مركز ابن القطان للدراسات والأبحاث في الحديث الشريف والسيرة العطرةغير مصنف

من أقدم نسخ الجامع الصحيح للإمام البخاري في خزائن الكتب المخطوطة بالمغرب

 

 

                                                                 

     [إعداد الباحث رضوان الحصري]

                                              بسم الله الرحمن الرحيم

ـ وبه أستعين ـ

الحمد لله، والصلاة على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه، وبعد :

إن العناية بالشيء والاهتبال به دليلُ حبِّه والشوق إليه، وكلما زاد أحدهما قوي الآخرُ طرْدا وعكسا، وربما يُسقط هذا الحب صاحبَه في وَهْدة العبودية لمحبوبه، فيكون صنيعه به كعمل مَن طبّ لمن حبّ، وهكذا صنع المغاربة بأصح كتاب بعد كتاب الله تعالى : الجامع المسند الصحيح المختصر من آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم [1]، للإمام أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري المولد والمنشأ والدار، الجعفي النسب بالولاء، المتوفى رحمه الله سنة 256هـ.

فمنذ إدخال [2] هذا الكتاب إلى المغرب، أكبّ المغاربة عليه قراءة، وإقراء، وحفظا، وتفقها، وشرحا، وهلم سحبا. فأُولعوا العنايةَ به، وأُوزِعوا الاهتمامَ به، وبلغ بهم حُبُّهم له إلى أن أطلقوا اسم البخاري على بعض مساجدهم ومدارسهم ومختلِف الدور بِكُوَرِهم، ولُقِّب به بعضُ علمائهم وفضلائهم. [3]  بل إنه قد تواتر عن السلطان المولى إسماعيل بن الشريف، جدِّ البيت العلوي المنيف، أنه أَطْلق على الجيش المغربي في عهده اسْمَ “عبيد البخاري”، وذلك أنه عندما نظَّم هذا الجيش ـ وكانت عِدّته نحوا من مئة وخمسين ألفا ـ جَمَعهم في صعيدٍ واحد، وأحضر معه نسخةً مِن صحيح الإمام البخاري، فحمِد الله وأثنى عليه، وخطب أعيانهم قائلا :  “أنا وأنتم عبيدٌ لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وشرعِه المجموعِ في هذا الكتاب، فكلّ ما أمر به نفعله، وكل ما نهى عنه نتركه، وعليه نقاتل، فعاهدوه على ذلك”. [4]

فلا عجب إذا أن تَكْثُر نُسَخُه بمختلِف الخزائن المغربية العامة والخاصة، وأن تكون نِساخته مِهْنة يتَقَوّت بها كثيرٌ مِن أهل العلم والفضل [5]. بل لا عجب أن يكونُ نَسْخه لذّة تغْمُر قلبَ صاحبها وهو في أصعب الظروف، وأحسم المواقف. [6] 

  وإن تَتبُّع عيونِ هذه النسخ وذِكرَ نوادرها في هذا المقال دونه خرط القتاد، لكنْ نتناول من ذلك ما على طرف الثمام، وهو ذِكر أقدم نسخ الجامع الصحيح التي تزخر بها الخزائن العامة للمخطوطات بالمغرب، وقد رتبتها على حسب عَتَاقتها وقِدَمها، ومن ضوابط ذلك معرفة تاريخ نسخها وكتابتها، دون تعريج على ذكر الروايات التي وصلت إلينا بها، ومن المعروف أن القِدم أحد المقاييس الكثيرة التي تُعتبر بها نسخةٌ ما من الأعلاق المهمة والنوادر النفيسة.

 فأقول وبالله التوفيق :  

1)     جزء من الجامع الصحيح يبتدئ بحج أبي بكر بالناس إلى آخر كتاب التفسير، تحتفظ به خزانة القرويين بفاس، برقم: 969، ترجع كتابته إلى أوائل القرن الخامس، وبآخره سماعات بتاريخ 481هـ على أبي الحسن طاهر بن مفوز بن أحمد بن مفوز (ت484هـ). [7]  

2)      السفر الأخير منه ابتداء من أواخر كتاب الأدب، تحتفظ به خزانة الإمام علي بتارودانت (خزانة المعهد الأصيل)، برقم: ك 149، وهو أقدم مخطوط بهذه الخزانة، جاء في آخره : “تم الديوان بأسره، بعون الله ويسره، و هو المسند الصحيح للبخاري، الله محمود على ذلك كثيرا لا شريك له، وذلك في غرة شهر رمضان المعظم من سنة تسعين وأربعمئة، وانتسخه محمد بن عبد الله بن أحمد بن العاصي لنفسه، نفعه الله به، وأعانه على فهمه ودرسه من كتاب قوبل بكتاب الفقيه أبي محمد عبد الله بن إبراهيم الأصيلي رحمة الله عليه”. [8] 

3)     السفر الثاني والرابع والخامس منه (النسخة السعادية)، تحتفظ بها الخزانة العامة بالرباط، برقم : 1332د، انتسخها أبو عمران موسى بن سعادة البلنسي المرسي (توفي عقب عام 522هـ) من أصل شيخه أبي علي الصدفي [9]، وفرغ من تعليقها في العشر الأخير من ذي القعدة عام 492هـ [10]

4)      الخمس الأخير منه ابتداء من كتاب الأدب، تحتفظ به خزانة الجامع الأعظم بوزان، برقم : 130، مكتوب بخط أندلسي عتيق عدا الصفحة الأولى، وكان تمامه في عقب شوال من سنة 505هـ، كتبه بخطه محمد بن عمر الهوري، وبذيله سنده للبخاري من طريق رواية الأصيلي. [11] 

5)     قطعة منه تشتمل على أوراق من السفرين الرابع والخامس، تحتفظ بها خزانة ابن يوسف بمراكش، رقم: 301/21 ـ 1، كتبه لنفسه علي بن غالب بن محمد بن حزمون الكلبي، وفرغ منه يوم الثلاثاء 12 شوال سنة 535 هـ، بمدينة باغة، وانتسخه من أصل قوبل بأصل الفقيه أبي عبد الله بن عتاب الذي نقله بخطه من نسخة الأصيلي. [12] 

6)      الجزء السابع منه، وهو تكملة للنسخة السابقة، تحتفظ به خزانة القرويين بفاس، برقم : 1873، نسخه علي بن غالب المذكور سابقا، وفرغ من نسخه بمدينة باغة في شهر ربيع الأول من سنة 536هـ . [13] 

7)      السفر الرابع منه بخط أندلسي، أوله باب أفضل الناس من يجاهد بنفسه وماله في سبيل الله، وآخره باب القسامة في الجاهلية، تحتفظ به خزانة القرويين برقم : 130، ووقع الفراغ من نسخه في غرة شهر شعبان المعظم من سنة ست وسبعين وخمسمئة. [14] 

8)      السفر الأخير منه ابتداء من كتاب اللباس، تحتفظ به دار الكتب الناصرية بتمكروت، برقم : 69، كُتب بخط مغربي أندلسي عام 576هـ. [15] 

 

9)      سفر  منه كُتب على أول ورقة أنه الجزء الثاني، أوله حديث المعراج، وآخره باب إذا ندّ بعير لقوم فرماه بعضهم بسهم فقتله، تحتفظ به خزانة القرويين، برقم : 87، وفي آخره ما صورته : “وقع الفراغ منه في منسلخ ربيع الأول من سنة ثلاث وتسعين وخمسمئة”. [16] 

10) السفر الأول منه، تحتفظ به الخزانة العلمية بالمسجد الأعظم بتازة، برقم : 88، كتبه بخط أندلسي عبد المهيمن بن علي بن حرز الله التميمي، وفرغ منه في 15 صفر من سنة 698هـ، وهو مقابل بأصل أبي الخير يونس بن محمد بن مغيث القرطبي (ت532هـ) المكتوب بخط أبي عمر الطلمنكي . [17] 

11) السفر الخامس من النسخة السابقة، تحتفظ به الخزانة نفسها، برقم : 103، كتبه الناسخ نفسه، وفرغ منه في 13 رجب عام 698هـ. [18] 

 

12) السفر الثالث منه، يبتدئ من باب من أراد غزوة فورّى بغيرها، وينتهي بآخر حديث الإفك، تحتفظ به الخزانة العامة بالرباط، برقم : 93 ك، وقع الفراغ من كتابته في 17 ربيع الآخر عام 789هـ. [19] 

 

هذا ما أسعفني البحث للظفر به من نسخ الجامع الصحيح الضاربة في القدم أطنابها، ولا شك أن الخزانة الملكية بالرباط تحتفظ بنسخ أخرى على شرط هذا المقال، ونحن ننتظر صدور الفهرس الخاص بمخطوطات الحديث وعلومه التي توجد بهذه الخزانة المنيفة، ليتم ضم النظير إلى نظيره، وقرن الشبيه بشبيهه في نُهْزة أخرى تسنح، والله الموعد.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــ

 [1]- كذا سماه القاضي عياض في “مشارق الأنوار” 1/9 (المكتبة العتيقة : تونس – دار التراث: القاهرة ط1: 1333)، وللشيخ عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله رسالة لطيفة في ذلك، وهي مطبوعة ومتداولة.

[2]-  لم يصب من ذهب إلى أن أول من أدخل صحيح البخاري إلى الأندلس ـ ومنها إلى المغرب ـ  هو أبو حفص عمر بن الحسن الهوزني الإشبيلي (ت460)، فقبله ـ مثلا ـ أبو محمد عبد الله بن إبراهيم الأصيلي (ت392)، وعمدة من رجح ذلك قول المقري في ترجمة الهوزني : “وسمع في طريقه كتاب صحيح البخاري وعنه أخذه أهل الأندلس”، “نفح الطيب” 2/93 (تح : إحسان عباس، دار صادر، بيروت، ط1: 1408). قلت: وقوله “صحيح البخاري” سبق قلم، والصواب “سنن الترمذي” كما في مصادر ترجمته التي استفاد منها المقري نفسه، ومنها “الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة” لابن بسام، 3/82 (تح: إحسان عباس، الدار العربية للكتاب ، ليبيا – تونس).


[3]- ممن لقب بذلك منهم أبو عمران موسى المصمودي الشهير بالبخاري، “نفح الطيب” 5/236، وجد محمد بن محمد الدرعي المتوفى نحو سنة 1368هـ. “المعسول” 16/342 (تأليف العلامة محمد المختار السوسي، مطبعة النجاح، الدار البيضاء، 1380هـ).   

[4]- “الاستقصاء لأخبار دول المغرب الأقصى” 7/58- 59 (تح: جعفر الناصري- محمد الناصري، دار الكتاب، الدار البيضاء، 1418هـ).


[5]- ممن كان معروفا بنسخ الجامع الصحيح ـ ولا تعدو منسوخاته المعروفة ذلك ـ : محمد بن أحمد بن محمد العربي الحريشي الفاسي (ت1102هـ). “تاريخ الوراقة المغربية” لأستاذ أساتيذنا العلامة محمد المنوني ص117 – 118 (منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، ط1: 1991).

[6]- تحتفظ خزانة القرويين بفاس بقطعة من الجامع الصحيح تمثل الربع الأخير منه، برقم : 67، نسخها أحمد بن عمر بن أحمد بن محمد بن يحيى بن محمد بن عزوز الجزنائي بالمحلة الجهادية أيام حصار المسلمين ظفرهم الله لنصارى سبتة…وكان الفراغ منه ليلة الخميس الموفي ثلاثين من شعبان عام سبعة عشر ومئة وألف. “فهرس مخطوطات القرويين” 1/99 ، (إنجاز المرحوم الأستاذ محمد العابد الفاسي، دار الكتاب، الدار البيضاء، الطبعة الأولى 1399 _ 1409هـ).

[7]- “فهرس مخطوطات خزانة القرويين” 3/87- 88 .


[8]- “الخزائن العلمية بمدينة تارودانت وما إليها” للعلامة محمد المنوني (مقال منشور بمجلة دعوة الحق : ع 280، محرم الحرام- صفر الخير 1411، ص59)، “فهرسة خزانة الإمام علي بتارودانت” رقم: 218، (بحث مرقون).

[9]- خير من تكلم على نسخة الجامع الصحيح التي بخط الحافظ الصدفي الأستاذ عبد الهادي التازي في مقال له بعنوان: “مخطوطة وحيدة في العالم : صحيح الإمام البخاري بخط الحافظ الصدفي” (منشور بمجلة دعوة الحق، ع 8، السنة الخامسة عشرة، صفر 1393هـ). وتعد هذه النسخة إلى حد الآن في حيز المفقود. وللفائدة فقد كنت في زيارة للخزانة الملكية بالرباط، صحبة بعض الباحثين من المغاربة والليبيين، وذلك على هامش الدورة التكوينية التي نظمها مشكورا مركز الدراسات والأبحاث بالرباط حول تحقيق المخطوطات وفهرستها، وكان بصحبتنا الدكتور قاسم السامرائي مؤطر هذه الدورة، وجرى ذكر النسخة الصدفية من صحيح البخاري، فأخبرنا الأستاذ محمد سعيد حنشي – وهو باحث بالخزانة المذكورة – أن هذه النسخة موجودة بالخزانة الملكية، فعجبنا لذلك، وطلبنا منه رؤيتها، لكن نسيانه للرقم الذي تُحفظ به في الخزانة حال دون ذلك، وفي ظني أنها لو كانت حقيقة موجودة بالخزانة لأُعلن عنها، ووضعت للعرض مع نظيراتها في الخزانة، لا سيما أن لها تاريخا دبلوماسيا كشف عنه الأستاذ عبد الهادي التازي في المقال السابق الذكر، والعلم عند الله.

 

   [10]- “فهرس المخطوطات العربية المحفوظة في الخزانة العامة بالرباط” ق2/1/67 (إنجاز ي.س. علوش و عبد الله الرجراجي، منشورات الخزانة العامة للكتب والوثائق، 1421هـ). وقد وصفا الجزء الثالث من هذه النسخة، لكنه ضاع بعد ذلك عندما استعاره المستعرب الفرنسي إ. ليڤي ﭘروفنصال ليطبعه بالتصوير الشمسي كما فعل بالجزء الثاني، وأما الجزء الأول فقد ضاع قديما، وقد كان محفوظا بخزانة القرويين مع الأجزاء الأخرى التي آلت إلى الخزانة العامة بالرباط، غير أن المولى محمد بن عبد الرحمان (محمد الرابع) استنسخه منه، فكتبه بخطه محمد الهادي بن عبد النبي بن المجذوب الفاسي، وفرغ منه في 12 ذي الحجة عام 1285هـ، وهو محفوظ في الخزانة العامة مع الأجزاء الباقية من نسخة ابن سعادة، بالرقم السابق نفسه.

تنبيه : تسمية النسخة السعادية الأصلية بالشيخة كما في الفهرس أعلاه غير صحيح، لأن النسخة الشيخة إنما أطلقت على النسخة التي كُتبت برسم الشيخ أبي المحاسن يوسف بن محمد الفاسي الفهري (ت1013هـ)، وهي بخط محمد بن علي بن محمد المري الأندلسي الجزولي (ت1018هـ) الذي انتسخها من نسخة ابن سعادة التي بخطه. راجع “صحيح البخاري في الدراسات المغربية من خلال رواته الأولين، ورواياته، وأصوله”  للأستاذ محمد المنوني ص522، (مقال منشور بمجلة مجمع اللغة العربية بدمشق، المجلد 49، جمادى الثانية 1394 هـ، العدد 3).

[11]- “خزانة المسجد الأعظم بوزان” للعلامة محمد المنوني ص31 (مقال منشور بمجلة دعوة الحق، ع265،ة سنة 1376هـ)، “الفهرس الوصفي لمخطوطات خزانة المسجد الأعظم بوزان” 1/154- 155 (أنجزه بدر العمراني – محمد سعيد الغازي، بإشراف د/عبد اللطيف الجيلاني، منشورات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، الرباط، ط1: 1429هـ).


[12]- “فهرس مخطوطات خزانة ابن يوسف بمراكش” ص109، (أنجزه الصديق بن العربي، دار الغرب الإسلامي، بيروت، الطبعة الأولى 1994م). وقد تصحفت فيه “باغة” إلى “ياغة”.

[13]- “مخطوطات صحيح البخاري بخزانة القرويين بفاس” للأستاذ محمد بن عبد العزيز الدباغ، ص64 (مقال منشور بمجلة دعوة الحق، ع283، رمضان 1411هـ. ولا وجود لهذه النسخة في “فهرس مخطوطات خزانة القرويين” الذي أنجزه المرحوم محمد العابد الفاسي، لأنه توقف في الفهرسة عند الرقم: 1727، وانظر لزيادة الفائدة “تنبيهات حول الفهرس الذي وضعه محمد العابد الفاسي رحمه لمخطوطات خزانة القرويين” للأستاذ محمد بن عبد العزيز الدباغ (مقال منشور بمجلة آفاق الثقافة والتراث الصادرة عن مركز جمعة الماجد بدبي، السنة الثانية، ع 8، شوال 1415هـ، ص66_ 73).


[15]-
“دليل مخطوطات دار الكتب الناصرية بتمكروت” للأستاذ محمد المنوني ص47.(منشورات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، الرباط، ط1: 1405 هـ)[14]- “فهرس مخطوطات خزانة القرويين” 1/143.

[16]- “فهرس مخطوطات خزانة القرويين” 1/106.

[17]- “فهرس مخطوطات الخزانة العلمية بالمسجد الأعظم بتازة” 1/135- 136 (أنجزه د/عبد الرحيم العلمي، منشورات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، الرباط، 1423هـ)، وتصحف فيه “الطلمنكي” إلى “الطلنمي”، والتصحيح من “صحيح البخاري في الدراسات المغربية من خلال رواته الأولين، ورواياته، وأصوله”  للأستاذ محمد المنوني ص511.

[18]- “فهرس مخطوطات الخزانة العلمية بالمسجد الأعظم بتازة” 1/152. 

[19]- “فهرس المخطوطات العربية المحفوظة في الخزانة العامة بالرباط” 6/23 (إعداد الأستاذ محمد المنوني، منشورات الخزانة العامة للكتب والوثائق، ط1: 1999- 2000).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق