الرابطة المحمدية للعلماء

مقتضيات التجسير بين الكتابين؛ المسطور(الوحي) والمنظور(الكون)..

د. أحمد عبادي: “الكون في المنظومة
القرآنية متجاوب مع أفعال الإنسان.”

وفاء
بالتزام التواصل المفتوح والمنتظم مع جمهور زوار موقع الرابطة المحمدية للعلماء، داخل
المغرب وخارجه، أجرى السيد الأمين العام للرابطة لقاء مباشرا جديدا تناول فيه جملة
من القضايا المتصلة بأنشطة الرابطة واهتماماتها البحثية في مجال الفكر الإسلامي
والعلوم الشرعية، خاصة فيما يتصل بنظرية المعرفة الإسلامية؛ فمع تسليم الأستاذ
أحمد عبادي أن  “التجسير بين الكتابين؛ المسطور(الوحي) والمنظور(الكون) كان دائما
ديدن العلماء ودأبهم.”
إلا أنه نبه إلى أن هذا التجسير لا يتم اعتباطا وإنما له مقتضيات وضوابط أجملها
فيما يلي:

أولا: أن يكون العالم
ريانا من العلوم الشرعية والعلوم
الاجتماعية، دائم السعي لاستكمال ما ينقصه منهما.

ثانيا:
أن يكون عالما بالأسيقة، وتغير الأزمنة و
الأمكنة والأحوال والعادات والأعراف.

ثالثا: أن يكون ذا
معرفة بمناهج تنزيل الأولى على الثانية، مع دراية بطرائق الموازنات والترجيحات والتسديدات والتقريبات والتغليبات.

رابعا: وهو أهمها،
مراقبة الله في كل ذلك.

وقد شدد السيد الأمين العام أن الأمر يقتضي استثمارات زمنية ومادية
ومعنوية لا بد من التشمير
لبذلها، مع استدامة المذاكرة في كل ذلك مع أهل الذكر..

ومن نظرية المعرفة الإسلامية الضابطة للعلاقة بين النص والواقع، إلى
قضايا العقيدة والإيمان حيث أشار الأستاذ أحمد عبادي إلى أن القدر أقسام؛ قسم لا
خيار للإنسان بخصوصه كيوم ولادته ومكان ولادته وأسرة ولادته وجنسه إلى غير ذلك… وقسم هو مسؤول عنه، وهو ما
يمور في قلبه من نيات
وعزائم وقبول ورد وإقدام وإحجام… وقسم متردد بين هذين وهو أعماله ونتائج هذه
الأعمال، والأفعال وردود الأفعال..

مبرزا كيف أن الكون في المنظومة القرآنية متجاوب مع
أفعال الإنسان،مصداقا لقوله تعالى:(ظهر الفساد
في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس)، وقوله تعالى:( وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا
لنفتنهم فيه)، وكيف أن علماء الأمة قد استنبطوا من القرآن الكريم ومن السنة
النبوية أن الأقدار تدافع بالدعاء
كما تدافع ببعضها البعض، وهو ما أجملوه في قولهم:”تنازع الناس في القدر،
غير أن ثمة روزنة، وهي مدافعة أقدار الحق
بأقدار الحق بالحق للحق”.

وجذير بالذكر أن هذا اللقاء
المبارك قد تضمن بشرى لقراء مجلة “الإحياء” الكرام؛ بمقتضاها سيغدو في متناول
كل من أرسل شهادة متابعة الدروس الثانوية أو الجامعية لهيئة تحرير مجلة الإحياء الحصول على اشتراك بتخفيض نسبته 50%. أما بالنسبة للمهتمين بقضايا فقه التنزيل ومقاصد الشريعة الإسلامية من
الباحثين، فقد أعلن السيد الأمين العام أنه سيتم تخصيص عددين من مجلة الإحياء لهذا
المحور الهام.. وهي دعوة مجددة للأقلام الجادة كي تسهم في هذا المحور وغيره من
محاور المجلة..

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق