مركز دراس بن إسماعيل لتقريب المذهب والعقيدة والسلوكدراسات عامة

حياة الشيخ الإمام أبي الشتاء الغازي الحسيني(13)

د/عبد السلام اجميلي الحسني

من علماء القرويين

– تدريسه:

عرف العالم العلامة أبو الشتاء الصنهاجي الغازي الحسيني بشغفه بالعلم وتحصيله ، فهو شغله الشاغل كما أخبرني ابنه سيدي أحمد الغازي الحسيني، فلم يذهب علم أبي الشتاء بل انتفع ونفع حتى سارت الأسرة عالمة وكذلك طلابه المتوزعون في المغرب، وقد عين سيدي أبو الشتاء الصنهاجي الغازي الحسيني مدرسا بجامع القرويين، في الطبقة الثانية كما أخبرني به ابنه بظهير شريف أصدره جلالة الملك محمد الخامس، طيب الله ثراه، بعد تأسيس المجلس العلمي لجامع القرويين، قال العلامة محمد ابن محمد المرير، عندما تطرق لحياة شيخه في كتابه النعيم المقيم: “ولم يزل شيخنا ابن الجيلالي المذكور،  محافظا على همته العالية وجلالته، مقبلا على شؤونه في دراسته وإفادته موثرا الانفراد، إلى أن حظيت بخطبته رئاسة المجلس العلمي بالقرويين، لا عن رغبة منه فيها، ولكن ساقه إليها تفرده باستحقاقه، وتعيينه عليه بين رفاقه، لإجماع الكل على انفراده في المقام، واتفاق الخاصة والعامة أنه إمام العلماء الأعلام، فقدم لذلك، ولسان حاله يقول: مكره أخاك لا بطل”([1]). وفيه بيان الخطط التي يقوم بها نظام التدريس([2])، وبيان المواد التي تقرأ إذ ذلك، ولفظه: “الحمد لله، محب جانبنا الشريف، رئيس المجلس العلمي بالقرويين، الفقيه السيد أحمد بن الجيلالي سددك الله، وسلام عليك ورحمة الله، وبعد:

فقد اقتضى نظرنا الشريف، تحسين حالة التعليم بالقرويين، بعد اتفاقنا مع المقيم العام، واستشارتنا مع اللجنة المعينة لذلك من جانبنا العلمي بالله تعالى، بأن عينا مدرسين من جميع طبقات علمائنا، للقيام بالتدريس على كيفية ناجحة بحول الله وقوته، وتصلك قائمة بأسماء المعينين لذلك لتخبرهم بما ذكر، وقد أمرنا بتنفيذ شطر الرواتب من أول المحرم الآتي ولاء، الموافق يونيه العجمي سنة 1930م إلى تمام سبعة أشهر، ثم بعد ذلك يتمم لكل راتبه، أما كيفية التدريس والنظام في الأوقات، فبعد قفول جانبنا السعيد من وجهتنا المباركة يوافيكم ذلك، أما الآن فيبقى التدريس على حاله وقد عينا لمراقبة التدريس، الطالب العربي الحريشي، ويعلم الله تعالى أن قصدنا هو نشر العلم وبثه، وإعانة تلك الطائفة المؤمنة على حمل الشريعة.

وفق الله الجميع والسلام، في 26 حجة عام 1348هـ ([3]) ثم ذكر العلماء المدرسين المعينين حسب الطبقات، ثم قال: ولا بأس بنشر أسماء أولئك العلماء وطبقاتهم إحياء لذكر من مات، وبيانا لمنزلة من بقي منهم في ذلك النظام، إذ في تلك اللائحة من هو من أشياخنا وهي هذه:

الطبقة الأولى([4]):

 *الفقيه مولاي عبد الله الفضيلي.

 *الفقيه السيد الراضي السناني.

 *الفقيه مولاي علي الدرقاوي

 *الفقيه السيد محمد بن أحمد بن الحاج

 *الفقيه السيد عبد الحي الكتاني

 *الفقيه السيد أحمد الشامي

 *الفقيه السيد الحسين بن الوليد العراقي

 *الفقيه السيد إدريس الوزاني

الطبقة الثانية:

 *الفقيه السيد أبو الشتاء الصنهاجي

 *الفقيه السيد إدريس المراكشي

 *الفقيه السيد امحمد بن كبور بن الحاج

 *الفقيه السيد محمد بن إبراهيم الدكالي

 *الفقيه السيد محمد العلمي

 *الفقيه السيد العباس بناني

 *الفقيه السيد الطائع بن الحاج

 *الفقيه السيد عبد العزيز بن الخياط

 * الفقيه السيد أحمد الشرادي

 *الفقيه السيد أحمد مزور

 *الفقيه السيد العباس المسطاوي

 *الفقيه السيد محمد بن محمد بن القادر بن سودة.

الطبقة الثالثة: 

 *الفقيه السيد محمد بن عبد الرحمن العراقي

 *الفقيه السيد أحمد بن محمد القادري

 *الفقيه السيد الحسن محمد أشرقي

 *الفقيه السيد محمد بن سليمان العلوي

 *الفقيه السيد محمد بن سودة

 *الفقيه السيد الحسن بن عمر العلوي

 *الفقيه السيد محمد بن إدريس الشامي

 *الفقيه السيد الحسن بن التاودي بن سودة

 *الفقيه السيد الطالب بن سودة

 *الفقيه السيد عبد القادر البردعي([5]).

وقد تميز أبو الشتاء عن أقرانه في التدريس بجامع القرويين بقوة الملكة والتحقيق كما يقول شيخنا سيدي الطيب برادة، وكان طلابه مثال الثناء عليه في الدرس ويتعطرون بالثناء عليه، واستفادوا منه كثيرا  بجامع القرويين وغيره من المساجد، لأنه كان إذا افتتح درسا يلازمونه، وكان في مسجد سيدي طلوق الموجود بمدرسة السفارين يفتتح درسه في الساعة السابعة إلى الثامنة، ثم بعد ذلك ينصرف الطلاب إلى الدراسة النظامية بجامع القرويين.

وأخبرني ابنه شيخي سيدي أحمد الغازي الحسيني أن أبا الشتاء ذات يوم مرض بالحمى فتغيب عن الدرس بجامع القرويين وتفرق الطلبة، لكن بعض المدرسين بجامع القرويين جلس في محله مع عدد يسير من الطلبة، وبعد شفاء والده أخبر الطلاب بأنه سيحضر في الدرس اليوم الفلاني فرجع طلبته الكثيرون إلى محل إقامة الدرس وذهب الفقيه الآخر إلى محل آخر.

وكان أحد طلابه ينشد ويقول:

وكل ريفي وجبلي يجي                     لا يقصد إلا الإمام الصنهجي

 وقال لي تلميذه العلامة النحوي شيخنا سيدي عبد الحي العمري، كنا ندرس على أبي الشتاء التحفة وأحد الطلاب يدعى بأحمد القيسي كان يسرد في الدرس التحفة وبيت للمعري في شرح التحفة، فلما وصل إليه السارد قال: رضي الله عنه، فأسكته أبو الشتاء، وقال له ما هو إلا شاعر لا تقل رضي الله عنه.

 

 

الهوامش:

 


 -[1]كتاب النعيم المقيم لمحمد بن محمد المرير 4/25.

[2]– ينظر النصوص القانونية المنظمة للدراسة في القرويين ظهير 1348هـ، 1930م الصادر بتحسين الدراسة بالقرويين وتعيين المدرسين في كل طبقة، كتاب الدراسة بجامع القرويين ص59ط 1412هـ/1992م.

 -[3]سجل هذا الظهير الشريف، بقسم المعارف الإسلامية، من وزارة العدلية الشريفة، في 29 ذي حجة الحرام عام 1348هـ الموافق 28 ماي سنة 1930م، محمد الرندة كان الله  له صح منه، وصح أيضا من سلسلة نسمات حياة أعلام علماء وقضاة صلحاء رأس ورغة ص 57.

[4]– انظر أيضا كتاب الدراسة بجامع القرويين ص 61 ط 1412/1992م.

 -[5]كتاب النعيم المقيم 4/25-26.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق