الرابطة المحمدية للعلماء

مسلمو سويسرا يتحركون من أجل تمثيلية في البرلمان

نقلت تقارير إعلامية سويسرية مؤخرا أن ممثلي المهاجرين من أصول سويسرية يسيرون في اتجاه تأسيس “برلمان” يمثل مختلف هيئاتهم المدنية استعدادا لتمثيلية في البرلمان السويسري.    

ويبدو أن “أمة سويسرا”، وهي المبادرة الداعية إلى إنشاء هيئة منتخبة ديمقراطيا وتمثل مختلف الجاليات المسلمة في سويسرا، التي يُقدر تعدادها بأربعمائة ألف نسمة ، تسير إلى الأمام نحو تحقيق الهدف المنشود.

وفي حين يقول المنظمون إن “برلمان” مسلمي سويسرا قد يتشكل ويبدأ أعماله بحلول العام المقبل، يتساءل بعض المنتقدين إن كانت تلك الهيئة المسلمة سترى النور فعلا، أو إن كان لوجودها معنى أساسا.

وقال فرهارد أفشار، رئيس تنسيقية المنظمات الإسلامية في سويسرا “هدفنا هو خلق مجتمع قائم على شرعية ديمقراطية ويمثل جميع مسلمي سويسرا”.

وتعتبر ” كيوسKIOS” وفدرالية المنظمات الإسلامية في سويسرا ” فيوسFIOS” المجموعتين الرائدتين، اللتين طرحتا فكرة إنشاء “أمة سويسرا”، التي يدور الحديث عنها منذ عام 2009، والتي يزعمان أنها ستصبح أمرا واقعا في بداية السنة المقبلة.
ويعتقد أصحاب الفكرة أن تشكيل مجتمع قائم على قاعدة جديدة، من شأنه تحسين فهم السلطات والسكان بشكل عام للقضايا المتعلقة بالجاليات المسلمة.

ومن جهته قال هشام ميزر، رئيس “FIOS”، في تصريحات لصحيفة “سودوستشفايتس” (التي تصدر بالألمانية في خور عاصمة كانتون غراوبوندن)، “يجب أن يتفق البرلمان المُقترح على المسائل الاجتماعية والسياسية التي تهم المسلمين حتى نتمكن من التحدث بصوت واحد”.
وأضاف أن البرلمان سيكون أيضا خطوة هامة نحو الاعتراف الرسمي بالإسلام كديانة رسمية، مشيرا إلى أنه “كلما أثيرت هذه المسألة يكون الجواب دائما أننا لسنا منظمين بشكل ديمقراطي، وأن مجموعاتنا لا تمثل مختلف الجاليات المسلمة السويسرية، لكن وجود هذه المنظمة، سيمكننا من التحدث على نفس المستوى”.

ويقيم في سويسرا، التي يتجاوز تعداد ساكنها سبعة ملايين نسمة، ما يقدر بحوالي 400 ألف مسلم، ينحدر معظمهم من البوسنة وكوسوفو وتركيا، وكذا من شمال إفريقيا والشرق الأوسط.
وتمثَّل هذه الجاليات من طرف 300 جمعية، وعدد من الهيئات المنضوية تحت منظمات كبيرة، غير أن 72 ألفا فقط من مسلمي سويسرا هم من ينشطون في تلك التجمعات.
وبعد الاتصال بمجموعات كاثوليكية وبروتستانتية ويهودية، من أجل الحصول على النصح والمشورة، شكل أصحاب المبادرة لجنة مكونة من خبراء في القانون العام والقانون الإسلامي، لدراسة النظم الأساسية التي ستقوم عليها الهيئة الجديدة في المستقبل، لضمان احترامها للتشريعات الفدرالية والكانتونية.

ويُفترض الانتهاء من هذه العملية بحلول الصيف بهدف إجراء انتخابات اختباريه، لاختيار ممثلين عن الجاليات المسلمة في كانتون بازل المدينة في فصل الخريف، بينما الانتخابات في بقية أنحاء سويسرا سوف تنتظم خلال موسم الشتاء المقبل.
جدير بالذكر أن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أصدرت، الشهر الماضي، تقريرا عن قضايا التسامح في الكونفدرالية، أوصت فيه بتشكيل منظمة تنضوي تحت لوائها جميع الجاليات المسلمة في البلاد.

في هذا السياق أشار عبد الحفيظ الورديري، الأمين العام لمؤسسة “التعارف” المشجعة للحوار بين الأديان، والتي تتخذ من جنيف مقرا لها، إلى شعوره “بوجود حاجة ملحة إلى هيئة تمثيلية لجميع المسلمين في سويسرا”.
وقال “إن عملية التنظيم أمر مفيد دائما، ولكن لا بد من تحقيقها بشكل ديمقراطي، ومن الجيد التوفر على صوت مشترك، لأن الكثير من المواضيع تتعرض للتشويه عندما تمر عبر العديد من قنوات الاتصال”.
 
غير أن انتشار خبر مبادرة “أمة سويسرا” كان قد دق ناقوس الخطر في صفوف اليمين السياسي السويسري، حيث رأى لوكاس رايمان، عضو حزب الشعب اليميني، والذي يُعد من أبرز السياسيين الذين شاركوا في الحملة المناهضة لبناء مآذن جديدة في سويسرا، كأن المبادرة “طريقة أخرى لإنشاء مجتمع مسلم مواز في سويسرا”.

نورالدين اليزيد-وكالات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق