الرابطة المحمدية للعلماء

أحدث ترجمة للقرآن الكريم باللغة الإنجليزية

 الترجمة العذبة التي تُصغي للروح الداخلي للقرآن..

أنجز الدكتور طريف الخالدي، أستاذ الدراسات الإسلامية والعربية بالجامعة الأميركية ببيروت، أحدث ترجمة للقرآن الكريم إلى اللغة الإنجليزية(صدرت في سلاسل «بنغوين» الشهيرة للكلاسيكيات)، وهي الترجمة التي لقيت استحسانا وإشادة لافتتين من المختصين؛ فقد وصفها الأستاذ رضوان السيد بـ”الترجمة العذبة التي تُصغي للروح الداخلي للقرآن، فتأتي اللغة أو يأتي اللسان هامساً وشفافاً وأليفاً و “طازجاً” إذا صح التعبير.”

مضيفا  لقد “بدأت هذه “الفتوحات”.. القرآنية في البدء الأول مع “بسم الله الرحمن الرحيم” عندما يترجم مفرد “الرحمن” بـMerciful to all ويترجم مفرد الرحيم بـCompassionate to each وهذا يعني أنه يعتبر الألف والنون في «الرحمن» من صِيَغ المبالغة التي تعني الشمول، بينما تكون «الرحيم» للأفراد، فرحمته سبحانه وتعالى شملت كل شيء. وهذا فقه في اللغة القرآنية نادر المثال..”

وبعد أن أشار رضوان السيد إلى أن “الإسلام دين عالمي، يصل عدد معتنقيه اليوم إلى حوالي البليون والأربعمائة مليون، كثرتهم الساحقة لا تعرف العربية أو أن العربية ليست هي اللغة الأم للسواد الأعظم من معتنقيه، ولا من دارسيه.” الأمر الذي يبرز مدى حيوية وأهمية العمل على نقل القرآن إلى مختلف لغات المسلمين، لكي يستطيعوا تدبُّر معانيه خارج الصلوات. فضلا عن أن هذه الترجمة باتت ضرورية للأصدقاء كما للخصوم، لاتخاذها قاعدة في مقاربتهم للإسلام وحضارته وثقافاته..”

بعد ذلك، عمل على إبراز خصائص هذه الترجمة الجديدة في العناصر التالية :
أولا: التقاطها العميق لترددات وذبذبات اللغة القرآنية، والإتقان الكبير للغة الترجمة أو اللغة الإنكليزية.
ثانيا: المقاربة الجمالية الشفافة والعذبة، لم تتم على حساب الدقة أو تغليب البيان على المعان. بل ظلّت المعاني واضحة، مع حرص المترجم الشديد على عدم مقابلة اللفظة الكلاسيكية القرآنية أو العربية بلفظة كلاسيكية إنكليزية أو فرنسية، بل يتعمد البحث عن مفرد إنكليزي يؤدي المعنى، وتسيغه الذائقة المعاصرة.
ثالثا: بالنسبة إلى المفردات المختلف في معناها في القرآن، أو التي تتضمن حكماً فقهياً، فإنه يراعي أمرين؛ أولا: تفسيرات أكثر المفسِّرين، ثانيا : مقتضيات السياق..

أما عن دافع الأستاذ طريف الخالدي إلى ترجمة معاني القرآن الكريم إلى شعوره بـ”أن كل جيل يتطلب ترجمة جديدة لهذه المعاني، وليس هناك إجماع إلى الآن على ماهية الترجمة المثلى إلى الانكليزية، وما يقال هو أن الواحدة أقل سوءاً من الأخرى. معاذ الله أن تكون ترجمتي مثالية، لكنني قررت أنه قد يكون من الممكن انجاز ترجمة تتفادى على الأقل عثرات الترجمات السابقة». ويرى «أن كل مترجم هو بالضرورة مدين لأسلافه من المترجمين، فهؤلاء السابقون كأنهم يراقبونك من وراء كتفك حين تترجم، إنهم هاجس من هواجسك كمترجم».

مؤكدا أن “كل جيل يتطلب ترجمة جديدة لهذه المعاني، وليس هناك إجماع إلى الآن على ماهية الترجمة المثلى إلى الانكليزية..” نافيا أن تكون ترجمته مثالية، دون أن ينكر سعيه لانجاز ترجمة تتفادى عثرات الترجمات السابقة.. ويرى “أن كل مترجم هو بالضرورة مدين لأسلافه من المترجمين، فهؤلاء السابقون كأنهم يراقبونك من وراء كتفك حين تترجم، إنهم هاجس من هواجسك كمترجم”.

وفي مواجهة الهجوم الأعمى على الإسلام في هذه الفترة يعتقد طريف الخالدي أن ترجمة القرآن المجيد من شأنها أن تبرز،على سبيل المثال، أنه “من أبرز الكتب المنزلة حساسية “للجندر”، فهو يخاطب النساء كما يخاطب الرجال (والمؤمنون والمؤمنات الخ…) كأنه يتجاوز بكثافة الفروق بين الذكر والأنثى. ربما من غير وعي أردتُ إبراز هذا الأمر وغيره.”
( عن صحيفة الحياة اللندنية بتصرف )

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق