اختتام فعاليات مؤتمر “تجديد الفكر الإسلامي”
الدعوة إلى إصدار موسوعة علمية تترجم إلى جميع اللغات للتصدي لسائر الشبهات المغرضة ضد الإسلام
اختتمت فعاليات المؤتمر الدولي للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في دورته الحادية والعشرين مشاركة وفود الدول العربية والأفريقية والأوربية والأسيوية وممثلي المنظمات والهيئات العالمية الإسلامية.
وقد تناول العديد من القضايا ذات الصلة بالاجتهاد والتجديد في الفكر الإسلامي؛ سيما ما يتصل بقيمتي العدل والسلام ومقومات التفاعل الحضاري بين الشعوب والأمم..
ومن الدراسات التي عرضت في هذا المؤتمر؛ دراسة " الدولة في الإسلام..المواطنة نموذجا" للدكتور محمد الشحات الجندي الأمين العام للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالقاهرة. ودراسة " معوقات تجديد الفكر الإسلامي وسبل مواجهتها" للدكتور عبد السلام عبادي الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي. و دراسة " الاجتهاد والتجديد والحداثة.. رؤية إسلامية في أفق مستقبلي" للدكتور عبد العزيز التويجري المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم..
وأكد المؤتمر في توصياته الختامية أن التجديد في الفكر الإسلامي لا يعنى بأي حال من الأحوال التفريط في ثوابت الدين أو التزحزح عن مسلماته، وإنما يستهدف استعادة الإسلام نقيا، صافياً كما جاء به الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم..
وأوصى المؤتمر علماء الأمة ومجتهديها ومؤسساتها الإسلامية والمجامع والمنظمات الإسلامية ببذل أقصى طاقاتهم العقلية والفكرية لإنزال النصوص على الوقائع التي تستجد في حياة الناس متبعين أصول الفقه الإسلامي ومقاصد الشرع الحنيف لكي يتمكنوا من مواجهة المشكلات والتحديات المستجدة التي تواجه الأمة في حاضرها ومستقبلها..
ودعا المشاركون في هذا المؤتمر المجامع الفقهية المنتشرة في سائر أنحاء العالم الإسلامي إلى التنسيق فيما بينها، والاستعانة بأهل الخبرة لمواجهة مختلف المشكلات ليقفوا على الإبعاد المختلفة للقضايا التي تحيط بالأمة في الشئون الصحية والعلمية والفكرية.. حتى يتفق الحكم الشرعي مع التصور الدقيق للمشكلة عملا بالقاعدة الأصولية؛ الحكم على الشيء فرع من تصوره.
كما حث المؤتمر على إعادة بلورة وصياغة العلاقة مع غير المسلمين في ضوء المتغيرات الكونية، ونشر ثقافة السلام التي تتوق الإنسانية إلى تحقيقها بعيدا عن الحروب والصراعات..
وجدد المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في توصياته تأكيده الحاجة الماسة إلى تجديد الفكر الإسلامي وسائر مناهج العلوم الإسلامية خاصة في مجال البحث في علوم العقيدة والفلسفة الإسلامية والفقه وأصوله حتى تظل هذه العلوم مواكبة لروح العصر.
ودعا المؤتمر علماء الأمة إلى بذل المزيد من الجهود لتطوير العلوم الاجتماعية والإنسانية وتأصيلها في تراثنا العلمي بمختلف فروعه. وكذا العمل على تطوير مفاهيم المواطنة والتعايش السلمي بين الأمم والشعوب والتعددية الدينية والثقافية.
وطالب المجلس الأعلى للشئون الإسلامية علماء الأمة الإسلامية بأن ينتهجوا النهج الوسطي في بحث قضايا ومشكلات الأمة، وأن يبتعدوا عن شتى مظاهر الغلو والتطرف، وعدم التساهل في إصدار الإحكام والفتاوى وضرورة خضوعها لضوابط علمية وشرعية متفق عليها بين علماء الأمة العدول..
ومن أهم التوصيات التي دعا إليها المؤتمر إصدار موسوعة علمية تترجم إلى جميع اللغات للتصدي والرد على سائر الشبهات المثارة ضد الإسلام.