قال الإمام القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري الشافعي (ت 450هـ):
ألابس علم الفقه وهو مرامه ... شديد وفي إدراكه الكذ والكد
فتاويه ما بين المضيء طريقه ... وبين خفي في طرائقه جهد
إذا اجتهد المفتون فيه تباينوا ... فيدركه عمرو ويخطئه زيد
لقد كدني مأثوره وفروعه ... وتعليله والنقض والعكس والطرد
له شعب من كل علم تحوطه ... وما ليس منه فهو مستبعد رد
وعادته مذ لم يزل فقر أهله ... ومن كان ذا وجد فمن غيره الوجد
وأنى يكون اليسر منه وإنه ... لداع إلى الإقلال غايته الزهد
[طبقات الشافعية لابن السبكي 5/16].
قال ابن البني الجياني شاعر الموحدين في هجاء فقهاء المالكية في عصره، متقربا إلى ملوك الدولة الذين كانوا يناوئون المذهب المالكي، ويسعون في استئصال شأفته:
أهل الرياء لبستم ناموسكم *** كالذئب أدلج في الظلام العاتم
فملكتم الدنيا بمذهب مالك *** وقسمتم الأموال بابن القاسم
وركبتم شهب البغال بأشهب *** وأصبغ صبغت لكم في العالم