مركز الإمام الجنيد للدراسات والبحوث الصوفية المتخصصةدراسات عامة

رابطة أبي اسحاق بباب أيلان

ذكر ابن الزيات هذه الرابطة[1] في ترجمة رجل مجهول فقال: «سمعت محمد بن يحيى بنعلي يقول: سمعت أبا علي عمر بن عبد العزيز يقول: صليت المغرب في رابطة أبي اسحاق  التي داخل باب أيلان. فلما سلمت وقع بصري على رجل توهمت فيه أنه ولي، فأحرم للنافلة فقلت: أتنفل قدر ما يسلم، وأكلمه، فسلم قبلي، وخرج من المسجد، فسلمت وتبعته، فصعد فيدرج سطح المسجد، فقلت: قد يسر الله لي في الحديث معه على سطح في خلوة. فصعدت في الدرج، فلما علوت على السطح نظرت فلم أجد له أثرا ولا علمت أين ذهب»[2]

ويصح أن نقول عن هذا النص ما قلناه عن النص السابق:

_التزام ابن الزيات بمنهجه في الرواية.

_مستوى صوفية مراكش، وهو مستوى صوفية التشوف عموما، وتركيز المؤلف على ذكر الكرامات.

أما الرابطة المذكورة فلا نعرف شيئا عنها، إذ لم يرد ذكرها في السعادة الأبدية ولا في أعلام  عباس بن ابراهيم، ولا نعرف شخصية أبي اسحاق المنسوبة إليه؟

فهل هو أبو اسحاق ابراهيم  بن محمد السلمي البلفيقي أحد مشاهير صوفية المرية: استقدمه يوسف بن عبد المومن إلى مراكش بعد ذيوع  صيته، وبها توفي ودفن في رحبة الزرع.[3]

وإليه ينسب حي سيدي اسحاق بمراكش، إلا أنه بعيد عن باب أيلان موقع الرابطة ، وباب ايلان من الأحياء الموحدية التي أسست لتوسيع المدينة من جهة الشرق.[4]

وقريبا من باب ايلان أي بحي سيدي أيوب يقع ضريح أقدم أولياء مراكش حسب ابن الموقت المراكشي وهو أبو يعقوب أيوب بن الحسن[5].

والراجح أن رابطة باب أبي اسحاق هاته من مساجد الأحياء التي كانت تؤدى بها الأوقات (كما هو واضح من النص) والتي تميز بعضها بتوافد شخصيات صوفية مشهورة، _أحيانا كما هو الحال في هذا النص_ إلا أن وقوعها في باب ايلان ميزها من غيرها:

أ_باب ايلان تستقبل القادم من هيلاتة وأغمات (مركز صوفي)

ب_ تقع في الجانب الشرقي من مراكش المعروف بنشاطه الصوفي ودفن الأولياء والعلماء بمقبرته.

ج_ رسوخ الظاهرة  في الحي لقربه من سيدي أيوب، ورباط الغار.

هوامش

[1] مقتطف من كتاب بحوث في التصوف المغربي،32/33.

[2] التشوف، ص 300.

[3] السعادة الأبدية، 1/ 107.

[4] انظر الفصل الأول من رسالتنا الحركة الصوفية بمراكش وأثرها في الأدب.

[5] 177 _ السعادة الأبدية، 1/ 77.

Science

د. طارق العلمي

  • أستاذ باحث في الرابطة المحمدية للعلماء، متخصص في المجال الصوفي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق