مركز الدراسات القرآنيةدراسات محكمة

«كَانَ خَلْقُهُ الْقُرْآنَ» لمحة عن أخلاق الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم

تحدث القرآن الكريم عن أخلاق الرسول محمد صلى الله عليه وسلم العليا، وصفاته الحسنة، وسلوكه القويم، وفي ذلك دعوة إلى اتخاذه قدوة وأسوة. فالله تعالى أمر باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم في شريعته كما أوجب الاقتداء به في أخلاقه وسلوكه. قال تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ اُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾ [الأحزاب: 21].
وأخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتاب ربنا الذي لا يأتيه الباطل من ببين يديه ولا من خلفه، وأمثلتها من السنة كثيرة، منها:

أولا: شهادة الله له بالأخلاق العظيمة

قال الله تعالى: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ [القلم: 4]، فهذه الآية شهادة عظيمة على حسن أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم ، وتزكية مهمة لاستقامة سلوكه، وأفعاله، وأقواله. ولم تحظ أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه التزكية الربانية التي ما بعدها تزكية إلا لأنها موافقة لكلام رب العالمين؛ أوامره ونواهيه، فكان القرآن الكريم هديه صلى الله عليه وسلم في كل أحواله؛ سلوكا وتصرفا، قولا وفعلا. فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: «سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنْ خُلُقِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَتْ : كَانَ خَلْقُهُ الْقُرْآنَ ، يَغْضَبُ لِغَضَبِهِ ، وَيَرْضَى لِرِضَاهُ»[1]، وفي رواية أخرى أنها أجابت السائل عن خلق الرسول صلى الله عليه وسلم قائلة: «كَانَ خُلُقُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْقُرْآنُ. ثُمَّ قَالَتْ: تَقْرَأُ سُورَةَ الْمُؤْمِنِينَ؟ اقْرَأْ ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ﴾ حَتَّى بَلَغَ الْعَشْرَ، فَقَالَتْ: هَكَذَا كَانَ خُلُقُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «[2].
وهذا ما وجده الصحابة في تعامله وسلوكه اليومي، فعن أنس بن مالك قال: «كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا»[3]، وكما تحلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخلق العظيم فإنه يرغّب الناس فيها، ويحضهم عليها، كما قال: «الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ، وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي صَدْرِكَ، وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ»[4]، وكما قال صلى الله عليه وسلم : «إِنَّ مِنْ خِيَارِكُمْ أَحْسَنَكُمْ أَخْلاَقًا«[5].

ثانيا: الحنان والعطف، وحب الخير للناس، والحرص على ما ينفعهم في دنياهم وأخراهم

قال تعالى: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ [التوبة: 128]، فقد وصف الله تبارك وتعالى النبي صلى الله عليه وسلم بالحنان والعطف على الناس يشق عليه ما يجدونه من العنت والضرر والمشقة؛ لما يحمله في قلبه من محبة الخير للناس، والحرص على ما ينفعهم في دنياهم وأخراهم، ويرجو أن يكونوا كلهم على الهدى والطريق المستقيم الذي يوصلهم إلى رضوان الله، والسعادة الدنيوية والأخروية.
قال ابن كثير: «وقوله : ﴿عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ﴾؛ أي: يعز عليه الشيء الذي يعنت أمته ويشق عليها؛ ولهذا جاء في الحديث المروي من طرق عنه أنه قال : «بعثت بالحنيفية السمحة«، وفي الصحيح : «إن هذا الدين يسر»، وشريعته كلها سهلة سمحة كاملة، يسيرة على من يسرها الله تعالى عليه .
﴿حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ﴾؛ أي: على هدايتكم ووصول النفع الدنيوي والأخروي إليكم»[6].

ثالثا: الحكمة والموعظة الحسنة وطَيِّب الكلام في التبليغ والإرشاد والإقناع

أمر الله تعالى رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم أن يتبع هدي رسالة الإسلام وسبيلها، ويبلغها، ويدعو إليها بالحكمة والرفق واللين، وإظهار المحبة للمدعوين. قال تعالى: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ [النحل: 125]، وأن دعوته للناس إنما تستهدف أن يسلكوا في حياتهم سبيل الله؛ ليظفروا برحمته واجتناب غضبه، بالموعظة الحسنة والكلام الجميل الذي يؤثر في النفس، ويشرح الفؤاد إلى الإسلام وهديه، ثم بالجدال بالطريقة الحسنة، والمنهج السليم، وتقديم الأدلة الساطعة الواضحة على أن دين الإسلام هو الحق؛ ليقتنعوا أن دعوته إليهم إنما هي دعوة إلى الخير والفلاح لا يقصد منها تحقيق مآرب شخصية، وأهداف دنيوية بكلام استدلالي مقنع محترم، خاليا من سب وشتم واحتقار وغلظة، وحب الغلبة والتفوق وإظهار الذات.

رابعا: الرحمة والرفق ولين الجانب

وُصف الرسول صلى الله عليه وسلم في القرآن بالرحمة. قال تعالى: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ﴾ [آل عمران: 159]، وقد وصفت هذه الآية رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرحمة وما تتجلى فيه من لين الجانب والرفق في المعاملة مع الناس، وهذا أكبر عوامل كون الرسول صلى الله عليه وسلم محبوبا بأقواله وأفعاله، يتعامل مع الضعفاء بالرحمة والعطف كما الأغنياء، لا ينتقم لأمور نفسه، فلو كان فظا يتعامل مع الناس بعنف ومجافاة، غليظ القلب يتصرف بقسوة وقهر، لتفرق الناس من حوله، ولبقي وحيدا لا أحد يستجيب لدعوته، ولكن بفضل الرحمة التي وهبها الله إياه يعامل الناس بلين وتواضع، ويغفو عن أخطاءهم وزلاتهم؛ فاجتمع الناس عليه وعلى دعوته فآمنوا بها.
قال الزمخشري: «ومعنى الرحمة: ربطه على جأشه، وتوفيقه للرفق والتلطف بهم حتى أثابهم غماً بغم، وآساهم بالمثابة بعد ما خالفوه، وعصوا أمره، وانهزموا وتركوه ﴿وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا﴾ جافياً، ﴿غَلِيظَ الْقَلْبِ﴾ قاسيَه ﴿لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ﴾ لتفرقوا عنك حتى لا يبقى حولك أحد منهم، ﴿فَاعْفُ عَنْهُمْ﴾ فيما يختص بك، ﴿وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ﴾ فيما يختص بحق الله إتماماً للشفقة عليهم ﴿وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ﴾»[7].
ومن تجليات الرحمة التي يتحلى بها الرسول صلى الله عليه وسلم أنه لم يدع على من كذبه، وجحد دعوته بسوء، فقال: «إِنِّي لَمْ أُبْعَثْ لَعَّانًا، وَإِنَّمَا بُعِثْتُ رَحْمَةً»[8]، وكان من دعائه: «اللهم من وليَ من أمرِ أمتي شيئًا، فشقَّ عليهم، فاشقُق عليه، و من ولي من أمر أمتي شيئًا، فرفق بهم، فارفق به»[9]، وكان يحث على الرحمة ولاسيما على الضعفاء والمحتاجين، قال: « الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ ارْحَمُوا أَهْلَ الْأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ «[10]، وقال: «أَهْلُ الْجَنَّةِ ثَلَاثَةٌ ذُو سُلْطَانٍ مُقْسِطٌ مُتَصَدِّقٌ مُوَفَّقٌ، وَرَجُلٌ رَحِيمٌ رَقِيقُ الْقَلْبِ لِكُلِّ ذِي قُرْبَى وَمُسْلِمٍ، وَعَفِيفٌ مُتَعَفِّفٌ ذُو عِيَالٍ «[11].

خامسا: الشجاعة والثبات

حمَّل الله تعالى رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم مهمة تبليغ الرسالة الخاتمة، وتوصيل الأمانة الثقيلة. قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ﴾ [المائدة: 67]، وواجه من أجل أداء هذه المهمة ما اعترضه من الصعوبات والعراقيل، وكل أنواع الأذى، بشجاعة وثبات.
ومن أمثلة ثبات الرسول صلى الله عليه وسلم وصموده في مواجهة أعداء دعوته ورسالته من أهل الكفر والشرك ما وقع في غزوة أحد حين دارت الدائرة على المؤمنين، واشتد الأمر عليهم، وفرّ من مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا نفر قليل صاعدين الجبال ولا يلوي أحد على أحد، والرسول ثابت صامد في مكانه يدعوهم إلى الصبر والصمود والمقاومة؛ دفاعا عن دين الحق والعقيدة الصحيحة التي فيها فلاحهم.
وقد ذكر الله تعالى هذا المشهد في قوله تعالى: ﴿إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَىٰ أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِّكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا مَا أَصَابَكُمْ ۗ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ [آل عمران: 153]، وكان كل هذه التضحية والصبر على المكاره من رسوله الله صلى الله عليه وسلم رحمة بأمته، وشفقه بهم، وخوفه عليهم من الهلاك والعذاب الأخروي الدائم؛ ولذلك تحسر على من لم يؤمن من أمته وحزن. قال تعالى: ﴿فلعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين﴾ [الشعراء: 3]، وقال سبحانه: ﴿فلا تذهب نفسك عليهم حسرات إن الله عليم بما يصنعون﴾ [فاطر: 8]، وقال سبحانه: ﴿واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون﴾ [النحل: 128]؛ وذلك لمحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم الخير لأمته ورحمته بهم، قال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾ [الأنبياء: 107].

سادسا: الصفح والعفو

كان الرسول صلى الله عليه وسلم بخلقه العظيم وحلمه الرفيع يقابل أذى الكفار والمشركين واليهود بالصفح والعفو كما أدبه ربه وأمره. قال تعالى ﴿فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ﴾[ الزخرف: 89]، فكان لا يقابل السيئة بالسيئة ولكنه يعفو ويصفح، كما قالت عائشة رضي الله عنها[12].
فقد تلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم في العهد المكي أصنافا من الأذى والضرر من الكافرين، فأمره الله تعالى بالصبر ﴿واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون﴾ [النحل: 128]، وبمقابلة الأذى بالصفح الجميل، قال تعالى: ﴿فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيل﴾[ الحجر: 85]، والصفح الجميل هو مقابلة أذى المشركين بالإحسان؛ ولذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مع مواجهة الكفار لدعوته وإلحاق الأذى به، محل ثقة به فشهدوا له بالأمانة، والصدق، وعلى ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من حسن الخلق، وجميل الصفات التي لاحظوها ولمسوها من معايشته لهم ومكوثه بين أظهرهم، ولم ينكروا هذه الصفات التي كان عليها النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن الجميع يعلمها ويعرفها.
ومن أمثلة هذه الشهادات الكثيرة شهادة أشد أعداء النبي ودعوته أبي جهل. قال القرطبي في تفسيره: «قَالَ مُقَاتِلٌ: نَزَلَتْ فِي أَبِي جَهْلٍ، وَذَلِكَ أَنَّهُ طَافَ بِالْبَيْتِ ذَاتَ ليلة ومعه الوليد ابن الْمُغِيرَةِ، فَتَحَدَّثَا فِي شَأْنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ: وَاللَّهِ إِنِّي لَأَعْلَمُ إِنَّهُ لَصَادِقٌ! فَقَالَ لَهُ مَهْ! وَمَا دَلَّكَ عَلَى ذَلِكَ!؟ قَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ شَمْسٍ، كُنَّا نُسَمِّيهِ فِي صِبَاهُ الصَّادِقَ الْأَمِينَ، فَلَمَّا تَمَّ عَقْلُهُ وَكَمُلَ رُشْدُهُ، نُسَمِّيهِ الْكَذَّابَ الْخَائِنَ!! وَاللَّهِ إِنِّي لَأَعْلَمُ إِنَّهُ لَصَادِقٌ! قَالَ: فَمَا يَمْنَعُكَ أَنْ تُصَدِّقَهُ وَتُؤْمِنَ بِهِ؟ قَالَ: تَتَحَدَّثُ عَنِّي بَنَاتُ قُرَيْشٍ أَنِّي قَدِ اتَّبَعْتُ يَتِيمَ أَبِي طَالِبٍ مِنْ أَجْلِ كِسْرَةٍ، وَاللَّاتِ وَالْعُزَّى إِنِ اتَّبَعْتُهُ أَبَدًا. فَنَزَلَتْ “وَخَتَمَ عَلَى سمعه وقلبه”»[13].
فلما انتقل صلى الله عليه وسلم إلى المدينة اصطدم مع خيانات قبائل اليهود ومكرهم بعد أن وضع صلى الله عليه وسلم وثيقة المدينة تضم قواعد تُتَّبَع في تنظيم أمور المدينة وشؤونها بين القبائل المسلمة واليهودية؛ ليعيشوا في سَلام واحترام وتعاون، ويتولوا الدفاع المشترك على المدينة لأنها موطنهم جميعا؛ إلا أن اليهود بسبب حسدهم وتكبرهم لم يحترموا بنود الوثيقة، فنقضوا المواثيق بالتدرج، وألحقوا الأذى به وبالمؤمنين وسكان المدينة، لكن الرسول صلى الله عليه وسلم يقابل كل هذه الأفعال السيئة والتصرفات الخسيسة بالصفح، واستمر بالتعامل معهم بيعا وشراء وصلة؛ امتثالا لقوله تعالى: ﴿فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾[المائدة: 13]، إلا أن بلغوا في خيانتهم مبلغا لا يطاق، وهو الخيانة العظمى، بغدر بني قريظة بالمسلمين في معركة الخندق، ومحاولتهم فتح ثغرة لتمر أحزاب الكفار لداخل المدينة والقضاء التام على المسلمين، رغم العهود والمواثيق التي كانت بينهم وبين المسلمين.
فقد ذكر ابن إسحاق أن النبي صلى الله عليه وسلم وادع اليهود لما قدم المدينة وامتنعوا من اتباعه، فكتب بينهم كتابا، وكانوا ثلاث قبائل: قينقاع والنضير وقريظة، فنقض الثلاثة العهد طائفة بعد طائفة، فمن على بني قينقاع، وأجلى بني النضير، واستأصل بني قريظة[14].

 سابعا: الحياء

الحياء خلق عظيم من أخلاق الإسلام، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : »إن لكل دين خلقا، وخلق الإسلام الحياء»[15]، كما أن الحياء شعبة من الإيمان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « الإِيمَانُ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً، وَالحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَانِ»[16]، والرسول صلى الله عليه وسلم يتصف بخلق الحياء، وكان أهم ما يميزه، فعن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَشَدَّ حَيَاءً مِنْ عَذْرَاءَ فِي خِدْرِهَا، وَكَانَ إِذَا كَرِهَ شَيْئًا رُئِيَ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ»[17].
وقد ذكر الله عز وجل موقفا لرسول الله صلى الله عليه وسلم مع صحابته يتجلى فيه بوضوح حياء رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحيي منكم والله لا يستحيي من الحق﴾ [الأحزاب: 53]، فالرسول صلى الله عليه وسلم أراد أن يتفرغ لأهله في يوم زواجه منتظرا انصراف صحابته الموجودين في بيته، إلا أنهم تماطلوا وتأذى بذلك، لكنه لم يطلب منهم الانصراف لحيائه ومخافة إحراجهم، فأنزل الله الآية السابقة ﴿إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحيي منكم﴾ [18]، فقد بينت هذه الآية ما يتحلى به الرسول صلى الله عليه وسلم من أدب وحياء، منبها صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين جميعا أن يتحلوا بالآداب والحياء والخلق الكريم، فلا يدخلوا البيوت حتى يدعوا ويأذن لهم بالدخول، وينصرفوا بعد الفراغ من الطعام حتى لا يتأذى أهل البيت.

ثامنا: التواضع

التواضع خلق عظيم من أخلاق الإسلام، ويتجلى هذا الخلق في اللين والرفق وخفض الجناح من الرحمة في التعامل مع الناس، ونبذ التكبر والتجبر. ومن مظاهر التواضع في الإنسان التعامل مع الناس جميعا بلين ورفق ورحمة ومودة، ولاسيما ضعفائهم وفقرائهم ومحتاجهم، وترك الخيلاء والبذخ والإسراف في مظاهر الغنى الفاحش تكبرا وتفاخرا.
وقد أمر الله تعالى في كتابه الكريم بالتواضع، ورتب الأجر العظيم والدرجة العالية عليه، ونهى عن الكبر والتجبر ومظاهرهما، والأفعال الدال عليهما. قال تعالى: ﴿وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً﴾ [الفرقان من الآية: 63]، وقال تعالى: ﴿وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا﴾ [الإسراء:37]، وقال تعالى: ﴿وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ﴾ [لقمان:18]، وقال تعالى: ﴿وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ [الحجر: 88].
والتواضع من الخصال الحميدة، والصفات الفضيلة، والخلق الحميد الذي يميز رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فمع مكانته ورفعة قدره ومنزلته العالية عند الله وبين الناس فإنه كان أكثرهم تواضعا، وأسلمهم من الكبر والتفاخر والتعاظم والتعالي، وكان التواضع ملازما له في أقواله.فقد أتى النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم رجلٌ، فَكَلَّمَهُ ، فجَعلَ ترعدُ فرائصُهُ، فقالَ لَهُ: هوِّن عليكَ، فإنِّي لستُ بملِكٍ، إنَّما أَنا ابنُ امرأةٍ تأكُلُ القَديدَ[19].
وكان ينهى الناس عن إفراط في مدحه تواضعا للناس وتذللا لله تعالى الذي له كامل العظمة والجاه والجبروت. فقد خاطبه رجل: «يَا مُحَمَّدُ يَا سَيِّدَنَا وَابْنَ سَيِّدِنَا، وَخَيْرَنَا وَابْنَ خَيْرِنَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: يَا أَيُّهَا النَّاسُ قُولُوا بِقَوْلِكُمْ، وَلَا تَسْتَجْرِيَنَّكُمُ الشَّيَاطِينُ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، وَمَا أُحِبُّ أَنْ تَرْفَعُونِي فَوْقَ مَنْزِلَتِي الَّتِي أَنْزَلَنِيهَا اللَّهُ»[20]، وقال صلى الله عليه وسلم : «لَا تُطْرُونِي كما أَطْرَتِ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ، فإنَّما أَنَا عَبْدُهُ، فَقُولوا عبدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ« [21].
كما كان التواضع ديدنه في أفعاله، فقد كان يستجيب دعوة الضعيف والقوي والفقير والغني، ويعود المرضى، ويلبي حاجات المحتاجين، وكان صلى الله عليه وسلم إذا جاء إلى أصحابه سلم وجلس حيث انتهى به المجلس، ولا يتميز بين الصحابة بشيء وهو جالس بينهم. فعن أنس بن مالك قال: «بينما نحن جلوس مع النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد، دخل رجل على جمل فأناخه في المسجد ثم عقله، ثم قال لهم: أيكم محمد؟ والنبي صلى الله عليه وسلم متكئ بين ظهرانيهم، فقلنا: هذا الرجل الأبيض المتكئ»[22].
وكان يخدم أهله ويخدم الناس، ففي قصة نومهم عن صلاة الفجر أنه صلى الله عليه وسلم دَعَا بِالْمِيضَأَةِ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَصُبُّ، وَأَبُو قَتَادَةَ يَسْقِيهِمْ، فَلَمْ يَعْدُ أَنْ رَأَى النَّاسُ مَاءً فِي الْمِيضَأَةِ تَكَابُّوا عَلَيْهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : أَحْسِنُوا الْمَلَأَ كُلُّكُمْ سَيَرْوَى قَالَ : فَفَعَلُوا، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَصُبُّ وَأَسْقِيهِمْ حَتَّى مَا بَقِيَ غَيْرِي، وَغَيْرُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ: ثُمَّ صَبَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ لِي : اشْرَبْ، فَقُلْتُ : لَا أَشْرَبُ حَتَّى تَشْرَبَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ : إِنَّ سَاقِيَ الْقَوْمِ آخِرُهُمْ شُرْبًا، قَالَ: فَشَرِبْتُ، وَشَرِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم[23].

تاسعا: خلق الحلم

الحلم خلق من الأخلاق الإسلامية التي أمر بها الإسلام، وصفة من الصفات الجليلة التي دعا إليها الله ورسوله؛ لما تجلبه هذه الخصلة الحميدة من الخير، وتأليف القلوب، وجمع الشمل، ونبذ الخلاف والكراهية والضغينة والحقد.
فالحلم أساس المعاملة الحسنة؛ لما يتضمنه من الصفح والعفو، وعدم مقالة الإساءة والضرر بمثلهما، وإنما يستدعي سعة الصدر لما يصدر عن الناس من الإساءة في الأمور الدنيوية، والصبر على ما يتبادر منهم؛ امتثالا لأوامر الشرع الحكيم، وتحقيقا لمقاصده العظيمة. قال تعالى : ﴿وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ [ آل عمران: 133، 134]، وقال عز وجل: ﴿خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ﴾ [الأعراف: 199].
والحلم من صفات الأنبياء عليهم السلام. قال الله تعالى عن أبي الأنبياء إبراهيم ﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ ﴾[ هود: 69 – 75]، وقال تعالى عن نبيه شعيب ﴿إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ﴾ [هود: 84 – 88].
وأما نبينا محمد خاتم الرسل فهو مثال للحلم والعفو والصفح في أقواله وأفعاله وفي جميع أحواله، فسيرته طافحة بأمثلة الحلم في معاملاته، وساطعة بنماذج العفو والصفح وتحمل الأذى، ومبادلته بالإحسان.
فعن أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: «مَا ضَرَبَ رَسُولُ الله شَيْئًا قَطُّ بِيَدِهِ، وَلَا امْرَأَةً وَلَا خَادِمًا، إِلَّا أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ الله«[24]، وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : «كُنْتُ أَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَعَلَيْهِ بُرْدٌ نَجْرَانِيٌّ غَلِيظُ الحَاشِيَةِ، فَأَدْرَكَهُ أَعْرَابِيٌّ فَجَبَذَهُ بِرِدَائِهِ جَبْذَةً شَدِيدَةً، حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى صَفْحَةِ عَاتِقِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ أَثَّرَتْ بِهَا حَاشِيَةُ البُرْدِ مِنْ شِدَّةِ جَبْذَتِهِ، ثُمَّ قَالَ : يَا مُحَمَّدُ مُرْ لِي مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي عِنْدَكَ، فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ ضَحِكَ ، ثُمَّ أَمَرَ لَهُ بِعَطَاءٍ،[25]، وعن أنس بن مالك قال: «خَدَمْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَشْرَ سِنِينَ، فَمَا قَالَ لِي: أُفٍّ، وَلاَ : لِمَ صَنَعْتَ؟ وَلاَ: أَلَّا صَنَعْتَ»[26]، وعن أنس رضي الله عنه قال: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ بَعْضِ نِسَائِهِ، فَأَرْسَلَتْ إِحْدَى أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِينَ بِصَحْفَةٍ فِيهَا طَعَامٌ، فَضَرَبَتِ الَّتِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِهَا يَدَ الخَادِمِ، فَسَقَطَتِ الصَّحْفَةُ فَانْفَلَقَتْ، فَجَمَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِلَقَ الصَّحْفَةِ، ثُمَّ جَعَلَ يَجْمَعُ فِيهَا الطَّعَامَ الَّذِي كَانَ فِي الصَّحْفَةِ، وَيَقُولُ : غَارَتْ أُمُّكُمْ ثُمَّ حَبَسَ الخَادِمَ حَتَّى أُتِيَ بِصَحْفَةٍ مِنْ عِنْدِ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا، فَدَفَعَ الصَّحْفَةَ الصَّحِيحَةَ إِلَى الَّتِي كُسِرَتْ صَحْفَتُهَا ، وَأَمْسَكَ المَكْسُورَةَ فِي بَيْتِ الَّتِي كَسَرَتْ»[27].

الخاتمة:

شهد القرآن الكريم للنبي محمد صلى الله عليه وسلم بالأخلاق الفاضلة، ونفى عنه الصفات السيئة؛ تزكية لأخلاقه، وتنويها بأفعاله وسلوكه، وأمر الناس أن يتمسّكوا بأخلاقه صلى الله عليه وسلم، والتأسي به في معاملاته وتصرفاته في الحالات المختلفة، والمواقف المتباينة. ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ اُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾[الأحزاب: 21]، ففي هذه الآية إقرار القرآن الكريم لمكارم أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم والتنويه بها، وبيان رفعة منزلة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وعلو شأوه، وسمو قدره عند الله تبارك وتعالى؛ لذلك اصطفاه ليكون رسولَ الله إلى الناس بخاتم الرسالة، وتبليغ الشريعة الإسلامية قولا وفعلا، فيكون قدوة للناس كافة؛ فهو مبعوث لإتمام مكارم الأخلاق.

الهوامش:

[1] رواه الطبراني، المعجم الأوسط، بَابُ الْأَلِفِ مَنِ اسْمُهُ أَحْمَدُ، حديث رقم 72 .
[2] أخرجه الحاكم في المستدرك على الصحيحين، وقال: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ، كِتَابُ التَّفْسِيرِ، تَفْسِيرُ سُورَةِ الْمُؤْمِنُونَ، حديث رقم: 3440 .
[3] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الأدب، باب الكنية للصبي وقبل أن يولد للرجل، حديث رقم 5874.
[4] أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب البر والآداب والصلة، باب تفسير البر والإثم، حديث رقم: 4760.
[5] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب المناقب، باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم حديث رقم:3398 .
[6] ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، ط2 (الناشر: دار طيبة، 1420هـ-1999م)(ص: 207).
[7] الزمخشري، الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل (بيروت: دار الكتاب العربي، ط 3، 1407 هـ)(1/431).
[8] أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الْبِرِّ وَالصِّلَةِ وَالْآدَابِ، بَابُ النَّهْيِ عَنْ لَعْنِ الدَّوَابِّ وَغَيْرِهَا، حديث رقم: 4832.
[9] أخرجه مسلم في صحيحه، كِتَابُ الْإِمَارَةِ، بَابُ فَضِيلَةِ الْإِمَامِ الْعَادِلِ ، وَعُقُوبَةِ الْجَائِرِ ، وَالْحَثِّ عَلَى الرِّفْقِ ، حديث رقم 3515.
[10] ] رواه أبو داوود في سننه، كِتَاب الْأَدَبِ، بَابٌ فِي الرَّحْمَةِ، حديث رقم 4353.
[11] أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الْجَنَّةِ وَصِفَةِ نَعِيمِهَا وَأَهْلِهَا، بَابُ الصِّفَاتِ الَّتِي يُعْرَفُ بِهَا فِي الدُّنْيَا أَهْلُ الْجَنَّةِ وَأَهْلُ النَّارِ، حديث رقم 5240.
[12] رواه الترمذي في سننه، أبواب البر والصلة، باب ما جاء في خلق النبي صلى الله عليه وسلم، حديث رقم 2024.
[13] القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، تحقيق: أحمد البردوني وإبراهيم أطفيش )القاهرة: دار الكتب المصرية، ط 2، 1384هـ-1964م). (16/144)
[14] ابن حجر العسقلان، فتح الباري شرح صحيح البخاري، كتاب مناقب الأنصار، باب إتيان اليهود النبي صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة (ص: 301).
[15] رواه ابن ماجه، كِتَابُ الزُّهْدِ، بَابُ الْحَيَاءِ، حديث رقم 4215.
[16] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الإيمان، باب أمور الإيمان، حديث رقم 9، وأخرجه مسلم في صحيحه، كِتَابُ الْإِيمَانَ، بَابُ شُعَبِ الْإِيمَانِ، حديث رقم 79.
[17] رواه ابن ماجة في سننه، كِتَابُ الزُّهْدِ، بَابُ الْحَيَاءِ، حديث رقم 4214.
[18] القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، مصدر سابق (224/14).
[19] رواه ابن ماجة في سننه، كِتَابُ الْأَطْعِمَةِ، بَابُ الْقَدِيدِ، حديث رقم 3331.
[20] رواه النسائي في السنن الكبرى، كِتَابُ عَمَلِ الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ، ذِكْرُ اخْتِلَافِ الْأَخْبَارِ فِي قَوْلِ الْقَائِلِ: سَيِّدَنَا وَسَيِّدِي، حديث رقم: 8802.
[21] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب أحاديث الأنبياء، باب قول الله ﴿واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها﴾ [مريم: 16]، حديث رقم3287 .
[22] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب العلم، باب ما جاء في العلم. وقوله تعالى: ﴿وقل رب زدني علما﴾ [طه: 114] ، حديث رقم 63.
[23] أخرجه مسلم في صحيحه، كِتَابُ الْمَسَاجِدِ وَمَوَاضِعِ الصَّلَاةَ، بَابُ قَضَاءِ الصَّلَاةِ الْفَائِتَةِ، وَاسْتِحْبَابِ تَعْجِيلِ قَضَائِهَا، حديث رقم 1146.
[24] أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الْفَضَائِلِ، بَابُ مُبَاعَدَتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْآثَامِ وَاخْتِيَارِهِ مِنَ الْمُبَاحِ، حديث رقم 4421.
[25] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب اللباس، باب البرود والحبرة والشملة، حديث رقم 5496.
[26] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الأدب، باب حسن الخلق والسخاء، وما يكره من البخل، حديث رقم 5714.
[27] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب النكاح، باب الغيرة، حديث رقم 4947 .

د. مصطفى اليربوعي

باحث بمركز الدراسات القرآنية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق