الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحابته أجمعين.

وبعد؛

فقد ألف العلماء مجموعة من الكتب في شهر رمضان الفضيل، منها اختصار الحافظ المقريزي لكتاب قيام رمضان للمروزي والذي لم يعرف عنه سوى  هذا الاختصار إلى الآن، ولأهمية هذا المختصر وتميزه في موضوع قيام رمضان الكريم ارتأيت التعريف به في هذا المقال.

أولا: التعريف بالمؤلف والمختصِر.

ـ المؤلف[1]:   هو: أبو عبد الله محمد بن نصر بن الحجاج المروزي، كان مولده ببغداد سنة (202هـ). أخذ عن شيوخ وعلماء كبار  أمثال: إسحاق بن راهويه، ومحمد بن يحيى، ويحيى بن يحيى وغيرهم. 

وأثنى عليه جماعة من العلماء،  قال ابن حبان: “كان أحد الأئمة في الدنيا ممن جمع وصنف وكان أعلم أهل زمانه بالاختلاف وأكثرهم صيانة في العلم”[2].

وأثنى عليه الإمام الذهبي بقوله: “وبرع في علوم الإسلام، وكان إماما مجتهدا علامة، من أعلم أهل زمانه باختلاف الصحابة والتابعين، قل أن ترى العيون مثله”[3].

له مؤلفات منها: القسامة، ورفع اليدين، وتعظيم قدر الصلاة، والإيمان، وكتاب ما خالف فيه أبو حنيفة عليا وعبد الله بن مسعود، واختلاف الفقهاء، والإجماع، والصيام.

توفي رحمه الله في شهر المحرم سنة أربع وتسعين ومائتين(294هـ) بسمرقند وله اثنتان وتسعون سنة.

ـ التعريف بالمختصِر[4]:

هو: أبو العباس تقي الدين أحمد بن علي بن عبد القادر المقريزي، مؤرخ الديار المصرية. أصله من بعلبكّ، ونسبته إلى حارة المقارزة (من حارات بعلبكّ في أيامه) ولد ونشأ ومات في القاهرة، وولي فيها الحسبة والخطابة والإمامة مرات، واتصل بالملك الظاهر برقوق، فدخل دمشق مع ولده الناصر سنة 810 هـ وعرض عليه قضاؤها فأبى، وعاد إلى مصر.

أخذ عن جماعة من الشيوخ كالآمدي والبلقيني والعراقي والهيثمي.

من تآليفه: المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار ، والسلوك في معرفة دول الملوك،  وتاريخ الأقباط، والبيان والإعراب عما في أرض مصر من الأعراب، وتاريخ الحبش، وشذور العقود في ذكر النقود،  وتجريد التوحيد المفيد، ونحل عبر النحل، و إمتاع الأسماع بما للرسول من الأبناء والأموال والحفدة والمتاع، وتاريخ بناء الكعبة، ورسالة في الأوزان والأكيال.

قال السخاوي: قرأت بخطه أن تصانيفه زادت على مئتي مجلد كبار[5].

توفي سنة (845 هـ).

ثانيا: التعريف بمختصر قيام رمضان.

فهو اختصار لكتاب قيام رمضان للمروزي،  والذي لم يعرف  له أثر إلى الآن إلا هذا المختصر للحافظ المقريزي، قال في مقدمته رحمه الله بعد البسملة والتصلية، “أما بعد ؛  فإني اختصرت في هذا الجزء كتاب قيام رمضان، تأليف الإمام أبي عبد الله محمد بن نصر المروزي رحمه الله، على أني أحذف المكرر من الأحاديث المسندة والآثار، وأورد جميع ما فيه من الأحاديث المسندة بأسانيدها وجميع الآثار مع حذف أسانيدها”[6].

وقد ناقش فيه أحكام قيام رمضان نقاشا مستفيضا، ومن الأبواب التي تم تناولها في هذا المختصر: باب ذكر الصلاة تطوعا في جماعة[7]، وباب الترغيب في قيام رمضان وفضيلته[8]، وباب صلاة النبي صلى الله عليه وسلم جماعة ليلا تطوعا في شهر رمضان[9]، والكلام على عدد الركعات التي يقوم بها الإمام للناس في رمضان[10]،  وباب مقدار القراءة في كل ركعة في قيام رمضان[11]،  وباب اختيار قيام الليل على أوله[12]، وباب حضور النساء الجماعة في قيام رمضان[13]، وباب من كره أن يؤم الرجل النساء[14]،وباب المرأة تؤم النساء في قيام رمضان وغيره[15]، وباب من كره أن تؤم المرأة النساء[16]،وباب ذكر من اختار الصلاة وحده على القيام مع الناس إذا كان حافظا للقرآن[17]، وباب الإمام يؤم في القيام يقرأ في المصحف[18]، وباب ما يبدأ به في أول ليلة من القرآن من قيام رمضان[19]، وباب الإنصات لقراءة الإمام في التراويح[20]، وباب من كره الصلاة بين التراويح[21]، وباب من رخص في الصلاة بين التراويح[22]، وباب إمامة الغلام الذي لم يحتلم في قيام رمضان وغيره[23]، وباب أخذ الأجر على الإمامة في رمضان[24]، وباب الترغيب في ليلة القدر وتفضيل العمل فيها على العمل في سائر السنة[25]، وباب التماس ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر[26] وغيرها مِن الأبواب  والمسائل المتعلقة بقيام رمضان.

والخلاصة أن هذا الكتاب يعد من أهم الأجزاء الحديثية المصنفة في موضوع قيام رمضان، حيث تميز بمزجه بين الأحاديث والآثار عن الصحابة ومَن بعدهم من الأقوال، مع بيان بعض النقاشات الفقهية، والاختلاف بين الصحابة والفقهاء في هذا الموضوع.

طبعات الكتاب:

طبع  هذا المختصر عدة طبعات، منها:

طبعة حجرية ضمن أجزاء حديثية ثلاثة: قيام الليل وقيام رمضان وكتاب الوتر  بتحقيق: عبدا لتواب الملتاني، والشيخ عبدالشكور الأثري. (طبعة حجرية)

 وطبع بباكستان سنة 1408 هـ ـ 1988 م، بإشراف: محمد إلياس عبد القادر. 

 وطبع  بتحقيق: محمد أحمد عاشور  وجمال عبدالمنعم الكومي، دار الاعتصام ـ الدار الذهبية بمصر. وهي الطبعة المعتمدة في العزو.

وطبعة حديث أكادمي، فيصل آباد، باكستان، ضمن أجزاء حديثية ثلاثة: قيام الليل وقيام رمضان وكتاب الوتر، في: 348 صفحة.  

*****************

هوامش المقال: 

[1]    من مصادر ترجمته: سير أعلام النبلاء(14 /34)، الثقات لابن حبان(9/ 154)، مقدمة تحقيق: مختصر كتاب قيام رمضان. ذكر فيها مجموعة من الكتب المترجم له(من ص: 7 إلى ص: 12).

[2]  الثقات لابن حبان(9/ 154).

[3]  سير أعلام النبلاء(14 /34).

[4]    من مصادر ترجمته: البدر الطالع(1 /79)، الأعلام(1 /177) ، مقدمة تحقيق: مختصر كتاب قيام رمضان(من ص: 13 ـ 14).

[5]  الأعلام(1/ 178)

[6]  مختصر قيام رمضان(ص: 19)

[7]  مختصر قيام رمضان(ص: 21)

[8]  مختصر قيام رمضان(ص: 28)

[9]  مختصر قيام رمضان(ص: 34)

[10]  مختصر قيام رمضان(ص: 51)

[11]  مختصر قيام رمضان(ص: 58)

[12]  مختصر قيام رمضان(ص: 62)

[13]  مختصر قيام رمضان(ص: 64)

[14]  مختصر قيام رمضان(ص: 66)

[15]  مختصر قيام رمضان(ص: 67)

[16]  مختصر قيام رمضان(ص: 70)

[17]  مختصر قيام رمضان(ص: 63)

[18]  مختصر قيام رمضان(ص: 83)

[19]  مختصر قيام رمضان(ص: 81)

[20]  مختصر قيام رمضان(ص: 89)

[21]  مختصر قيام رمضان(ص: 95)

[22]  مختصر قيام رمضان(ص: 97)

[23]  مختصر قيام رمضان(ص: 99)

[24]  مختصر قيام رمضان(ص: 110)

[25]  مختصر قيام رمضان(ص: 116)

[26]  مختصر قيام رمضان(ص: 127)

****************

جريدة المصادر والمراجع:

الأعلام لخير الدين بن محمود الزركلي الدمشقي، دار العلم للملايين، ط15،  2002 م.

البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع، لمحمد بن علي بن محمد بن عبد الله الشوكاني اليمني، دار المعرفة ـ بيروت.

الثقات، لمحمد بن حبان أبي حاتم، الدارمي، البستي، وزارة المعارف للحكومة العالية الهندية، دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند، ط1 1393 هـ‍ ـ 1973

سير أعلام النبلاء،  لمحمد بن أحمد بن عثمان الذهبى تحقيق: شعيب الأرناؤوط ، وبشار معروف و آخرون، مؤسسة الرسالة، سنة: 1402 ـ 1982.

 مختصر قيام رمضان للحافظ أبي عبد الله محمد بن نصر المروزي للعلامة أحمد بن علي المقريزي، تحقيق: محمد أحمد عاشور  وجمال عبدالمنعم الكومي، دار الاعتصام ـ الدار الذهبية بمصر.

*راجع المقال الباحث: يوسف أزهار