيا يتجلى في دعوة الخلف كي يكونوا في مستوى اجتهاد وإبداع السلف. [35]
  • رغم الأهمية الكبيرة لمجموعة من الدراسات المنجزة حول الفكر الرياضي بالغرب الإسلامي إلا أن هناك بعض المؤاخذات عليها، منها مثلا اهتمامها البالغ بالبحث عن مصادر وأصول هذه الأنشطة الرياضية والبحث عن الجديد الذي قدمته. لا شك في أهمية هذين الهدفين كما أشرنا سالفا، لكن الاقتصار عليهما وحدهما سيكون عائقا أمامالفهم الصائب للممارسة الرياضية التي ميزت الغرب الإسلامي. لذا وجب الالتفات إلى مستوى آخر لا يقل أهمية، وهو “القيمة الثقافية للرياضيات“. يشير الأستاذ أبلاغ، موضحا هذه النقطة الجوهرية، إلى أن العلم يتحول إلى ظاهرة اجتماعية تتفاعل ضرورة مع باقي مكونات المجتمع، إذ لا يُنجز العلم في الفراغ أو أنه مجرد أمر اعتباطي نابع من حب وفضول العلماء فقط. [36] وتطرح هذه المقاربة المخصوصة للفكر العلمي إشكالا على مستوى التكوين الواجب توفره لدى الباحث المقبل على أعمال من هذا النوع، فرغم أهمية الجانب التقني إلا نه غير كاف، فلابد من التوفر على بعض المقومات الأخرى أهمها “معرفة بالتاريخ في منظوره العام”، والتمكن من آليات وتقنيات قراءة وتحقيق النص المخطوط والبحث البيو- بيبليوغرافي، إضافة إلى معرفة جيدة بتاريخ العلوم والعلاقات القائمة بين جل المراحل السابقة واللاحقة، ناهيك عن تكوين فلسفي متين كفيل بتجنيب الباحث السقوط في التحليل التقني الصرف الذي يحرم البحث في تاريخ العلوم من إبراز أبعاد الأنشطة العلمية ومدى ارتباطها بباقي المكونات الفكرية داخل مجتمع ما، أو لنقل باختصار، إغفال البعد الثقافي للنصوص العلمية المدروسة. [37]
  • العمل على تتبع ورصد بعض القضايا والمفاهيم الرياضية الأساسية داخل الثقافة العربية الإسلامية. ويمكن التمثيل على ذلك باهتمام الأستاذ أبلاغ بالبحث عن الأصول اليونانية لمفهوم العدد المرتبط أساسا بمبحث نظرية الأعداد، وكذا تتبع استمرار هذا المفهوم وهذا المبحث داخل الثقافة العربية، خصوصا لدى رياضيي الغرب الإسلامي. ويستند اهتمامه بهذا الجانب إلى رغبته في تصويب بعض التصورات حول الغياب النسبي للاهتمام بنظرية الأعداد في الرياضيات العربية ومحاولة فهم أسباب هذا الغياب.

يحصر الأستاذ أبلاغ المصادر اليونانية التي استقى منها رياضيو الإسلام مسائل نظرية الأعداد في أربع: فيتاغوراس، كتاب الأصول لأقليدس (المقالات 7 و8 و9)، كتاب المدخل إلى علم العدد لنيقو ماخوسالجاراسيني وأخيرا كتاب ديوفنتس المعنون بكتاب الأرتماطيقي. سيركز الأستاذ أبلاغ حديثه عن كتابين اثنين فقط، هما كتاب الأصول وكتاب المدخل إلى علم العدد، ليبين مدى تأثيرهما في رياضيي الإسلام الذين سيأخذون عن الأول (أي كتاب الأصول) مسائل مهمة كتعريفه لمفهوم العدد والوحدة. هذا التعريف الذي سيلقى اعتراضات منطقية (من طرف ابن سينا) ورياضية (من لدن ابن الهيثم)، وسيصل هذا النقاش إلى مغرب القرن 14م حيث سيسهم فيه ابن البنا المراكشي أيضا. أما عن حضور الكتاب الثاني (المدخل إلى علم العدد) فنجد بعض مظاهره لدى رياضيين كابن البنا الذي سيطبق الأشكال العددية الواردة في هذا الكتاب بحثا عن “العلاقات الممكنة بين مكونات جدول الأشكال العددية” ورابطا “هذا الجدول بما توصل إليه في مجال التحليل التوافقي“. [38] كما تطرق الأستاذ أبلاغ أيضا لبعض الإشكالات الفلسفية المتعلقة بمفهوم العدد واللاتناهي، وترجع هذه الإشكالات في أصلها إلى التصور الكوسمولوجي المغلق للنسق الأرسطي. ويشيرالأستاذ أبلاغ إلى حل طريف لهذا الإشكال تقدم به الرياضي ثابت ابن قرة من خلال إيراد رسالة لهذا الرياضي مع التعليق عليها. [39] كماسيناقش أيضا بعض الآراء المفسرة لسبب غياب الاهتمام بنظرية الأعداد رافضا إياها ومقترحا لتفسيرمحتمل تُجمله الفقرة التالية: “… الواقع أنه كما هو الشأن اليوم، فإن البحث الرياضي آنذاك لم يكن عشوائيا. وهكذا سنجد أن البحث في قواسم الأعداد الأولية وغيرها، سيترك المجال للمجالات الأخرى من نظرية الأعداد التي يمكن إدخالها في إطار أوسع وهو إطار النسبة والتناسب. فنظرية التناسب كانت تعتبر أهم نظرا لفائدتها واستعمالاتها في العلوم …” [40] ولا تخفى المكانة التي أولاها رياضيو القرنين 13م و14م لمسألة النسبة والتناسب، خصوصا ابن البنا المراكشي.

  • رغم التقدير والاحترام الكبير الذي يُكنّه الأستاذ أبلاغ لبعض أساتذته وبعض المفكرين المغاربة إلا أن ذلك لم يكن عائقا أو مانعا للاعتراض على بعض أفكارهم وتصوراتهم التي بدت له مجانبة للصواب. وسنمثل على ذلك ببعض اعتراضاته على الأستاذ عبد الله العروي بخصوص آراء وردت في كتابه مفهوم العقل. [41] حيث يذهب العروي في كتابه هذا إلى أن ابن خلدون كان مدافعا عن “العقل التجريبي العملي” باعتباره (العقل) ممارسة اجتماعية تتجذر في الواقع المعيش وليس مجرد “مفهوم نظري ميتافيزيقي”، كما يقول (العروي) أن البناء العام للمقدمة يفسر “هذا المنحى الوضعي” في فكر ابن خلدون، مؤكدا أن “وضعانية” ابن خلدون عبارة عن امتداد لفكر ابن رشد و”واقعيته الأرسطية”. سيعترض الأستاذ أبلاغ على هذه المسائل ويبين عدم دقتها، حيث سيؤكد على ما يلي: أ- لم يكن ابن خلدون رشديا، وذلك لعدة اعتبارات منها مثلا: 1- حضور قوي لابن سينا والغزالي في فكره. 2- تفضيل ابن رشد للعقل النظري ووضعه للعقل العملي في رتبة دنيا من العقل. 3- نظر ابن خلدون إلى أهمية المنطق بعيدا عن مجال “الإلهيات”، في حين أن ابن رشد “لم يهتم بالمنطق إلا لاستعماله في الإلهيات، غاية الغايات من كل العلوم سواء النظرية منها أو العملية“.4- التباين الواضح بين موقفيهما (ابن رشد وابن خلدون) من الفلسفة وشرعيتها…

   ترجع أخطاء قراءة العروي لابن خلدون في نظر الأستاذ أبلاغ إلى سبيين: أ- الانطلاق من التصور الوضعي الموروث عن فكر القرن 19م. ب- عدم الأخذ بعين الاعتبار ضرورة ملء الفراغات في التاريخ (عدم الانتباه للفترة التاريخية الفاصلة بين ابن رشد وابن خلدون التي تصل إلى أكثر من مئتي سنة). [42] في مقابل ذلك يؤكد الأستاذ أبلاغ أنه إذا أردنا أن نفهم طبيعة وأهمية فكر ابن خلدون فلابد من إرجاعه إلى البيئة التي ظهر فيها هذا الفكر، فابن خلدون كان تلميذا للآبلي الذي كان بدوره تلميذا لابن البنا المراكشي، لذا “فمن الضروري إذا أردنا فعلا أن نفهم ابن خلدون أن نقرأه كاستمرار لمدرسة ابن البنا المراكشي ولشراح ابن البنا المراكشي، أي الأعلام الذين عاشوا في المغرب خلال القرنين اللذين فصلا ابن خلدون عن ابن رشد”. [43]ويبدو تأثر ابن خلدون واضحا بمدرسة ابن البنا من خلال بنائه لكتاب المقدمة على “مفهوم التناسب” [44] الذي يحتل مكانة جوهرية لدى ابن البنا، إلى درجة جعل منه هذا الأخير “قاعدة التعليم والتعلم في كل علم وكل صناعة“. [45]

  • يدعو الأستاذ أبلاغ بكل وضوح إلى العمل على مراجعة ونقض بعض المفاهيم والعبارات ذات الحمولة الأيديولوجية أكثر منها علمية أو فلسفية. وأبرز شاهد على ذلك هو تأكيده على ضرورة النقض النهائي لمقولة “العلم الغربي”، حيث يرى أن مفاهيم من هذا القبيل “ناتجة عن أكبر عملية سطو تعرضت له البشرية وهي نسب العلوم العقلية وكل ما هو فكر عقلي إلى مجموعة بشرية واحدة هي المجموعة الأوربية.” [46] ومن النتائج السلبية لمقولة كهذه أن من شأنها أن تشكل أحد العوائق والموانع التي تحول دونفهم أعمق وأدق لـ”الأسس والركائز التي تقوم عليها الحضارة الإنسانية مأخوذة في مجملها“. في مقابل ذلك، يدعو الأستاذ أبلاغ إلى ضرورة الأخذ بمقولة أخرى أكثر توصيفا لطبيعة الممارسة العلمية باعتبارها نتاجا لإسهامات شعوب مختلفة عبر المسار التاريخي للبشرية، وهي مقولة “كونية العلم“. ولا تعود هذه المقولة بالنفع على الشعوب غير الأوربية فقط، بإعادة الاعتبار لقيمة مساهماتها (أي باقي الشعوب) في الفكر العلمي، بل إنها (المقولة) “ستفتح آفاقا أرحب أمام المفكرين الأوربيين أو ذوي الأصل الأوربي أنفسهم ما داموا مقتنعين الآن أن خلف تعقد وتشابك العلاقات الإنسانية والكونية هناك وحدة يجب الكشف عنها، وستمكننا نحن كذلك من الانخراط بفعالية أكبر في عصرنا لنساهم في حل همومه ومشاكله[47]. ولا يعني كلامنا هنا أن الأستاذ أبلاغ يصنف كل الباحثين الغربيين في خانة واحدة، إذ لا ريب في وجود باحثين منصفين تجاه الإسهامات العلمية لعلماء الإسلام، كما أن هناك باحثين ومفكرين غير مقتنعين البتة بأشباه هذه التصورات الأيديولوجية، ذلك “أن هناك محاولات اليوم خصوصا في أمريكا لإبراز كونية العلوم، هذه المحاولات في المجال الإبستمولوجي والتاريخي يجب أن نغذيها بالأبحاث والدراسات وكذلك الاجتهادات الخاصة بالعلوم العربية الإسلامية ودورها في التاريخ الكوني للعلوم.[48]
  • يعمد الأستاذ أبلاغ غير ما مرة في بعض مقالاته إلى إجراء مقارنة بين ابن رشد وابن البنا المراكشي، ولا تبتغي هذه المقارنة إجراء نوع من المفاضلة بين هذين العَلَمَين، بل إنها تنبع من مسألة أعمق، وهي محاولة التعرف على مسار ومآل العلوم العقلية بعد ابن رشد والكشف عن أهم الخصائص التي ميزت هذه العلوم بعد وفاته. [49] إذ رغم وجود دراسات مهمة عملت على تتبع مآل الفكر الرشدي بالتركيز على مباحث كالمنطق والعلم الطبيعي، إلا أنها في الحقيقة غير كافية.لذالا بد من الانطلاق من التساؤل الأساسي التالي: هل استطاع الفكر المغربي بعد ابن رشد أن يتجاوز هذا الأخير أم أنه اكتفى باجترار وتكرار ما اختطه هذا الفيلسوف؟

يحاول الأستاذ أبلاغ الإجابة عن هذا التساؤل مشيرا إلى أنه لم يكن في مستطاع فكر ما خلال تلك الفترة أن يتجاوز الرشدية/المشائية من داخلها، نظرا لأن ابن رشد قد بلغ بها حدودها القصوى على المستوى الإبستمولوجي والأنطولوجي. لذا كان لزاما على الفكر اللاحق، إن هو أراد بلوغ مرتبة أعلى، أن “يمر عبر تجاوزها”. وهذا ما سيحدث مع ابن البنا المراكشي الذي يتشابه مع ابن رشد في أن كلا منهما كان له مشروع فكري متكامل المعالم، إلا أنهما يختلفان من حيث المنطلق والغاية، حيث ينطلق ابن ارشد من استثمار آليات منطقية في إطار اهتمامات طبيعية وما بعد طبيعية، وصولا إلى القول بضرورة بلوغ “الكمال الإنساني”، أما ابن البنا فيعتمد آليات رياضية في قراءته لمختلف المجالات الفكرية التي اهتم بها، وهي أساسا “اهتماماتُ إبستمولوجيا وأنطولوجيا رياضية”. يصل الأستاذ أبلاغ إلى خلاصة جوهرية مفادها أن “هذا التحرر من الآليات المنطقية هو الذي سمح لابن البنا في أهم كتاب رياضي له وهو رفع الحجاب عن وجوه أعمال الحساب الذي هو شرح لأشهر كتبه الرياضية تلخيص أعمال الحساب، تكسير الحواجز التي أقامها النسق الأرسطي– الرشدي بين العلوم، فناقش أصول الرياضيات في كتابه الرياضي نفسه، وأهمية هذا الأمر الثقافية لا تقل أهمية عن مظاهر الجدة في الكتاب في مجالات علم الحساب، ونظرية الأعداد، والتحليل التوفيقي والجبر، ذلك لأنه يدشن لمرحلة جديدة تكون فيها الرياضيات جزءا لا يتجزأ من الثقافة المغربية نفسها، وهو ما تشهد به كتابات المغاربة في القرن 14م“. [50]ويمكن أن نقول إجمالا أن خلاصات كهذه كفيلة بإبراز مدى أهمية وضرورة الانفتاح على النصوص العلمية العربية وعدم إهمالها في دراسة ومقاربة النصوص الفلسفية (العلوم العقلية)، لأن أمرا كهذا سيكون دون أدنى ريب قاصرا وسيحرمنا رؤية المسائل أو الإشكالات المرتبطة بهذه العلوم في أفقها الحقيقي.

  • كما أشرنا في التقديم أعلاه، فإن اهتمامات الأستاذ أبلاغ وكتاباته لم تقتصر على مجال تاريخ العلوم فقط، بل له اهتمامات ببعض الأعلام والقضايا الفلسفية داخل الحضارة العربية الإسلامية. ونجد خير شاهد على ذلك في اهتمامه بالشارح الأكبر أبو الوليد ابن رشد، حيث سيخصص له بعض المقالات، ناهيك عن حضوره المتعدد داخل بعض المقالات الأخرى المخصصة لتاريخ العلوم. وسنقتصر هنا على مثال واحد هو مقالته (الأستاذ أبلاغ) المعنونة بـ”ابن رشد وعقيدة المهدي بن تومرت“، حيث يعمل في الجزء الأول منها على جرد أهم الأعمال الفلسفية الرشدية الضائعة مبرزا محتواها وطبيعتها ومدى أهميتها ليس في فهم المتن الرشدي فحسب، بل لفهم مجموعة من المسائل العلمية والثقافية المتعلقة بالثقافة العربية الإسلامية (كعلاقة الأسس النظرية التي وضعها في كتابه جوامع سياسة أفلاطون بالأسس العملية للتاريخ التي تنبني عليها مقدمة ابن خلدون أو كمسألة قدم أو حدوث العالم) أو مرتبطة بالثقافة الغربية (كاعتراض ديكارت على التقسيم الرشدي للعلوم إلى أجناس متباينة).[51] أما الجزء الثاني من المقالة فيخصصه للحديث عن أهمية عمل ابن رشد الموسوم بـ”شرح عقيدة المهدي” معتمدا في ذلك على فقرة من هذا العمل سبق أن نشرها المرحوم محمد بن شريفة. وتبرز أهمية هذه الفقرة في أنها توضح بعض نقط الاتفاق والاختلاف بين ابن رشد والمهدي بن تومرت، كما تُبين لنا تبني ابن رشد مبكرا لمسألة عدم جواز التصريح بتأويل المتشابه للعامة… ويتطرق الأستاذ أبلاغ في عمله هذا إلى مسائل أخرى لا تقل أهمية، منها دواعي اختيار ابن رشد شرح هذه المقالة دون غيرها من سائر المقالات المكونة لكتاب المهدي بن تومرت المسمى ‘أعز ما يطلب’… [52]
  • التأكيد الدائم على ضرورة وأهمية الاستناد إلى العمل الفيلولوجي في مقاربة ودراسة التراث العربي الإسلامي في شقيه العلمي والفلسفي، فكل مقاربة نظرية لهذه النصوص غير مسبوقة بالدراسة الفيلولوجية سيكون ضررها كبيرا على المجال الثقافي العربي الإسلامي، ولا شك في أن البحث العلمي والأكاديمي في بلداننا لا يزال يجني بعض النتائج السلبية لتجاهل هذا الجانب المهم، يقول الأستاذ أبلاغ: “إن إصدار الأحكام والاجتهادات النظرية على التراث العربي سواء في جانبه العلمي أو الفلسفي يجب أن يمر بالضرورة من تحقيق النصوص تحقيقا علميا رصينا ودراستها دراسة علمية جادة.[53] ويدين الأستاذ أبلاغ في وعيه بعمق وأهمية البحث الفيلولوجي في خدمة التراث العربي للأستاذ جمال الدين العلوي رحمه الله [54] الذي برهنت أعماله الفيلولوجية المتعلقة بابن رشد (وحتى بابن باجة) على الأهمية الكبيرة لهذا المستوى الذي يجب أن يسند كل بحث نظري يتوخى الدقة ويبتغي الضبط.

خاتمة

لا نرى في ختام هذه الورقة ضرورة لأن نلخص الأفكار الواردة في النقط أعلاه أو أن نجمل القول حولها لأن أمرا كهذا لن يكون في أحسن الأحوال إلا تكرار لما ورد هناك.

وقد ارتأينا بدل ذلك أن نختم كلامنا هنا باقتباس للأستاذ أبلاغ يعبر فيه بوضوح عن الأهمية الراهنة لدراسة التراث العلمي العربي في بعديه الفلسفي والثقافي. يقول الأستاذ أبلاغ في سياق ختام أحد أعماله: “أعتقد أن ما يمكن أن أختم به هذا العرض هو الدعوة إلى الدراسة الفلسفية والإبستمولوجية لما قام به الباحثون المعاصرون من تحليل وتحقيق للنصوص العربية الإسلامية في المغرب، لأنه لا يجب إغفال بعدها الثقافي الهام بالنسبة لعصرنا وثقافتنا العربية الحديثة والموقع الذي يجب أن نحتله في العالم المعاصر.” [55]

مراجع باللغة العربية

ابن البنا المراكشي، رفع الحجاب عن وجوه أعمال الحساب، تقديم وتحقيق ودراسة فلسفية وتحليل رياضي لمحمد أبلاغ، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية، ظهر مهراز فاس، 1994.

دونالد هيل، العلوم والهندسة في الحضارة الإسلامية، ترجمة أحمد فؤاد باشا، عالم المعرفة، 2004.

رشدي راشد، تجديد الأصول: نشأة الفكر العلمي في الإسلام، ضمن دراسات في تاريخ العلوم العربية وفلسفتها، مركز دراسات الوحدة العربية، ط1، 2011، ص 67-86)).

رشدي راشد، رياضيات الخوارزمي تأسيس علم الجبر، ترجمة د. نقولا فارس، ط1، 2010.

رشدي راشد، مفهوم العلم كظاهرة غربية وتاريخ العلم العربي، ضمن: تاريخ الرياضيات العربية بين الجبر والحساب، ترجمة د. حسين زين الدين، ط1، 1989، ص. 349-376.

رشدي راشد، نقل المعارف وترجمتها من اليونانية إلى العربية، ضمن: دراسات في تاريخ العلوم العربية وفلسفتها، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط1، 2011. ص. 87-139.

محمد أبلاغ، “حوار مع الدكتور محمد أبلاغ“، منشور على الموقع الإلكتروني لمركز ابن البنا المراكشي.

محمد أبلاغ، ابن البنا والتجديد الفكري في مغرب القرنين 13م و14م. منشور على الموقع الإلكتروني لمركز روافد للدراسات والأبحاث في حضارة المغرب وتراث المتوسط.

محمدأبلاغ، ابن رشد في مواجهة علماء المغرب للقرن 13م، ضمن: الخيال ودوره في تقدم المعرفة العلمية، تنسيق عبد السلام بن ميس، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية الرباط، 2000، ص. 43-62.

محمد أبلاغ، ابن رشد وعقيدة المهدي بن تومرت، منشورات مؤسسة مؤمنون بلا حدود، قسم الفلسفة والعلوم الإنسانية، 19 فبراير 2018.

محمد أبلاغ، اكتشاف كتاب رياضي جديد لابن البنا، على الرابط التالي: http://www.habous.gov.ma/daouat-alhaq/item/8793

محمد أبلاغ، الانتقال من البرهان إلى الجدل في مغرب القرنين 13م و14م، ضمن: التحاجج طبيعته ووظائفه ومجالاته، تنسيق حمو النقاري، منشورات كلية الآداب الرباط، 2006. ص. (147-164).

محمد أبلاغ، البناء الثقافي للعلوم في مغرب القرنين 13م و14م ابن البنا-ابن خلدون، ضمن: أعمال ندوة تاريخ العلوم في الإسلام، ج1، منشورات الرابطة المحمدية للعلماء، 2014. ص. (81-107).

محمد أبلاغ، العلامة جمال الدين العلوي أوالآفاق التي فتحتها الرشدية في تاريخ الفلسفة، نشر في جريدة الأخبار، العدد 465 الخميس 8 ماي 2014.

محمدأبلاغ، بعض مظاهر مفهوم العدد في الرياضيات اليونانية وامتداداتها العربية الإسلامية، ضمن: جوانب من تطور الأفكار العلمية حتى العصر الوسيط، تنسيق عبد السلام بن ميس، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية الرباط، ط1، 2000. ص. (69-81).

محمد أبلاغ، تاريخ الرياضيات في الغرب الإسلامي بين الدين والفلسفة، مجلة الواضحة، العدد 7. ص. (265-290).

محمد أبلاغ، تاريخ الرياضيات في المغرب الحديث (1901-1951)، ضمن: العلم والفكر العلمي بالغرب الإسلامي في العصر الوسيط، تنسيق بناصر البعزاتي، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية الرباط، ط1، 2001. ص. (177-197).

محمد أبلاغ، تاريخ الرياضيات في المغرب الوسيط المتأخر ق. 16م-20م: انقطاع أم استمرارية. (مقال غير منشور).

محمد أبلاغ، تطبيق النسبة الرياضية في علم البيان عند ابن البنا المراكشي، ضمن: آليات الاستدلال في العلم، تنسيق عبد السلام بن ميس، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية الرباط، ط1، 2000، ص. (63-80).

محمد أبلاغ، تطور آليات الاستدلال ي المغرب من ابن رشد إلى ابن البنا المراكشي، ضمن: آليات الاستدلال في الفكر الإسلامي الوسيط، تنسيق سعيد البوسكلاوي وتوفيق فائزي، منشورات مركز الدراسات والبحوث الإنسانية بوجدة، 2013. ص. (461-493).

محمد أبلاغ، تقرير عن دكتوراه الدولة: فلسفة وتاريخ الرياضيات بالغرب الإسلامي: محاولة تركيبية، 2006-2007. منشور في: مجلة الإحياء الصادرة عن الرابطة المحمدية للعلماء، العدد 29، السنة 2009.

محمد أبلاغ، طبيعة الفكر الرياضي الذي طوره الرياضيون المغاربة في القرن 14م، ضمن: العلوم في المجتمعات الإسلامية: مقاربات تاريخية وآفاق مستقبلية، إشراف محمد أبطوي، مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية، 2007، ص. (47-66).

محمد أبلاغ، في البناء التناسبي لمقدمة ابن خلدون، ضمن، الأبنية الفكرية في الغرب الإسلامي زمن ابن خلدون، تنسيق بناصر البعزاتي، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية الرباط، ط1، 2007. ص. (35-47).

محمد أبلاغ، قراءة لحاشية محمد بنيس (ت. 1798) على بغية الطلاب لابن غازي، ضمن: الفكر العلمي في المغرب: العصر الوسيط المتأخر، تنسيق بناصر البعزاتي، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية الرباط، ط1، 2003. ص. (123-137).

محمد أبلاغ، منزلة جوامع سياسة أفلاطون في المتن الرشدي، منشورات مؤسسة مؤمنون بلا حدود، قسم الفلسفة والعلوم الإنسانية، 09 مارس 2017.

موسوعة تاريخ العلوم العربية، إشراف رشدي راشد، 3 أجزاء، مركز درسات الوحدة العربية، بيروت- لبنان، 1997.

مراجع بالفرنسية

  1. P. Youschkevitch, Les mathématiques arabes, tr. K.Jaouiche et M.Cazenave, Vrin, Paris, 1976.

Ahmed Djebbar, L’lgébre arabe genèse d’un art, Vuibert, 2005.

Ahmed Djebbar, Traduction et transmission scientifiques aux VIIIe-Xe, L’Ouvert, N° 95 (juin 1999),pp. 37-53.

Ahmed Djebbar, une histoire de la science arabe, Editions du Seuil, 2001.

Dimitri Gutas, GreekThought, Arabic Culture : The Graeco-Arabic Translation Movement in Baghdad and Early ‘Abbasaid Society (2nd-4th/5th-10th c.), London, Routledge, 1998.

Dimitri Gutas, Pensée grecque, culture arabe: Le mouvement de traduction gréco-arabe à Bagdad et la société abbasside primitive (IIe-IVe/VIIIe-Xe siècles), tr. AbdesselamCheddadi, AUBIER, 2005.

  1. ABALLAGH ET A. DJEBBAR, Découverte d’un écritmathématiqued’al-Hassar (XIIe S.): Le livre I du Kamil, HISTORIA MATHEMATICA, 14 (1987), 147-158.

[1] . رشدي راشد، تجديد الأصول: نشأة الفكر العلمي في الإسلام، ضمن:دراسات في تاريخ العلوم العربية وفلسفتها، مركز دراسات الوحدة العربية، ط1، 2011، ص67-86))، ص.68.

[2] – يُنظربخصوص مسألة الترجمة هذه المرجع التالي الذي أضحى كلاسيكيا في هذا الشأن:

Dimitri Gutas, GreekThought, Arabic Culture : The Graeco-Arabic Translation Movement in Baghdad and Early ‘Abbasaid Society (2nd-4th/5th-10th c.), London, Routledge, 1998.

وهناك ترجمة فرنسية أنجزها الأستاذ عبد السلام الشدادي:

Dimitri Gutas, Pensée grecque, culture arabe: Le mouvement de traduction gréco-arabe à Bagdad et la société abbasside primitive (IIe-IVe/VIIIe-Xe siècles), tr. AbdesselamCheddadi, AUBIER, 2005.

[3] – دونالد هيل، العلوم والهندسة في الحضارة الإسلامية، ترجمة أحمد فؤاد باشا، عالم المعرفة، 2004، ص. 30.

[4] Ahmed Djebbar, Traductionet transmission scientifiques aux VIIIe-Xe, L’Ouvert, N° 95 (juin 1999),pp. 37-53. p. 37-38.

[5] – نفس المرجع، ص 38، ويُنظر أيضا:

Ahmed Djebbar, une histoire de la science arabe, Editions du Seuil, 2001. p. 123-124.

[6] -لا يجب أن يُفهم من هذا الكلام أننا نتبنى هنا الرأي القائل بأن هناك فترة ترجمة ثم تمثل (هضم) ثم إبداع، وذلك نظرا لأن بعض الدراسات المعاصرة أثبتت عدم صواب هذا الرأي، حيث كانت تتم عملية الترجمة أحيانا بموازاة مع ممارسة البحث العلمي من لدن العلماء. يُنظر بخصوص هذه المسألة:

رشدي راشد، نقل المعارف وترجمتها من اليونانية إلى العربية، ضمن: دراسات في تاريخ العلوم العربية وفلسفتها، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط1، 2011.  ص. 87-139.

[7] – نشير من بين الباحثين المغاربيين الذين اهتموا بالإنتاج الرياضي لمنطقة الغرب الإسلامي إلى الأساتذة: أحمد جبار، محمد سويسي، مهدي عبد الجواد، تهامي زمولي، يوسف قرقور، عبد المالك بوزاري، إدريس لمرابط، إدريس نغش الجابري، أحمد مصلح …

[8] – يشتغل الأستاذ أبلاغ حاليا أستاذا للفلسفة وتاريخ العلوم بكلية الآداب بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، كما سبق أن اشتغل بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، وقد أشرف في كلا الجامعتين على أطروحات جامعية في تاريخ العلوم والفلسفة في الحضارة العربية الإسلامية. كما شارك أيضا في العديد من الملتقيات والندوات الدولية والوطنية المخصصة لتاريخ العلوم.

[9] – ذهب العديد من المؤرخين القدماء والمُحْدَثين إلى أن كتاب “تلخيص أعمال الحساب” هو أهم كتاب لابن البنا المراكشي نظرا لانتشاره الواسع وسيطرته في مجال التدريس الرياضي، إلا أن الأستاذ أبلاغ يرى غير هذا الرأي، حيث يعتبر أن رفع الحجاب هو أهم أعمال ابن البنا لأنه يضم الجديد الذي أتى به هذا الرياضي، كما يحتوي على التبريرات النظرية والفلسفية للاختيارات الرياضية الواردة في “التلخيص”. يقول الأستاذ أبلاغ: “… بالرغم من الشهرة التي حظي بها تلخيص أعمال الحساب فإن أهم كتاب رياضي لمؤلفنا [ابن البنا] هو في الحقيقة رفع الحجاب عن وجوه أعمال الحساب“، يُنظر: ابن البنا المراكشي، رفع الحجاب عن وجوه أعمال الحساب“، تقديم وتحقيق ودراسة فلسفية وتحليل رياضي لمحمد أبلاغ، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية، ظهر مهراز فاس، 1994. ص. 7. ويقول أيضا: ” … ‘رفع الحجاب عن وجوه أعمال الحساب’ الذي يضم الجديد الذي أتى به الرياضي المراكشي في مجال الرياضيات“، يُنظر: محمد أبلاغ، اكتشاف كتاب رياضي جديد لابن البنا، منشور على الرابط التالي: http://www.habous.gov.ma/daouat-alhaq/item/8793

[10] – نُشر هذا التقرير بمجلة الإحياء الصادرة عن الرابطة المحمدية للعلماء، العدد 29، السنة 2009.

[11] – محمد أبلاغ، تاريخ الرياضيات في الغرب الإسلامي بين الدين والفلسفة، مجلة الواضحة، العدد 7، ص. (265-290)، ص.265-266.

[12] – نفس المرجع، الهامش رقم 2، ص. 266.

[13] – العملان المقصودان هنا هما:

موسوعة تاريخ العلوم العربية، إشراف رشدي راشد، 3 أجزاء، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت- لبنان، 1997.

  1. P. Youschkevitch, Les mathématiques arabes, tr. K.Jaouiche et M.Cazenave, Vrin, Paris, 1976.

[14] – يقول الأستاذ أبلاغ: “… حيث يرى [رشدي راشد] أن مستوى رياضيي هذه المنطقة [الغرب الإسلامي] أضعف من نظرائهم المشارقة !“، ويقول أيضا:”بالنسبة لرشدي راشد المشرق هو مركز الحضارة العربية الإسلامية، والغرب طرف من أطراف هذا المركز، هوقول خاطئ فمراكز العلم كانت تتغير أهميتها حسب مراحل القوة والضعف التي مرت منها كل منطقة من مناطق العالم الإسلامي“. يُنظر: محمد أبلاغ، تاريخ الرياضيات في المغرب الوسيط المتأخر ق. 16م-20م:انقطاع أماستمرارية، ص. 4. (مقال غير منشور).

[15]تاريخ الرياضيات في الغرب الإسلامي بين الدين والفلسفة، مرجع سابق، ص.268.

[16] – تطرق الأستاذ أبلاغ لهذا التقسيم ودواعيه وأهميته وخصائصه وامتداداته في كثير من أعماله، يُنظر مثلا: أطروحته لدكتوراه الدولة التي ناقشها بكلية الآداب بفاس بعنوان “فلسفة وتاريخ الرياضيات بالغرب الإسلامي: محاولة تركيبية، 2006-2007. وأيضا “حوار مع الدكتور محمد أبلاغ” المنشور على الموقع الإلكتروني لمركز ابن البنا المراكشي.

وأيضا: محمد أبلاغ، طبيعة الفكر الرياضي الذي طوره الرياضيون المغاربة في القرن 14م،ضمن: العلوم في المجتمعات الإسلامية: مقاربات تاريخية وآفاق مستقبلية، إشراف محمد أبطوي، مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية، 2007، ص. (47-66)، ص 49-51. وكذلك: محمد أبلاغ، قراءة لحاشية محمد بنيس (ت. 1798) على بغية الطلاب لابن غازي، ضمن: الفكر العلمي في المغرب: العصر الوسيط المتأخر، تنسيق بناصر البعزاتي، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية الرباط، ط1، 2003. ص. (123-137)، ص. 135-136.

[17] – محمد أبلاغ، الانتقال من البرهان إلى الجدل في مغرب القرنين 13م و14م، ضمن: التحاجج طبيعته ووظائفه ومجالاته، تنسيق حمو النقاري، منشورات كلية الآداب الرباط، ص (147-164)، ص.157.

[18] – يقول الأستاذ أبلاغ: “إن أعظم إنجاز للرياضيين المغاربة في القرن 13 بالإضافة إلى محافظتهم على ما أنجزه الرياضيون الأندلسيون السابقون عليهم، هو التفكير في الوضعية الأنطولوجية للأشياء الرياضية.“مقدمة كتاب”رفع الحجاب عن وجوه أعمال الحساب“، مرجع سبق ذكره، ص. 12.

[19] – محمد أبلاغ، البناء الثقافي للعلوم في مغرب القرنين 13م و14م: ابن البنا-ابن خلدون، ضمن: أعمال ندوة تاريخ العلوم في الإسلام، ج1، منشورات الرابطة المحمدية للعلماء، 2014. (81-107)، ص. 102. ولتفاصيل أكثر بخصوص هذا الموضوع يُنظر نفس المرجع، ص 92-102. ويُنظر أيضا مقدمة كتاب رفع الحجاب عن وجوه أعمال الحساب، مرجع سبق ذكره، ص. 8-9.

[20] – “حوار مع الدكتور محمد أبلاغ“، سبق ذكره.

[21] – محمد أبلاغ، تاريخ الرياضيات في المغرب الحديث (1901-1951)، ضمن: العلم والفكر العلمي بالغرب الإسلامي في العصر الوسيط، تنسيق بناصر البعزاتي، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية الرباط، ط1، 2001. ص (177-197)، ص. 177.

[22] – يُنظر مثلا: محمد أبلاغ، تاريخ الرياضيات في المغرب الوسيط المتأخر ق. 16م-20م:انقطاع أماستمرارية، مرجع سبق ذكره، ص. 4-6.

[23] – يُنظر: محمد أبلاغ، تاريخ الرياضيات في المغرب الحديث (1901-1956)، مرجع سبق ذكره، ص. 197.

[24] – يُنظر: محمد أبلاغ، قراءة لحاشية محمد بن بنيس (ت. 1798) على بغية الطلاب لابن غازي، مرجع سبق ذكره، ص. 1-5. لكن الأستاذ أبلاغ يستدرك بخصوص العمل الآخر لابن غازي، وهو بغية الطلاب في شرح منية الحساب، قائلا: “… نلاحظ بصدده أن مستواه ليس بأقل، من حيث محتواه، من الكتب الشارحة المؤلفة قبله، بل في بعض الجوانب نلاحظ بأنه تطوير لما أنجزه سابقوه. خصوصا من حيث استعماله المكثف للرموز فيما يخص خطوات حل المسائل الجبرية، وليس فقط لصياغة المعادلة“. نفس المرجع، ص. 127.

[25] – يُنظر:

  1. ABALLAGH ET A. DJEBBAR, Découverte d’un écritmathématiqued’al-Hassar (XIIe S.): Le livre I du Kamil, HISTORIA MATHEMATICA, 14 (1987), 147-158.

– هناك صيغة عربية لهذا المقال نشرت بمجلة كلية الآداب والعلوم الإنسانية بفاس، العدد 10، بعنوان: “اكتشاف السفر الأول من كتاب الكامل في صناعة العدد للحصار“. لكننا لا نعرف مدى مطابقة الصيغة العربية للصيغة الفرنسية نظرا لأنه لم يتَح لنا الاطلاع على هذه الصيغة العربية.

[26] – محمد أبلاغ، تطبيق النسبة الرياضية في علم البيان عند ابن البنا المراكشي، ضمن: آليات الاستدلال في العلم، تنسيق عبد السلام بن ميس، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية الرباط، ط1، 2000،ص (63-80)، ص. 63.

[27] – نفس المرجع، ص. 17.

[28] – نفس المرجع، ص. 7.

[29] – محمد أبلاغ، تطور آليات الاستدلال في المغرب من ابن رشد إلى ابن البنا المراكشي، ضمن: آليات الاستدلال في الفكر الإسلامي الوسيط، تنسيق سعيد البوسكلاوي وتوفيق فائزي، منشورات مركز الدراسات والبحوث الإنسانية بوجدة، 2013، ص. (461-493)، ص. 474-475.

[30] – محمد أبلاغ، ابن رشد وعقيدة المهدي بن تومرت، منشورات مؤسسة مؤمنون بلا حدود، قسم الفلسفة والعلوم الإنسانية،19 فبراير 2018. ص. 4-5.

[31] محمد أبلاغ، تطور آليات الاستدلال في المغرب من ابن رشد إلى ابن البنا المراكشي، مرجع سبق ذكره، ص. 477.

[32] – نفس المرجع، ص. 479.

[33] نفس المرجع، ص.478-479.

بخصوص نشأة علم الجبر يُنظر: رشدي راشد، رياضيات الخوارزمي تأسيس علم الجبر، ترجمة د. نقولا فارس، ط1، 2010. ص.9-80.

كما يمكن الرجوع أيضاللمرجع التالي:

Ahmed Djebbar, L’lgébre arabe genèse d’un art, Vuibert, 2005. p.19-48.

[34] – محمد أبلاغ، تطور آليات الاستدلال في المغرب من ابن رشد إلى ابن البنا، مرجع سبق ذكره، ص.484.

ويُنظر أيضا:”حوار مع الدكتور محمد أبلاغ”، مرجع سبق ذكره.

[35] – بخصوص أهمية مبحث تاريخ العلوم يُنظر: “حوار مع الدكتور محمد أبلاغ“، مرجع سبق ذكره.

[36] – محمد أبلاغ، طبيعة الفكر الرياضي الذي طوره المغاربة في القرن 14م، مرجع سبق ذكره، ص.53. يقول الأستاذ أبلاغ متحدثا عن كتاب “تلخيص أعمال الحساب”: “بينما قيمته الحقيقية لا يمكن أن تظهر إلا بربطه بسسيولوجية العلم، أي مدى تجاوبه مع المحيط السسيو ثقافي الذي أنجز في إطاره، والجديد الذي أتى به في ذلك الإطار نفسه.” محمد أبلاغ، تاريخ الرياضيات في المغرب الوسيط المتأخرق. 16م-20م:انقطاع أماستمرارية،مرجع سبق ذكره، ص. 10.

[37] – يُنظر بخصوص الشروط الواجب توفرها في الباحث في تاريخ العلوم وأهميتها:”حوار مع الدكتور محمد أبلاغ“، مرجع سبق ذكره.

[38] – يُنظر: محمد أبلاغ، بعض مظاهر مفهوم العدد في الرياضيات اليونانية وامتداداتها العربية الإسلامية، ضمن: جوانب من تطور الأفكار العلمية حتى العصر الوسيط، تنسيق عبد السلام بن ميس، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية الرباط، ط1، 2000. ص. (69-81). ص.70-75.

[39] يُنظر: نفس المرجع، ص. 77-79.

[40] نفس المرجع، ص.80.

[41] سيعترض الأستاذ أبلاغ أيضا على بعض اجتهادات محمد عابد الجابريرحمه الله، منها مثلا قراءته (الجابري) لبعض المعطيات الخاصة بكتاب ابن رشد “جوامع سياسة أفلاطون“… يُنظر بهذا الشأن: محمد أبلاغ، منزلة جوامع سياسة أفلاطون في المتن الرشدي، منشورات مؤسسة مؤمنون بلا حدود، قسم الفلسفة والعلوم الإنسانية، 09 مارس 2017. ص. 3-8.

[42] – يُنظر: محمد أبلاغ، في البناء التناسبي لمقدمة ابن خلدون، ضمن، الأبنية الفكرية في الغرب الإسلامي زمن ابن خلدون، تنسيق بناصر البعزاتي، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية الرباط، ط1، 2007. ص (35-47). ص.35-40.

[43] – محمد أبلاغ، في البناء التناسبي لمقدمة ابن خلدون، مرجع سبق ذكره، ص. 40.

[44] – يقول الأستاذ أبلاغ: “لابد من التنويه هنا باعتبار العروي لمقدمة ابن خلدون قائمة على التناسب، وهي المسألة التي ما كان لي أن أنتبه لها لولا قراءتي لكتابه مفهوم العقل. إلا أنني تمنيت لو أنه لم يربطه بابن رشد بل بعصره كما قلنا“.محمد أبلاغ، في البناء التناسبي لمقدمة ابن خلدون، ص. 41.

[45] – يُنظر مثلا: محمد أبلاغ، طبيعة الفكر الرياضي الذي طوره الرياضيون المغاربة في القرن 14م، مرجع سبق ذكره، ص. 62 وص.66. أما بخصوص عبارة ابن البنا تلك فهي مأخوذة من: محمد أبلاغ، بعض مظاهر مفهوم العدد في الرياضيات اليونانية وامتداداتها العربية الإسلامية، مرجع سبق ذكره، ص. 81. وبخصوص الأهمية الإبستمولوجية والأنطولوجية لمسألة “النسبة والتناسب”” يُنظر مثلا: “حوار مع الدكتور محمد أبلاغ“، مرجع سبق ذكره.

[46] – “حوار مع الدكتور محمد أبلاغ“، مرجع سبق ذكره.

[47] مقدمةكتاب “رفع الحجاب عن وجوه أعمال الحساب“، مرجع سبق ذكره، ص 10. للتوسع في هذا الموضوع يمكن الرجوع إلى: رشدي راشد، مفهوم العلم كظاهرة غربية وتاريخ العلم العربي، ضمن: تاريخ الرياضيات العربية بين الجبر والحساب، ترجمة د. حسين زين الدين، ط1، 1989، ص.349-376.

[48] – محمد أبلاغ، ابن رشد في مواجهة علماء المغرب للقرن 13م، ضمن: الخيال ودوره في تقدم المعرفة العلمية، تنسيق عبد السلام بن ميس، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية الرباط، 2000، ص. 61.

[49] – يشير الأستاذ أبلاغ إلى أن العلوم العقلية ستبلغ في القرن 14م من حيث الكم مبلغا مهما، وتبوأت الرياضيات مكان الصدارة من حيث الاهتمام والتأليف، يُنظر: محمد أبلاغ، البناء الثقافي للعلوم في مغرب القرنيين 13م و14م: ابن البنا-ابن خلدون، مرجع سبق ذكره، ص. 90.

[50] – يُنظر: محمد أبلاغ، ابن البنا والتجديد الفكري في مغرب القرنين 13م و14م. منشور على الموقع الإلكتروني لمركز روافد للدراسات والأبحاث في حضارة المغرب وتراث المتوسط.

ولتفاصيل أكثر يُنظر: محمد أبلاغ،ابن رشد في مواجهة علماء المغرب للقرن 13م، مرجع سبق ذكره،ص.51-61.

[51] – محمد أبلاغ، ابن رشد وعقيدة المهدي بن تومرت، مرجع سبق ذكره، ص. 6-13.

[52] – نفس المرجع، ص. 13-21.

[53] – مقدمة كتاب “رفع الحجاب عن وجوه أعمال الحساب“، مرجع سبق ذكره، ص. 8. ويُنظر أيضا، محمد أبلاغ، منزلة جوامع سياسة أفلاطون في المتن الرشدي، مرجع سبق ذكره، ص. 7، الهامش 14.

[54] – يُنظر مثلا: محمد أبلاغ، العلاّمة جمال الدين العلويأو الآفاق التي فتحتها الرشدية في تاريخ الفلسفة، نشر في جريدة الأخبار، العدد 465 الخميس 8 ماي 2014. حيث يقول الأستاذ أبلاغ متحدثا عن التجربة الدراسية لجمال الدين العلوي بفرنسا: “…وفهم أنه وراء تلك الصروح النظرية القوية والمؤثرة في تاريخ الفكر الفرنسي هناك عمل أوليضروري، لأنه هو الذي يعطي للفكر متانته وقوته وصلابته، وهو الانطلاق من العمل الفيلولوجي الرصين، والضبط التاريخي وقراءة النصوص، قبل بناء النظرية، أي أن البحث الفيلولوجي يجب أن يسبق البناء البنيوي، وأن هذا الأخير يأتي قبل التكوين والتفكيك.” نفس المرجع.

[55] – محمد أبلاغ، ابن رشد في مواجهة علماء المغرب للقرن 13م، مرجع سبق ذكره، ص. 62.

Science

ذ. عبد العزيز النقر

حاصل على شهادة الماستر في الفلسفة

باحث بمركز ابن البنا المراكشي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق