مركز علم وعمران للدراسات والأبحاث وإحياء التراث الصحراويطبيعة ومجال

التغيرات المناخية والبيئية بمنطقة الصحراء الشمالية الغربية الأطلسية من خلال بعض المعطيات الأثرية

تقديم:

إن غياب الدراسات والأبحاث بمجال الصحراء الشمالية الغربية الأطلسية، في عصور ما قبل التاريخ يضعنا أمام إشكال كبير في محاولة كتابة التاريخ القديم لهذه المنطقة، على اعتبار أنها شكلت في الماضي مجالا حيويا مهما لثقافات عديدة تعاقبت على مجال شمال إفريقيا والصحراء.

إلا أننا قبل الغوص في الموضوع لابد لنا أن نحدد مجال دراستنا وماذا نقصد بكلمة الصحراء الشمال الغربية الأطلسية في مقالنا هذا، فهي ذلك المجال الممتد من فم واد نون (°29) شمالا، إلى الحدود الجنوبية وبالضبط على النقطة (21°)، والتي يمكن تقسيمها إلى ثلاثة مجالات جغرافية لها تقريبا نفس الخصوصيات الجغرافية والجيولويجية والطبوغرافية، وهي درعة السفلى إلى المصب، قرب مدينة الطانطان، ثم حوض الساقية الحمراء،  فمنطقة وادي الذهب «تيرس» والتي يمكننا تحديدها جغرافيا من واد لكراع شمالا إلى الحدود الجنوبية «لكويرة» (الخريطة رقم1).

 أما بخصوص الفترة الزمنية فإن تاريخ شمال إفريقيا القديم يشمل ما قبل وما قبيل التاريخ، وبطبيعة الحال، لا ندعي أننا سنستطيع الإجابة عن كل الأسئلة المطروحة، إلا أننا سنعمل على وضع إطار للدراسة وطرح إشكاليات علمية دقيقة من أجل فتح نقاش بين الباحثين والمهتمين بدراسة التاريخ القديم بالهوامش الشمالية للصحراء الكبرى.

 

المحور الأول:  الإطار البيئي للصحراء الأطلسية خلال الهولوسين

 

إن دراسة المناخ القديم والتطورات الثقافية والهجرات البشرية التي رافقتها يتطلب جهدا كبيرا وإمكانيات علمية دقيقة، لرصد مراحل تراجع مناخ شمال إفريقيا القديم والصحراء الكبرى، الذي يعد من الموضوعات المهمة في تركيب البيئية القديمة للمجال وتوضيح الصورة بخصوص التطور الحضاري بشمال أفريقيا والصحراء خلال عصور ما قبل التاريخ.

إلا أننا قبل ذلك لا بد من الإشارة إلى الإطار الطبوغرافي للمجال  فهو مشكل من سهول صحراوية مغطاة بالصخور، والكثبان الرملية، مع قلة المرتفعات كالجبال والهضاب، أما الشبكة المائية فمعظمها غطتها الكثبان الرملية بعد الجفاف الطويل الذي عرفته المنطقة ويبقى وادي الساقية الحمراء أكبر واد بحوض الساقية الحمراء الذي يسيل من الشرق نحو الغرب على مسافة تقدر ب 500 كلم حتى يصل إلى مصبه شمال غرب مدينة العيون.

عرفت الصحراء خلال عصور ما قبل التاريخ كما هو في ساحلها الغربي حضورا بشريا قديما ارتهن بكمية الأمطار المتساقطة في السنة، فالصحراء بشكل عام بدأت تتسع منذ زمن بعيد، أرخها بعض المهتمين بتتبع التغيرات المناخية في المناطق الصحراوي ببداية البليوسين(1)، وهي الفترة التي بدأت تظهر فيها بعض البقايا الأثرية في مناطق ساحل الصحراء، وذلك بعد ما غادرت بعض المجموعات البشرية الصحراء الوسطى في اتجاه المناطق الخاضعة لمؤثرات متوسطية ومراكز الضغط الجوي الصحراوي، والتي تأثرت بصعود الرياح الموسمية في الصيف شمال خط عرض 20° (2)، الذي عرف ظهور مؤثرات مدارية، وهي نتائج أساسية أثرت على المناخ في غرب الصحراء(3).

وتأكد السجلات المرتبطة بدراسة المناخ القديم أن شمال أفريقيا قد عرفت تغيرات مناخية مهمة خاصة في الفترة السابقة للهولوسين وهي الفترة التي عرفت المنطقة تعميرا بشريا مهما خلف لنا العديد من العناصر الثقافية المادية بمجموعة من المناطق، وهي شاهدة على الوضع المناخي الملائم لاستقرار الإنسان. إلا أن هذه الفترات الرطبة تخللتها فترات جافة متفاوتة الفترة الزمنية، فأقدم فترة استطاعة الباحثين رصدها هي التي تعود إلى 40000 سنة قبل الحاضر تقريبا، فقد تميزت بغزارة الأمطار التي تجاوزت 400 ملم في السنة، ليستمر المناخ رطبا إلى حدد 20000 سنة قبل الآن، وهي الفترة التي عرفت ظهور الحضارة الأشولية(4) والعاتيرية(5)، تلتها فترة من الجفاف استمرت إلى 18000سنة قبل الحاضر، لتعود الرطوبة بعد 12000 سنة قبل الحاضر، ليعم المنطقة جفافا قصيرا دام حوالي 1500 سنة، بعده عادت الرطوبة إلى أقصى درجاتها مابين 10500 و4000 سنة قبل الحاضر، وكانت الفترة الممتدة مابين 8500 سنة قبل الحاضر و 6500 سنة قبل الحاضر (الشكل رقم 1)، من أهم فترات الرطوبة التي وصلت إلى ذروتها نتيجة هطول كمية مهمة من الأمطار وذلك على طول السنة، مما أنعش الفرشة المائية السطحية خاصة بحيرة التشاد التي اتسعت مساحتها(6)، في المقابل عرفت درجات الحرارة تراجعا واستقرارا مما حافظ على كميات المياه من التبخر في الأودية و البحيرات(7).

 هذه التغيرات المناخية والبيئية التي عرفتها شمال أفريقيا والصحراء كانت لها أسباب  جغرافية مرتبطة بالأساس بالموقع الجغرافي الذي يخضع إلى دوران الأرض والغلاف الجوي والقرب والبعد من التأثيرات المحيطية بين مرحلة وأخرى، وقد أكدت الدراسات الجيومورفولوجية وحبوب اللقاح في جنوب الصحراء الكبرى، أن بحيرة فيكتوريا بغرب الكونغو وبجنوب الكاميرون ونيجيريا، أن جزءا كبيرا من الغابات اختفت خلال العصر الجليدي المتأخر، فاتحتا المجال لسهوب والسافانا(8)، وقد أظهرت نتائج دراسة حبوب اللقاح تعود للهولوسين في حوض التشاد أنه منذ حوالي 7 ألاف سنة مضت عرفت منطقة الساحل توسعا كبيرا لأنواع عديدة من الأشجار الاستوائية(9)، كما أنه خلال 7 ألاف سنة بدأت الرواسب تأخذ نوعا من الخشونة وهي تسير نحو الترمل وهو ما يفسر تغيير كبير في الشبكة المائية التي تقترن بالرواسيب الرملية الخشنة التي تخلفها السيول والفيضانات(10).

وأبانت البيانات التي توصل إليها الباحث «LÉZINE, A.-M»حول تحليل حبوب اللقاح أن كمية كبيرة من الأنواع والأصناف المتوسطية تمتد في اتجاه المناطق الصحراوية(11)، وتعمر هذه المجالات الجافة اليوم، والتي تعطينا فكرة عن الوضع المناخي الرطب الذي عرفته هذه المجالات الصحراوية قديما(12)، مما جعله يضع فرضيات علمية حول وجود تشكيلة نباتي متوسطة في مجال صحراوي، معتمدا على قوة الرياح التي تعرفها المنطقة بعض الأحيان، وافترض إمكانية نقل هذه الحبوب للمنطقة عن طريق الرياح(13)، ليعود ويؤكد بناءً على الدراسات البالينولوجية(14) أخرى في نفس الموضوع أنه من خلال دراسة الرواسيب تبين له أنها تحتوي على شظايا من الخشب الصنوبر، وهو ما يزيد الباحث إصراراً على تشبثه بفرضية امتداد الأصناف النباتية المتوسطة نحو المجالات الصحراوية المناطق الصحراوية(15).

لقد تمت دراسة حبوب اللقاح في الصحراء الوسطى من طرف الباحث «LÉZINE, A.-M»والذي نشر نتائج هذه الدراسة سنة 1973م وهي تحمل عنوان «دراسة التساقطات وحبوب اللقاح بالصحراء الإسبانية» والتي أظهرت وجود 20% من العينات المدروسة تنتمي إلى النباتات المتوسطة التي تنمو في مناطق البحر الأبيض المتوسط التي تتسم بالاعتدال البيئي(16). خلال الهولوسين  الذي عرفته الهوامش الشمالية للصحراء تطورا بيئيا مهما والذي ارتبط بتغير في انتظام التساقطات الذي أثر في تغيير في نظام جريان مياه الأنهار والأودية، الذي بدوره أدى إلى خَللٍ في الشبكة الهيدرولوجية والترسبات والتربة والغطاء النباتي(17).

 

المحور الثاني: ملامح من الاستيطان البشري القديم بالمنطقة من خلال بقايا الثقافات المادية القديم:

 

يقوم المناخ بدور كبير وهام في تحديد مسارات التطور الحضاري لحياة الإنسان، وهو ما يؤكده الباحث «فيفر FEVRIER» بقوله أن: «المناخ يمارس فعله دائما على الإنسان سواء كان ذلك بصورة مباشرة أو بواسطة العالم النباتي، كما يؤثر بذات القدر على كافة نواحي أدائه وتصرفاته، مما ينعكس على مجموعة حياته وأفعاله ككل»(18).

يرى الباحث أعشي مصطفى، أن التغيرات المناخية التي عرفتها الصحراء الكبرى بلغ عددها إلى لأن أربع دورات بينها دورات جافة وحارة، وكان على الإنسان الذي عاش في هذه الصحراء مضطرا لمغادرتها والنزوح إلى المناطق المجاورة تبعا للظروف المناخية وبحثا عن الكلأ والماء(19).

ومع بداية اتساع حلقات الجفاف خلال الألفية الثالثة قبل الميلاد، واستمراريته في المنطقة  اضطرت العديد من المجموعات البشرية للهجرة ومغادرة الأماكن القاحلة حاملة معها ثقافاتها مما خلق نوعا من  التواصل والتلاقح والتبادل الثقافي والحضاري بين المجموعات البشرية والبيئات المختلفة التي أنتجت لنا ثقافات متعددة، والتي بدأ الباحثين يهتمون ببقاياها المادية وذلك لرصد التطور التقني والفني الذي واكب التغيرات المناخية والبيئية بالمجال. ويعد الدكتور «بلاشيرBLEICHER» أول من قام بدراسة ميدانية لما قبل التاريخ بالمغرب، والذي اكتشف حينها أدوات حجرية ترجع لفترة ما قبل التاريخ(20)، إلا أن الدراسات الأثرية الدقيقة لم تنطلق إلا خلال الثلاثينيات من القرن الماضي(21)، واستطاع خلالها أناداك الباحثون تقسيم عصور ما قبل التاريخ إلى بالمغرب مجموعة من الفترات التي تتميز بصناعة حجرية مختلفة حسب كل مجموعة بشرية منتجة لها(22)، وهكذا أمكنهم وضع تقسيما مبنيا على التطور التقني للإنسان، وهو كالأتي: العصر الحجري القديم الأسفل الذي عرف ظهور بقايا حضارة الحصى المشذبة(23) والحضارة الأشولية، ثم العصر الحجري الأوسط الذي عرف بروز ثقافتين أكثر تطورا من السابق وهما الحضارة العثيرية والمستيرية(24)، ثم حضارة العصر الحجري القديم الأعلى والحديث(25).

إن تحديد تاريخ ظهور الإنسان بالمغرب ليس أمرا سهلا، وذلك لعدم بقاء المواد التي استعملها أول مرة التي تتلاشى مع مرور الزمن خاصة الأغصان والعظام التي لم يصلنا منها إلا القليل(26)، وهو ما جعل الغموض يلف أصول المجموعات البشرية التي خلفت لنا بقايا حضاراتها القديمة، ومدى الدور الذي لعبته في بناء ثقافة محلية بمجال الصحراء الأطلسية، هذا الغموض لن ينجلي إلا بدراسة استرتغرافية لمجموعة من المواقع الأثرية، وكذا القيام بحفريات لبعض أنواع قبور ما قبل الإسلام. وقد ناقش بعض الباحثين الآراء المختلفة حول نشأة جنس البحر المتوسط، ولم يقتصر هذا الاختلاف بين الباحثين عن البحث في جذورهم فقط بل تعداه إلى لون بشرتهم(27).

إن الموقع الاستراتيجي لمنطقة الصحراء الأطلسية على الهوامش الشمالية للصحراء الكبرى جعلها تختص بالعديد من الملامح الثقافية والبيئية القديمة التي من شأنها أن تفسر العديد من الإشكالات العلمية في مجال علم الآثار والبيئية القديمة(28)، وهو ما تؤكده بعض الدراسات التي أجريت على بعض بقايا الحضارات القديمة بالمنطقة والتي أسفرت نتائجها عن معطيات جد مهمة حول الصلات الثقافية للمنطقة مع المناطق المجاورة لها(29)، والمتمثلة في الأدوات الحجرية، والفن الصخري بنوعيه «الرسم والنقش» وطرق الدفن، هو دليل على أن منطقة الصحراء الشمالية الأطلسية الغربية لم تكن معزولة عن محيطها الصحراوي خلال عصور ما قبل التاريخ، هذا التنوع في البقايا الأثرية دليل أيضا على النشاط البشري الذي عرفته الأنهار وروافدها القديمة، وهي أدلة أثرية استمرت خلال العصر الحجري القديم والحديث.

وتعتبر الأدوات الحجرية التي تعود إلى الحضارة الأشولية وبعض البقايا العتيرية والمستيرية أهم البقايا المادية للعصر الحجري القديم بالمنطقة إلى حد الساعة(30)، مع غياب بقايا حضارة الحصى المشذبة رغم اكتشافها من طرف الباحث «تيدور مونود  MONOD, »، بجنوب المنطقة بمواقع «واد اكريديل» و«أمزيلي» و«كرارت» و«أزيلال» وهي مواقع توجد شمال أثار الموريتانية،  وتعد إلى حد الآن أقدم صناعة حجرية مكتشفة في منطقة الساحل الصحراء(31).

 

1-   المناطق الساحلية :

خلال سبعينيات القرن الماضي أجرى المركز الوطني للأبحاث العلمية الإسبانية تحث إشراف الباحث «الماكرو باتش»، مدير المتحف الأركيولوجي الوطني بمدريد، مسحا أثريا بالمنطقة الساحلية مابين منطقة طرفاية شمال منطقة الساقية الحمراء إلى الحدود الجنوبية للمملكة.

 فاكتشف عدة مواقع أركيولوجية معظمها تعود للعصر الحجري القديم الأعلى والحديث، اللقى الأثرية عبارة عن سكاكين ومكاشط  ومثاقب، ورؤوس الرماح التي يتم  صنعها من حجر الصوان(32)، وقطعا خزفية نيوليتية(33)، إضافة إلى خمس جرت ذات الشكل البيضوي(34)، ورحى حجرية للطحن الحبوب(35). ويمكننا أن نشير في هذا الإطار إلى نماذج من هذه المواقع وهي:

موقع «تافروت»: وهو عبارة عن نقطة ماء «بئر»، ورد اسمه أول مرة في تقرير مصلحة الجغرافية الخارجية بمدريد سنة 1958م، وهو موقع يبعد عن فم الواد مصب واد الساقية الحمراء بحوالي 28 كلم في اتجاه الشمال، غير بعيد عن ساحل المحيط الأطلسي، في وسط مجموعة من الكثبان الرملية، يوجد تمركز مهم لحجر الصوان المعالج، ذو اللون البني والأبيض والأبيض اللامع،مع بعض شظايا الفخار(36).

موقع كثبان «medano de santiago» على الجانب الطريق المعبدة الرابطة بين مدينة بوجدور والعيون، على بعد 22 كلم غرب مدينة العيون توجد طرق غير معبدة داخل مجموعة من الكثبان الرملية المعروفة بـ«dune de santiago»، عثر على تمركز للأدوات الحجرية المصنوعة من الصوان(37).

 

2- منطقة تيرس(38):

تقع منطقة  «دوكش» بمنطقة ترس، بالجهة الغربية لمنطقة «ميجك» وهي منطقة جبلية ذات صخور منصهرة(39)، التي تعتبر مصدر المادة الأولية التي استعملها الإنسان القديم في صناعاته الحجرية، المنطقة يتخللها وادان مهمان هما «واد أجفل» و«واد تيمكرداد»(40)،  حيث عثر على مجموعة من الصناعات الحجرية القديمة، التي يمكن تقسيمها إلى نوعين: النوع الأول بدائي بعض الشيء، والثاني أكثر تطورا منه، وهو عبارة عن سواطير، ومكاشط، ومثاقب، وبعض الفؤوس الحجرية ذات الوجهين، التي تشبه الصناعة «الفالوازية» التي تنسب للحضارة المستيرية(41)، ويعتبر حجر الكوارتز المادة الخام التي صنعت منها هذه الأدوات، وذلك لانتشاره قرب المواقع التي اكتشفت بها، وكذا لسهولة معالجة بعض أنواعه، وهو ما يوحي بأن الإنسان لم يبدل جهدا كبيرا في البحث عنه. وغير بعيد عن «دوكش» قرب جبل “كنيني” حوالي 250 كلم جنوبا، وفوق بعض التلال المتوسطة الإرتفاع عثر على ورشة مهمة لصناعة الأدوات الحجرية معظم بقايا تتكون من ذات الوجهين «المثاقب» و«المكاشط» و«السكاكين»، ودائما بمنطقة تيرس يوجد موقع غير بعيد عن السابق، اكتشف سنة 2007م وهو موقع «خنيفسة» بـ«أم كرين»، هو عبارة عن جبل متوسط الارتفاع يمتد على مسافة كلمتر واحد في الطول و نصف كلمتر في العرض، يبعد عن «دوكش» بحوالي 50 كلم، و25 كلم عن «زوك» في الجهة الجنوبية الغربية، بالقرب من الحافة الغربية لعرق «أزافال»(42)، تهيمن على الموقع صناعات العصر الحجري القديم الأوسط والحديث (الشكل رقم2)، والتي تأكد قدم الاستقرار البشري بهذه المجالات الصحراوية، الموقع جد مهم نظرا  لنوع وقيمة للبقايا المادية التي يحتفظ بها وكذلك لموقعه الاستراتيجي بين شمال موريتانيا «الزويرات» و«أدرار»(43) التي تعتبر حسب بعض الباحثين أقصى نقطة وجدت فيها بقايا صناعات أشولية(44) ومنطقة «زمور» والساقية الحمراء التي تعتبر امتداد طبيعي للثقافات الصحراوية والمتوسطية بهذه المجالات الصحراوية التي كانت في ما مضى مفتوحة أمام تنقل المجموعات البشرية شمالا وجنوبا وشرقا وغربا(45).

 

3-حوض الساقية الحمراء:

عاشت بعض المجموعات البشرية بحوض الساقية الحمراء وتيندوف خلال العصر الحجري القديم والحديث، وقد خلفت لنا العديد من الصناعات الأشولية (الشكل رقم3) والعاثيرية، المعروفة بـ«الفالوزية»، إلا أن غياب تأريخ محدد لهذه الصناعات جعل الباحثين يعتمدون على تصنيف هذه الصناعات «TYPOLOGIQUE» وهي تقنية جد مهمة لمعرفة التطور التقني للمجموعات المنتجة للصناعة الحجرية(46)، ومن خلال تصنيف هذه الأدوات تم العثور على «مكاشط»، «ذات الوجهين»، «السكاكين»، «النوى»، ولم يتم العثور على أي أداة ذات التقنية «الفالوازية» من التقاليد الأشولية، والتي أشار إليها الباحث «فيرني رVERNET, R.,». بمنطقة أدرار الموريتانية(47)، وكذا بليبيا الغربية والتي أرخت بها بحوالي 90000 سنة قبل الحاضر(48)، أما في الشمال أفريقيا فقد عثر الباحثين «H.ALIMEN, J.CHAVAILLON»، بنمطقة بنعباس بالجزائر في واسط طبقات جيولوجية سلطانية على صناعات فالوازية(49)، أما بمجال الصحراء الأطلسية فقد عتر الباحث M.ANTOINE على موقع بنواحي مدينة كلميم به صناعات ذات التقنية «الفالوازية»(50)، وبمنطقة «تلمزون» و«وين مدكور» قرب طانطان عثر الباحث «JORDA CERDA» على أدوات حجرية مستيرية تهيمن عليها  المكاشط(51). وبمنطقة الساقية الحمراء اكتشف الباحث الاسباني «الماكرو» عدة مواقع تعود للعصر الحجري القديم الأوسط والأعلى ضواحي مدينة العيون، «لغزيرة»، «لمسيد»، «ازيك»، كما سجل البحث الأثري وجود موقع بحوض طرفاية غني بالصناعات المستيرية(52)، أما الدراسة التي أجراها الباحث « H.BESSAC» نواحي تيندوف بأعالي حوض الساقية الحمراء، فقد أسفرت عن وجود عدة قطع عتيرية(53)، ومع ذلك فإن مجموع المواقع القديمة المعروفة اليوم بالصحراء الأطلسية قليلة، فمن أصل 191 موقع عثيري بالصحراء، يوجد 17 موقعا منها فقط بحوض الساقية الحمراء، تتمركز معظمها على جنبات واد الساقية الحمراء، وهو عدد قليل إذا ما قورن بالموقع الاستراتيجي الذي توجد به المنطقة والاعتدال المناخي الذي عرفته في مجموعة من فترات ما قبل التاريخ الشيء الذي جعلها منطقة جدب للمجموعات البشرية الهاربة من قسوة المناخ.

ويعتبر موقع «توكات النخلة» الذي اكتشفه الباحثان R.BALBIN BEHRMANN ET J.SANZ-ARANDAخلال سنتي 1973-1974م من أهم المواقع العثيرية بالصحراء الأطلسية(54)، يضم 40.16% من الأدوات الحجرية ذات التقنية «الفالوازية»، مثلت منها المكاشط  34.89 %. أما الصناعات التي صنفت ضمن المجموعة العاثيرية، فمثلت ب 29.68%، والمجموعة المستيرية ب 35.41%، في حين مثلت مجموعة العصر الحجري الأعلى بـ %23.43(55).

تغطي الأدوات الحجرية المكتشفة بحوض الساقية الحمراء مختلف فترات العصر الحجري القديم والحديث وهو ما تمثله أدوات أشولية (فؤوس حجرية يدوية تشهد على أولى التجارب البشرية في التقنيات وتكنولوجية تقضيب الحجر) في مواقع «أُم المْعارض» و«العَصْلٍيين»، وأدوات حجرية تشهد على التطور التقني الذي حصل في العصر الحجري الوسيط (شظايا معدلة ومكاشِط ورؤوس موسْتيرية) في مواقع بقدم هضبة گور البَرْد وواد الصفا، وأدوات حجرية متنوعة ومعقدة البنية التقنية، من رؤوس نِبال ونٍصال وأزاميل ورقائق مقَلّمة الهوامش، بمواقع وتمركزات غنية (بكثافة حوالي 20 قطعة في المتر المربع) فوق سطح هضبة كور البرد التي تمثل أهمية أركيولوجية قصوى لفهم الثقافات المادية الحجرية بالمنطقة(56). (الشكل رقم 4)

تتحكم في توزيع مواقع العصور الحجرية القديمة ثلاث عناصر ايكولوجية وجيولوجية أساسية، وهي: 1- الهضاب والتلال القديمة المطلة على مجالات حيوية للقنص والرعي، 2- قرب المنابع ومجاري المياه، و3- قُرْب موارد المادة الأولى (مصادر حجر الصُوان والكوارتسيت بالنسبة للفترات الحجرية ومناجم الفِلزّات بالنسبة لعصور المعادن)(57).

يبدو أن فترة تدبدب المناخ خلال الهولوسين بالصحراء جدبت العديد من المجموعات البشرية للمنطقة الساحلية، التي نقلت معها أنماطها الفنية والتقنية، كصناعة الفخار( الشكل رقم5) وتدجين بعض أنواع الحيوانات والنباتات وهي مؤشرات مهمة على تحول النمط الاقتصادي المعتمد على القنص والقطف إلى نمط جديد وبأساليب حديثة في البحث عن القوت، المعروف بالنمط الاقتصادي الإنتاجي المعتمد على زراعة بعض الحبوب ورعي الحيوانات ( الأبقار والماعز) وهي أدلة على ودخول الإنسان الصحراوي للعصر الحجري الحديث بالمنطقة، الذي لا يزال يطرح الكثير من النقاشات بين الباحثين والدارسين للتاريخ القديم.

 

المحور الثالث: الفن الصخري كمصدر مناخي وبيئي:

 

لا شك أن الفن الصخري يعد أحد المصادر الرئيسة التي يعول عليها الباحثين في دراسة التاريخ القديم، إلا أنه لا بد من الاستعانة ببعض العلوم المساعدة الأخرى التي من شأنها أن تعطي نتائج علمية مهمة، وهو ما يمكن أن يجيب عن العديد من العناصر الحضارية والثقافية باعتبار الفن الصخري سجيل من الماضي يكشف لنا الأنماط الاقتصادية والبيئية والعقائدية للإنسان في الماضي وكذا الثروة الحيوانية التي تقاسمت المجال مع الإنسان.

تختزن الصحراء الشمالية الغربية الأطلسية  العشرات من مواقع الفن الصخري على شكل المغارات والمخابئ والأعراف والتلال الصخرية ذات الحجري الرملي التي جسد عليها الإنسان القديم مئات الصور الحيوانية والآدمية والأشكال والرموز والكتابات غيرها، وهي مشاهد أراد من خلالها أصحابها تصوير تلك الحياة الطبيعية القديمة في كل تجلياتها البسيطة بحس فني غاية في الإبداع والتماهي مع البيئة المحيط به. وتعتبر مواقع الساقية من أهم تمركزات الفن الصخري بالمنطقة فهي تضم العشرات من المواقع ( موقع العصلي بوكرش، ربيب لحواش عصلي الحارثي، لامة العصلي، لغشيوات وامكالة، ميران، ودي الصفا،…).

تدل مشاهد الفن الصخري على حالة مناخية معينة تمثلت في الرطوبة التي عرفتها الصحراء خلال الهولوسين المبكر الذي عرف حضور أنواع من الحيوانات البرية، (الأبقار الوحشية، الفيلة، وحيد القرن، فرس النهر…) ( الشكل رقم6) وهي حيوانات استوائية لا تستطيع التأقلم إلا في المناطق الرطبة، فهي تحتاج إلى كميات مهمة من المياه والأعشاب، وهي مؤشر على الوضع المناخي الرطبة الذي كانت تعرفه المنطقة (الشكل رقم 7)، ومع تراجع كمية الأمطار المتساقطة توقفت الأنهار عن الجريان وتقلصت مساحة البحيرات وترجع الغطاء النباتي، فاتحا المجال أمام ظهور تشكيلة حيوانية قادرة على التأقلم مع الوضع المناخي الجديد، كـ: الأبقار، الماعز، الغزلان…، الشيء الذي فرض على الإنسان تغير نمطه الاقتصادي الذي أصبح يعتمد على الإنتاج الجماعي، الذي أفرز لنا ظهور المجتمعات المستقرة قرب الأنهار القديمة، لزراعة الحبوب ورعي الماشية التي أصبحت تمثل الرأسمال الاقتصادي للإنسان الصحراوي.

 

خاتمة:

وفي الختام يمكننا أن نقول أن  الصحراء الشمال الغربية الأطلسية في العصور الحجرية كانت تختلف بكثير عن الصحراء الحالية من حيت البيئة والمناخ والتضاريس والكائنات الحية التي كانت تعيش بها وتشكل المورد الاقتصادي للإنسان القديم، الذي عمل على تطوير تقنياته وأساليبه بشكل عفوي وفق التغيرات المناخية التي عرفتها المنطقة، ويعتبر العصر الحجري الحديث بمثابة ثورة تقنية وصلها الإنسان حولت حياته من إنسان يعيش على شكل مجموعات صغيرة متنقلة باستمرار إلى مجموعات متوسطة العديد مستقرة وتمارس أنشطة اقتصادية جديدة كالرعي و الزراعة كل ذلك وقع بسب التغيرات المناخية والبيئية بالصحراء وشمال أفريقيا.

  

الحمري مصطفى

باحث في أركيولوجيا ما قبل التاريخ، الداخلة

 

 

ملحق الأشكال المعتمدة في الدراسة

 

 

الشكل رقم 1  تاريخ تطور المناخ خلال الهولوسين

 

     

 

 

 

 

 

الشكل رقم 2: بقايا أثرية لإنسان العصر

الحجري الأعلى والحديث منطقة تيرس

 

 

الشكل رقم 3: أدوات حجرية أشولية من منطقة تيندوف

 

       

 

LithiqueSmara

 

الشكل  رقم 4: أدوات حجرية من مواقع منطقة الساقية الحمراء (عبد الخالق لمجيدي)

 

 

     

 

 

الشكل رقم 5: شظايا الفخار من منطقة الساقية الحمراء، محافظة العصلي بوكرش للنقوش الصخرية

 

     

 

 

 

 

الشكل رقم 6: نماذج من الوحيش الكبير الذي كان يعيش بمنطقة الساقية الحمراء.

 

 

 

 

 

     

 

 
 

 

HachidCourbe

 

الشكل رقم 7: تطور المناخ وعلاقته بتغير الأنماط الاقتصادية للإنسان القديم، عبد الخالق لمجيدي

 

     

 

 

 

لائحة المصادر والمراجع:

ـ بوبة ولد محمد نافع وآخرين، موريتانيا القديمة، مختصر لإسهام الأبحاث الأركيولوجية، جامعة نواكشوط،  C.R.I.A.A، نواكشوط، 2000م.

ـ سالم محمد عبد الله هويدي، الحضارة الجرمية، دراسة في عوامل النشؤ والازدهار والانهيار، منشورات المركز الوطني للمحفوظات والدراسات التاريخية رقم 10، ليبيا،2010م.

ـ اعشي مصطفى، العلاقات الحضارية بين الصحراء الكبرى وشمال إفريقيا خلال عصور ما قبل التاريخ، مجلة الدراسات الإفريقية، جامعة القاهرة، العدد الثالث والعشرون، 2001م.

ـ محمد عبد الجليل الهجراوي، عصور ما قبل التاريخ بالمغرب.

ـ عبد الخالق لمجيدي، التراث الآثري بالسمارة بين الغِنى وصعوبات المحافظة، مداخلة قدمت في المركب الثقافي بالسمارة بمناسبة اللقاء الذي نظمه المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان تحت عنوان التراث المادي واللامادي بالأقاليم الجنوبية. بتاريخ أبريل 2010م، غير منشور.

ـ عبد الخالق لمجيدي، عبد اللطيف البرينسي، الجنوب المغربي وإ شكالية عصر البرونز بالمغرب من خلال النقوش الصخرية، مجلة دراسات، العدد16، مطبعة المعارف الجديدة، الرباط، 2013م.

VERNET. R. Les climats anciens du nord de l’Afrique, l’Harmttan, Paris,1995.

– BROOKS, NICKS; CLARKE, JOANNE; GARFI, SALVATORE; PIRIE, ANNE: «Thearchaeology of Western Sahara: results of environmental and archaeologicalreconnaissance. Antiquity 83/322, 2009.

BROOKS, N. Cultural responses to aridity in the MiddleHolocene and increased social complexity. Quaternary International, 151,. 2006.

M. SERVANTMISSION O.R.S.T.O.M., AMBASSADE DE FRANCE, LA PAZ, BOLIVIE, les variations climatiques‘ des wégions intertropicales du continent africain  depuis la fin du pléistocène, société hydrotechnique de france xilimes journées de l’hydraulique ,paris1974.

Vernet, R., , Le golfe d’Arguin de la préhistoire à l’histoire. Littoral et plaines intérieures, Collection PNBA, nº 3,Nouakchott, 2007.

LEZINE, A.-M. Timing of vegetation changes at the end of the Holocene Humid Period in desert areas at the northern edge of the Atlantic and Indian monsoon systems. Comptes Rendus Geoscience, 341,2009.

BROOKS, N. Human responses to climatically-drivenlandscape change and resource scarcity: Learning from thepast and planning for the future. (2010). In I.P. Martini & W.Chesworth (Eds.), Landscapes and societies: Selected cases(pp. 43-66). London, Dordrecht: Springer, Heidelberg

SALIH .A, ONRUBIA PINTADO J. NOCAIRI M .EL Aioun-Tindouf .In Tillet éd. Sahara : Paléomilieux et Peuplement Préhistorique au Pléistocène Supérieur, l’Harmattan,Paris, 1977.

MONOD, THEODORE, Trois gisements de galets aménagés dans l’Adrar de Mauritanie,Mélanges André Villard,Fascicule 99, T. 25,1975.

GRAN AYMERICH J.M.J. Prospections archéologiques au Sahara atlantique (Rio de Oro et Seguiet el Hamra). In: Antiquités africaines, 13,1979. Fig,4.

– ANDONI SÁENZ DE BURUAGA,en torno a algunas escenas pictóricas de caza del repertorio artístico del se del sahara occidental, ISSN 0213 – 2095, VELEIA, 27, 2010.

ANDONI SAENZ DE BURUAGA, HOSSIEN MOHAMED ALI, JUAN CARLOS LOPEZ QUINTANA,DADAY MOHAMED MBEREK, JUAN MARIA ARRUABARRENA, CHEJ OUANA SIDAHMED,MARIA ROSARIO GARCIA ORTEGA, MALAININ AOMAR SIDI-SAID, ASIER OLAZABAL, HALIENNA BADADI ALI, AMAGOIA GUENAGA, MATALA SALEH CHEJ, SERGIO MARTINEZ DERITUERTO, BACHARI LAMEN DADI, XABIERERRASTI, HAMDI ALI HAMMA,AHMED ABDI ALI, MOHAMED-LAMIN YAMAA BREH, BACHIR AIBAD ALAMINY SALAMO DADAY MOHAMED, Un balance de las expediciones científias vasco-saharauis de 2008 y 2009 en torno al pasado cultural de las “tierrasliberadas” del Tiris (Sahara Occidental), Krei, 10, 2008-2009.

MAUNY, R., « Les industries paléolithiques de la région d’El Beyyed-Tazazmout », 4e. Congrès Panafricain de Préhistoire (Léopoldville, 1959), 2, Tervuren, 1962.

GREBENART D. R. VERNET, Préhistoire de la Mauritanie. In: Bulletin de la Société préhistorique française., tome 90, N. 6. 1993.

PETIT-MAIRE N, home climaticus : vers une paléoanthropologie écologique. Bulll. Soc, roy. Belge Anthrop. Préhist.79 , 1986.

– CHARDON MICHEL. H. ALIMEN, J. CHAVAILLON, S. DUPLAIX, Minéraux lourds des sédiments quaternaires du Sahara Nord-Occidental.In: Méditerranée, 7e année, N°3, 1966.

ANTOINE M, ET BIRBERSON,P. Compte rendu d’une mission de préhistoire dans la région sous contrôle français du Daraa inférieur. Bull.de la Soc. De Préh, du Maroc, n°7-8,1953.

MILBURN, M. Observaciones sobre algunos monumentos de paredes rectas del Sahara occidental,, Ampurias, Barcelona, 36, 1974.

 

 


 

 

(1)بوبة ولد محمد نافع وآخرين، موريتانيا القديمة، مختصر لإسهام الأبحاث الأركيولوجية، جامعة نواكشوط،  C.R.I.A.A، نواكشوط، 2000، ص12.

 

 

(2)– نفسه.

(3) VERNET. R. Les climats anciens du nord de l’Afrique, l’Harmttan, Paris,1995, p,59.

(4)حضارة أشولية (Acheulean) هي مرحلة صناعية في عصر ما قبل التاريخ بمنطقة مدينة سانت آشول بشمال فرنسا. ويتميز هذا الموقع الأثري بكثافة الآثار من البلط الحجرية التي لها أيدي والآلات الحجرية المصقولة كالفؤوس المدببة والبيضاوية التي كان يستعملها الإنسان الأول.

(5)– الحضارة العاتيرية: سميت بهذا الاسم نسبة إلى بئر عاتير الواقع شرق الجزائر والذي اكتشفت به صناعات هذه الحضارة لأول مرة، وهي حضارة محلية.

(6) BROOKS, NICKS; CLARKE, JOANNE; GARFI, SALVATORE; PIRIE, ANNE: «Thearchaeology of Western Sahara: results of environmental and archaeologicalreconnaissance. Antiquity 83/322, 2009,pp 1-17

(7) BROOKS, N. Cultural responses to aridity in the MiddleHolocene and increased social complexity. Quaternary
International, 151, . 2006,pp,29–49.

(8)M. SERVANTMISSION O.R.S.T.O.M., AMBASSADE DE FRANCE, LA PAZ, BOLIVIE, les variations climatiques‘ des wégions intertropicales du continent africain  depuis la fin du pléistocène, société hydrotechnique de france xilimes journées de l’hydraulique ,paris1974.

(9) Vernet, R., , Le golfe d’Arguin de la préhistoire à l’histoire. Littoral et plaines intérieures, Collection PNBA, nº 3,Nouakchott, 2007.

(10)LEZINE, A.-M. Timing of vegetation changes at the end of the Holocene Humid Period in desert areas at the northern edge of the Atlantic and Indian monsoon systems. Comptes Rendus Geoscience, 341,2009.,p, 750–759

(11)LÉZINE, A.-M. 2009 , Op.cit.

(12)– وهو ما يمكن أن يفسر لنا وجود شجرة الأركان بمنطقة حوزة شمال مدينة السمارة، التي تؤكد على وصول غابات الأركان إلى عمق الصحراء فحسب علمنا فإن منطقة حوزة تعتبر الآن أقصى منطقة في الجنوب وجدت فيها شجرة الأركان.

(13) -ibid.

(14)– علم البالينوليوجية يهتم بدراسة المستويات الاركيولويجية من خلال بقاي المستحاثات النباتية التي تمكن من دراسة المناخ و البيئة القديمة، ينظرحليمة غازي الحسن بودرقا، تاريخ شمال افريقيا القديم رؤية منهجية،ص 20

(15) LÉZINE, A.-M, 2009 , Op.cit

(16) – ibid.

(17) BROOKS, N. Human responses to climatically-drivenlandscape change and resource scarcity: Learning from thepast and planning for the future. (2010). In I.P. Martini & W.Chesworth (Eds.), Landscapes and societies: Selected cases(pp. 43-66). London, Dordrecht: Springer, Heidelberg

(18)– عن،سالم محمد عبد الله هويدي، الحضارة الجرمية، دراسة في عوامل النشؤ والازدهار والانهيار، منشورات المركز الوطني للمحفوظات والدراسات التاريخية، رقم 10، ليبيا،2010 ،48

(19)– اعشي مصطفى، العلاقات الحضارية بين الصحراء الكبرى وشمال إفريقيا خلال عصور ما قبل التاريخ، مجلة الدراسات الإفريقية، جامعة القاهرة، العدد الثالث والعشرون، 2001، ص112.

 محمد عبد الجليل الهجراوي، عصور ما قبل التاريخ بالمغرب،ص،114(20)

(21)– نفسه، ص114.

(22)– نفسه،

(23)– حضارة الحصى المشذبة، هي حضارة عرفت بصناعة أدوات حجرية بدائية من الحصى يرجع تاريخها إلى أزيد من مليونين سنة، أقدم بقاياها اكتشفت بحوض الاومو بأثيوبيا.

(24)– الحضارة المستيرية: عتر على بقاياها في مجموعة من المناطق في المغرب و الصحراء، معظم صناعاتها تتكون من المكاشط والمثاقب      والشفرات والسكاكين، وهي تتزامن مع العصر الحجري القديم الأوسط.

(25)– محمد عبد الجليل الهجراوي، مرجع سبق ذكره.

(26)– نفسه،

(27)– أعشي مصطفى،2002، ص15.

(28) SALIH .A, ONRUBIA PINTADO J. NOCAIRI M .EL Aioun-Tindouf .In Tillet éd. Sahara : Paléomilieux et Peuplement Préhistorique au Pléistocène Supérieur, l’Harmattan,Paris, 1977,pp. 21-36.

(29)– معظم هذه الدراسات أجريت في المنطقة العازلة، من طرف جامعة خيرون الاسبانية، وفريق البحث المهتم بدراسة البيئات القديمة بأفريقيا تحت إشراف الباحث الانجليزي BROOKS, N.

(30) NICK B. Op.cit.

(31) MONOD, THEODORE, Trois gisements de galets aménagés dans l’Adrar de Mauritanie,Mélanges André Villard,Fascicule 99, T. 25,1975,p. 87-97

(32) GRAN AYMERICH J.M.J. Prospections archéologiques au Sahara atlantique (Rio de Oro et Seguiet el Hamra). In: Antiquités africaines, 13,1979. Fig,4,p,11

(33) -ibid,fig,5,p,12.

(34) Ibid,fig,8,p12.

(35) Ibid,fig,3,p,10.

(36) ibid,fig, 8,p12.

(37)Ibid.

(38)تمثل تيرس  الجزء الجنوبي الشرقي من الصحراء وهي إقليم رعوي واسع، يعتبر أفضل مراعي الجمال في المنطقة، وتتصف تيرس ببنيتها الجيولوجية المميزة، حيث تتناثر على امتدادها المرتفعات البركانية والتلال الجبلية الجرداء التي تحفها الأودية الجافة والمراعي السهبية الواسعة، وفي أقصى الجنوب الشرقي من الإقليم تمتد الكثبان الرملية العملاقة لعرق “أزفال” في الإتجاه جنوب غرب – شمال شرق.

(39) ANDONI SÁENZ DE BURUAGA, en torno a algunas escenas pictóricas de caza del repertorio artístico del se del sahara occidental, ISSN 0213 – 2095, VELEIA, 27, 2010, pp55-68

(40) ibid.

(41) ANDONI SAENZ DE BURUAGA, HOSSIEN MOHAMED ALI, JUAN CARLOS LOPEZ QUINTANA,DADAY MOHAMED MBEREK, JUAN MARIA ARRUABARRENA, CHEJ OUANA SIDAHMED,MARIA ROSARIO GARCIA ORTEGA, MALAININ AOMAR SIDI-SAID, ASIER OLAZABAL,
HALIENNA BADADI ALI, AMAGOIA GUENAGA, MATALA SALEH CHEJ, SERGIO MARTINEZ DE
RITUERTO, BACHARI LAMEN DADI, XABIERERRASTI, HAMDI ALI HAMMA,AHMED ABDI ALI, MOHAMED-LAMIN YAMAA BREH, BACHIR AIBAD ALAMINY SALAMO DADAY MOHAMED, Un balance de las expediciones científias vasco-saharauis de 2008 y 2009 en torno al pasado cultural de las “tierrasliberadas” del Tiris (Sahara Occidental), Krei, 10, 2008-2009, p. 7-37

(42) ANDONI SÁENZ DE BURUAGA,2010,Op.cit.p.25.

(43)Ibid.

(44) MAUNY, R., « Les industries paléolithiques de la région d’El Beyyed-Tazazmout », 4e. Congrès Panafricain de Préhistoire (Léopoldville, 1959), 2, Tervuren, 1962, p. 177-193

(45) ANDONI SÁENZ DE BURUAGA, 2010,Op.cit.

(46) SALIH .A, et l’outre, Op.cit.p,25

(47)GREBENART D. R. VERNET, Préhistoire de la Mauritanie. In: Bulletin de la Société préhistorique française. 1993, tome 90, N. 6. pp.388-389

(48) PETIT-MAIRE N, home climaticus : vers une paléoanthropologie écologique. Bulll. Soc, roy. Belge Anthrop. Préhist.79 , 1986 ,p, 63.

(49) CHARDON MICHEL. H. ALIMEN, J. CHAVAILLON, S. DUPLAIX, Minéraux lourds des sédiments quaternaires du Sahara Nord-Occidental.In: Méditerranée, 7e année, N°3, 1966. pp. 256-257

(50)– ANTOINE M, ET BIRBERSON,P. Compte rendu d’une mission de préhistoire dans la région sous contrôle français du Daraa inférieur. Bull.de la Soc. De Préh, du Maroc, n°7-8,1953, p17-27.

(51) SALIH .A, et l’outre, Op.cit.p,26..

(52)ibid.

(53)BROOKS, N, et l’outre, Op.cit.p.25

(54)– MILBURN, M.,. Observaciones sobre algunos monumentos de paredes rectas del Sahara occidental,, Ampurias, Barcelona, 36, 1974.p56.

(55) – SALIH .A, et l’outre, Op.cit.p,27.

(56)عبد الخالق لمجيدي ، “التراث الآثري بالسمارة بين الغِنى وصعوبات المحافظة مداخلة قدمت في المركب الثقافي بالسمارة بمناسبة اللقاء الذي نظمه المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان تحت عنوان التراث المادي واللامادي بالأقاليم الجنوبية. بتاريخ ابريل 2010،غير منشور.

(57)عبد الخالق لمجيدي، عبد اللطيف البرينسي، الجنوب المغربي وإشكالية عصر البرونز بالمغرب من خلال النقوش الصخرية، مجلة دراسات،العدد16،مطبعة المعارف الجديدة، الرباط، 2013، ص78. 

 
 
 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق