الدكتور مصطفى مختار
باحث بمركز علم وعمران
أدلى الصلاح التاريخي دلوه في ترتيب مجال واحة أسا[1]. وكان لمولى هذه الواحة سيدي أبي يعزى ويهدى[2] دور أساسي خلال ذلك. فمن هو هذا الصالح؟. وما سيرته العلمية- الصلاحية ؟.
سيدي أبو يعزى ويهدى:
ولد سيدي أبو يعزى ويهدى محمد بن محمد البكري[3] في 28 محرم عام 646 هـ/ 1248 م[4]، بدار إمارة يعقوب المنصور الموحدي[5]، بالقصبة المراكشية[6].
ويبدو أن تراث المترجم العائلي[7] أسهم في تكوينه. حيث أدخلته جدته لأمه المكتب القرآني. ولقنته العبادات وبعض الأذكار. وعلمته أبجديات الصلاح[8].
وتابع المترجم تكوينه الذاتي مازجا بين علوم الشريعة وعلوم السلوك[9]، وبين قراءة القرآن المبين والإكثار من الصلاة على النبي الكريم[10]، جاعلا الركونَ إلى خلواته التي من بينها خلوته الشهيرة بواحة أسا[11] مرتكزَ مسيره الصلاحي.
وخلال استقراره بالواحة المشار إليها[12] أسس رباطه الشهير[13]، على ضفة واد أسا، أحد روافد واد درعة[14]، مؤديا وظيفتين: تلقينية واجتماعية[15]. وبهذا الرباط دفن إثر وفاته يوم الجمعة أول ربيع الأول عام 726 هـ/ 1327 م[16].
ويبدو أن الرباط نفسه شكل، فيما بعد، نواة زاوية منتسبة إليه[17]، منعقد موسمها في ذكرى المولد النبوي[18]، مثل ما شكل نواة تجمع عمراني[19].
ومن الطريف أن بعضهم نسب إلى المترجم صنعة البارود، بوصفه مطلعا على العلوم الهندسية والكيمياء[20]. والأمر لا يخلو من تأكيد عجائبي لأصول مقاومة أحفاده للاكتساح الإيبيري[21]، خلال بدايات العصر السعدي الذي عرف عنه استعمال السلاح الناري.
الإحالات :
[1] راجع: فنون وعادات البيضان، أوديت دي بويغودو، تعريب وتقديم: أحمد البشير ضماني، الرباط، دار أبي رقراق، 2017 م، ص151- 165؛ ومادة أيت أسا، مصطفى ناعمي، في: معلمة المغرب، ج2، مطابع سلا، 1989 م، ص377.
[2] فنون وعادات البيضان، ص155.
[3] انظر: المعسول، ج10، المختار السوسي، مطبعة فضالة، 1960 م، ص167، وص170، وص171- 172، وص172، وص173، وص174، وص176؛ ورجالات العلم العربي في سوس، المؤلف نفسه، تهيئ ونشر: عبد الوافي المختار السوسي، طنجة، مؤسسة التغليف والطباعة والنشر والتوزيع للشمال، 1989 م، ص12؛ وبشارة الزائرين الباحثين في حكايات الصالحين، داود الكرامي، تحقيق: الحسان بوقدون- عبد الرحمن كرومي، دار الكتب العلمية، 2018 م، ص123.
[4] انظر: المعسول، ج10، ص166، وص172، وص173؛ وبشارة الزائرين الباحثين في حكايات الصالحين، ص124.
[5] انظر: المعسول، ج10، ص172، وص173؛ وبشارة الزائرين الباحثين في حكايات الصالحين، ص124.
[6] المعسول، ج10، ص172، الهامش رقم 1.
[7] انظر: المعسول، ج10، ص166 والهامش رقم 1، وص167، وص168، وص170، وص171 والهامش رقم 1، وص172؛ وبشارة الزائرين الباحثين في حكايات الصالحين، ص124.
[8] المعسول، ج10، ص168.
[9] نفسه، ص168- 172.
[10] نفسه، ص170.
[11] انظر: المعسول، ج10، ص170، وص172، وص173؛ وبشارة الزائرين الباحثين في حكايات الصالحين، ص124.
[12] انظر: المعسول، ج10، ص170، وص172، وص173؛ ورجالات العلم العربي في سوس، ص12؛ ووفيات الرسموكي، تحقيق: محمد المختار السوسي، الرباط، مطبعة الساحل، 1988 م، ص48.
[13] المعسول، ج10، ص172.
[14] راجع: الحياة الفكرية والروحية بالمجال البيظاني، الحسين حديدي، الرباط، دار أبي رقراق، 2014 م، ص201؛ وفنون وعادات البيضان، ص151.
[15] انظر: المعسول، ج10، ص169، وص170- 171؛ ورجالات العلم العربي في سوس، ص12. وراجع: الحياة الفكرية والروحية بالمجال البيظاني، ص202.
[16] انظر: المعسول، ج10، ص166، وص172، وص173، وص184؛ وخلال جزولة، ج2، المختار السوسي، تطوان- المغرب، د. ت، ص33؛ وسوس العالمة، المؤلف نفسه، المحمدية، مطبعة فضالة، 1960 م، ص215؛ ورجالات العلم العربي في سوس، ص12؛ وبشارة الزائرين الباحثين في حكايات الصالحين، ص124.
[17] انظر: المعسول، ج10، ص166، وص170، وص172، وص173، وص176، وص179؛ وسوس العالمة، ص177؛ وبشارة الزائرين الباحثين في حكايات الصالحين، ص124.
[18] انظر: المعسول، ج10، ص172؛ وبشارة الزائرين الباحثين في حكايات الصالحين، ص124.
[19] راجع: فنون وعادات البيضان، ص156، وص165؛ والحياة الفكرية والروحية بالمجال البيظاني، ص107؛ ورمزية القداسة بمنطقة آسا، إبراهيم لبصير، في: التراث الحساني والإقلاع التنموي، فاس، مطبعة الكتاب، 2014 م، ص95.
[20] انظر: المعسول، ج10، ص174 والهامش رقم 3؛ وخلال جزولة، ج2، ص33؛ ورجالات العلم العربي في سوس، ص12. وراجع: طبقات الحضيكي، ج1، تحقيق: أحمد بومزكو، مطبعة النجاح الجديدة، 2006 م، ص129، الهامش رقم 5.
[21] انظر: المعسول، ج10، ص175- 185، بتصرف؛ ورجالات العلم العربي في سوس، ص12. وراجع: ملامح حركة جهادية بسوس والصحراء في القرن التاسع الهجري أيت إيعزى ويهدى بزاوية أسا، المهدي السعيدي، في: الصحراء وسوس من خلال الوثائق والمخطوطات، مطبعة النجاح الجديدة، 2001 م، ص75- 94.