مركز ابن القطان للدراسات والأبحاث في الحديث الشريف والسيرة العطرةغير مصنف

الإمام محمد بن أحمد الحضيكي الجزولي (1189هـ) ومنهجه في شرح همزية الإمام البوصيري – الجزء الأول

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله

 

بقلم الباحث: محمد بولعياض

إذا كان العلامة محمد المختار السوسي قد اشتكى من قلة المادة التاريخية عن الحركة العلمية بسوس وخصوصا من القرن الخامس الهجري الى القرن الثامن[1] مع ما هو مشهود به لعلمائها من البراعة والإتقان، فان حال القرون بعدها ليس أقل سوءا من جهة ضعف الإهتمام بتواريخ العلماء وسيرهم وآثارهم، ولعل قروننا المتأخرة أشدها ضعفا من هذه الناحية؛ إذ يكاد الواحد منا لا يعرف شيئا عن تاريخ علماء مصره وموطنه بله أن يعرف آثارهم ومصنفاتهم، وإن كثيرا مما حفظ من عوادي الزمن من المؤلفات السوسية لازال حبيس الخزانات العامة والخاصة ولم يجد بعد طريقه إلى المطابع، في حين تصدرت قوائم المطبوعات مؤلفات دونها أصالة وإبداعا، وإنه لحري بالبحث أن يمتد إلى كل هؤلاء العلماء لينشر سيرهم وكتبهم ويستمد من رشدهم وهداهم اعترافا بفضل السبق لأهل السبق، وما أدراك ما فضل السابق على اللاحق من الذب عن الدين والأمانة في نقل نصوصه وبيانها وتوضيح معانيها وغير ذلك مما يستوجب الدعاء والثناء الجميل امتثالا لقوله تعالى “والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم[2] .

 وقد كانت لي صلة بحث فيما مضى بسيرة أحد هؤلاء الأعلام البارزين من علماء سوس وهو الإمام محمد بن أحمد الحضيكي فأردت أن أستجمع ما تحصل لي من ذلك في هذه العجالة لأنبه إلى هذا الجانب من تكوينه العلمي؛ أعني اهتمامه بالسيرة النبوية واختصاصه بمعرفة أخبارها وعنايته بالكتابة والتأليف فيها، بعد التقديم لذلك بذكر نبذة من حياته ومكانته العلمية، وهذا أوان ذلك.

                                          1-الإمام الحضيكي:

       هو الإمام أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن سليمان الجزولي اللكوسي مدشرا، المانوزي قبيلة، الإيسي مدفنا، المعروف بالحضيكي، من أجل علماء سوس ومن أبرز من أنجبتهم من النجباء. كان مولده سنة 1118هـ، وكانت وفاته سنة 1189 هـ[3]، عرف بالحضيكي، ولا يظهر وجه تلقيبه بذلك، وقد حاول الأستاذ بومزكو تفسيره فذهب إلى أنه قد يكون المراد بذلك الإشارة إلى تبحره في العلم وسعة المعرفة أي كأنه الحوض في العلم[4]، لكن يبعد ذلك لأن إطلاق البحر عليه أولى من نسبته إلى الحوض فالحوض إشارة إلى القلة لا إلى الكثرة والسعة، ويظهر لي لو صح نسبه العربي كما ذكر العلامة المختار السوسي حيث قال في الحديث عن المدرسة العلمية الحضيكية “نسبة إلى الإمام الحضيكي الذي هو أشهر من الشمس وأهله ينتسبون إلى العرب”[5] لو صح هذا لأمكن أن يكون نسبه متصلا بالقبائل العربية التي سكنت الحوض من أرض شنقيط[6] ثم انتقلت إلى المغرب الأقصى فنسب بذلك أحد أجداده إلى الحوض بلغة الأمازيغ “أُلحُوض أيْكَا” أي هو من أهل الحوض، وسرى ذلك على أفراد الأسرة كلها بعده[7].

     نشأ في أسرة علم عريقة تسلسل فيها العلماء، ومن بينهم ابنه أحمد الذي برز في الطب، قال عنه السوسي – وهو يذكر ذلك – “وكان مولعا بهذا الفن حتى أدرك فيه الغاية ونرى أنه فريد من مفاخر المغرب من هذه الناحية”[8]، ومنهم عبد الله بن الشيخ أيضا وقد جعله المختار السوسي- وهو يذكر براعة السوسيين ويقارنهم بغيرهم – في مرتبة بناني المتوفى سنة 1195هـ رغم عدم ارتحاله عن سوس [9].

     ولما تحدث عن قريته تارسواط قال “هذه من القرى التي تحضى في كل جيل برجال مبرزين …. فقد كان النجوم الثواقب من العلامة الحضيكي الشهير في آخر القرن الثاني عشر ومن جده الشهير في آخر القرن الحادي عشر ومن أولاد العلامة الحضيكي في القرن الثالث عشر من تحلت بهم قرية تارسواط طوال هذه الأجيال…”[10]

وقد كان متصوفا على الطريقة الناصرية على غرار كثير من علماء سوس [11].

أما عن:

 2-مكانته العلمية: 

فيقول المراكشي: “كان رحمه الله عديم النظير في زمانه ورعا ونزاهة وعلما ونباهة متبعا للسنة أخذ في كل فن من فنون العلم بنصيب وضرب له فيها بسهم مصيب عارفا بالسير والحديث وعلوم الحقائق والمعارف ..”[12]

وحلاه صاحب إتحاف المطالع ب “صاعقة سوس العلامة الإمام المشـارك الهمـام”[13].

وحلاه بوجندار ب “راوية سوس الأقصى”[14]

وقد امتدحه العلامة محمد المختار السوسي كثيرا وأثنى عليه، وعده من فطاحل سوس فقال بعدما ذكر مدرسته في أفيلال: “الرجل الذي نسبنا إليه مدرسة أفيلال من إيسي طبقة وحده همة وإرشادا وتحصيلا وورعا فقد قام بالتأليف وبالتدريس وبتربية المريدين قياما يعز نظيره إلى أن توفي عام 1189هـ”[15] وقال في موضع آخر حيث ذكر الأسرة الحضيكية: “نسبة إلى الإمام الحضيكي الذي هو أشهر من الشمس” [16].

وفي ترجمة الفقيه سليمان بن محمد الإلغي (نحو 1130 هـ – 1199 هـ) يقول مبررا عدم اشتهاره وظهوره كغيره “وأما منزلته في عصره فهي منزلة متوسطة لأنه لا يدلي بينهم لا بالإفتاء ولا بالتدريس وكيف يظهر؟ والأستاذ الحضيكي معاصره وأقرانه الأفذاذ قد ازدحموا في هذا الميدان فلا يجاريهم الأكل بازل قنعاس[17][18].

     فهذا وغيره ينبئنا عن المكانة المرموقة التي تبوأها الحضيكي في عصره، وإن شئنا أن نزيدها وضوحا فنجلي نفعه وأثره على من بعده نذكر:

– أنه أسس مدرسة عظيمة الشأن، ذائعة الصيت، بالغة النفع، ولا أدل على ذلك من كثرة تلاميذه وتنوع مناطقهم التي قدموا منها إلى زاويته [19]، مع مالهم من دور تعليمي بارز جعل المختار السوسي يربط ربطا وثيقا بين انقراضهم وذبول زهرة العلوم العربية بسوس أواسط القرن الثالث عشر فيقول: “.. ولم يزل ذلك كله في شفوفه إلى أن ولى صدر القرن الثالث عشر فدب إليه ذبول وخالطه بعض فتور بعدما انقرض أصحاب الحضيكي الذين كانوا وحدهم أساتذة التدريس الذي كثر النفع به، وكانوا آخر من درسوا كتبا وفنونا في سوس ثم لم نر لها بعدهم ذكرا “[20].

– ثم إنه جمع مكتبة كبيرة يحتاج جمع مثلها إلى همة عالية، قال محمد بن أحمد المانوزي في مذكراته حين تحدث عنها وعن دور الحضيكي في جمعها: “وقد رأيت بخطه أنه جمع في أوليته تسعمائة مجلدا وأما في أخرياته فلا تسال”[21] وذكر أنه كان ينسخ الكتب بنفسه ويكثر من ذلك فقال: “نسخ كتبا عديدة بيده بحيث لايفتر ليلا ونهارا متى أمكنته فرصة حتى إنه إذا لم يكن له إدام القنديل ليلا ندب امرأته أن تشعل له النار بسعف النخل وتأخذها بيدها وتضئ له إلى آخر الليل …”[22].  قلت: ولهذا فلا عجب أن يعده العلامة الفقيه محمد المنوني من الوراقين[23].

ونردف ما سبق بالإشارة إلى كثرة مؤلفاته وتنوعها مما يدل على تنوع اهتماماته فقد ألف في الفقه، والحديث ومصطلحه، والسيرة النبوية، والتصوف، وغيرها، بل ذكره المختار السوسي من القلائل الذين اعتنوا بعلم الأسانيد في زمن قل فيه الاعتناء بهذا الفن [24]، ويظهر ذلك في فهرسته وإجازاته المتعددة،كما  يظهر في تكرر ذكره في أسانيد السوسيين إلى الكتب كصحيح البخاري.

ثم بعد ذلك كله فإن للحضيكي تجربة غنية في الأخذ والتحمل عن شيوخ من بيئات مختلفة؛ من سوس، وفاس، وسجلماسة، كما مكنته رحلته إلى الحج من الأخذ عن المشارقة، فكان لهذا التنوع الأثر البين عليه، وهذا وحده يحتاج إلى وقفة خاصة.

    3- اختصاصه بعلم السيرة النبوية والتاريخ:

والمقصود أن الإمام الحضيكي موصوف بالاعتناء بهذا العلم على وجه الاختصاص، وقد قرأنا في قولة المراكشي في الإعلام ما يدل على ذلك؛ فلما ذكر أنه أخذ من كل فن بنصيب وضرب فيه بسهم مصيب أردفه ببيان معرفته بالسير والحديث اختصاصا.

ويقول عنه محمد بن عمر الأسغاركيسي أحد تلاميذه “كان عديم النظير في زمانه ورعا ونزاهة وعلما ونباهة، له اليد الطولى في علم السير والحديث واليه المفزع في ذلك، وانفرد عن أهل زمانه بمعرفة تاريخ الملوك والسير والعلماء وطبقاتهم، ومعرفة أيامه بحيث لا يجاري في ذلك ولا يبارى .. كان آية من آيات الله في حفظ السيرة النبوية والتنقيب على أحوال الصحابة والسلف الصالح يوشح مجالسه بذلك “[25]، فلا غرو أن نجد في سيرته وثبت ما درسه على أيدي شيوخه كثيرا من مؤلفات السيرة النبوية قديمها وحديثها؛ فقد أخذ  سيرة الكلاعي عن شيخه محمد الصغير الإفراني(1155ه)، ودرس شمائل الترمذي وألفية السيرة للعراقي على يد أبي العباس السملالي(1152ه)، كذلك كان يُدرس لتلاميذه بالمتون ذاتها وغيرها كالشفا للقاضي عياض، وسيرة ابن سيد الناس اليعمري، وسيرة الكلاعي، وخصائص السيوطي، ونتيجة لهذا الاحتفال بالسيرة النبوية وأخبارها والعناية بها برز نزوع إلى العناية بها والتأليف فيها لدى بعض من تلاميذ مدرسته هذه كعبد الله بن محمد الجشتيمي (1198ه) الذي ألف شرحا على شفا عياض واختصر شرح الخفاجي عليه[26].

ولما لاحظ المختار السوسي عدم ظهور محدثين كبار بسوس مع براعتهم في الحفظ عزاه إلى تقلص الاعتناء بعلمي الحديث والسيرة في عموم العالم الإسلامي منذ أواخر القرن التاسع – وهو القرن الذي بدأت فيه النهضة العلمية الكبرى بسوس – ومع ذلك ذكر من برزوا في هذا المجال فعد منهم الحضيكي وابنه وحفيده [27]،  وهذا بين جلي فهو فارس سوس في هذا الميدان، فكما نعد ممن حمل لواء هذا العلم في قرن الحضيكي العلامة إدريس بن محمد العراقي الحسني الفاسي (1184 هـ) وهو من شيوخه، والعلامة أبو الحسن بن عبد الهادي السندي (1138 هـ)، والعلامة علي بن أحمد الحريشي المالكي (1143 هـ)، والعلامة محمد بن أحمد النابلسي (1188 هـ)، نستطيع أن نعده حاملا اللواء معهم على الأقل في قطره السوسي.

      4- مؤلفاته في السيرة النبوية وما يتعلق بها[28]:

-شرح على الشقراطيسية؛ لامية أبي محمد عبد الله بن يحيى التوزري الشقراطيسي  (ت466هـ): ذكر المختار السوسي أنه كان ” يَدرس به”[29]، وأفاد الأستاذ أحمد بومزكو أنه يقع في 36 صفحة، وأن منه نسخة خطية بالخزانة الصالحية بإيداوكارسموكت[30].

-حاشية على شفا القاضي عياض: ذكره الأستاذ عبد الله كنون في النبوغ المغربي[31]، وذكر الأستاذ أحمد بومزكو أن منه نسخة بالخزانة الأقاريضية[32].

-التعليق على سيرة الكلاعي؛ أبو الربيع سليمان بن موسى بن سالم الأندلسي (634هـ)[33].

-شرح على “غنيمة العبد المنيب في التوسل بالصلاة على النبي الحبيب”[34] لابن ناصر محمد بن محمد بن أحمد، ذكر الأستاذ أحمد بومزكو أنها تقع في 46 صفحة ومنها نسخة بخزانة أدوز [35].

-شرح قصيدة “بانت سعاد”[36].

-مختصر الإصابة لابن حجر: ذكره الأستاذ عبد الله كنون في “النبوغ المغربي”[37]، وأفاد الدكتور عباس الجراري أن بالخزانة الحسنية نسخة منه برقم 2599[38].

-مجموعة في فوائد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: ذكر الأستاذ أحمد بومزكو نقلا عن “خلال جزولة” أن منها نسخة تقع في أربعة عشر صفحة في خزانة علي أوطاهر بإيداوكارسموكت[39].

أما شرحه على همزية الإمام أبي عبد الله محمد بن سعيد الصنهاجي البوصيري (996هـ) فهو من أوسع مؤلفاته انتشارا، قال عنه أبو زيد الجشتيمي لما ذكر مؤلفات الحضيكي: “ومنها شرح حسن متوسط على الهمزية في مدح المصطفى خير البرية صلى الله عليه وسلم بين فيه ألفاظ القصيدة بيانا شافيا، وقص فيه قصص المعجزات في محلها كما ينبغي، ولما وصل في الشرح قوله: والكرامات منهم معجزات.. (البيت) استطرد فيه جملة صالحة من مناقب الصالحين وأسرارهم نفعنا الله بأنوارهم” [40]

ومن نسخه[41]:

-نسخة خزانة تطوان برقم 487 م، بعنوان “منهل الظمئة لألفاظ الهمزية”، صفحاتها : 409، مسطرتها : 28، مقياسها : 20/14، كتبت بخط مغربي رديئ محلى بالأحمر وناسخها إبراهيم بن محمد بتاريخ 26 ذي الحجة 1230هـ نقلا عن مبيضة المؤلف التي بخطه .

-نسخة مؤسسة علال الفاسي برقم 302ع، صفحاتها: 538، مسطرتها: 27، مقياسها: 20/15، كتبت بخط مغربي وسط وبآخرها تواريخ وفيات بعض علماء جزولة.

-نسخة الخزانة الحسنية برقم 1868، أوراقها: 129، مسطرتها: 33، مقياسها: 17.5/26.5، وهي نسخة تامة كتب بخط مغربي وسط ملون ومشكول، وافق الفراغ من نسخها شهر رمضان من سنة 1255 هـ على يد عبد الله بن محمد بن العربي وهي سالمة من الخروم.

-نسخة الخزانة الحسنية برقم 9985، أوراقها: 244 ورقة، مسطرتها: 24، مقياسها: 14.5/21.5، كتبت بخط مغربي لا بأس به ووقع الفراغ من نسخها سنة 1262 هـ،  وبها بعض الخروم.

-نسخة الخزانة الحسنية برقم 11389.

-نسخة الخزانة العامة برقم 1658 د ضمن مجموع من 9ب إلى 193أ. مسطرته 29 ومقياسه 18/22، مكتوبة بخط مغربي رديئ فرغ من نسخها في جمادى الأولى عام 1280. أوله “كيف ترقى رقيك الأنبياء ….كيف اسم استفهام”.

-نسخة الخزانة العامة برقم 1478 ك.

-نسخة الخزانة العامة برقم4587 د.

-نسخة الخزانة المحجوبية برقم 235.

-نسخة خزانة تيدسي.

وقد طبع هذا الشرح بمطبعة النجاح الجديدة بعناية إبراهيم إدبراهيم التامري، وحقق في رسالة علمية بكلية الآداب بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان تقدمت بها الباحثة محاسن القداد.

فهذه مؤلفات الإمام رحمه الله في السيرة النبوية وماله صلة بها، وهي متنوعة تخبرنا عن تعامله مع أشهر المتون المؤلفة من قبل المغاربة في هذا الفن نظما ونثرا، وتحتاج إلى دراسة متأنية للوقوف من خلالها على شخصية الحضيكي الكاتب في السيرة النبوية، والتعرف على منهجه في ذلك واختياراته، وهذا جهد لن يتسع له مقال واحد، بل إنه في حاجة إلى بحث مطول، ومما يعطيه أهمية أيضا أن أغلب مؤلفات الحضيكي في السيرة النبوية لم تدرس إلى الآن ولم تحقق.

وإذ تعذرت الإحاطة بمنهجه وميوله وآراءه في هذه العجالة، فإن ذلك لا يمنع من إبداء بعض الملاحظات على طريقته ومنهجه في شرح الهمزية مع ذكر بعض الفوائد المنتقاة من كلامه لعلها تكون عنوانا على غيرها.

يتبع…

 

هوامش المقال:

**************

[1] – انظر سوس العالمة ص: 20،  والمعسول : 14 /15.

[2] – سورة الحشر، الآية 10.

[3] – ترجمته في الإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام 6 /81، إتحاف المطالع بوفيات أعلام القرن الثالث عشر والرابع 1 /39، فهرس الفهارس 1 /260 المعسول 11 /302، سوس العالمة الصفحات: 144 -162-193، الأعلام للزركلي 6 /15،  معجم المؤلفين 8 /280، المصنفات المغربية في السيرة النبوية 1 /142 و1 /300، معلمة القران والحديث في المغرب الأقصى ص:182، معلمة المغرب 10 /3456(حرف الحاء) وقبل ذلك “الحضيكيون” لتلميذ تلاميذه عبد الرحمان بن عبد الله الجشتيمي فقد أحاط فيه بترجمة الشيخ، وتبقى كتابات الحضيكي أهم مصدر لترجمته  خاصة كتابه الطبقات ورحلته الحجازية وفهرسته. وقد نشرت رحلته من قبل مركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراث بالرابطة المحمدية للعلماء مع ضبط وتعليق د عبد العالي لمدبر قدم لها بترجمة للحضيكي وقعت له فيها أوهام منها:

– أنه جعل محمد عبد الرؤوف المناوي (1031هـ) من شيوخ الحضيكي. وهو وهم منه قطعا؛ فقد ولد الحضيكي بعد وفاة المناوي بقرابة قرن.

– أنه جعل علي بن أحمد بن محمد العزيزي الشافعي (1071ه) من شيوخه، وهو وهم أيضا.

– عد من تلاميذه عبد الرحمان بن عبد الله الجشتيمي (1369هـ) قائلا “وقد جعله صاحب الإعلام تلميذ تلامذة المترجم” ولا شك أن ما في الإعلام هو الصواب، وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد بن الحسن بن عبد الله بن محمد، أبو زيد الجشتيمي الجزولي السوسي، ولد سنة خمس وثمانين ومائة وألف وتوفي سنة تسع وستين ومائتين، وترجمته في المعسول6/21 وسوس العالمة (الصفحات /34 /47/92 /99 /160 /197 /213)، ودليل مؤرخ المغرب الأقصى (ص:150) والأعلام للزركلي(3/ 314) والتفسير والمفسرون في غرب إفريقيا (1 /226)، ومقدمة كتابه الحضيكيون (ص:9). وقد حسم بنفسه الأمر فقال في ترجمة الحضيكي “فهذا ما يسر الله من ذكر مناقب الإمام العالم الهمام شيخ شيوخنا ولي الله بلا نزاع وأزهد أهل عصره بالإجماع أبي عبد الله سيدي محمد بن أحمد الحضيكي” (الحضيكيون ص:45)، ولم أجد من ذكر أنه من تلاميذ الحضيكي ممن ترجموا له سابقا غير صاحب التفسير والمفسرون في غرب إفريقيا والزركلي في الأعلام، ولم يذكر أي منهما مستنده في ذلك. ثم إن بين ولادته ووفاة الحضيكي نحو أربعة أعوام فقط،  وقد أرخت هذه المصادر وفاته سنة 1269هـ في حين ذكر الدكتور لمدبر أنه توفي سنة 1369ه تبعا لموسوعة أعلام المغرب (9 /3250) لكن في إتحاف المطالع(1 /200 ) -وهو المعتمد في موسوعة أعلام المغرب في تراجم هذه الفترة- أنه توفي سنة 1269ه، وسبب ما وقع فيه الدكتور هو اعتماده ترجمة أخرى لأحد أفراد هذه الأسرة وهو عبد الرحمان بن محمد بن عبد الرحمان بن عبد الله وهو حفيد أبي زيد الذي نحن بصدد الحديث عنه، ولد سنة 1285ه وتوفي سنة 1369ه ترجمته في إتحاف المطالع (2 /522) وهي في موسوعة أعلام المغرب(ج9 /3250)، ولو صح أن ذلك هو تاريخ وفاة أبي زيد لكان المختار السوسي قد أدركه، ولكان أمر تلمذته للشيخ الحضيكي بعيدا جدا ولما أحوج إلى الاستدلال على نفيه؛ فمن المستبعد أن يكون عمره عند وفاة الحضيكي في سن من يصح منه الأخذ والتحمل ثم يطول به العمر بعد وفاته مائة وثمانين عاما، وقد علم أن ولادته كانت سنة 1185هـ، والله أعلم.

– قال- في معرض ذكره لمصادر ترجمة الحضيكي- “مناقب الحضيكي أو طبقات الحضيكي بكاملها للجشتيمي حققه الدكتور أحمد بومزكو” وفي هذا خلط بين مصنفين الأول “طبقات الحضيكي” ويعرف أيضا بمناقب الحضيكي وهو للإمام المترجم نفسه حققه د أحمد بومزكو. والثاني بعنوان “الحضيكيون” والمختار السوسي هو من سماه بذلك كما صرح به في سوس العالمة (1 /118) ويسمى أيضا “مناقب الحضيكي” وهو للجشتيمي حققه المجلس العلمي المحلي بتارودانت.

   وقد ذكر الأستاذ أحمد بومزكو في مقدمة تحقيقه لطبقات الحضيكي مصادر أخرى سوى ماذكرته أهمها: “مختصر التاغرغرتي” و”فهرسة الأسغركيسي” وهو من تلاميذ الإمام و”وفيات الهلالي” و”فهرسة الدمناتي” (انظر طبقات الحضيكي ص: 21).

[4] – طبقات الحضيكي 1 /27.

[5] – سوس العالمة ص: 144.

[6] – راجع حياة موريتانيا الجغرافية ص:23.

[7] – كنت قد كتبت هذا احتمالا منذ مدة، وبعدما أهدى إلي أستاذنا المفتش أحمد الراضي نسخة من “الحضيكيون” وجدت محققيه قد ذكروا نظير ما ذكرته منسوبا إلى أحد أحفاده. فالظاهر أن له وجها أقوى مما ذكره من الاحتمالات محقق طبقات الحضيكي الأستاذ أحمد بومزكو.

[8] – سوس العالمة ص: 57.

[9] – نفسه.

[10] –  المعسول 3 /237.

[11] – انظر المعسول 13 /15 و 14 /17. ومن شيوخه الناصريين أحمد بن محمد بن ناصر (1129هـ) قال عنه “شيخي وشيخ أبي وشيخ جدي” طبقات الحضيكي 1 /85.

[12] – الإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام 6 /82.

[13] – إتحاف المطالع بوفيات أعلام القرن الثالث عشر والرابع 1 /39 أو انظر موسوعة أعلام المغرب 7/2405.

[14] – الاغتباط بتراجم أعلام الرباط ص: 24.

[15] – سوس العالمة ص: 162.

[16] – نفسه ص: 144.

[17] – بَزَل البعيرُ يَبْزُل بُزُولاً فَطَر نابُه أَي انْشَقَّ فهو بازل ذكراً كان أَو أُنثى وذلك في السنة التاسعة (لسان العرب 11 /52 بزل) وناقة قِنْعاسٌ طويلة عظيمة سَنِمَةٌ وكذلك الجمل(لسان العرب6 /184مادة قنعس). قال جرير:

 وابن اللبون إذا ما لز في قرن*** لم يستطع صولة البزل القناعيس

[18] – المعسول 1 /139.

[19] – انظر المعسول: 11/312-317 وطبقات الحضيكي: 1 /52 /66.

[20] – سوس العالمة ص: 29.

[21] – المعسول 3 /321.

[22] – المعسول 3 /322.

[23] – تاريخ الوراقة المغربية، الفقيه محمد المنوني، جامعة محمد الخامس، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، سلسلة بحوث ودراسات (2) ط1 /1991م. ص: 117.

[24] – انظر سوس العالمة ص 54.

[25] – نظر فهرس الفهارس1 /352، أو المعسول 11 /318.

[26]  انظر اتحاف المطالع 1 /57. وسوس العالمة1 /189. وطبقات الحضيكي 1 /40، ورحلته ص: 18.

[27] – سوس العالمة ص: 35 – 36.

[28] – ذكرت مؤلفاته ببعض التفصيل في: الإعلام 6 /84 والحضيكيون ص 62 وما بعدها، وسوس العالمة ص: 193 وفهرس الفهارس1 /352 وطبقات الحضيكي 1 /68 و”مدخل لرحلة الحضيكي الحجازية” المناهل عدد10 سنة 1986.

[29] – سوس العالمة ص: 193، وانظر المصنفات المغربية في السيرة النبوية ومصنفوها 1 /211.

[30] – طبفات الحضيكي 1 /70.

[31] – النبوغ المغربي 1 /300.

[32] – طبقات الحضيكي 1 /70.

[33] – الإعلام 6 /84، وسوس العالمة ص: 193، وطبقات الحضيكي 1 /70.

[34] – في طبقات الحضيكي: غنية العبد المنيب. وفي الإعلام للمراكشي: الغنيمة الناصرية. كذا في فهرس المنوني لخزانة الزاوية الناصرية، وبذلك طبع تحت عنوان “غنيمة العبد المنيب في التوسل بالصلاة على النبي الحبيب” في 256ص بدار الرشاد الحديثة سنة 2010م.

[35] – طبقات الحضيكي 1 /69.

[36] – الإعلام6 /84، وطبقات الحضيكي 1 /70.

[37] – النبوغ المغربي 1 /307.

[38] – “مدخل لرحلة الحضيكي الحجازية“، المناهل عدد10 سنة 1986.

[39] – طبقات الجضيكي1 /70.

[40] – الحضيكيون ص: 63-64.

[41] – انظر فهرس مخطوطات خزانة تطوان 2 /202، والفهرس الموجز لمخطوطات مؤسسة علال الفاسي1 /31. وكشاف الكتب المخطوطة بالخزانة الحسنية ص:284. وفهرس المخطوطات العربية المحفوظة في الخزانة العامة بالرباط، القسم الثاني، الجزء الأول ص:97. وطبقات الحضيكي 1 /70. وفهرس ما لم يفهرس من المخطوطات المغربية في الخزانات الخاصة ص:186. و”مدخل لرحلة الحضيكي الحجازية” المناهل عدد10 سنة 1986.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق