مركز ابن القطان للدراسات والأبحاث في الحديث الشريف والسيرة العطرةدراسات عامة

آداب وشروط مجالس الدرس استمدادا من الهدي النبوي

بسم الله الرحمن الرحيم

وصلى الله على سيدنا  محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

إن مجالس اجتماع الناس، على نوعين: مجالس الصلاح، ومجالس السوء، فأما مجالس الصلاح فهي مجالس الذكر والعلم، تحفها الملائكة بعناية ربانية، فيغنم الجالس بشتى أنواع البر والخير، وتعلو درجاته في أعلى عليين، فيذكره الله تعالى عنده، وأما مجالس السوء فهي مجالس الغيبة والنميمة، تزينها الشياطين، فيوزر الجالس بالذنوب والآثام، وتنزل دركاته في أسفل سافلين؛ ولهذا فقد ضرب لنا النبي صلى الله عليه وسلم مثلا للجليس الصالح، والجليس السوء كحامل المسك، ونافخ الكير، كما في الحديث الذي خرَّجه الشيخان[1]، من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنما مثل الجليس الصالح، والجليس السوء، كحامل المسك، ونافخ الكير، فحامل المسك: إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير: إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد ريحا خبيثة».

فحامل المسك هو العالم الذي يعلم الناس الخير، ويهديهم إلى طرق الرشاد، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم كذلك، فمجالسه صلى الله عليه وسلم، مجالس وحي، تغشاها السكينة، وتحفها الملائكة، ويحضرها الصحابة رضوان الله عليهم، ويلزمونها حضرا وسفرا، ويحرصون على عدم تفويتها؛ ابتغاء تعلم ما أنزل الله عز وجل من أحكام على مبلغه نبينا صلى الله عليه وسلم، فرووا رضوان الله عليهم ما سمعوه من فيه الطاهر، فهو صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى، فقال في حقه سبحانه وتعالى: ﴿ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى﴾[2]، وما يخرج من فمه الشريف إلا الحق، فقد خرَّج أبو داود[3] فيما رواه عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، قال: «كنت أكتب كل شيء أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم أريد حفظه، فنهتني قريش وقالوا: أتكتب كل شيء تسمعه ورسول الله صلى الله عليه وسلم بشر يتكلم في الغضب، والرضا، فأمسكت عن الكتاب، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فأومأ بأصبعه إلى فيه، فقال: اكتب فو الذي نفسي بيده ما يخرج منه إلا حق».

 ومجالس النبي صلى الله عليه وسلم مجالس وحي وعلم وحق، وحقيق أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا لا يفوتونها، إلا إذا منعهم مانع، وإذا حصل ذلك فقد كانوا يتناوبون على مجالس رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيحدث الحاضر الغائب، فقد خرَّج الشيخان[4]، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: «كنت أنا وجار لي من الأنصار في بني أمية بن زيد، وهي من عوالي المدينة، وكنا نتناوب النزول على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ينزل يوما وأنزل يوما، فإذا نزلت جئته بخبر ذلك اليوم من الوحي وغيره، وإذا نزل فعل مثل ذلك».

إن خير المجالس هي القائمة على تلاوة القرآن، ومدارسته، ودراسة سنة رسول الله خير الأنام عليه الصلاة والسلام، ولما كان لنا في رسولنا الكريم صلى عليه وسلم إسوة حسنة، فلابد من معرفة مجالس الدرس في عهده صلى الله عليه وسلم، وهديه فيها؛ اقتفاء لأثره واقتداء بسنته، لمن يرجو الله واليوم الآخر.

إن لمجالس العلم أبوابا، لابد من دخولها، وهذه الأبواب هي: 1-الترغيب في مجالس الذكر، 2-الاهتمام بهيئة المظهر، 3- الإقبال على حلقة المجلس، 4- عدم الجلوس وسط الحلقة، 5- عدم الجلوس بين اثنين إلا بإذنهما، 6- الجلوس حيث ينتهي المجلس، 7- التسليم عند الجلوس والقيام، 8- عدم إقامة أحد من مكانه ليجلس فيه، 9- القيام للداخل إلى المجلس، 10-أوضاع الجلوس، 11- أدب الحديث في المجلس، 12- ختم المجلس، وكل باب أورد فيه ما جاء فيه من الأحاديث، مرتبة على حسب درجة الأصحية، وفي خاتمة المقال أبين ما خلصت له من نتيجة البحث.

الباب الأول: الترغيب في مجالس الذكر:

لقد تعددت الأحاديث المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم في الترغيب في مجالس الذكر:

فقد أخرج مسلم[5]، من حديث: عقبة بن عامر رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيعلم، أو يقرأ آيتين من كتاب الله عز وجل، خير له من ناقتين، وثلاث خير له من ثلاث، وأربع خير له من أربع، ومن أعدادهن من الإبل».

وأخرج أيضا[6]، من حديث: أبي هريرة رضي الله عنه، أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده، ومن بطأ به عمله، لم يسرع به نسبه».

وأخرج أحمد[7]، من حديث: عبد الله بن عمرو رضي الله عنه، قال: «قلت يا رسول الله: ما غنيمة مجالس الذكر؟ قال: غنيمة مجالس الذكر الجنة الجنة».

وأخرج أيضا[8]، من حديث: أنس بن مالك رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما من قوم اجتمعوا يذكرون الله، لا يريدون بذلك إلا وجهه، إلا ناداهم مناد من السماء: أن قوموا مغفورا لكم، قد بدلت سيئاتكم حسنات».

وأخرج الترمذي[9]، من حديث: أنس بن مالك رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا، قالوا: وما رياض الجنة؟ قال: حلق الذكر».

وأخرج الطبراني[10]، من حديث: أبي أمامة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من غدا إلى المسجد لا يريد إلا أن يتعلم خيرا أو يعلمه، كان له كأجر حاج تاما حجته».

الباب الثاني: الاهتمام بهيئة المظهر:

أمر الله تعالى عباده باتخاذ الزينة عند الذهاب إلى المسجد، ففيه يذكر الله: ﴿يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد﴾[11]، وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم من اتخاذ ثياب نظيفة ليوم الجمعة، سوى ثياب المهنة، ويوم الجمعة يقاس عليه مجالس الذكر والعلم.

فمن  بلاغات الإمام مالك[12]: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما على أحدكم لو اتخذ ثوبين لجمعته، سوى ثوبي مهنته».

وقد وصله ابن عبد البر[13] من طريق يحيى بن سعيد الأموي، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن عمرة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: «إن الناس كانوا عمال أنفسهم وكانت ثيابهم الأنمار، -قالت-: فكانوا يروحون بهيئتهم كما هي، -قالت-: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو اغتسلتم، وما على أحدكم أن يتخذ ليوم الجمعة ثوبين، سوى ثوبي مهنته».

وأخرجه من حديث عائشة رضي الله عنها أيضا ابن ماجه[14]، ولفظه: «أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب الناس يوم الجمعة، فرأى عليهم ثياب النمار، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما على أحدكم إن وجد سعة، أن يتخذ ثوبين لجمعته، سوى ثوبي مهنته».

الباب الثالث: الإقبال على حلقة المجلس:

إن الإقبال على حلقات مجالس العلم، والقرب من العالم أثناء الإلقاء، وعدم الاستحياء في مزاحمة الجالسين لأخذ العلم، فيه منافع كثيرة:

فقد أخرج مالك[15]، والشيخان[16]، من حديث: أبي واقد الليثي رضي الله عنه: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، بينما هو جالس في المسجد والناس معه، إذ أقبل ثلاثة نفر، فأقبل اثنان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذهب واحد، قال: فوقفا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأما أحدهما: فرأى فرجة في الحلقة فجلس فيها، وأما الآخر: فجلس خلفهم، وأما الثالث: فأدبر ذاهبا، فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ألا أخبركم عن النفر الثلاثة؟ أما أحدهم فأوى إلى الله فآواه الله، وأما الآخر فاستحيا فاستحيا الله منه، وأما الآخر فأعرض فأعرض الله عنه».

وأخرج أبو الشيخ[17]، من حديث: أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «إذا جلستم إلى المعلم أو جلستم في مجالس العلم فادنوا، وليجلس بعضكم خلف بعض، ولا تجلسوا حلقا متفرقين كما يجلس أهل الجاهلية».

الباب الرابع: عدم الجلوس وسط الحلقة:

إن الجلوس في حلقة العلم، له آداب، من ذلك: الجلوس وسط الحلقة:

فقد أخرج الترمذي[18]، والبيهقي[19]، من حديث: أبي مجلز، أن رجلا قعد وسط الحلقة فقال حذيفة رضي الله عنه: «ملعون على لسان محمد صلى الله عليه وسلم -أو لعن الله على لسان محمد صلى الله عليه وسلم- من قعد وسط الحلقة».

الباب الخامس: عدم الجلوس بين اثنين إلا بإذنهما:

إن الجلوس في حلقة العلم، له آداب، من ذلك: كراهة التفرقة بين رجلين إلا بإذنهما:

فقد أخرج الترمذي[20]، من حديث: عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يحل للرجل أن يفرق بين اثنين إلا بإذنهما».

الباب السادس: الجلوس حيث ينتهي المجلس:

إن الإقبال على حلقة مجلس العلم، له آداب، من ذلك: الجلوس حيث ينتهي المجلس:

فقد أخرج الترمذي[21]، من حديث: جابر بن سمرة رضي الله عنه، قال: «كنا إذا أتينا النبي صلى الله عليه وسلم، جلس أحدنا حيث ينتهي».

الباب السابع: التسليم عند الجلوس والقيام: 

إن من آداب الإقبال على مجلس العلم: أنه إذا أتى المقبل على المجلس فليسلم، وإذا انصرف فليسلم:

فقد أخرج الترمذي[22]، من حديث: أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا انتهى أحدكم إلى مجلس فليسلم، فإن بدا له أن يجلس فليجلس، ثم إذا قام فليسلم فليست الأولى بأحق من الآخرة».

الباب الثامن: عدم إقامة أحد من مكانه ليجلس فيه:

إن من آداب المجلس: أنه إذا جلس الداخل في موضع فإنه له، إلا أن يقوم منه، ولا يرجع إليه:

فقد أخرج الشيخان[23]، من حديث: عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم: «أنه نهى أن يقام الرجل من مجلسه ويجلس فيه آخر؛ ولكن تفسحوا وتوسعوا»، وكان ابن عمر «يكره أن يقوم الرجل من مجلسه ثم يجلس مكانه».

وأخرج أبو داود[24]، من حديث: أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا قام الرجل من مجلس ثم رجع إليه، فهو أحق به».

الباب التاسع: القيام للداخل إلى المجلس:

إن القيام عند إقبال الداخل إلى المجلس، على نوعين، فمنه المشروع، ومنه الممنوع:

فأما الممنوع؛ فقد أخرج الترمذي[25]، وأحمد[26]، من حديث: أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: «لم يكن شخص أحب إليهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانوا إذا رأوه لم يقوموا لما يعلمون من كراهيته لذلك».

وأخرج أبو داود[27]، وأحمد[28]، من حديث: أبي مجلز رحمه الله تعالى، قال: « خرج معاوية على ابن الزبير وابن عامر، فقام ابن عامر، وجلس ابن الزبير، فقال معاوية لابن عامر: اجلس، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: من أحب أن يمثل له الرجال قياما، فليتبوأ مقعده من النار».

وأما القيام المشروع؛ فقد أخرج الترمذي[29]، من حديث عائشة رضي الله عنها، قالت: «ما رأيت أحدا أشبه سمتا ودلا وهديا برسول الله في قيامها وقعودها من فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: وكانت إذا دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم قام إليها فقبلها وأجلسها في مجلسه، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل عليها قامت من مجلسها فقبلته وأجلسته في مجلسها ».

الباب العاشر: أوضاع الجلوس:

إن من احترام مجالس العلم: الجلوس بكيفية ووضعية لائقة بمجلس يذكر فيه اسم الله تعالى، واسم نبيه صلى الله عليه وسلم:

فقد أخرج البخاري[30]، من حديث: حنظلة بن حذيم رضي الله عنه، قال : «أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فرأيته جالسا متربعا».

وأخرج الترمذي[31]، من حديث: أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال : «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جلس في المسجد احتبى بيديه».

وأخرج ابن أبي شيبة[32]، من حديث: أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: «كنا جلوسا في المسجد فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس إلينا ولكأن على رءوسنا الطير، لا يتكلم أحد منا، فقال: إن منكم رجلا يقاتل الناس على تأويل القرآن كما قوتلتم على تنزيله، فقام أبو بكر فقال: أنا هو يا رسول الله؟، قال: لا، فقام عمر فقال: أنا هو يا رسول الله؟، قال: لا؛ ولكنه خاصف النعل في الحجرة، قال: فخرج علينا علي ومعه نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلح منها».

الباب الحادي عشر: أدب الحديث في المجلس:

إن فهم المتلقي عن الملقي، لابد من اعتبارين أثناء حديث هذا الأخير في المجلس، وهما من السنة: تكرار الكلام، وطرح السؤال:

فأما تكرار الكلام؛ فقد أخرج البخاري[33]، من حديث:  أنس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان «إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثا، حتى تفهم عنه، وإذا أتى على قوم فسلم عليهم، سلم عليهم ثلاثا».

وأما طرح السؤال؛ فقد أخرج مسلم[34]، من حديث: عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما تعدون الرقوب فيكم؟ قال: قلنا: الذي لا يولد له، قال: ليس ذاك بالرقوب؛ ولكنه الرجل الذي لم يقدم من ولده شيئا، قال: فما تعدون الصرعة فيكم؟ قال: قلنا: الذي لا يصرعه الرجال، قال: ليس بذلك؛ ولكنه الذي يملك نفسه عند الغضب».

الباب الثاني عشر: ختم المجلس:

إن المجلس قد يعتريه نقص، ولهذا فمن السنة ختمه بدعاء وذكر عند الانصراف:

فأما الدعاء؛ فقد أخرج الترمذي[35]، من حديث: عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قال: قلما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم من مجلس حتى يدعو بهؤلاء الدعوات لأصحابه: «اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصيبات الدنيا، ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا، واجعله الوارث منا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا، ولا تسلط علينا من لا يرحمنا».

وأما الكفارة؛ فقد أخرج أبو داود[36]، من حديث: أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه، قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: بأخرة إذا أراد أن يقوم من المجلس: «سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك» فقال رجل: يا رسول الله، إنك لتقول قولا ما كنت تقوله فيما مضى، فقال: «كفارة لما يكون في المجلس».

صفوة القول: إن مجالس العلم في العهد النبوي، فيها: نُزِّل الوعي، وشُرِّعت الأحكام، وأُفتي المستفتي، وعُلِّم السائل، فهي مجالس الخير، ولما كان العلماء ورثة الأنبياء، وجب على من اعتلى المنبر، أن يهتدي بهديه صلى الله عليه وسلم، ويستن بسنته صلى الله عليه وسلم، ويتحلى بآداب المجلس، كما يجب على المتلقي، وطالب العلم، الاقتداء بالصحابة عندما كانوا يجتمعون بالنبي صلى الله عليه وسلم في مجلسه، والتحلي بآداب المجلس. 

***********************

هوامش المقال:

[1]) صحيح البخاري 17/ 214؛ كتاب: الذبائح والصيد، باب: المسك، رقم الحديث: 5108، صحيح مسلم 4 /2026؛ كتاب: البر والصلة والآداب، باب: استحباب مجالسة الصالحين، ومجانبة قرناء السوء، رقم الحديث: 2628.

[2]) سورة النجم، الآية: 3 – 4.

[3]) السنن 5 /489-490؛ كتاب: العلم، باب: في كتاب العلم، رقم الحديث: 3645.

[4]) صحيح البخاري 1 /29؛ كتاب: العلم، باب: التناوب في العلم، رقم الحديث: 89، صحيح مسلم 1 /1111؛ كتاب: الطلاق، باب: في الإيلاء، واعتزال النساء، وتخييرهن وقوله تعالى: ﴿وإن تظاهرا عليه﴾ [التحريم: 4]، رقم الحديث: 1479.

[5]) الصحيح 1 /552؛ كتاب: صلاة المسافرين وقصرها، باب: فضل قراءة القرآن في الصلاة وتعلمه، رقم الحديث: 803.

[6]) الصحيح 4 /2074؛ كتاب: الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب: فضل الاجتماع على تلاوة القرآن وعلى الذكر، رقم الحديث: 2699.

[7]) المسند 11/ 232، رقم الحديث: 6651.

[8]) المسند 19/ 437، رقم الحديث: 12453.

[9]) السنن 5 /532، أبواب: الدعوات، رقم الحديث: 3510.

[10]) المعجم الكبير 8/ 94، رقم الحديث: 7473.

[11]) سورة الأعراف، الآية: 31.

[12]) الموطأ رواية يحيى الليثي 2/ 153، رقم الحديث: 366/ 107.

[13]) التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد 24 /34-35.

[14]) السنن 1/349، كتاب: إقامة الصلاة، والسنة فيها، باب: ما جاء في الزينة يوم الجمعة، رقم الحديث: 1096.

[15]) الموطأ رواية يحيى الليثي 5/ 1399، رقم الحديث: 3531/ 772.

[16]) صحيح البخاري 1 /24-102، كتاب: العلم، باب: من قعد حيث ينتهي به المجلس، ومن رأى فرجة في الحلقة فجلس فيها، رقم الحديث: 66، وباب: الحلق والجلوس في المسجد، رقم الحديث: 474، صحيح مسلم 4 /1713، كتاب: السلام، باب: من أتى مجلسا فوجد فرجة فجلس فيها وإلا وراءهم، رقم الحديث: 2176.

[17]) طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها 3 /86.

[18]) السنن 5/ 90، أبواب: الأدب، باب: ما جاء في كراهية القعود وسط الحلقة، رقم الحديث: 2753، وقال: “هذا حديث حسن صحيح”.

[19]) السنن الكبرى 3 /235، كتاب: الجمعة، باب: كراهية الجلوس في وسط الحلقة، رقم الحديث: 6120.

[20]) السنن 5 /89، أبواب: الأدب، باب: ما جاء في كراهية الجلوس بين الرجلين بغير إذنهما، رقم الحديث: 2752، وقال: “هذا حديث حسن”.

[21]) السنن 5 /73-74، أبواب: الاستئذان والآداب، رقم الحديث: 2725، وقال: “هذا حديث حسن غريب”.

[22]) السنن 5 /62-63، أبواب: الاستئذان والآداب، باب: ما جاء في التسليم عند القيام وعند القعود، رقم الحديث: 2706، وقال: “هذا حديث حسن”.

[23]) صحيح البخاري 8 /61، كتاب: الاستئذان، باب: ﴿إذا قيل لكم تفسحوا في المجلس، فافسحوا يفسح الله لكم وإذا قيل انشزوا فانشزوا﴾ الآية [سورة المجادلة، الآية: 11]، رقم الحديث: 6270، صحيح مسلم 4 /1714، كتاب: السلام، باب تحريم إقامة الإنسان من موضعه المباح الذي سبق إليه،  رقم الحديث: 2177، واللفظ للبخاري.

[24]) السنن 7/ 220، كتاب: الأدب، باب: إذا قام من مجلسه ثم رجع، رقم الحديث: 4853.

[25]) السنن 5 /90، أبواب: الأدب، باب: ما جاء في كراهية قيام الرجل للرجل، رقم الحديث: 2754.

[26]) المسند 19 /350، رقم الحديث: 12345.

[27]) السنن 7 /515-516، كتاب: الأدب، باب: الرجل يقوم للرجل يعظمه بذلك، رقم الحديث: 5229.

[28]) المسند 28/ 121، رقم الحديث: 16918.

[29] ) سنن الترمذي 5/ 700، أبواب: المناقب، باب: ما جاء في فضل فاطمة رضي الله عنها، رقم الحديث: 3872.

[30]) الأدب المفرد ص: 403، رقم الحديث: 1179.

[31]) الشمائل المحمدية ص: 98، رقم الحديث: 123.

[32]) المصنف 11 /141، رقم الحديث: 32618.

[33]) الصحيح 1 /30، كتاب: العلم، باب: من أعاد الحديث ثلاثا ليفهم عنه، رقم الحديث: 95.

[34]) الصحيح 4/ 2014، كتاب: البر والصلة والآداب، باب: فضل من يملك نفسه عند الغضب وبأي شيء يذهب الغضب، رقم الحديث: 2608.

[35]) السنن 5 /528، أبواب: الدعوات، رقم الحديث: 3502. وقال: “هذا حديث حسن غريب”.

[36]) السنن 7/ 223، كتاب: الأدب، باب: في كفارة المجلس، رقم الحديث: 4859.

***********************

جريدة المراجع

الأدب المفرد لمحمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، دار البشائر الإسلامية، بيروت-لبنان، الطبعة الثالثة: 1409/ 1989.

التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد لأبي عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر القرطبي، تحقيق ج24: سعيد أحمد أعراب، منشورات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، الرباط- المغرب، 1410 /1990.

الجامع الصحيح (السنن) لأبي عيسى محمد بن عيسى بن سَوْرة الترمذي، تحقيق ج5: إبراهيم عطوه عوض، مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده، مصر، الطبعة الثانية: 1395/ 1975.

الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه لمحمد بن إسماعيل البخاري الجعفي، تحقيق: محمد زهير بن ناصر الناصر، دار طوق النجاة، بيروت-لبنان، دار المنهاج، جدة-السعودية، الطبعة: الأولى: 1422، طبعة مصورة عن الطبعة الكبرى الأميرية، بولاق- مصر، 1311.

السنن الكبرى لأحمد بن الحسين بن علي البيهقي، تحقيق: جماعة من العلماء، دار النوادر،  الطبعة الأولى: 1424 /2013، مصورة عن مجلس دائرة المعارف النظامية، حيدر آباد- الهند، الطبعة  الأولى: 1344.

السنن لأبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني، تحقيق: شعيب الأرنؤوط، محمد كامل قره بللي، دار الرسالة العالمية، القاهرة- مصر، الطبعة الأولى: 1430 /2009.

السنن لمحمد بن يزيد ابن ماجه القزويني، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء الكتب العربية، مصر، (د-ت).

الشمائل المحمدية لمحمد بن سورة الترمذي، تحقيق: عبده علي كوشك، منشورات مكتبة نظام يعقوبي الخاصة، المنامة- البحرين، الطبعة الخامسة: 1433/ 2012.

طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها لأبي الشيخ عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان الأصبهاني، تحقيق: عبد الغفور عبد الحق حسين البلوشي، مؤسسة الرسالة، بيروت- لبنان، الطبعة الثانية: 1412/ 1992.

المسند الصحيح المختصر بنقل العدل عن العدل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لمسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي، بيروت-لبنان، (د-ت).

المسند لأحمد بن محمد بن حنبل الشيباني، تحقيق: جماعة من الباحثين، إشراف: عبد الله بن عبد المحسن التركي، مؤسسة الرسالة، بيروت- لبنان، الطبعة الأولى: 1421 /2001.

المصنف لعبد الله بن محمد بن أبي شيبة العبسي، تحقيق: حمد بن عبد الله الجمعة، محمد بن إبراهيم اللحيان، مكتبة الرشد، الرياض- السعودية، الطبعة الثانية: 1427 /2006.

المعجم الكبير لسليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، تحقيق: حمدي بن عبد المجيد السلفي، مكتبة ابن تيمية، القاهرة، الطبعة: الثانية، (د-ت).

الموطأ لمالك بن أنس بن مالك بن عامر الأصبحي المدني، تحقيق: محمد مصطفى الأعظمي، منشورات مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، أبو ظبي- الإمارات، الطبعة الأولى: 1425 /2004.

راجع المقال الباحث: محمد إليولو

Science

يوسف أزهار

  • باحث بمركز ابن القطان للدراسات والأبحاث في الحديث الشريف والسير ة النبوية العطرة بالعرائش، التابع للرابطة المحمدية للعلماء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق