مركز علم وعمران للدراسات والأبحاث وإحياء التراث الصحراويمعالم

مدينة نول لمطة

الدكتور مصطفى مختار

باحث بمركز علم وعمران

تشير التحريات العسكرية الفرنسية الميدانية، وبعض الأبحاث إلى تواجد مآثر مدينة نول لمطة (لمطاطة) تحت أنقاض مدشريْ أسرير وتيشيشت، بتغمرت[1].

وبالرغم من اندثار هذه المدينة التاريخية[2]، يمكننا، انطلاقا من أخبارها التراثية، الإسهام في محاولة إعادة بنائها، خلال المواد الآتية:

حاضرة لمطاطة:

يشير بعضهم إلى أن نول لمطة حاضرة من عمران الصحراء. فهي “أول العمران من الصحراء“[3] أو “هي مدينة كبيرة في أول الصحراء“[4].

شبكة المياه بالمدينة:

يظهر أنه كان لمؤسسي المدينة وعي أولي بأهمية الماء في تشييد المدن. حيث “ماؤها جار“[5]. وهي “على نهر“[6] “يصب في البحر المحيط“[7].

ويفترض باحث أنها كانت تحتوي على نظام سقي غني[8]، رابط بين مداشر أسرير وتغمرت[9] وغيرها، بوصفها مشيدة فوق أطلال المدينة المذكورة[10].

دار السكة بالمدينة:

تواجدت دار سكة مرابطية، بمدينة لمطاطة، بحسب ما عثر عليه من عملات مضروبة خلال عام 494 هـ وما بعدها[11].

محلات الحرف بالمدينة:

مثلت مدينة نول لمطة مركزا حرفيا غنيا لدباغة الجلود[12]، وصناعة الدروق اللمطية[13]، و”السروج واللجم والأقتاب المعدة لخدمة الإبل“[14].

محلات التجارة بالمدينة:

ظلت مدينة نول لمطة مركزا تجاريا متنوعا[15]. حيث كانت ملجأ “أهل تلك الجهات فيما يعن لهم من مهم حوائجهم وفنون مطالبهم“[16].

الثروة الحيوانية بالمدينة:

عند “أهلها البقر والغنم كثير جدا والألبان والسمن عندهم موجود“[17]، و”الكباش الدمانية” التي “شعرها كشعر المعز لا صوف عليها“[18].

نول لمطة محطة رابطة بين المجال الصحراوي وشماله:

كان بينها “وبين وادي السوس الأقصى ثلاث مراحل“[19]. ومنها “إلى وادي درعة ثلاثة مراحل“[20]. ومنها “إلى مراكش […] مائة وستون فرسخا“[21].

نول لمطة محطة في الطريق الصحراوي:

شكلت نول لمطة محطة في الطريق الصحراوي، “من وادي درعة إلى بلاد السودان، غانة وغيرها” في “طريق […] من عمل الأول“[22].

نول لمطة محطة في الطريق الساحلي:

يبدو أن نول لمطة كانت محطة في الطريق الساحلي. حيث “منها إلى البحر ثلاثة أيام“[23]. ولعل هذا الطريق يمر بـ”الصحاري المجاورة للبحر المظلم“[24]. ولعله لا يفارق السواحل في “أرض محجرة أكثرها صفاء[25].

ويبدو أن هذا الطريق الساحلي بين نول لمطة وساحلها أو بحرها[26] مسهم في فعالية الطريق البحري بين ساحل نول وأصيلة[27] وبحر الزقاق[28].

الإحالات:

[1] مادة: أسرير، مصطفى ناعمي، في: معلمة المغرب، ج2، ص409.

[2] الأولياء والقداسة بواحة أسرير، أحمد جوماني، في: واحات وادي نون، الرباط، مطبعة الهلال العربية، 1999 م، ص324.

[3] المسالك والممالك، مج.2، عبد الله البكري، تحقيق: جمال طعمة، بيروت، دار الكتب العلمية، 2003 م، ص272.

[4] كتاب الاستبصار في عجائب الأمصار، كاتب مراكشي، نشر وتعليق: سعد زغلول عبد الحميد، الدار البيضاء، دار النشر المغربية، 1985 م، ص213.

[5] كتاب الروض المعطار في خبر الأقطار، محمد الحميري، تحقيق: إحسان عباس، بيروت، دار القلم، 1975 م، ص584.

[6] كتاب نزهة المشتاق في اختراق الآفاق، مج.1، الشريف الإدريسي، بيروت، عالم الكتب، 1989 م، ص224.

[7] المسالك والممالك، مج.2، ص348.

[8] مادة: أسرير، في: معلمة المغرب، ج2، ص409.

[9] مادة تيغمرت، في: معلمة المغرب، ج8، ص2717؛ وج26، ص207.

[10] نفسه، ج8، ص2716؛ وج26، ص205- 206.

[11] دار السكة نول لمطة، حنان التوزاني، في: التراث الحساني والإقلاع التنموي بالأقاليم الصحراوية، فاس، مطبعة الكتاب، 2014 م، ص157- 180.

[12] كتاب الاستبصار، ص214.

[13] كتاب نزهة المشتاق، مج.1، ص224.

[14] نفسه، ص224- 225.

[15] نفسه، ص225.

[16] نفسه.

[17] نفسه.

[18] كتاب الاستبصار، ص214.

[19] كتاب الروض المعطار في خبر الأقطار، ص584.

[20] المسالك والممالك، مج.2، ص349.

[21] كتاب الجغرافية، محمد الزهري، تحقيق: محمد حاج صادق، الجيزة، المركز الإسلامي للطباعة، د. ت، ص137.

[22] كتاب الاستبصار، ص213.

[23] كتاب نزهة المشتاق، مج.1، ص224.

[24] نفسه.

[25] كتاب الاستبصار، ص215.

[26] كتاب نزهة المشتاق، مج.1، ص224؛ والمسالك والممالك، مج.1، ص180.

[27] المسالك والممالك، مج.2، ص272.

[28] كتاب الجغرافية، ص137.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق