مركز ابن القطان للدراسات والأبحاث في الحديث الشريف والسيرة العطرةغير مصنف

مُسْنِد سُوس القَّاضِي أَبُو زَيْد عبْد الرَّحمَن التَّمَنَارْتِي- 1060هـ وجُهُوده في الحَديث

 

 

 

الباحث: د.محمد بن علي اليــولو الجزولي

مقدمة: 

      الحمد لله الذي قَيَّض للإسناد رجالا يذُودون عنه تأويل الجاهلين، وينفُون عنه بَهْرج وزيف المبْطِلين، فأحيوا بمجالسهم منار الدين ، وألحقوا الأحفاد بالأجداد، مُتجشِّمين في ذلك السفر لكل ناد، بعد دُروس معالم الرواية والإسناد، والصلاة والسلام على صاحب اللواء والكتاب، الذي أحيا الله به السنة في الصدور والطُّرُوس، فخضع لحكمها كل رئيس ومرؤوس.

      وبعد؛ فلما كان الإسناد من الدين، وطلبه غاية يسعى إليها كل صاحب فضل ودين، انْبَرى لذلك من الأعلام الفضلاء، والأئمة النجباء، نجم سما في القطر السوسي ذكره، وتقدم في ميدان الأسانيد جواده، شيخ مشايخ سوس، عالم تارودانت ومفتيها، الذي أعلى الله به منار العلم والرواية في القطر السوسي، ألا وهو: الإمام أبو زيد عبد الرحمان بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن محمد بن أحمد، التمنارتي، المعافري الجزولي (1060هـ)، مجدد رسوم الأسانيد في القرن الحادي عشر الهجري بعد وشوك اندراسها، ومُجَلِّي معالم الرواية بعد اقتراب أُفُولها، فَسَمِع وأَسْمَع، وحدث وأجَاز، وانتقل من ناد إلى ناد، حُبٍّا في الرواية ونيل الدراية، فسطع في سماء الحديث نجمه، وعلا في ميدان الأسانيد سهمه، كأني به في جِدِّه واجتهاده متمثلا قول المتنبي:

وَإِذا كَانت النُّفوسُ كِبارا *** تَعِبتْ فِي مُرَادِها الأَجْسَامُ[1] 

      ولما كان لهذا العالم كل هذا الشُّفوف، وبلغ مرتبة دونها الحُتوف، أحببت أن أسطر في حقه كلمات أبين فيها علو مقامه، فجاء هذا المقال يمشي على استحياء ، رغم التقصير وقلة البضاعة فكيف بالحصى أمام شمِّ الجبال؟ غير أني أرجو التوفيق لالتقاط بعض درر بحره العميق، ومقامه العالي الأنيق متمثلا قوله سبحانه وتعالى:  ﴿فإن لم يصبها وابل فطل والله بما تعملون بصير﴾[2]، فجاء هذا المقال بفضل الله وشكره في مبحثين:

 المبحث الأول: وفيه حديث عن حياة التمنارتي: وتندرج تحته تسعة مطالب، تناولت فيها: اسمه، ونسبه، وكنيته، وأسرته، ونشأته، وطلبه للعلم، وشيوخه، وأشهر تلاميذه، وآثاره العلمية، ووظائفه، ورباطه وجهاده، ومحنته، ووفاته.

المبحث الثاني: وفيه حديث عن جهود التمنارتي في الحديث: وفيه أربعة مطالب، تناولت فيها: أسانيده إلى الموطأ، أسانيده إلى الجامع الصحيح للبخاري، أسانيده إلى صحيح مسلم، أسانيده إلى باقي الكتب والأجزاء الحديثية.

      وهذا أوان الشروع في المقصود، فأقول وبالله التوفيق:

المبحث الأول: حياة المؤلف:

المطلب الأول: اسمه، ونسبه، وكنيته.

       هو العلامة القاضي المحدث المؤرخ الأديب مسند سوس أبو زيد عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن محمد بن أحمد المعافري الجزولي التمنارتي[3] الروداني[4] منزلا، ويُرفع نسبه إلى أبي بكر ابن العربي المعافري الأندلسي، فيقال لهم : المعافرة، ونزل أجداد التمنارتي المعافرة القطر السوسي بتمنارت أوائل القرن الخامس الهجري، واستقروا بها[5]، واشتهر من أبناء هذه المنطقة: عبد الله بن ياسين التمنارتي الجزولي[6] واضع أسس دولة المرابطين، ومحمد بن إبراهيم التمنارتي أحد كبار متصوفة سوس في القرن العاشر الهجري[7].

المطلب الثاني: مولده:

      ولد العلامة التمنارتي ببلدة تمنارت[8] بالجنوب المغربي سوس، ولم تذكر المصادر التاريخية سنة مولده، لكن ضبط سنة مولده أستاذي اليزيد الراضي في حدود سنة 974هـ[9].

المطلب الثاني: أسرته ونشأته وطلبه للعلم. 

       ينتمي المترجم له إلى أسرة مشهورة بالعلم والصلاح والديانة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالقطر السوسي، وهي الأسرة التَّمَنَارْتِيَّة، التي يبلغ أَفْذَادُها من العلماء اثنين وأربعين عالما[10]، أبرزهم جده الثالث: محمد بن أحمد التمنارتي المعافري، اشتهر بالعلم والصلاح، وقبره مَزَارة مشهورة بتمنارت[11]، ووالده: محمد بن أحمد بن إبراهيم التمنارتي المعافري اشتهر بالزهد والتربية، ومصاحبة الأتقياء والصلحاء المشهورين بالتربية بالقطر السوسي كالشيخ سيدي أحمد بن موسى التزروالتي، والشيخ المربي سيدي محمد بن إبراهيم التمنارتي، والشيخ المربي سيدي أحمد السائح الحاحي، والشيخ المربي سيدي محمد بن وِيسْعدَن السَّكْتَاني[12]، وفي أحضان هذه الأسرة المباركة نشأ التمنارتي تحت رعاية والده الذي أنشأه نشأة صالحة، ورسم له سبيل طلب العلم منذ سنِّ السابعة من عمره.

المطلب الثالث :شيوخه:

      أخذ العلامة المحدث أبو زيد التمنارتي العلم عن شيوخ أعلام كُثْر[13]، وحفاظ أثبات، استوطنوا تارودانت، فمنهم المربي الكبير، والمحدث الراوية، والأديب الأريب، والأصولي البارع، والفقيه المتفنن، وعكف على حضور مجالس العلماء، والجلوس بين أيدي المشايخ الكبار، والأخذ منهم، حتى تضلع في مختلف العلوم الدينية واللغوية، وتلقى تكويناً علمياً رصيناً على يد هؤلاء الأساتذة الأفذاذ، ترجم لهم في ثبته الموسوم بـ” الفوائد الجمة في إسناد علوم الأمة“، ولم يُشبع أبو زيد نُهمته بما حَصَّل عن شيوخه بتارودانت، بل رحل إلى بعضهم[14]، ورَاسَل البعض الآخر من أهل المشرق الوافدين على المغرب[15]، ومن أهل السودان[16]، فسخر الله له سبحانه وتعالى شيوخا أجلاء استفاد منهم وأفاد.

وإِذا سَخَّر الإِله أُناساً *** لِسَعيدٍ فإنهَّم سُعَداءُ[17] 

      وأقتصر هنا بذكر أشهرهم، خاصة من أفاده في علم الحديث والرواية دون غيرهم:

1.     الإمام الخطيب المحدث أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد الملقب بابن الوَقَّاد التلْمسَاني الجزائري نزيل تارودانت (1001ه‍): أصله من تلمسان بالجزائر بها نشأ، ثم انتقل بأمر من سلاطين الدولة السعدية إلى السوس الأقصى، فنزل مدينة تارودانت قاضيا، وخطيبا، ومفتيا، ومحدثا بالجامع الكبير ، أخذ عنه التمنارتي الحديث وعلومه، ومن طريقه يروي البخاري، قال تلميذه التمنارتي في فوائده :”وهو أول من قرأ بها ” الجامع الصحيح” للإمام البخاري قراءة ضبط و إتقان…مواظبا على التدريس، والتفسير، والحديث بالجامع المذكور…سمعت منه صحيح البخاري مرارا عديدة بتمامه”[18]، لازمه التمنارتي عشر سنوات[19].

2.     الفقيه العلامة القاضي سعيد بن علي الهُوزالي السوسي (1001هـ)[20]، قاضي الجماعة بتارودانت.

3.     الفقيه العلامة القاضي أبو عثمان سعيد بن عبد الله السَّملالي الجزولي السوسي (1007هـ) [21].

4.     الفقيه الأديب أبو عبد الله محمد بن علي الهُوزالي السوسي الملقب بالنابغة (1012هـ) [22]: من أعلام الدولة السعدية، وشعرائها الكبار بمراكش، قرأ عليه التمنارتي البخاري، وأجازه في جميع أسانيده[23]

5.     المحدث المربي أبو محمد عبد الله بن سعيد بن عبد المنعم الحاحي الزْدَاغِي (1012هـ) [24]: رحل إليه التمنارتي إلى زاويته بإدَاوْزدَاغ بتمنار منطقة حاحة، وحضر مجلسا واحدا معه.

6.     العلامة الفقيه أبو عبد الله محمد بن مبارك التِّيوتِي الملقب بأَشْخَنْ السوسي (1015هـ)[25]: حضر مجالسه في علم الحديث، وختم عليه ألفية العراقي في الحديث[26].

7.     العلامة المربي أبو محمد عبد الله بن المبارك الأقَّاوي السوسي(1015هـ) [27]: من أعلام الدولة السعدية، وأوتادها بسوس، رحل إليه التمنارتي إلى بلدته أقا بطاطا سنة خمس وعشرة  وألف، ولازمه سنة كاملة  فقرأ عليه كتاب: “الأنوار السنية اختصار صحيح الآثار[28] للإمام ابن جزي، وقرأ عليه كتاب: “الشفا” للإمام أبي الفضل عياض السبتي اليحصبي، وغيرها من الكتب[29].

8.     المحدث المربي  الأمير أبو زكرياء يحيى بن عبد الله بن سعيد بن عبد المنعم الحاحي الزداغي (1035هـ) [30]: رحل إليه التمنارتي سنة سبع عشرة وألف إلى زاويته بإداوزداغ بتمنار منطقة حاحة، وأجازه في جميع أسانيده إلى الموطأ[31]، والصحيحين،[32] وقرأ عليه “الأربعين النووية“، و”الأربعين الإبريزية” التي غالب رواتها أهل البيت، ثم تابع المسير إليه في عدة من السنين يلازمه برسم القراءة عليه في ” صحيح البخاري” بتمامه كل سنة في رمضان[33].

9.     الفقيه المحدث أبو العباس أحمد بن أَقِّيت الصنهاجي التنبكتي (1036هـ) [34]: من أعلام الدولة السعدية بمراكش، أجازه مراسلة في جميع أسانيده إلى الموطأ[35]، والصحيحين[36].

10.العلامة الفقيه أبو عبد الله محمد بن عبد الله التمنارتي الجزولي السوسي (1039هـ) [37]: أخذ عنه الحديث، وأجازه بسند عال في حديث المصافحة[38]، وحديث المسلسل بالأولية[39]، وحديث الضيافة[40].

11.العلامة المحدث أبو زيد عبد الرحمن بن محمد ابن الوَقَّاد التلمساني (1057هـ) [41]: أجازه في جميع أسانيده إلى الموطأ[42]، والصحيحين[43].

12.العلامة الفقيه أبو مهدي عيسى بن عبد الرحمن السَّكْتَاني السوسي(1062هـ) [44]: من أعلام الدولة السعدية بسوس ومراكش، أجازه في جميع أسانيده إلى صحيح مسلم[45] سنة خمس وألف لما كان قاضيا للجماعة بتارودانت قبل رحيله إلى مراكش.

المطلب الرابع:أشهر تلاميذه. 

       بعدما امتلأت أَوْطَابُه[46] رحمه الله، وتفتقت أنوار مداركه، تصدر لمهمة التدريس وإفادة طلاب العلم، فكان مقصدا للطلاب من مختلف الجهات، واتخذ الجامع الكبير بتارودانت مقراً لحلقاته العلمية التي كان يحضرها نجباء الطلبة، وفطاحل الفقهاء والعلماء، وكانت دروسه في غاية الجودة والإفادة، ويتجلى ذلك من خلال المستوى العالي للمواد التي كان يُدَرِّسُها من: عقائد، وتفسير، وحديث، وفقه، وأصول[47]، وقد تتلمذ عليه عدد من العلماء أشهرهم: 

1.     العلامة محمد بن إبراهيم الصَّوابي (كان حيا سنة 1071)[48].

2.     العلامة أبو عبد الله محمد بن سعيد المرغِيتي السوسي نزيل مراكش (1090هـ) [49].

3.     العلامة  أبو علي الحسن بن مسعود اليُوسِي (1102هـ) [50].

4.     ولداه: أحمد ، ومحمد [51].

المطلب الخامس:  آثاره العلمية. 

       خلف التمنارتي آثارا علمية لم يعرف منها ـ في حدود علمي ـ سوى:

1.     الفوائد الجمة في إسناد علوم الأمة[52]: وهو ثبت جامع لأسانيده، وإجازاته العلمية، ترجم فيه لشيوخه في العلم، والمصنفات التي سمعها منهم، وأقراها عليهم،  ويعد أهم مؤلفاته على الإطلاق،  وبه  اشتهر. 

2.     شرح لامية الزواوي الجزائري في التوحيد المعروفة بـ” كفاية المريد في علم التوحيد”، و” اللامية الجزائرية” و“المنظومة الجزائرية” للإمام أحمد بن عبد الله الزواوي الجزائري (884هـ)، تبلغ أبياتها ثلاثمائة واثنين وستين بيتا. [53] 

3.     ديوانه الشعري:جمعه ابنه محمد كما ذكر العلامة محمد المنوني. [54]

4.     أجوبة فقهية:  ذكرها له العلامة محمد المختار السوسي ضمن مصنفاته. [55]

5.     تهذيب كتاب:”النور الباهر في نصرة الدين الطاهر” ليوسف بن عبد الله الإسلامي، وهو يهودي أسلم بتارودانت عام 1020هـ[56]، ذكره العلامة محمد المختار السوسي ضمن مصنفاته. [57]

6.     كناشة: ذكرها له الإفراني، واعتمدها ضمن مصادره في الصفوة. [58]

7.    إجازة  في أسانيده ومصنفاته: لجميع الطلبة الذين حضروا درسه الحديثي بتارودانت بالجامع الكبير بتاريخ 28 رمضان 1036 هجرية،  ومن بينهم ولداه محمد وأحمد[59].

المطلب السادس : وظائفه:

       لقد كان  للتكوين العلمي الدقيق الذي استقاه العلامة التمنارتي من شيوخه الكبار، الأثر البالغ لتوسع مداركه في مجالات شتى من: علوم العقائد، والتفسير، والقراءات، والرسم، والحديث ومصطلحه، والفقه، والأصول، والسيرة، والنحو، والبلاغة، والعروض، والفلك والحساب، والمنطق، والتصوف ، وهذا النبوغ العلمي المبكر أهله ليتقلد وظائف شتى بمدينة تارودانت ، والتي تتركز غالبا على: الإمامة والخطابة، والتدريس، والفتيا، والقضاء.

أولا: ولايته  لِخطة قضاء الجماعة بتارودانت:

      تولى العلامة التمنارتي رحمه الله قضاء الجماعة بتارودانت حوالي ثلث قرن، في ظل ثلاثة  أمراء: الأمير يحيى الحاحي السوسي، والأمير أبي حَسُّون السملالي السوسي الملقب ببُودمِيعَة، والأمير أحمد بن عبد الله الحاحي، وهي مدة عرف فيها التمنارتي بعدله وصلاحه، وضُرب به المثل في الاستقامة والتزام العدل في أحكامه.   

      ويتحدث التمنارتي عن  توليته خطة القضاء في مدة حكم شيخه يحيى الحاحي لتارودانت قائلا:” ولما تم له أمر السوس قدمني لقضائها، فوجدت قاعدتها تارودانت قد دثرت محاسنها، معكوسة الرجاء من سائر الأرجاء، معطلة الأحباس عن سائر الأجناس، وقد كسد بها سوق العلم والفضل، ونفق سوق الغي والجهل، وسعيت في رم  داثرها، وأعملت وجوه التصرف في  تعمير غامرها، حتى بهج  جمالها، وعاد إليها  كمالها، وصلت وظائفها الدينية إلى قبلتها، واستقرت مرافقها على منصتها، وأشرق بها وجه الدين، وتنافس في المعارف طوائف الطالبين، ونمت أحباسها من العشر إلى العشرين” [60].

      إلا أن التمنارتي رغم جهوده في إصلاح أحوال مدينته لم يطل مكثه في خطة القضاء، إذ ما لبث أن اختلف وأميره يحيى حول أحوال الأحباس، التي أراد هذا الأخير صرفها لتقوية جيشه وتجهيزه، بينما كان التمنارتي يرفض ذلك، مما أدى إلى عزله عن القضاء.

      إلا أن التمنارتي أعيد من جديد لخطة القضاء عام 1039هـ حين استولى أبو حسون السملالي صاحب إمارة إيليغ على تارودانت عقب وفاة يحيى الحاحي، وضمها لإمارته،  فعين التمنارتي على قضائها، فأعاد إصلاح الأحباس، وقام بشؤون التدريس خير قيام، يقول في ذلك التمنارتي: ” فقدمني للقضاء بها أيضا، فأعادها الله سيرتها الأولى، ورد عليها طريقتها المثلى، وقعدت على منصة علاها، وترفلت في بهجة حلاها”[61]، وقد سعى بعض حساده بالوشاية الكاذبة، فعزله والي تارودانت، لكن سرعان ما رده الأمير بودميعة إلى منصبه في أقل من أسبوع، وبقي في خِطة القضاء إلى وفاته[62].

ثانيا: ولايته خِطة التدريس بالجامع الكبير بتارودانت:

      وخلال هذه المدة قام أبو زيد التمنارتي بتدريس العلوم الشرعية بالجامع الكبير بتارودانت، حيث أخذ عنه عدد من الطلبة السوسيين وغيرهم، وعلى رأسهم كبار العلماء كالمرغتي صاحب “المقنع”، والإمام اليوسي الذي شهد له أنه أعلم من وجد بتارودات حين قدمها راجعا من إيليغ[63].

ثالثا: ولايته خِطة  الفتوى بتارودانت:

       تولى التمنارتي منصب الإفتاء بتارودانت خلفا لشيخه ابن الوقاد التلمساني، وذلك  في ولاية  شيخه الأمير أبي زكرياء الحاحي على تارودانت، قال التمنارتي في ذلك :” فوليت خطة الفتوى بعده ـ أي بعد ابن الوقاد التلمساني ـ  أيام شيخنا أبي زكرياء رحم الله جميعهم، وأعاد علينا من بركاتهم”[64]

      واشتهر رحمه الله بنبوغه في الفتيا، ونوازل الأحكام، وكانت ترده أسئلة من تارودانت وأحوازها[65] ، ومن مراكش[66]، ومن علماء كبار كالمرغتي[67]، كما كان يُسْتَفتى في النوازل كفتواه المشهورة في ألواح الحصون بسوس، وهي أعراف تسمى بـ” إنفلاس[68]، وكذا فتواه في حكم شرب الدخان المعروف بـ” تابغا[69]، وله فتوى تتعلق بتعليم الصبيان[70] .

المطلب السابع: رباطه وجهاده:

       لقد كان التمنارتي رحمه الله في مقدمة المرابطين والمجاهدين الذابين عن ثغور الإسلام بالقطر السوسي، وهو يتمثل قول الله عز وجل: ﴿انفروا خفاقا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون[71]، فلم يثنه التدريس والفتيا والقضاء عن أعباء ذروة الإسلام وسنامه، بل رابط رحمه الله أياما في ثغر حصن أكادير، مدافعا عنه ضد البرتغاليين، ويصف تلك المرابطة رحمه الله قائلا :” وفي سنة عشر بعد الألف رابطت في الثغر السوسي، حصن المنكب[72]، وكنت أبيت في السطح أراقب البحر وأظل هناك، وشاهدت من عظيم أمره ما فتح عين الشبيبة بالاستبصار، وملأ ضنينة القلب بالاعتبار”[73]، ثم نظم شعرا في ذلك الرباط.

       كما عُرف رحمه الله بحميته الدينية، وحماسه الوطني، فهو يأبى أن يَرِفَّ له جفن ومسلم مغربي يضام في بلاده، فكان محرضا للمسلمين على النفير والجهاد لحماية وطنه من شماله إلى جنوبه، وله في ذلك خُطب رنانة، من ذلك استغاثة أهل سلا بأهل سوس لما نزل العدو الأجنبي بديارهم، فانتدبه شيخه الأمير أبو زكرياء الحاحي لاستنفار القبائل السوسية للجهاد، ولنصرة إخوانهم في سلا، فكتب في ذلك التمنارتي خطبة عصماء عام 1025 هـ، ومما قال بعد الحمدلة والتصلية ” …إلى كافة الفقهاء والصلحاء والأعيان، من كافة قبائل سوس من سائر الخصوص والأنجاد، وأهل الفضل والدين والنجدة من سائر البلاد، وفر الله جموعهم، وكنف برعايته جميعهم، أما بعد فإن أهم ما صرف إليه كل إقليم الوجوه، واستدفعوا برعايته المكروه، العمل على ما في الآيات المتلوة، والحكم السائرة المجلوة، من إعزاز كلمة الدين، والدفاع عن حُرُم المسلمين، وإرهاب أعدائهم وأعداء الله الكافرين، وإنه ورد علينا بتاريخه رسول من مدينة سلا التي علاها قَتَام الكفر ما علا، وبلغكم من أمرها ما بلغكم…ولتعلموا أن مولانا الإمام أيده الله قد أذاع النفير بالجهاد في سائرالبلاد، واستنهض من جميع الجهات أهل الكفاح والجلاد وهو أيده الله جَادٌّ في أخذ الأهبة لهذا القصد الأسنى، مؤكدا العزيمة في رفع قناع الذل عن وجه الحنيفية البيضاء… “[74] وله خُطب[75]، وأشعار[76] أخرى في التحريض على الجهاد في سبيل الله.

المطلب الثامن محنته:

      لقد تعرض أبو زيد التمنارتي رحمه الله لنكبات ومحن في حياته، تقبلها كلها  بقلب مؤمن صابر على قضاء الله وقدره، وأول هذه النكبات: فقد أسرته كلها في الطاعون الجارف الذي عم المغرب عام 1007 هـ، وثانيها: إصابته بالعمى سنة 1014هـ[77]، لكنه استعاد بفضل الله حاسة الإبصار بعد حين[78]، وثالثها: تسلط الحساد عليه مما أدى إلى عزله عن القضاء مرتين[79]، ورابعها: تعرضه للسجن ظلما بالوشاية الكاذبة، واتهامه زورا باختلاس بعض الكتب[80]، غير أن هذه الخطوب والإِحَنْ لم تزده إلا عزما وثباتا في المثابرة والريادة في حياته العلمية والعملية.

لَوْ كَانَ لِلْمَرْءِ حُكْمٌ فِي تَصَرُّفِهِ *** لََعَاشَ حُرّاً، وَلمْ تَعْلَقْ بهِ الِمحَنُ

وَ أَيُّ حَيًّ وَإِنْ طَالَتْ سَلاَمَتُهُ  *** يَبْقَى، وَأَيُّ عَزِيزٍ لَيْسَ يُمْتَـهَنُ؟[81] 

المطلب التاسع : وفاته:

              توفي التمنارتي رحمه الله بعد عمر مليء بالعطاء العلمي، حيث حقق وفاته تلميذه الرسموكي بتاريخ: يوم الأحد 5 شوال سنة 1060 هـ بتارودانت[82]

المبحث الثاني: جهوده في الحديث:  

تمهيد:

      لاشك  أن تكوين التمنارتي العلمي العالي، وتعدد مشاربه، وما حضي به من شيوخ أعلام ، وما له من مكانة لذا أمراء القطر السوسي، وتوليه لوظائف عالية ، وانشغاله بالتدريس والإفادة والتحصيل، كل ذلك كان له الأثر البالغ في انتاجه العلمي خصوصا في مجال الحديث والأسانيد، فالتمنارتي رحمه الله صرف جهده إلى فن عَزَّ من يشتغل به في القطر السوسي إلا لِمَمَا، ألا وهو فن الأسانيد، وتحصيلها، ورواية الكتب الأمهات الحديثية التي عليها مدار الإسلام، حيث ولج التمنارتي الميدان بجدارة واستحقاق فوصل الأسانيد، وألحق الأحفاد بالأجداد، وحَصَّل الإجازات العالية، وروى الكتب والأجزاء الحديثية مسندة إلى مؤلفيها، فبرز في ذلك وعلا شأنه، ودَوَّن تلك الأسانيد في ثبت جمع فيه جلة شيوخه، كما جمع فيه كتب الحديث المتداولة في ذلك العهد، بأسانيده المتصلة خلال القرن الحادي عشر الهجري بسوس، سماه: بالفوائد الجمة في إسناد علوم الأمة حيث ذكر الداعي لتأليف الكتاب فقال :” لما منَّ  الله علي بلقاء جماعة من مشايخ الإرشاد، وأئمة التحقيق والاجتهاد، …و سمعت من مروياتهم، وطالعت من مسنداتهم ما لا ينال إلا بأفلاذ الأكباد، وكنت معهم في زمن إِبْدارِ الطلب أرى وأسمع، وأتأنق وأجمع…فلم أزل أرعى للرشاد نجومهم… حتى تقهقر الزمان، وذهب العلماء الأعيان، وانقرض الأكابر والأقران، ورحلوا عن الدروس إلى الرُّمُوس، وآل الأمر من بعد عمارتهم إلى الدروس، فتعطلت مصادر الطلب وموارده، وأقوات مجالسه ومعاهده، وأفلت أوكادت من معظم آفاق المغرب شموسه، وتطاول أمد الفترة حتى أنسي أمسه، وغير رَسمه، وبُدِّل اسمه….ورأيت أن أحيي آثارهم، وأخلد في صفحات الدهر مآثرهم، وأروي ما حصل لي من أسانيدهم، وأَسْتَتِّم بذلك مَرْغُوب مقاصدهم، وأقيدها بعِقَال الكتابة خوف الدروس والنسيان، وأنشرها بحسب الإمكان، والموت أقرب إلي من شراك نعل كل إنسان، وليتعلل برسوم الإسناد ، بعد انتقال أهل المجلس والناد، على مرور الأزمان ، وقد ثاب إلي بعد ما درجوا عصابة من الإخوان، وصبابة تبل شفاه المتعطشين في هذه الأوان، يحضرون معي الدروس التفسيرية والحديثية وغيرها بالجامع الكبير بالحضرة السوسية تارودانت، قاعدة السوس الأقصى أمنها الله من طوراق الحدثان…فاستخرت الله تعالى فأجزت لهم أن يرووا عني ما أثبت في هذا التقييد من مروياتهم بأسانيدهم المقررة في الأصول “[83].         

المطلب الأول: أسانيده إلى الموطأ:

      اهتبل التمنارتي بموطأ مالك رحمه الله، واعتنى بأسانيده وطرقه ورواياته، حيث يرويه من طريقين الأول: عن شيخه أبي زكرياء يحيى بن سعيد الحاحي[84]، والطريق الثاني: عن شيخه أبي زيد عبد الرحمن ابن الوقَّاد التلمساني[85]  نزيل تارودانت كلاهما بأسانيدهما المتصلة إلى المؤلف ـ مالك بن أنس ـ رحمه الله ورضي عنه. 

 قال: “ولنقتصر على رواية يحيى بن يحيى الليثي الأندلسي أشهر رواته المغاربة، أخبرني به”[86] ثم ذكر الطريقين إليه.

 

المطلب الثاني: أسانيده إلى الجامع الصحيح للبخاري:

    أما “الجامع الصحيح المسند المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه و سلم وسننه وأيامه” لأمير المؤمنين في الحديث محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة ابن بَرْدِزبَهْ الجُعْفي البخاري (256هـ) فقد أولى له التمنارتي العناية الفائقة، والرعاية التامة، إذ هو ديوان الإسلام الذي أجمعت الأمة عليه خلفا عن سلف، حيث اعتنى التمنارتي بطرقه ورواياته، وأطال النفس في ذكر هذه الطرق الصحيحة إليه، قال:” سند صحيح البخاري: حدثني به مولانا الإمام أبو زكرياء يحيى بن عبد الله بن سعيد بن عبد المنعم الحاحي الداودي قراءة لجميعه عليه خمس مرات بزاويته، وإجازة ومشافهة وكتابة لروايته عنه”[87] ، ثم ذكر أنه يرويه من ثلاثة طرق:

      الطريق الأولى: عن شيخة أبي زكرياء الحاحي قراءة عليه لجميعه خمس مرات بزاويته، ورواه أيضا عن شيخه الحاحي إجازة ومشافهة وكتابة، ورواه الحاحي عن المحدث الرحال أبي العباس أحمد أَدْفَّال الدرعي…ثم سرد باقي الإسناد إلى مؤلفه الإمام البخاري أمير المؤمنين في الحديث رحمه الله[88].

       والطريق الثانية: يرويه عن شيخه عن شيخه ابن الوقاد التلمساني نزيل تارودانت، سماعا لجميعه، كل سنة مرة في رمضان، عن الخطيب أبي عبد الله التِّنِّسِي التلمساني، عن شيوخه التلمسانيين، عن أصحاب الحافظ ابن مرزوق الحفيد، عن الحافظ ابن حجر بأسانيده[89]

     والطريق الثالثة: يرويه عن شيخيه الفقيهين المتقنين محمد بن علي الهُوزالي، وعيسى بن عبد الرحمن السَّكْتَانِي، قراءة لجميعه على الأول، وقراءة لبعضه على الثاني، وسماعا لسائره عدة مرار أيام قضائه بتارودانت… ثم سردا باقي الإسناد إلى مؤلفه أمير المؤمنين في الحديث رحمه الله[90]. 

المطلب الثالث: أسانيده إلى صحيح مسلم:

   أما “المسند الصحيح المختصر من السنن، بنقل العدل عن العدل إلى رسول الله ﷺ” للإمام الحافظ الحجة أبي الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابور (261هـ)، فيرويه التمنارتي عن شيخه أبي زكرياء الحاحي، وشيخه ابن الوقاد التلمساني نزيل تارودانت، يقول التمنارتي في ذلك:” سند صحيح مسلم أخبرني به مولانا الإمام أبو زكرياء يحيى بن عبد الله بن سعيد بن عبد المنعم الحاحي الداودي فيما أجازنيه، والخطيب أبو زيد عبد الرحمن بن محمد بن أحمد التلمساني نزيل تارودانت قاعدة السوس الأقصى إجازة، مشافهة، وكتابة” ، ثم ذكر إسنادهما متصلا إلى أمير المؤمنين الإمام مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري رحمه الله [91]، وله أسانيد أخرى يروي بها صحيح مسلم[92]

المطلب الرابع: أسانيده إلى باقي  الكتب ، والأجزاء الحديثية.

أ ـ أسانيده إلى كتب السنن الأربعة: 

      اهتم العلامة التمنارتي بكتب السنن، فحرص على روايتها بالأسانيد المتصلة إلى مؤلفيها، فسنن أبي داوود[93]، وجامع الترمذي[94]، والسنن النسائي الصغرى[95] والكبرى[96]، وسنن ابن ماجه[97]، كلها يرويها من طريقين لا غير الأول: عن شيخه المحدث الأمير المربي أبي يحيى بن عبد الله بن سعيد بن عبد المنعم الحاحي الزداغي (1035هـ)، الثاني عن شيخه المحدث الخطيب العلامة أبي زيد عبد الرحمن بن محمد ابن الوقاد التلمساني (1057هـ) بأسانيدهما المتصلة إلى مؤلفيها.

ب ـ أسانيده إلى بعض الأجزاء الحديثية.

      اعتنى التمنارتي رحمه الله برواية الأجزاء الحديثية مسندة إلى مؤلفيها، فبرز في ذلك وعلا شأنه، منها: الحديث المسلسل بالأولية[98]، وحديث الضيافة[99]، وحديث المصافحة والمشابكة[100]، وسند الأربعين حديثا المسماة بـ ” الذهب الإبريز[101] التي شرحها العلامة النمازي اليمني المتوفى سنة (975هـ) وسماه:” القول الوجيز في شرح سلسلة الإبريز[102]، وسند الأربعين النووية[103]، ثم سند الأحاديث الأربعة[104].

ج ـ المصنفات التي يرويها مسندة إلى مؤلفيها:

     كما اهتبل التمنارتي بمصنفات أهل العلم، فرواها مسندة إلى مؤلفيها منها:  كتاب جامع الأصول لابن الأثير[105]، وكتاب تيسير الوصول للديبع[106]، وكتاب الترغيب والترهيب للمنذري[107]، وكتاب الشمائل النبوية للترمذي[108]، وكتاب الشفاء للقاضي عياض[109]، والكتب التي أسندها الحطاب[110]، وكتاب المعلم بفوائد مسلم للمازري[111]، وسند كتاب إكمال المعلم بفوائد مسلم مسلم للقاضي عياض [112]، وسند الكتب التي في ثبت القاضي زكرياء الأنصاري[113] تفوق مائة كتاب في الحديث، والفقه، والأصول، والتفسير، والعقائد.

       وفي ختام هذا المقال أحمد الله تعالى أن وفقني للقط بعض درره، ولم أَرُم استقصاء كل الجوانب العلمية الرائدة في حياة هذا الجبل الأَشَم، إذ هو بحر لا ساحل له في ميدان الأسانيد، والتاريخ، والفقه، والأدب، والفتيا، والنوازل، والأحكام..وإنما كان القصد مخصُوصاً بإبراز فن هو حامل رايته في القطر السوسي، ألا وهو: علم الإسناد ، ورواية كتب السنة المشرفة، فأسأل الله عز وجل أن يُجْزِل المثوبة للإمام المسند سيدي عبد الرحمن التمنارتي، وينور مضجعه.

     كما أسأله الله سبحانه وتعالى أن يجعل هذا العمل في ميزان حسناتي، وأن ينفع به كاتبه وقارئه، والحمد لله رب العالمين.

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات

********************************

جريدة المصادر والمراجع:

1. الأعلام قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين المستشرقين لخير الدين الزركلي، دار العلم للملايين، بيروت، ط15، 2002م.

2. إتحاف أعلام الناس بجمال أخبار حاضرة مكناس لعبد الرحمن ابن زيدان، تحقيق: د.علي عمر، مكتبة الثقافة الدينية القاهرة.ط1، 1429هـ /2008م.

3. التبيان في شرح الديوان (شرح ديوان المتنبي )، لأبي البقاء العكبري، ت: مصطفى السقا، وإبراهيم الأبياري، وعبد الحفيظ شلبي، مكتبة مصطفى البابي الحلبي، مصر، 1971م.

4. الحركة الفكرية بالمغرب في عهد السعديين لمحمد حجي، منشورات دار المغرب للتأليف والترجمة والنشر، مطبعة فضالة، 1398هـ/1978م

5. خلال جزولة لمحمد المختار السوسي، تطوان، المغرب، د.ت.

6. دليل مؤرخ المغرب الأقصى لعبد السلام بن عبد القادر بن سودة المري، دار الكتاب، الدار البيضاء، ط2، 1960/1965م.

7. ديوان محمود سامي البارودي باشا، ت: علي الجارم، ومحمد شفيق معروف ، دار العودة، بيروت، 1998م.

8. رجالات العلم العربي في سوس لمحمد المختار السوسي، هيأه للطبع والنشر عبد الوافي المختار السوسي، مؤسسة التغليف والطباعة والنشر، طنجة، المغرب، ط1، 1409هـ/1989م.

9. روضة الأفنان في وفيات الأعيان وأخبار العين وتخطيط ما فيها من عجيب البنيان لمحمد بن أحمد الإكراري، ت: حمدي أنوش، مراجعة محمد الحاتمي، نشر كلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة ابن زهر أكادير، طبع بمطبعة المعارف الجديدة، الرباط ط2، 1430هـ /2009م.

10. سوس العالمة لمحمد المختار السوسي، مطبعة فضالة، المحمدية، 1380هـ/ 1960م.

11. صفوة من انتشر من أخبار صلحاء القرن الحادي عشر لمحمد بن الحاج بن محمد بن عبد الله الصغير الإفراني، ت: عبد المجيد خيالي، مركز التراث الثقافي المغربي، الدار البيضاء، ط1، 1425هـ /2004م.

12. طبقات الحضيكي لمحمد بن أحمد الحضيكي، ت: أحمد بومزكو، مطبعة النجاح الجديدة، ط1 ، 1427هـ/2006م.

13. فهرس الفهارس والأثبات ومعجم المعاجم والمشيخات والمسلسلات لمحمد عبد الحي بن عبد الكبير الكتاني، اعتناء إحسان عباس، دار الغرب الإسلامي، بيروت، الطبعة الثانية، 1402هـ.

14. الفوائد الجمة في إسناد علوم الأمة لأبي زيد عبد الرحمن بن محمد التمنارتي، ت: اليزيد الراضي، تقديم: محمد المنوني، دار الكتب العلمية، بيروت، ط2، 1428هـ/2007م.

15. لسان العرب لمحمد بن مكرم ابن منظور الأفريقي، دار صادر، بيروت، ط 1 بدون تاريخ.

16. المصادر العربية لتاريخ المغرب لمحمد المنوني. منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية، الرباط، ط1، الدار البيضاء 1404هـ/1983م.

17. المعسول لمحمد المختار السوسي مطبعة النجاح الجديدة ط 1382هـ/1969م.

18. مناقب البعقيلي لمحمد بن أحمد المرابط البعقيلي السوسي، ت: العلامة محمد المختار السوسي، مطبعة الساحل الرباط. ط1، 1408هـ/1987م.

19. المنح المكية في شرح الهمزية المسماة بـ:” أفضل القرى لقراء أم القرى” للبوصيري، شرح شهاب الدين أحمد بن محمد بن علي ابن حجر الهيثمي، ت: أحمد جاسم المحمد، وبوجمعة مكري، دار المنهاج، جدة، ط2، 1426هـ/2005م.

20. مؤرخو الشرفاء لليفي بروفنسال، تعريب: عبد القادر الخلادي، سلسلة التاريخ 5، مطبوعات دار المغرب للتأليف والترجمة والنشر، الرباط 1397هـ/1977م.

21. النبوغ المغربي في الأدب العربي لعبد الله كنون، ط2 د.ت.

22. النهاية في غريب الحديث والأثر، لمجد الدين أبي السعادات المبارك بن محمد الجزري ابن الاثير، ت: محمود محمد الطناحي، وطاهر أحمد الزاوي، مؤسسة إحياء التراث العربي، بيروت، لبنان بدون تاريخ.

23. وفيات الرسموكي: حققه وهيأه للطبع محمد المختار السوسي. مطبعة الساحل الرباط. ط1، 1408هـ/1988م.

 

هوامش المقال:

***************

[1] ـ   التبيان في شرح الديوان (شرح ديوان المتنبي)  للعكبري 3 /345.

[2] ـ   سورة البقرة، الآية: 264.

[3] ـ   تمنارت: عرفها التمنارتي بقوله:” هي قاعدة بلاد جزولة، وتعريب اسمها هذه منارة، مأخوذة من منار القبر والفدَّان، لأنها الحد الفاصل بين بلاد الصحراء وبلاد التل” الفوائد الجمة ص: 71.

[4] ـ   انظر ترجمته في: وفيات الرسموكي ص: 24 الورقة 99، وصفوت من انتشر للإفراني ص: 273، الترجمة رقم: 205، وطبقات الحضيكي 2 /152-153، وابن زيدان في إتحاف أعلام الناس 4 /36-38، وفهرس الفهارس للكتاني 2 /922-925، وسوس العالمة ص: 181-230، ورجالات العلم العربي في سوس ص: 42، ودليل مؤرخ المغرب ابن سودة 2 /329-388-463، والأعلام للزركلي 3 /332، والحركة الفكرية لحجي 2 /413، ومؤرخو الشرفاء لبروفنسال ص: 181.

[5] ـ   ذكر العلامة محمد المختارالسوسي في المعسول 3 /324 نقلا عن المانوزي:” والمعافرة قبائل كثيرة في نواحي تمنارت، وقد سكنوا فيها بين بلاد قصبة تمنارت إلى قرية إيشت من القرن الخامس في أوله، في مدينة تسمى الفائجة”.

[6] ـ   انظر سوس العالمة ص: 17.

[7] ـ   انظر المعسول 7 /10.

[8] ـ   واحة جميلة، تتكون من قرى متناثرة على ضفاف وادي تمنارت، ويشكل أحد روافد نهر درعة، وتحيط بتلك القرى بساتين النخيل والفواكه المختلفة التي تغديها عيون سواق نبعت من ذلك الوادي (مقدمة محقق الفوائد الجمة أستاذي سيدي اليزيد الراضي ص: 12)

[9] ـ   الفوائد الجمة ص: 15.

[10] ـ   رجالات العلم العربي بسوس، ص: 41 – 42.

[11] ـ   الفوائد الجمة ص: 15.

[12] ـ   انظر شيوخ والده في التربية في الفوائد الجمة ص: 77.

[13] ـ   أحصاهم شيخي سيدي اليزيد الراضي فبلغوا عنده ما يقارب: ثلاثين شيخا. انظر مقدمة تحقيق الفوائد الجمة من ص:  20 إلى ص: 23. 

[14] ـ   كالعلامة  يحيى بن عبد الله بن سعيد بن عبد المنعم الحاحي الزداغي (1035هـ) الفوائد الجمة ص: 157، والعلامة المربي أبو محمد عبد الله بن المبارك الأقَّاوي الطاطائي السوسي(1015هـ) الفوائد الجمة ص: 167. 

[15] ـ   كالعلامة الشيخ إمام الدين بن محمد بن يوسف البطائحي المقدسي الشافعي نزيل تارودانت (999هـ) الفوائد الجمة ص: 423 .

[16] ـ    كالعلامة أبو العباس أحمد بابا التنبوكتي الفوائد الجمة ص:133. 

[17] ـ  الهمزية للبوصيري ص: 4 ، وينظر إلى شارح البيت ابن حجر الهيثمي في: المنح المكية ص: 141.

[18] ـ  الفوائد الجمة ص: 86.

[19] ـ  منذ دخول التمنارتي إلى تارودانت سنة 992 هـ إلى وفاة التلمساني سنة 1001هـ، انظر الفوائد الجمة ص: 281.

[20] ـ   الفوائد الجمة ص: 100. 

[21] ـ   الفوائد الجمة ص: 108. 

[22] ـ   الفوائد الجمة ص: 125. 

[23] ـ   الفوائد الجمة ص: 238.

[24] ـ   الفوائد الجمة ص: 150. 

[25] ـ   الفوائد الجمة ص: 120. 

[26] ـ   الفوائد الجمة ص: 283. 

[27] ـ   الفوائد الجمة ص: 167. 

[28] ـ   الفوائد الجمة ص: 168. 

[29] ـ   الفوائد الجمة ص: 168 – 248.

[30] ـ   الفوائد الجمة ص: 157. 

[31] ـ   الفوائد الجمة ص: 235 ـ 236.

[32] ـ   الفوائد الجمة ص: 236 ـ 237 ـ 241. 

[33] ـ   الفوائد الجمة ص: 157. 

[34] ـ   الفوائد الجمة ص: 133.

[35] ـ   الفوائد الجمة ص: 236.

[36] ـ   الفوائد الجمة ص: 238 ـ239 ـ 241.

[37] ـ   الفوائد الجمة ص: 131. 

[38] ـ   الفوائد الجمة ص: 210. 

[39] ـ   الفوائد الجمة ص: 92 ـ 94 ـ 203. 

[40] ـ   الفوائد الجمة ص: 83 ـ 208. 

[41] ـ   الفوائد الجمة ص: 137. 

[42] ـ   الفوائد الجمة ص: 236.

[43] ـ   الفوائد الجمة ص: 237 ـ 241.

[44] ـ   الفوائد الجمة ص: 139. 

[45] ـ   الفوائد الجمة ص: 238. 

[46] ـ  قال ابن منظور الإفريقي: “الوَطْبُ: سِقاءُ اللبنِ، وفي الصحاح: سقاء اللبن خاصة، وهو: جلد الجَذَعِ فما فوقه، والجمع: أَوْطُبٌ، وأَوْطابٌ، ووِطابٌ، قال امرؤ القيس: وأَفْلَتَهُنَّ عِلْباءٌ جَريضــاً *** ولو أَدْرَكْنَه صَفِرَ الوِطـابُ.( لسان العرب 1 /797) (مادة: وطب).

[47] ـ   وشهد له بذلك تلميذه أبو علي اليوسي، حيث اعتبره أعلم عالم وجده في مدينة تارودانت لما نزلها. انظر فهرس الفهارس 2 /922-925.

[48] ـ   خلال جزولة  2 /52.

[49] ـ   الفوائد الجمة ص: 516، صفوة من انتشر ص: 304، الترجمة: 209، وفهرس الفهارس للكتاني 2/925.

[50] ـ   طبقات الحضيكي 1 /196، وفهرس الفهارس للكتاني 2 /925.

[51] ـ   الفوائد الجمة ص: 201.

[52] ـ   حققه شيخنا الدكتور سيدي اليزيد الراضي، وطبع بدار الكتب العلمية، بيروت، ط2، 1428هـ/2007م.

[53] ـ   خلال جزولة 2 /52.

[54] ـ   المصادر العربية لتاريخ المغرب 1 /153

[55] ـ   سوس العالمة ص: 181.

[56] ـ  قال المختار السوسي:” ساق في الكتاب عن التوراة أمورا تدل على صحة الإسلام، وقد كان حبرا من أحبار اليهود، ولم يكن متين العربية، فناول الكتاب للقاضي أبي زيد عبد الرحمان التمنارتي، فهذب عربيته فأتمه يوم الثلاثاء 24 جمادى الثانية عام 1053هـ)” خلال جزولة 4 /177.

[57] ـ   سوس العالمة ص: 181.

[58] ـ   صفوة من انتشر ص: 374.

[59] ـ   ذكر التمنارتي هذه الإجازة في صلب فهرسته الفوائد الجمة مبتدئا بها الباب الثاني المتعلق بالأسانيد (الفوائد ص: 200 – 201، وحجي في الحركة الفكرية 1 /107).     

[60] ـ   الفوائد الجمة ص: 364- 365.     

[61] ـ   الفوائد الجمة ص: 365. 

[62] ـ   الفوائد الجمة ص: 365، 366.

[63] ـ   فهرس الفهارس للكتاني 2 /922-925. 

[64] ـ   الفوائد الجمة ص: 365. 

[65] ـ   الفوائد الجمة ص: 474. 

[66] ـ   الفوائد الجمة ص: 365. 

[67] ـ   الفوائد الجمة ص: 516 – 517. 

[68] ـ   الفوائد الجمة  ص: 462 – 463 – 469 – 470.

[69] ـ   الفوائد الجمة ص: 475 –  475 – 476 – 477 – 482 – 489 – 490 – 491 – 493 – 494 – 496 – 502  .

[70] ـ   الفوائد الجمة ص: 503 – 504.

[71] ـ   سورة التوبة، الآية : 41.

[72] ـ   تعريب ” أكادير إيغير”، وهو: الاسم القديم لمدينة أكادير  (د. اليزيد الراضي محقق الفوائد الجمة  الهامش: 834 ).

[73] ـ   الفوائد الجمة ص: 379 – 380.

[74] ـ   الفوائد الجمة ص: 345 – 349.

[75] ـ   الفوائد الجمة ص: 349 – 350 – 351 – 352

[76] ـ   الفوائد الجمة ص: 352 – 353 – 354 – 355 – 356 – 357 – 358 – 359 – 360 – 361 – 362 – 363 – 364.

[77] ـ   الفوائد الجمة ص: 503 – 504.

[78] ـ   الفوائد الجمة  ص: 309 – 310.

[79] ـ   الفوائد الجمة ص: 365، 366.

[80] ـ   الفوائد الجمة ص: 382.

[81] ـ ديوان محمود سامي البارودي باشا ص: 640.

[82] ـ  انظر وفيات الرسموكي ص: 24، الترجمة: 99.

[83] ـ الفوائد الجمة ص: 198 ـ 201

[84] ـ راجع بتفصيل هذا الإسناد في الفوائد الجمة ص: 235-236

[85] ـ راجع بتفصيل هذا الإسناد في الفوائد الجمة ص: 236

[86] ـ الفوائد الجمة ص: 235.

[87] ـ الفوائد الجمة ص: 236 .

[88] ـ راجع بتفصيل هذا الإسناد في الفوائد الجمة ص: 236 -237

[89] ـ راجع بتفصيل هذا الإسناد في الفوائد الجمة ص: 237 – 238-239

[90] ـ راجع بتفصيل هذا الإسناد في الفوائد الجمة ص: 238  

[91] ـ راجع بتفصيل هذا الإسناد في الفوائد الجمة ص: 241

[92] ـ راجعها بتفصيل في الفوائد الجمة ص: 242-243

[93] ـ راجعها بتفصيل في الفوائد الفوائد الجمة ص: 244.

[94] ـ راجعها بتفصيل في الفوائد الفوائد الجمة ص: 245.

[95] ـ راجعها بتفصيل في الفوائد الفوائد الجمة ص: 247.

[96] ـ راجعها بتفصيل في الفوائد الفوائد الجمة ص: 248.

[97] ـ راجعها بتفصيل في الفوائد الفوائد الجمة ص: 249.

[98] ـ الفوائد الجمة ص: 203.

[99] ـ الفوائد الجمة ص: 208

[100] ـ الفوائد الجمة ص: 210.

[101] ـ الفوائد الجمة ص: 223.

[102] ـ الفوائد الجمة ص: 2 /978

[103] ـ الفوائد الجمة ص: 230

[104] ـ الفوائد الجمة ص: 230

[105] ـ الفوائد الجمة ص: 250

[106] ـ الفوائد الجمة ص: 251

[107] ـ الفوائد الجمة ص: 252

[108] ـ الفوائد الجمة ص: 252.

[109] ـ الفوائد الجمة ص: 253.

[110] ـ الفوائد الجمة ص: 254.

[111] ـ الفوائد الجمة ص: 271

[112] ـ الفوائد الجمة ص: 273

[113] ـ الفوائد الجمة ص: 279. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق