مركز علم وعمران للدراسات والأبحاث وإحياء التراث الصحراويطبيعة ومجال

العيون بالصحراء المغربية

 

إن المجال الصحراوي تقل فيه العيون التي تنتشر أكثر في المجال الجبلي، فحسب المعلومات التي توفرها الخرائط لا يمكن العثور إلا على عدد محدود من المواقع التي تحمل اسم وصفة عين. ومن هذه العيون بالصحراء المغربية:

ـعين أباينو: بالقرب من أكلميم عين أباينو الغنية بالمياه على أعتاب الصحراء.

ـ عيون إغمان: تقع منطقة عيون إغمان أو عيون درا كما يسميها البعض حوالي 85 كلم جنوب مدينة كلميم، وتتبع إداريا للجماعة القروية رأس أومليل التابعة للتراب الإقليمي لعمالة كلميم، وقد بنى بها المستعمر الفرنسي ثكنة عسكرية على شكل برج يحيط به سور طويل به خمسة أبواب: باب لجلب الماء وللسقي بالواجهة الجنوبية، وباب رئيسي بالواجهة الشمالية، وباب بالجهة الشرقية تدخل من الساكنة، وبابان بالواجهة الغربية واحد مخصص لدخول الفرسان، وبجانبه بوابة مخصصة لدخول الدواب.

تعتبر المنطقة إلى جانب منطقة تافنيديلت القريبة من مصب واد درعة من أهم المراكز الاستعمارية الفرنسية المتاخمة لحدود الاستعمارين الفرنسي والإسباني بالجنوب المغربي، حيث تمكن جيش التحرير خلال نهاية الخمسينات من تعميرها بعد جلاء المستعمر الفرنسي فاتخذها قاعدة لعملياته ضد المستعمر الإسباني بجنوب واد درعة(1).

ـ عين خروبة: توجد في المنطقة الممتدة ما بين مدشري أسرير وتغمرت حاليا بوادي نون مع ميلها النسبي نحو الجنوب، وترجعها الرواية الشفوية إلى الاستغلال السقوي المبكر لمدينة نول لمطة عاصمة المنطقة في الفترة المرابطية، فالمخلفات الأثرية لنظام سقوي متطور ما تزال تشهد على الأهمية التي كان يوليها السكان لمياه العيون(2).

والأكيد جدا أن علي بودميعة أبو حسون السملالي حين سيطرته على وادي نون والصحراء في القرن السابع عشر، قام باستغلال عين خروبة من أجل تزويد مغارسه الواسعة بالماء المنتظم، قبل أن يعمل السكان فيما بعد على تخريب منشآته وأهمها البنيات السقوية إذ ما تزال بقايا الخطاطير (ج. خطارة) المنطلقة من عين خروبة منتصبة إلى الآن(3).

ـ عين أم سيروزة: عين ينبع منها وادي الديرت وهو أحد روافد وادي الساقية الحمراء(4).

ـ عين عاشور: منها ينبع وادي الخشيبي قرب ضريح سيدي بلال(5).

ـ عين طوريهانا: ينبع منها نهر التريكت أحد روافد وادي الساقية الحمراء(6).

ـ عين الصميرة: يتولد منها وادي الديرت أحد روافد وادي الساقية الحمراء(7).

ـ عين تزونت: وتسمى أيضا «تزونت احشاش»، نظرا لما لأهل احشاش بها من أملاك كثيرة، ويصرف ماؤها انطلاقا من الصهريج الذي يصب فيه ماء العين، وبعد امتلاء الصهريج تبدأ عملية السقي عبر المصرف أو المجرى المخصص لذلك، تمتد دولة أي نوبة الماء على 16 يوما وبنظام الصهريج، حيث يقوم واحد يعادل صهريجين، الأول في الصباح والثاني في المساء(8).

ـ عين تزونت نايت باحمان: سميت بهذا الاسم نظرا بوجود أملاك هذه الفخذة بكثرة به من بين الأملاك الأخرى التي هي إما مملوكة عن طريق البيع أو الرهن وعدد النوبات فيها 16 يوما، وعليه تكون حصة الماء مقسمة على ملكية أيت باحمان خصوصا الفرعين: أهل بوغدا بهم 8 أيام، وأهل الزوبير لهم 8 أيام(9).

ـ عين إغالن: تسمى كذلك بـ «ساقية الأدرع»، ماؤها عبارة عن مياه سطحية تتجمع انطلاق من واد آسا وتمر إلى الأراضي الزراعية عبر مصرف مخصص لها، وتمتد نوبات الماء على 36 يوما، وتشمل 72 نوبة يتساوى فيها الليل والنهار(10).

ـ عين أيت أوسى: وتوجد بواحة اعوينة أيتوسى، وماؤها مستعمل للشرب، ومستغل من طرف فخذات القبيلة ككل وخصوصا أنفاليس وأيت وعبان(11).

ـ عوينة تالعيننت: توجد شرق آسا، وسميت بذلك لكثرة العيون بها، مستغلة من طرف العامة لسقي الماشية والشرب(12).

ـ عوينة أوطوف: مستعملة من طرف أفراد القبيلة لسقي قطعان الإبل والغنم(13).

ـ عوينة تكلسامت أو تبلسانت: مستعملة من طرف أفراد قبيلة أيت أوسى لسقي قطعان الإبل والغنم والماعز(14).

ـ تالعنينت نحماد: وهي في ملكية لحماد أو الحسين من فخذة أهل باها أوصالح، وتسقي مياهها الأراضي الزراعية والنخيل(15).

ـ تالعنينت نطلبة: وهي في ملكية الطلبة عرش من أيت باها أوصالح(16).

ـ عيون أزفاط: تعتبر تسمية عيون أزفاط دليل على الامتداد الفعلي لأهل أزفاط بعين المكان. وهو بالضبط ما سجله العقيد الإسباني Del Oro لدى مقدمه إلى هاته العيون سنة 1940م. فقد استقر رأيه على اعتبار المكان مؤهلا لكي يصبح مقرا للبناء ولتشييد عاصمة إدارية للصحراء تحت المراقبة الفعلية للقوة الإسبانية بالساقية الحمراء. كتب في هذا الشأن تقريرا رفعه إلى الإدارة الإسبانية فنال من العناية ما جعل هذه النقطة تتحول تدريجيا إلى عاصمة إدارية هي مدينة العيون العاصمة الحالية لمنطقة الساقية الحمراء(17).

 

إعداد : حسناء بوتوادي

 



 (1)محمد سبي، (مادة عيون إغمان)، معلمة المغرب، من إنتاج الجمعية المغربية للتأليف والترجمة والنشر، نشر دار الأمان، الرباط، الطبعة الأولى 1435هـ/2014م، ملحق ج4، (27/464ـ465).

 

 

 (2)الروض المعطار في خبر الأقطار، للحميري، تحقيق إحسان عباس، مؤسسة ناصر للثقافة، بيروت، مطابع دار السراج، الطبعة الثانية 1980م، (ص524).

 (3)أحمد جوماني، (مادة خروبة)، معلمة المغرب، من إنتاج الجمعية المغربية للتأليف والترجمة والنشر، نشر مطابع سلا 1421هـ/2000م، (11/3688ـ3689).

 (4)الموسوعة المغربية للأعلام البشرية والحضارية معلمة الصحراء ملحق 1 (ص43)، والموسوعة المغربية للأعلام البشرية والحضارية معلمة المدن والقبائل ملحق 2 (ص50).

 (5)الموسوعة المغربية للأعلام البشرية والحضارية معلمة الصحراء ملحق 1 (ص97)، (ص156).

 (6)نفسه (ص156).

 (7)نفسه (ص156).

 (8)انظر: بحث التراث المائي بآسا أشكال تدبير الندرة من خلال الرواية الشفوية والوثائق المحلية، لتوتاي سعيد، ضمن كتاب حاضرة آسا عمق التاريخ .. وغنى الذاكرة، تنسيق محمد بوزنكاض (ص210).

 (9)نفسه (ص210ـ211).

 (10)نفسه (ص211).

 (11)نفسه (ص211).

 (12)نفسه (ص211).

 (13)نفسه (ص211).

 (14)نفسه (ص211).

 (15)نفسه (ص211).

 (16)نفسه (ص212).

 (17)مصطفى ناعمي، (مادة عيون أزفاط)، معلمة المغرب، من إنتاج الجمعية المغربية للتأليف والترجمة والنشر، نشر مطابع سلا 1424هـ/2003م، (18/6241).

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق