مركز ابن القطان للدراسات والأبحاث في الحديث الشريف والسيرة العطرةمفاهيم

من كمال الإسلام: حسن الخطاب

بسم الله الرحمن الرحيم

وصلى الله على سيدنا  محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

إن العلاقات الاجتماعية مبنية على التواصل، وهو يكون عبر الخطاب عن طريق الكلمات، بواسطة اللسان، الذي يعبر عما يخالج في القلب من خواطر وأحاسيس، أرأيتم أن القلوب كالقدور في الصدور تغلي بما فيها، ومغارفها ألسنتها، فانتظر الرجل فإن لسانه يغترف لك ما في قلبه من بين حلو وحامض، وعذب وأجاج، يخبرك عن طعم قلبه اغتراف لسانه[1]، ولتكون تلكم العلاقات سليمة قلبا وقالبا، لابد من حسن الخطاب في الحوارات.

إنا لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم الإسوة الحسنة في مكارم الأخلاق ومعاليها، ودعوته إليها، منها: الكلمة الطيبة، ذلك أنه صلى الله عليه وسلم أفصح خلق الله وأعذبهم كلاما، وأسرعهم أداء، وأحلاهم منطقا، حتى إن كلامه يأخذ بالقلوب، ويسبي الأرواح، كان يتخير في خطابه للناس، أحسن الألفاظ وأجملها وألطفها، وأبعدها من ألفاظ أهل الجفاء والغلظة والفحش[2].

لقد جاءت الأحاديث النبوية الشريفة، لحض الناس على حسن الخطاب، وقول الكلمة الطيبة أو السكوت فهو خير له وللآخرين، وهذه عشرة أحاديث فيما جاء في باب: حسن الخطاب، مرتبة على حروف المعجم، مخرجة من الصحيحين، والموطأ، وسنن الترمذي، مع بيان بعض من معانيها:

الحديث الأول: عن عدي بن حاتم رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اتقوا النار ولو بشق تمرة، فإن لم تجد فبكلمة طيبة»[3].

إن الكلام الطيب مندوب إليه، وهو من جليل أفعال البر؛ لأن النبي عليه السلام جعله كالصدقة بالمال، ووجه تشبيهه عليه السلام الكلمة الطيبة بالصدقة بالمال؛ هو أن الصدقة بالمال بها نفس المتصدق عليه ويفرح بها، والكلمة الطيبة يفرح بها المؤمن ويحسن موقعها من قلبه، فاشتبها من هذه الجهة، ألا ترى أنها تذهب الشحناء، وتجلي السخيمة كما قال تعالى: ﴿ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم﴾[4]، والدفع بالتي هي أحسن قد يكون بالقول كما يكون بالفعل[5].

الحديث الثاني: عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله، لا يلقي لها بالا، يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله، لا يلقي لها بالا، يهوي بها في جهنم»[6].

إنما أحق من علم أن عليه حفظة موكلين به، يحصون عليه سقط كلامه وعثرات لسانه، أن يحزنه ويقل كلامه فيما لا يعنيه، وما أحراه بالسعي في أن لا يرتفع عنه ما يطول عليه ندمه، من قول الزور والخوض في الباطل، وأن يجاهد نفسه في ذلك، ويستعين بالله ويستعيذ من شر لسانه[7].

الحديث الثالث: عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن العبد ليتكلم بالكلمة، ينزل بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب»[8].

إن من لم يتدبر  الكلمة ويفكر في قبحها، ولا يخاف ما يترتب عليها، وهذا كالكلمة عند السلطان، وغيره من الولاة، وكالكلمة تقذف، أو معناه: كالكلمة التي يترتب عليها إضرار مسلم، ونحو ذلك، وهذا كله حث على حفظ اللسان[9].

الحديث الرابع: عن أبي موسى رضي الله عنه، قال: قالوا يا رسول الله: أي الإسلام أفضل؟ قال: «من سلم المسلمون من لسانه، ويده»[10].

إن من لم يسلم المسلمون من لسانه ويده، فإنه ينتفي عنه كمال الإسلام الواجب، فإن سلامة المسلمين من لسان العبد ويده واجبة، فإن أذى المسلم حرام باللسان وباليد، فأذى اليد: الفعل، وأذى اللسان القول[11].

الحديث الخامس: عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنة، والبذاء من الجفاء، والجفاء في النار»[12].

إن الله تعالى ليغض الفاحش البذيء، والبذاءة: إرسال اللسان بما لا ينبغي في قول، واحتقار الغير في قول آخر، وامرأة بذيئة أي: محتقرة أو منطلقة اللسان، وأن ترك البذاءة والاستحقار، موازيا لمن صلى وصام وبذى وفجر، ولو ترك الصلاة والصوم ما كان هناك حسن خلق ولا وازاه شيء[13].

الحديث السادس: عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الكلمة الطيبة صدقة»[14].

إن الكلام الطيب مندوب إليه، وهو من جليل أفعال البر؛ لأنه عليه السلام جعله كالصدقة بالمال، فوجه تشبيهه الكلمة الطيبة بالصدقة بالمال، هو أن الصدقة بالمال تحيا بها نفس المتصدق عليه ويفرح بها، والكلمة الطيبة يفرح بها المؤمن، ويحسن موقعها من قلبه فأشبهتها من هذه الجهة[15].

الحديث السابع: عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من توكل لي ما بين رجليه وما بين لحييه، توكلت له بالجنة»[16].

إن أكثر البلاء من الفرج، واللسان، فمن سلم من ضررهما فقد فاز وكان له الشارع كفيلًا بالجنة. والتوكل: إظهار العجز والاعتماد على غيرك، فالمعنى أنه: إذا ضمن له ذلك من نفسه ضمنت له أنا الجنة التي هو عاجز عن الوصول إليها، وكذلك يتكفل هو لي بما لا طاقة لي فيه من صيانة فرجه ولسانه[17].

الحديث الثامن: عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت»[18].

إن جواهر الحكم التي لا يعرف أحد ما في بحار معانيها إلا من أمده بفيض مدده، وذلك أن القول كله إما خير أو شر أو آيل إلى أحدهما، فيدخل في الخير كل مطلوب من الأحوال فرضها وندبها، فأذن فيه على اختلاف أنواعه، ودخل فيه ما يؤول إليه، وما عدا ذلك مما هو شر أو يؤول إليه، فأمر عند إرادة الخوض فيه بالصمت، ولا ريب أن خطر اللسان عظيم وآفاته كثيرة من: الكذب، والغيبة، وتزكية النفس، والخوض في الباطل، ولذلك حلاوة في القلب، وعليه بواعث من الطبع ومن الشيطان، فالخائض في ذلك قلما يقدر على أن يزم لسانه، ففي الخوض خطر وفي الصمت سلامة، مع ما فيه من جمع الهمة ودوام الوقار، والفراغ للعبادة، والسلام من تبعات القول في الدنيا، ومن الحساب في الآخرة[19].

الحديث التاسع: عن عطاء بن يسار رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من وقاه الله شر اثنتين ولج الجنة، ما بين لحييه وما بين رجليه، ما بين لحييه وما بين رجليه، ما بين لحييه وما بين رجليه»[20].

إن التحذير لأمته صلى الله عليه وسلم من شر اللسان والفرج، وأن أكثر الذنوب تكون على هذين، فيدخل فيما بين لحييه الأكل والشرب والكلام والسكوت، وتكرر النبي صلى الله عليه وسلم لذلك على معنى التعظيم له، والتأكيد في التحذير من ذلك[21].

الحديث العاشر: عن سهل بن سعد رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة»[22].

إن أصل الكلام من يحفظ ما بين لحييه من اللسان، مما لا يعنيه من: الكلام، والطعام يدخل الجنة؛ فأراد أن يؤكد الوعد تأكيدا بليغا فأبرزه في صورة التمثيل؛ ليشعر بأنه واجب الأداء، فشبه صورة حفظ المؤمن نفسه مما وجب عليه من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونهيه، وشبه ما يترتب عليه من الفوز بالجنة، وأنه واجب على الله بحسب الوعد أداؤه، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الواسطة، والشفيع بينه وبين الله تعالى بصورة شخص له حق واجب الأداء على آخر، فيقوم به ضامن يتكفل له بأداء حقه، وأدخل المشبه في صورة المشبه به، وجعله فردا من أفراده، ثم ترك المشبه به، وجعل القرينة الدالة على ما يستعمل فيه من الضمان[23].

ومحصل الكلام: إن اللسان أداة الخطاب، فإما أن يرفع صاحبه إلى مكارم الأخلاق ومعاليها، ويثيبه الله تعالى فيرقيه إلى درجات الجنان، بحسن الكلام، أو يهوي صاحبه إلى رذائل الأخلاق وسفاسفها، ويجازيه الله تعالى فينزله إلى دركات النيران ببذاءة الكلام، وإليك قول زهير بن أبي سلمى رضي الله عنه:

لسان الفتى نصف ونصف فؤاده***فلم يبق إلا صورة اللحم والدم

وكائن ترى من ساكت لك معجب***زيادته أو نقصه في التكلم[24]

***************

هوامش المقال:

[1] ) شعب الإيمان للبيهقي 7 /95.

[2] ) زاد المعاد في هدي خير العباد لابن القيم 1/ 165، 2/ 156.

[3] ) رواه البخاري في الصحيح 8/ 11: كتاب الأدب، باب طيب الكلام، رقم الحديث: 6023، ومسلم في الصحيح 2 /704: كتاب الزكاة، باب الحث على الصدقة ولو بشق تمرة، أو كلمة طيبة وأنها حجاب من النار، رقم الحديث: 1016.

[4] ) سورة فصلت، الآية: 34.

[5] ) شرح صحيح البخاري لابن بطال 9 /225.

[6] ) رواه البخاري في الصحيح 8 /101: كتاب الرقاق، باب حفظ اللسان، رقم الحديث: 6478، ومالك في الموطأ رواية الليثي 5 /1435: الكلام، ما يؤمر به من التحفظ في الكلام، رقم الحديث: 3612، واللفظ للبخاري.

[7] ) شرح صحيح البخاري لابن بطال 10/ 185.

[8] ) رواه البخاري في الصحيح 8/ 100-101: كتاب الرقاق، باب حفظ اللسان، رقم الحديث: 6477، ومسلم في الصحيح 4/ 2290: كتاب الزهد والرقائق، باب التكلم بالكلمة يهوي بها في النار، رقم الحديث: 2988، واللفظ لمسلم.

[9] ) صحيح مسلم بشرح النووي 18 /117.

[10] ) رواه البخاري في الصحيح 1/ 11: كتاب الإيمان، باب: أي الإسلام أفضل؟ رقم الحديث: 11، ومسلم في الصحيح 1 /66: كتاب الإيمان، باب بيان تفاضل الإسلام، وأي أموره أفضل، رقم الحديث: 42.

[11] ) فتح الباري شرح صحيح البخاري 1 /39.

[12] ) رواه الترمذي في السنن 4/ 365: أبواب البر والصلة، باب ما جاء في الحياء، رقم الحديث: 2009.

[13] ) عارضة الأحوذي بشرح صحيح الترمذي 8/ 127_130.

[14] ) رواه البخاري في الصحيح 4 /56: كتاب الجهاد والسير، باب من أخذ بالركاب ونحوه، رقم الحديث: 2989، ومسلم في الصحيح 2/ 699: كتاب الزكاة، باب بيان أن اسم الصدقة يقع على كل نوع من المعروف، رقم الحديث: 1009.

[15] ) التوضيح لشرح الجامع الصحيح 1/ 333.

[16] ) رواه البخاري في الصحيح 8/ 164: كتاب الحدود، باب فضل من ترك الفواحش، رقم الحديث: 6807.

[17] ) التوضيح لشرح الجامع الصحيح 31 /138.

[18] ) رواه البخاري في الصحيح 8/ 100: كتاب الرقاق، باب حفظ اللسان، رقم الحديث: 6475، ومسلم في الصحيح 1/ 68: كتاب الإيمان، باب الحث على إكرام الجار والضيف، ولزوم الصمت إلا عن الخير وكون ذلك كله من الإيمان، رقم الحديث: 47.

[19] ) إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري 10/ 435.

[20] ) رواه مالك في الموطأ رواية الليثي 5 /1437: الكلام، ما جاء فيما يخاف من اللسان، رقم الحديث: 3620/ 819.

[21] ) المنتقى شرح موطأ الإمام مالك 7/ 312.

[22] ) رواه البخاري في الصحيح 8 /100: كتاب الرقاق، باب حفظ اللسان، رقم الحديث: 6474.

[23] ) الكاشف عن حقائق السنن 10/ 3112.

[24] ) شعب الإيمان للبيهقي 7 /95.

***************

جريدة المراجع

إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري لأبي العباس أحمد بن محمد بن أبى بكر القسطلاني، المطبعة الميمنية، مصر، 1326.

التوضيح لشرح الجامع الصحيح لأبي حفص عمر بن علي بن أحمد ابن الملقن المصري، منشورات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، قطر، دار النوادر، دمشق- سوريا، بيروت- لبنان، الطبعة الأولى: 1429/ 2008.

الجامع الصحيح (السنن) لأبي عيسى محمد بن عيسى بن سَوْرة الترمذي، تحقيق ج4: إبراهيم عطوه عوض، مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده، مصر، الطبعة الثانية: 1382/ 1962.

الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري الجعفي، تحقيق: محمد زهير بن ناصر الناصر، دار طوق النجاة، بيروت-لبنان، دار المنهاج، جدة-السعودية، الطبعة: الأولى: 1422، طبعة مصورة عن الطبعة الكبرى الأميرية، بولاق- مصر، 1311.

الجامع لشعب الإيمان لأبي بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي، تحقيق: عبد العلي عبد الحميد حامد، مكتبة الرشد، الرياض- السعودية، الطبعة الأولى: 1423/ 2003.

حلية الأولياء وطبقات الأصفياء لأبي نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد الأصبهاني، مطبعة الخانجي، القاهرة- مصر، دار الفكر، بيروت- لبنان، 1416/ 1996، نسخة مصورة عن طبعة السعادة، مصر ، 1394/ 1974.

زاد المعاد في هدي خير العباد (ج1-2) لمحمد بن أبي بكر بن أيوب ابن قيم الجوزية، المطبعة الأزهرية المصرية، مصر، الطبعة الأولى: 1325-1326.

شرح صحيح البخاري لأبي الحسن علي بن خلف بن عبد الملك ابن بطال، تحقيق: ياسر بن إبراهيم، مكتبة الرشد، الرياض- السعودية، الطبعة الثالثة: 1425 /2004.

صحيح مسلم بشرح النووي ليحيى بن شرف بن مري النووي، المطبعة المصرية بالأزهر- مصر، الطبعة الأولى: 1347 /1929.

عارضة الأحوذي بشرح صحيح الترمذي لأبي بكر محمد عبد الله بن العربي المعافري، اعتناء: جمال المرعشلي، دار الكتب العلمية، بيروت- لبنان، الطبعة الأولى: 1418/ 1997.

فتح الباري شرح صحيح البخاري لأبي الفرج عبد الرحمن بن أحمد ابن رجب الحنبلي، اعتناء: أحمد فتحي عبد الرحمن، دار الكتب العلمية، بيروت- لبنان، الطبعة الأولى: 1427 /2006.

الكاشف عن حقائق السنن (شرح مشكاة المصابيح) لشرف الدين الحسين بن عبد الله الطيبي، تحقيق: عبد الحميد هنداوي، مكتبة نزار مصطفى الباز، مكة المكرمة، الرياض- السعودية، الطبعة الأولى: 1417/ 1997.

المسند الصحيح المختصر بنقل العدل عن العدل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي، بيروت-لبنان، (د-ت).

المنتقى شرح موطأ الإمام مالك لأبي الوليد سليمان بن خلف بن سعد الباجي الأندلسي، مطبعة السعادة، مصر، الطبعة الأولى: 1332.

موطأ الإمام مالك بن أنس بن مالك بن عامر الأصبحي المدني (رواية: يحيى بن يحيى الليثي)، تحقيق: محمد مصطفى الأعظمي، منشورات مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، أبو ظبي- الإمارات، الطبعة الأولى: 1425 /2004.

*راجعت المقال الباحثة: خديجة ابوري

Science

يوسف أزهار

  • باحث بمركز ابن القطان للدراسات والأبحاث في الحديث الشريف والسير ة النبوية العطرة بالعرائش، التابع للرابطة المحمدية للعلماء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق