مركز الإمام الجنيد للدراسات والبحوث الصوفية المتخصصةدراسات عامة

صوفية ورباطات

عرف العصر الموحدي أعلاما  كبارا لهم مكانة بارزة في التصوف المغربي الإسلامي:

_ أبويعزى ينور المتوفى 572هـ.

_ ومحمد بن علي بن حرزهم، فإليهما إضافة إلى عبد القادر الجيلاني تنتهي سلسلة السند الجنيدي.

_ أبو مدين شعيب الأنصاري الأندلسي المعروف بالغوث، عنده تتجمع هذه السلسلات لأخذه عن هؤلاء جميعا، وعنه تتفرع الطريقة الجنيدية لتلتقي بالشاذلي. وبذلك فهو رأس ما يسمى بسلسلة الذهب، فهو شيخ عبد الرحمان المدني الزيات.

_ شيخ عبد السلام بن مشيش المتوفى بين 622هـ625 هـ.

_شيخ كل من أبي محمد صالح الماجري (ت631).

_وأبي الحسن علي بن عبد الله بن عبد الجبار الشاذلي (656هـ)[1] .وقد  عرفت مراكش خلال هذا العصر عددا  من الصوفية والرباطات أهمها:

1_ عباد جبل جيليز.

يقع جبل جيليز في الشمال الغربي للمدينة ويبلغ ارتفاعه سبعة وعشرين وخمسمائة متر، ولإشرافه على المدينة كان الثوار والغزاة يبادرون إلى احتلاله للتحكم فيها.

ولوقوعه خارج الأسوار، وفي مكان خال وهادئ,. كان ملجأ للعباد والزهاد كذلك، وقد حدثنا ابن الزيات في ترجمته لأبي عبد الله محمد بن تميم الزياتي عن وجود زهاد بهذا الجبل من بينهم صاحب الترجمة قال: (سمعت أبا العباس أحمد بن ابراهيم بن محمد الأزدي يقول: أخبرني المرسي عن ثقات من المريدين قالوا: كنا مع ابن قيم (صاحب الترجمة) بجبل جليز فأردنا أن نتوضأ من ساقية قريبة منا فلم نقدر أن نتوضأ من الساقية لعمقها إلا بالنزول فيها، فذهبنا إلى موضع منها يمكن أن نتوضأ منه، فلما رجعنا وجدنا أبا عبد الله محمد ابن قيم قد توضأ من أعلى الساقية، وآثار الماء حوالي الساقية فنظرنا فيها فرأينا آثار ماء الساقية قد ارتفع حيث يمكن القاعد أعلاه أن يتوضأ )[2]

يمكن أن نستنتج من هذا النص ما يلي:

_ حلول العباد والزهاد بجبل جليز وأداؤهم الصلوات به.

_ إخلاص ابن الزيات للمنهج الذي التزم به في بداية الكتاب القاضي بالتحري في النقل والأخذ من أهل الثقة والأمانة والصلاح….مع ضبط الأسانيد.[3]

_ المستوى الذي كان عليه العباد الوافدون على مراكش على وجه العموم، فابن تميم (موضوع الكرامة) أصله من داي، سكن المدينة وبها توفي سنة سبع وستمائة للهجرة ودفن خارج باب الدباغ.

وسيشهد جبل جليز بحلول أبي العباس السبتي به إذ قضى في خلوته زهاء أربعين سنة.

هــوامـــــــــــش

[1] ـ انظر ترجمة أبي مدين في أنس الفقير لابن قنفذ ، والتشوف لابن الزيات، وعنوان الدراية للغربيني، وأما السلسلات فواردة عند جورج دراك.

[2] ـ التشوف، ص 405 .

[3] ـ التشوف، ص 4.

Science

د. طارق العلمي

  • أستاذ باحث في الرابطة المحمدية للعلماء، متخصص في المجال الصوفي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق