إشارة لطيفة وفائدة شريفة في سرِّ آية من سورة الذاريات ﴿قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ﴾
يقول أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد السهيلي (ت581هـ) في سرٍّ آية من سورة الذاريات: « قوله عز وجل: ﴿قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ﴾، نصب الأول لأنه لم يقصد الحكاية، ولكنه جعله قولاً حسناً، وسماه سلاماً لأنه يؤدي معنى السلام في رفع الوحشة ووقوع الأنس. وحكى عن ابراهيم - عليه السلام - قوله، فرفع بالابتداء، وحصل من الفرق بين الكلامين في حكاية هذا ورفعه ونصب ذلك، إشارة لطيفة وفائدة شريفة، وهو أن السلام من دين الإسلام، والإسلام ملة إبراهيم عليه السلام، وقد أمرنا بالاتباع والاقتداء به، فحكي لنا قوله ولم يحك لنا قول أضيافه، إذ لا فائدة في تعريف كيفيته، وإنما الفائدة في تبيين قول إبراهيم وكيفية تحيته، ليقع الاقتداء به. وأخبر عن قول الأضياف على الجملة، لا على التفصيل، وعن قول إبراهيم - عليه السلام - مفصلاً محكياً لهذه الحكمة، والله أعلم».
انظر كتاب: نتائج الفكر في النَّحو للسُّهَيلي، لأبي القاسم عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد السهيلي (ت 581هـ)، نشر: دار الكتب العلمية – بيروت(ط.1/الطبعة الأولى: 1412هـ - 1992م). (ص319).