الرابطة المحمدية للعلماء تنظم لقاءا فكريا لفائدة الأطفال والشباب حول التسامح
تزامنا مع اليوم العالمي للتسامح، الذي يصادف السادس عشر من نونبر من كل سنة، نظمت وحدة "الفطرة" للناشئة التابعة للرابطة المحمدية للعلماء، أمس الأربعاء بمدينة سلا، لقاءا فكريا قيميا للأطفال والشباب تحت عنوان "التسامح... أفق لسلوك الأطفال والشباب" بتنسيق مع منظمة "اليونيسيف" وبدعم من الحكومة اليابانية.
وأكد فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، أن تنظيم هذا اللقاء يندرج في سياق المجهودات التي تبذلها الرابطة المحمدية بغية غرس قيم التسامح في نفوس الناشئة أجيال الغد"، مشيرا الى أن " التسامح ليس شعارا يرفع بل وضع نفسي يغرس في وجدان النشء، وتملك لكل القيم المتحورة حول التسامح بطريقة بانية تزول معها كل العوائق النفسية والوجدانية، والثقافية، ووضع حد للاصطدام الذي يتغيا اظهار الرأي الواحد والانتصار له".
وبعد ان أشار الدكتور عبادي الى أن " التسامح ليس مفهوما استيطيقيا جماليا محضا، بل مفهوما وظيفيا، اعتبر أنه من الأهمية بمكان بالنسبة للناشئة تملك القدرات والمهارات الحياتية التي سيعملون على تمريرها لنظرائهم المراهقين والشباب عبر مقاربة "التثقيف بالنظير"، التي أثبتت نجاعتها كوسيلة تمهير في نقل السلوكيات الإيجابية" يردف المتحدث.
وشدد فضيلة السيد الأمين العام على ضرورة مخاطبة الناشئة بما يناسب ادراكها وبما يلبي انتظاراتها وتطلعاتها ومعاناتها على اعتبار أن المجتمعات الإنسانية تضم شرائح مجتمعية مختلفة تتطلب آليات تواصلية مختلفة"، مبرزا أن " الطفولة في حاجة لمن يعي تطلعاتها و انتظاراتها ومن يلعب معها "اللعب العلمي الهادف" الحامل للقيم البانية المسعفة على التسامح والرافضة لكل أشكال التطرف و رفض الآخر".
وفي هذا الصدد، أوضح الدكتور عبادي أن " وحدة الفطرة" للناشئة تنكب من خلال أنشطتها المختلفة على بلورة الألعاب العلمية الحاملة للقيم البانية المسعفة على التسامح، والمعززة للريادة، من قصص مصورة، وألعاب فيديو،.. وذلك من أجل اكساب الأطفال والمراهقين القدرات والمهارات الحياتية".
وأشاد الدكتور عبادي بمشروع "إشراق" الذي تشرف عليه الرابطة المحمدية للعلماء بتنسيق مع منظمة "اليونيسيف" وبدعم من الحكومة اليابانية"، مشيرا الى أن سيكون مستقبلا قابلا للتصدير لباقي الدول الافريقية والعالمية عندما ستستكمل معالم هذا الصرح العلمي الهادف".
من جهته، قال بهزات نوباري، نائب ممثلة "اليونيسيف" في المغرب، ان "الأطفال والمراهقين عناصر مفتاح لتعزيز قيم التسامح في المجتمعات التي تمزقها الصراعات ونزعات التطرف"، مشيرا الى أن "هذا المشروع يروم الاسهام في تعزيز حقوق الطفل عن طريق غرس ثقافة التسامح في نفوسهم".
واعتبر ذات المتحدث أن " المشروع يهدف أيضا الى تزويد الأطفال "الرواد" بمجموعة من المهارات والقدرات الحياتية من أجل تمليكهم قيم التسامح وقبول الآخر، ونبذ العنف والتطرف"، مشيدا بالمقاربة الإبداعية للرابطة المحمدية للعلماء المرتكزة على انشاء موقع الكتروني لوحدة الفطرة كفضاء للأطفال لإبراز قدراتهم ومهاراتهم، وكمجال لتشبيك العلاقات وتعزيز قيم التسامح ومحاربة التطرف والعنف".
بهزات نوباري شدد على أهمية التواصل عبر الشبكات الاجتماعية واستعمال التكنولوجيات الحديثة من أجل انتاج خطابات بديلة مسعفة على التسامح وقبول الآخر، وهو ما يروم مشروع "اشراق" الى تحقيقه، يردف المتحدث.
وأوضح ممثل السفارة اليابانية بالمغرب، كينجي كوراطوشي، من جانبه أن " مشروع اشراق سيسهم في حل النزاعات وسوء الفهم والتطرف الذي يشده عالم اليوم، وذلك من خلال تسليح الأطفال بالمهارات والقدرات الحياتية التي ستمكنهم من لعب أدوارهم المجتمعية مستقبلا".
وأشاد كينجي كوراطوشي بالشراكة التي تربط الرابطة المحمدية للعلماء واليونيسيف والحكومة اليابانية في إطار هذا المشروع، مؤكدا بأنه يهدف في صلبه إلى تعزيز ثقافة التسامح والمرونة والاعتدال من خلال خلق شبكة للشباب الرائد لمكافحة التطرف العنيف، ومواكبة المراهقين والشباب، خاصة أولئك الأكثر هشاشة".
ومن منطلق التوجه الافريقي الجديد للدبلوماسية المغربية، و الرؤية الملكية السامية المؤطرة لعملها، ألقى أمادو اليهان كان، ممثل الفنانين والأدباء الأفارقة كلمة أعرب فيها عن تشكراته للمغرب ملكا وشعبا على اهتمامهما بالقارة الافريقية"، مشيرا الى أن " الزيارات الملكية السامية لعدد من بلدان القارة تجسيد لارتباط المغرب بجذوره الافريقية، وحرص من المملكة المغربية على تقاسم تجربتها في مجال تدبير الحقل الديني مع هذه البلدان".
حضر هذا اللقاء كل من السادة: ممثل منظمة اليونسكو خالد صلاح، عمدة مدينة سلا، جامع المعتصم، رؤساء مقاطعات مدينة سلا، رجال السلطات المحلية، المدير الإقليمي للشباب والرياضة، المنسق الإقليمي للتعاون الوطني، ممثل الوكالة المغربية للتعاون الدولي، وممثل اللجنة الوقاية لحوادث السير، بالإضافة الى جمع غفير من الأطفال وأولياء أمورهم ومسؤولي الرابطة المحمدية للعلماء.
يشار الى أن مشروع "اشراق" الذي أطلقته الرابطة المحمدية للعلماء بالتعاون مع منظمة اليونسيف يهدف إلى تعزيز ثقافة التسامح والمرونة والاعتدال من خلال خلق شبكة للشباب الرائد لمكافحة التطرف العنيف، ومواكبة المراهقين والشباب، خاصة أولئك الأكثر هشاشة"، والمتراوحة أعمارهم بين 10 و19 سنة، بجهتي الرباط – سلا القنيطرة، والدار البيضاء – سطات، وكذا الأطفال المعرضين للخطر القاطنين بالمؤسسات الخيرية أو في صراع مع القانون.
ويهدف هذا المشروع إلى إكساب الشباب الرائد قدرة على ممارسة تأثير إيجابي على أقرانهم، والإسهام في مكافحة التطرف العنيف عبر الالتزام الرقمي والابتكار والتواصل بخطاب ينبني على التسامح والاعتدال.