مركز عقبة بن نافع للدراسات والأبحاث حول الصحابة والتابعينغير مصنف

عبدالله بن رواحة والقرآن الكريم

د/ بدر العمراني

عبدالله بن رواحة بن ثعلبة بن امرىء القيس بن عمرو بن امرىء القيس الأكبر بن مالك الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج الأنصاري الخزرجي، يُكنى: أبا محمد. أحد النقباء، شهد: العقبة، وبدراً، وأُحداً، والخندق، والحديبية، وعمرة القضاء، والمشاهد كلها، إلا الفتح وما بعده، لأنه قُتل يوم مُؤْتة شهيداً. وهو أحد الأمراء في غزوة مؤتة، وأحد الشعراء المحسنين الذين كانوا يردون الأذى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وفيه وفي صاحبيه: حسان وكعب بن مالك نزلت[1]: “إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيراً” الآية[2].

لكن كتب الأدب والمحاضرات رَوَّجَتْ عليه حكاية مشينة، اغتر بها بعض الكتاب المعاصرين وَعَدّها من الطُّرَف، فقال بعد ذكرها ناقلا عن الحافظ ابن عبدالبر في الاستيعاب: روينا هذه الأبيات في قصتها من وجوه صحاح.

قلت: والخبر أخرجه أبو طاهر محمد بن عبدالرحمن المُخَلِّص في فوائده[3] قال: أخبرنا أبو عبدالله أحمد بن سليمان الطوسي، أخبرنا الزُّبير بن بَكّار، حدثني موسى بن جعفر بن أبي كثير، حدثني عبدالعزيز بن عبدالله بن أبي سلمة، عن الثقة أن عبدالله بن رواحة الأنصاري كانت له جارية، فاتهمته امرأته أن يكون أصابها، فقالت: إنك الآن جنب منها، فأنكر ذلك، فقالت: فإن كنت صادقا فاقرأ القرآن، وقد عهدته لا يقرأ القرآن وهو جنب، فقال:

شهدت بأن وعد الله حـق            وأن النار مثوى الكافريـنا

وأن العرش فوق الماء طاف       وفوق العرش رب العالميـنا

وتحمله ثـمانية شــداد             ملائكة الإلـه مسومينــا

وهذا السند منكر، فيه: موسى بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري، مجهول بالنقل، لا يتابع على حديثه، كما قال العُقَيْلِي في الضُّعَفَاء[4].

وذكره الذهبي في “العلو[5]“، وقال: روي من وجوه مرسلة منها: يحيى بن أيوب المصري، ثنا عمارة بن غُزَيّة، عن قُدامة بن محمد بن إبراهيم الحاطبي، فذكره، فهو منقطع.

قلت: ويحيى بن أيوب المصري، يأتي بالمناكير، قال ابن معين: صالح الحديث. وقال أحمد: سيئ الحفظ. وقال ابن القطان الفاسى: هو ممن علمت حاله وأنه لا يحتج به. وقال أبو حاتم: لا يحتج به. وقال النسائي: ليس بالقوى. وقال الدارقطني: في بعض حديثه اضطراب[6].

 وقال الشيخ محمد زاهد الكوثري[7]: “وهذه قصة تذكر في كتب المحاضرات والمسامرات دون كتب الحديث المعتمدة، ولم ترد في كتب أهل الحديث بسند متصل ولو من وجه واحد، وأما ما وقع في الاستيعاب من قول ابن عبد البر (رويناه من وجوه صحاح) فسهو واضح من الناسخ، وأصل الكلام (من وجوه غير صحاح) فسقط لفظ (غير) فتتابعت النسخ على السهو، إذ لم يجد أهل الاستقصاء سندا واحدا يحتج بمثله في هذه القصة، بل كل ما عندهم في هذا الصدد أخبار منقطعة، وما يكون في عهد ابن عبد البر مرويا بطرق صحيحة كيف لا يكون مرويا عند من بعده ولو بطريق واحد صحيح ، وهذا يعين ما قلناه من سقوط لفظة (غير) في الكتاب، ولم يتمكن الذهبي بعد بذل جهده من ذكر سند واحد غير منقطع في القصة، وأفعال الصحابة كلها جِدّ، وجَلّ مقدار مثل هذا الصحابي عن أن يوهم صحابية أنه يتلو القرآن بإنشاده الشعر لها، وإيهام كون الشعر من القرآن ليس مما يُقِرُّ عليه النبي r، فمتن الخبر نفسه يدل على البطلان، على أن الحافظ ابن الجوزي ذكر في كتاب الأذكياء أنه قال :

وفينا رسول الله يتلو كتابــه           كما انشق مرموق من الصبح ساطع

أرانا الهدى بعد العمى فقلوبنـا           به موقنات أن ما قـال واقــع

يبيت يجافي جنبه عن فراشــه           إذا استقلت بالمشركين المضاجـع

وأين هذا الشعر من ذاك الشعر والحكاية هي هي، ولا مجال لتعدد القصة لأن المرأة لا تخدع بمثل ذلك مرتين “.

وقد أغفل ذكرها الحافظ ابن حجر في ترجمته من الإصابة، ولعل نكارتها هي السبب في الإغفال والإهمال. والحمد لله رب العالمين.


[1] رواها الحاكم في المستدرك 3/488. والطبري في التفسير 19/79.

[2] الشعراء:226.

[3] ذكره الشيخ أحمد بن الصديق في شوارق الأنوار المنيفة رقم : 12 .

[4] الضعفاء الكبير 8/173. لسان الميزان 3/52.

[5] العلو للعلي الغفار : 203.

[6] ميزان الاعتدال 4/362.

[7] تبديد الظلام المخيم من نونية ابن القيم : 125.

where to order cheap viagra how safe is viagra from india go
viagra were to buy viagra 100 pictures which is better bialis or viagra
abortion misoprostol open abortion clinic chicago il
bystolic copay savings card daliresp patient assistance bystolic generic

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق