قال ابن سهل(ت486هـ) :«...فإني لجميل صنع الله بي وجليل أفضاله عندي، وحسن عونه لي أيام نظري في القضاء وأحكامه، وزمن تقييدي أحكام غيري من القضاة والحكام، جرت على يدي نوازل استطلعت فيها رأي من أدركت من الشيوخ والعلماء، وانفصلت لدي مسائل كاشفت عنها أكابر الفقهاء، إذ كانوا من أهل الشأن بأرفع مكان وأعلى منزلة وأعظم درجة، رسوخا وعلما ودربة وفقها، منها ما شافهتهم فيه، ومنها ما كاتبتهم في معانيه.
وكنت قد علَّقت أكثر ذلك على حسب وقوعه، لا على ترتيبه وتنويعه، لأتذكر فيه متى احتجت، وأستظهر متى احتججت، وإن كان أصول ذلك في الأمهات، ففي تفريعها بيان وزيادات، تفيد ما جرى به العمل، وكيفية الاستدلال من الأصول الأول، وكثيرا ما سمعت شيخنا أبا عبد الله بن عتاب -رضي الله عنه- يقول: الفتيا صنعة، وقد قاله قبله أبو صالح أيوب بن سليمان -رحمه الله- قال: الفتيا دربة، وحضور الشورى في مجال الحكام صنعة، [و] ما دريت ما أقول في أول مجلس شاورني فيه سليمان بن أسود، وأنا أحفظ المدونة والمستخرجة الحفظ المتقن، ومن تفقد هذا المعنى في نفسه ممن جعله الله إماما يلجأ إليه، ويعول الناس في مسائلهم عليه، وجد ذلك حقا، وألفاه ظاهرا وصدقا، ووقف عليه عيانا وعلمه خبرا، والتجربة أصل في كل فن، ومعنى مفتقر إليه في كل علم».
[الإعلام بنوازل الأحكام لابن سهل من مقدمة نسخة الخزانة الوطنية بالرباط عدد 838 ق].
صدق رحمه الله
نص يكتب بماء الذهب
يعد بن سهل رحمه الله من علماء المذهب المالكي في علم القضاء و مسائل الاحكام وكتابه الاعلام بنوازل الاحكام يعد من الكتب المعول عليها في هذا الباب وقد صدق رحمه الله في قولته هذه