الرابطة المحمدية للعلماء

إصدار جديد لباحثين إيطاليين بعنوان “المغرب، مملكة الحوار”

“المغرب، مملكة الحوار”، هو عنوان مؤلف جماعي لثلة من الجامعيين والباحثين الإيطاليين في العلوم الإنسانية، تم تقديمه خلال لقاء نظم بالجامعة الدولية المرموقة للدراسات الاجتماعية أخيرا بروما.

حسب مؤلفيه يروم الكتاب، الذي يقع في 311 صفحة من القطع المتوسط، المساهمة في سد الفراغ المسجل في مجال المؤلفات باللغة الإيطالية حول العالم العربي بصفة عامة، والمغرب بصفة خاصة باعتباره، “البلد النشيط بالمنطقة المتوسطية، الغني بتقاليده وتاريخه العريق”.

وقالت إيفا فوستل، من معهد الدراسات السياسية (إس بيو في) منسقة أعمال البحث، الذي أنجز بتعاون مع جامعة ابن زهر بأكادير، أن المؤلف “يتوخى أيضا تقديم تحليل معمق ومنسجم لمسلسل الإصلاحات الديمقراطية التي باشرها المغرب منذ عدة عقود”.

وأضافت أنه من خلال هذا الكتاب، الذي يتميز بمقاربة متعددة الأبعاد، أبرز فريق الباحثين الدينامية التي شهدها المغرب على المستوى الداخلي والتي أفضت إلى هذا المسلسل، وانعكاساته في سياق دولي، ولاسيما عبر تحليل عناصر الاستمرارية والتغيير.

وسجلت أن “الهدف يتمثل في توفير مفتاح للقراءة التاريخية والقانونية والسياسية والسوسيواقتصادية للبلاد، التي تظل، في نظرنا، أساسية لتحليل وفهم الأحداث الأخيرة والتطورات المستقبلية”، مذكرة بأن “هذا الإصدار يعد ثمرة سنتين من الأبحاث والاتصالات مع جامعيين ومسؤولين وفاعلين من المجتمع المدني”.

وبالإضافة إلى المدخل والمقدمة، يضم مؤلف “المغرب، مملكة الحوار”، الصادر عن “منشورات بوردو” ستة أجزاء تعالج مواضيع متنوعة.

ويبرز الفصل الأول “الدستور الجديد للمغرب” لكارميلا ديكارو بونيلا، المستجدات التي جاء بها الدستور الجديد في مجال حقوق الإنسان وتنظيم السلطات، وبصفة عامة “الثقافة الهوياتية” للمملكة، بدون القطع مع “تقليد أصيل”.

وبعدما تناولت حصيلة حياة 50 سنة منذ دستور 1962، قدمت الجامعية المستجدات الرئيسية لدستور 2011، الذي قدم “إجابات على قضايا تم طرحها منذ مدة طويلة”، تهم النظام السياسي والإطار المؤسساتي والمشاركة والاندماج الاجتماعي، والتنظيم الترابي والتنمية الاقتصادية للمغرب.

ويعالج فرانسيسكو أنغيلون في الفصل الثاني، “تحدي الإصلاحات السياسية المغربية” حيث تناول تفرد النظام السياسي للمملكة ونتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة.

وفي الفصل الثالث المعنون بـ”المغرب في العلاقات الدولية: فرضية قراءة” يحلل ماتيو بيزيغالو الملامح الرئيسية للسياسة الخارجية منذ الاستقلال، مبرزا العناصر التي تشكل استمرارية هذه السياسة وخصوصا الدور الأساسي الذي تم لعبه خلال السنوات الأخيرة، من أجل النهوض بثقافة الحوار والوساطة الدبلوماسية.

وشكلت الجهوية المتقدمة موضوع تحليل لبير لويغي بلفيسي في الفصل الرابع الذي يقدم فيه الكاتب رؤيته لاقتصاد المغرب من زوايا مختلفة ومنها التركيبة الداخلية والتموقع في المنطقة المتوسطية وآفاق الاندماج داخل منطقة شمال إفريقيا وأوروبا.

ويتناول الفصل الأخير من المؤلف والذي اختارت له مؤلفته فرانسيسكا ماريا كوراو عنوان “مغرب القرن 21 ومسألة تحرر المرأة”، بالخصوص تطور وضع المرأة المغربية خلال العقود الأخيرة حيث أضحت تضطلع بدور رئيسي يتنامى باستمرار في العلاقة مع تطور المجتمع المغربي.

وتميزت جلسة تقديم هذا الكتاب بحضور سفير المغرب بإيطاليا، حسن أبو أيوب، ودبلوماسيين وجامعيين وباحثين في العلوم الإنسانية وممثلين عن عالم النشر إضافة إلى حشد من الطلبة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق