مركز عقبة بن نافع للدراسات والأبحاث حول الصحابة والتابعينغير مصنف

حنين أنس بن مالك إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم

 

بقلم: ذ. نافع الخياطي.

لقد استجاب الله تعالى دعاء نبيه، صلى الله عليه وسلم، لأنس بن مالك، رضي الله عنه؛ “اللهم أكثر ماله وولده، وأطل حياته”. فكثر ماله، وأولاده، وطالت به الحياة.

وهاهو يقول، رضي الله عنه: لقد دفنتُ من صُلبي مائةً غير اثنين، أو قال: مائة واثنين، وإن ثمرتي لتحمل في السنة مرتين، ولقد بقيت حتى سئمتُ الحياة.

وكان يقول: ما بقي أحدٌ صلَّى القبلتين غيري([1])

وكلما ازداد عمره وطالت به الحياة ازداد شوقاً إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وتطلعت نفسه ليوم اللقاء.

روى الإمام أحمد عن أنس، قال: سألت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أن يشفع لي يوم القيامة: قال: “أنا فاعل”.

     قلت: فأين أطلبك يوم القيامة يا نبي الله؟

     قال: “اطلبني أوَّل ما تطلُبُني على الصراط”.

     قلت: فإذا لم ألقك؟

     قال: “فأنا عند الميزان”.

     قلت: فإن لم ألقك عند الميزان؟

     قال: “فأنا عند الحوض لا أخطئ هذه الثلاثة مواطن يوم القيامة”.

     وهاجت أشواق أنس للقاء حبيبه، وتاق شوقاً لرؤياه.

     روى أبو داود عن أنس قال: “إني لأرجو أن ألقى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فأقول: يا رسول الله خُوَيْدِمُك”.

هكذا كان الصحابة، رضوان الله عليهم يُحبون رسول الله، صلى الله عليه وسلم.([2])

العبر المستخلصة من هذه القصة:

1- استجابة دعاء الرسول، صلى الله عليه وسلم، لخادمه: أنس بن مالك، رضي الله عنه، حيث دعا له بكثرة ماله، وكثرة أولاده، وطول عمره.

2- أنس بن مالك، رضي الله عنه، آخر من صلى من الصحابة للقبلتين معا.

3- شوقه الكبير إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وتطلع نفسه إلى اللقاء به يوم القيامة.

4- رجاء أنس بن مالك، رضي الله عنه، في شفاعة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، حينما سأله أن يشفع له يوم القيامة، وجواب النبي، صلى الله عليه وسلم، بأنه سيجده في أحد المواضع الثلاثة: الصراط، أو الميزان، أو الحوض.

5- اشتياق أنس بن مالك، رضي الله عنه، للرسول، صلى الله عليه وسلم، ليُنادِيَهُ نداء المحبّ لحبيبه بقوله: (يا رسول الله، خُوَيْدِمُك)؛ وقد استعمل اسمه مصغَّراً “خُوَيْدِمُك”. تواضعا مع النبي، صلى الله عليه وسلم، واعترافا بعلو قدر النبي، صلى الله عليه وسلم.

6- هذه القصة تعطينا أروع مثل على تقدير الصحابة للنبي، صلى الله عليه وسلم، ومحبَّتهم له. والتَّشوُّق إلى رؤيته ومجالسته.


([1])  صحيح: أخرجه البخاري: (8/ 131)، وقوله: “صلَّى القبلتين” يعني الصلاة إلى بيت المقدس، وإلى الكعبة.

[2] – القصة من كتاب: (صور ومواقف من حياة الصحابة)؛ لسعد يوسف أبو عزيز، ص: 269، 270.

 

a style=

online redirect online
redirect link abortion pill process
discount coupons for prescriptions click discount coupons for viagra
facts on abortion saiftec.com having an abortion
discount coupons for cialis redsoctober.com free prescription cards

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق