هذه النظرية [1] ، كانت أساس تميز التصوف الاسلامي واختلافه مع علوم اسلامية أخرى، والتطور الطبيعي أي نظريات أخرى كالاتحاد ووحدة الوجود.

والمعرفة الصوفية تتم عن طريق الكشف الذاتي والإشارة القلبية ذلك أن الحق سبحانه يقذف في قلب الصوفي مضمونا ما، فيعبر عنه باللسان بطريقة عفوية[2] .

وبهذا تختلف المعرفة الصوفية عن المعرفة العقلية:

أ- المعرفة الصوفية معرفة مباشرة بينما المعرفة العقلية غير مباشرة لأنها مستمدة من الحواس.

ب- المعرفة الصوفية مستمدة من الخالق بينما المعرفة العقلية مصدرها العالم الخارجي.

ج- المعرفة الصوفية عفوية، والمعرفة العقلية إرادية نسبية.

د- المعرفة الصوفية قديمة بما أنها من الحق تعالى في حين أن المعرفة العقلية مخلوقة محدثة.

هـ- انتفاء المنفعة في المعرفة الصوفية، على حين لا تخلو المعرفة العقلية من فكرة الحصول على منفعة أو دفع مضرة [3].

     ورغم تفريعات المعرفة الصوفية فإنها منصبة بالأساس على مسألة الوحدانية، ويميزها ذو النون المصري عن غيرها بقوله: (المعرفة على ثلاثة وجوه:

 الأول: معرفة التوحيد الخاصة بعامة المؤمنين المخلصين، والثاني: معرفة الحجة والبيان، وتلك خاصة بالحكماء والبلغاء والعلماء المخلصين، والثالث: معرفة صفات الوحدانية وتلك خاصة بأهل ولاية الله المخلصين الذين يشاهدون الله بقلوبهم حتى يظهر الحق لهم، ما لم يظهره لأحد من العالمين) [4]

ويتم الوصول الى المعرفة أي الكشف أو المشاهدة أو الإشراق …بطريق مجاهدة النفس وترويضها وتعويدها على تحمل الآلام وترك الملذات. قال القشيري (لا تسكن الحكمة معدة ملئت طعاما) [5] ، وقال كذلك أنه بمقدار ما يعرف الصوفي ربه يكون انكاره لنفسه [6].

هوامـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــش :

[1] مقتطف من كتاب بحوث في التصوف المغربي، ص 150-152.

[2] قوت القلوب، 1/243.

[3] الفتح الرباني للجيلاني، ص 171. ط. مصر 1387. انظر كذلك دور التجربة في اغناء الفكر والأدب، نهاد خياطة، الباحث عدد4-1980م.

[4] الصلة بين التصوف والتشيع، ص 363 مترجما عن تذكرة الأولياء لفريد الدين العطار، الفارسية.

[5] الرسالة القشيرية، ص 10.

[6] الرسالة القشيرية، ص 10.