مركز الدراسات القرآنيةأخبار متنوعة

تقرير حول مناقشة أطروحة دكتوراه

نوقِشَت صبيحة يوم الإثنين 27 نونبر 2023م، بجامعة محمد الخامس ـ كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، أطروحة دكتوراه في الدراسات الإسلامية، تقدّم بها الباحث يحيى الربيعي، تحت إشراف فضيلة الأستاذ الدكتور صالح زارة أستاذ التعليم العالي بجامعة محمد الخامس/الرباط، بعنوان: « التراث التفسيري للقرآن الكريم في الدراسات الغربية المعاصرة أعمال كلود جيليو (Claude GILLIOT) أُنموذجا -دراسة نقدية- »، وتكوّنت لجنة المناقشة من السادة الأساتذة الأفاضل:

الدكتور أحمد البوكيلي، رئيس شعبة الدراسات الإسلامية ـ رئيسا ومقررا.

الدكتور صالح زارة أستاذ التعليم العالي بجامعة محمد الخامس مشرفا.

الدكتورة رشيدة بوخبرة ـ أستاذة التعليم العالي مؤهل بالمدرسة العليا للتربية والتكوين بجامعة ابن طفيل ـ مقررا.

الدكتور عبد الرحمان نباتة ـ أستاذ التعليم العالي بجامعة محمد الخامس ـ مقررا.

وبعد العرض والمناقشة والمداولة مُنِح الطالب الباحث درجة الدكتوراه في الدراسات الإسلامية بميزة مشرف جدا مع تنويه اللجنة والتوصية بالطبع.

وفيما يأتي مُلَخَّص ما جاء في التقرير الذي قدمه الطالب بَيْن يَدَيْ اللجنة العلمية:

الحمد لله، والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وآله وصحبه، وبعد؛ ((رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِيَ أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي)).

بداية أتقدم بالشكر الجزيل، والثناء الجميل، للسادة الأساتذة الفضلاء: سيدي رئيس اللجنة العلمية المناقشة؛ فضيلة الدكتور الشريف المفكّر مولاي أحمد البوكيلي، رئيس شعبة الدراسات الإسلامية، وأستاذي المشرف على بحثي في الدكتوراه العالم الجليل فضيلة الأستاذ الدكتور صالح زارة حفظه الله ورعاه، وأستاذتي الجليلة العالمة؛ الدكتورة رشيدة بوخبرة، وأستاذي الجليل، فضيلة الدكتور عبد الرحمان نباتة، أستاذ اللغة العربية وآدابها بكليتنا العتيدة، المتخصص في الأدب المغربي.

وليسمح لي سيدي رئيس اللجنة، أن أشكر الحضور الكرام، وفي مُقدّمتهم والديَّ الكريمين، – حفظهما الله ومتعهما بالصحة والعافية وجزاهما عنّي كل خير-، وأنا أفخَر بحضورهما في هذا اليوم المميّز، راجيا أن أحوز رضاهما.

وأشكرُ مَن حضر مِن أساتذتي الأجلاء وأصدقائي الأعزاء، ومن عائلتي، وأصهاري، وطبعا، أشكر زوجتي الغالية على صبرها وسندها المعنوي، وابنيّ: عبد الرحمن ولقمان – أصلحهما الله-.

أما بعد؛

فقد يسّر الله تعالى لي، بفضله، ثم بفضل توجيهات الأستاذ المشرف، إنجاز هذه الأطروحة الموسومة: “التراث التفسيري للقرآن الكريم في الدراسات الغربية المعاصرة أعمال كلود جيليو (Claude GILLIOT) أُنموذجا -دراسة نقدية-“.

ولمّا كان السؤال الإشكالي الذي صُغته في المقدمة يسعى إلى معرفة الأسس والمرتكزات المنهجية والمعرفية التي تقوم عليها الدراسات الغربية المعاصرة للتراث التفسيري للقرآن الكريم، وحدود تماسكِ هذه المرتكزات، استنادا إلى أنموذج أعمال كلود جيليو في هذا المجال، تعيّن انتهاج طريقة  استقرائية؛ تنطلق من العام إلى الخاص؛ فخُصص الباب الأول، في فصله الأول، في مبحثه الأول، لتبيُّن مفهوم التراث التفسيري، سواء باعتبار الإفراد أو باعتبار تركيبه الوصفي، ومن حيث اللغةُ والاصطلاح، وكذا من حيث علاقتُهما النسقية بمفاهيم أخرى مُقاربَةٍ لهما؛ للخلوص، بعد ذلك، إلى تحديدٍ جامعٍ ودقيق نسبيا لمعناه.

فتمَّ فيه تعريف المُفردة الأولى وهي “التراث” من حيث اللغة، ثم من حيث الاصطلاح، ثم بعد ذلك، بيانُ العلاقة بينها وبين مصطلحين لهما معان مُقارِبة؛ أحدهما استُعمل عند المتقدمين وهو: “الآثار”، والآخر يُستعمل في المجال الأكاديمي عند فئة من المعاصرين وهو: “التقليد العلمي” (أو التقاليد العلمية).

والأمر نفسه بالنسبة لمفردة “التفسير“؛ وقد بيّنتُ علاقته بمصطلحين يتداخلان ويتقاطعان معه في بعض الجوانب؛ أولهما “التأويل” نظرا لمركزيته في حقل التراث التفسيري قديما وحديثا، وأيضا اعتبارا لحضوره بكثرة في الكتابات الأكاديمية الحديثة والمعاصرة، وأخذه أبعادا جديدة ترتبط بالحقل الفلسفي واللساني والصوفي. وثانيهما “علوم القرآن” كونها تلتقي مع التفسير باعتباره عِلما.

أما المبحث الثاني، فيُقدّم نُبذة مقتضبة ومجملة عن مختلِف اتجاهات دراسة التراث التفسيري قديما وحديثا؛ بعد استقراء لإنتاجات المتقدمين والمتأخرين، وتصنيفها وَفق الإطار الفكري والعلمي العام الذي يحكمها، ويعكس اهتمامات أصحابها. والغرضُ بيانُ غِنى هذا التراث وتنوعه وضخامته، وأيضا بيانُ ما له من أهمية مركزية في تاريخ الأمة الإسلامية.

وأما الفصل الثاني منه، فيُعنى، في مبحثه الأول، ببيان أهمّ خصائص الدراسات الغربية المعاصرة للتراث التفسيري،- بعد الإشارة إلى أن الكلام ينصرف فيه إلى صنف معيّن من الدراسات الغربية المعاصرة وهي تلك التي افتقرت إلى الموضوعية وتميّزت بتحاملها على الإسلام وتراثه-، مع تقديم أمثلة ونماذج لكل خصيصة على حدة.

أما في المبحث الثاني من الفصل نفسه، فقد سعى البحث إلى تتبع ورصد أبرز النماذج المعاصرة من أعمال ودراسات الباحثين الغربيين المعاصرين الذين عُنوا بالتراث التفسيري – بمفهومه الأوسع- في أربعة مجالات؛ وهي: أولا: دراسات في تحقيق وفهرسة المخطوطات، ثانياً: دراسات في تاريخ القرآن الكريم، ثالثاً: دراسات في ترجمة القرآن الكريم، رابعاً: دراسات في التفاسير والمفسرين؛

في حين خُصص الباب الثاني لدراسة نقدية لأبرز أعمال كلود جيليو؛ فتم، في فصله الأول، إعطاء نبذة عن المسار العلمي لكلود جيليو “المُستشرق”، مع جردٍ لأبرز أعماله عن التراث التفسيري للقرآن الكريم والتعليق على بعضها بإيجاز (المبحث الأول). ثم الحديث، بعد ذلك، عن البناء النظري في تلك الأعمال؛ أي الأفكار المركزية التي يُدافع عنها، وأيضا استثماره للمناهج العلمية (المبحث الثاني).

لنصل، في الفصل الثاني، إلى آخر المحطات؛ التي تطرّق البحث فيها إلى أبرز الموضوعات المتضمنة في أعمال كلود جيليو إجمالا؛ مع التركيز على ثلاثة موضوعات أساسية، مثلت مباحثه، وهي: أولا: “التفسير والأحرف السبعة” بما هو مُرتبط بالإعجاز اللغوي للقرآن الكريم، ثانيا: “التفسير وعلم الكلام“، انطلاقا مما أسماه كلود جيليو كفاح أو معركة الطبري من أجل العقيدة التقليدية “الأرثذوكسية” (أهل السنة). ثالثا: “التفسير والقراءة الآرامية-السريانية“.

وبعد استعراض آراء المستشرق الفرنسي كلود جيليو، خلصت الأطروحة إلى عدة نتائج واستنتاجات.

وقد اختتم التقرير بعرض لأهم نتائج البحث التي خلص إليها الباحث في هذه الرحلة العلمية.

Science

د. رضوان غزالي

باحث بمركز الدراسات القرآنية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق