الرابطة المحمدية للعلماء

عمر هلال: “لا يمكن تعزيز حرية الدين والسماح بازدراء الأنبياء”

أكد سفير المغرب بالأمم المتحدة، عمر هلال، يوم الخميس 22 يناير 2015، بمقر الأمم المتحدة، على أهمية “الالتزام العالمي” بمعارضة أي عنف معادي للسامية، أو نابع من الخوف من الإسلام أو المسيحية، أو استهداف الأقليات الدينية، مشددا على أن مثل هذه المعركة ستظل “عقيمة” دون الاعتراف بـ”عدم إمكانية فصل العنصر البشري عن معتقداته الدينية”، لأنه “لا يمكن تعزيز حرية الدين والسماح بازدراء الأنبياء”.

 وقال السيد هلال، خلال اجتماع للجمعية العامة للأمم المتحدة خصص لمعاداة السامية، إن “معارضة أي عنف معادي للسامية، أو نابع من الخوف من الإسلام أو المسيحية، أو استهداف الأقليات الدينية، يعد التزاما عالميا”، وبالمقابل، ستبقى هذه المعركة عقيمة ما دمنا لم نعترف بأن الإنسان وعقيدته أمران غير منفصلين، وإلا كيف يمكن تفسير حق الدفاع عن الإنسان من هذه الاعتداءات الحقيرة، التي تسمح بعدم احترام ديانته؟ وكيف يمكننا أن ندعي تعزيز الحق في حرية المعتقد والسماح بازدراء الأنبياء؟ فالإنسان ودينه سيان”.

 وأبرز السفير المغربي أن “التعصب الديني، والتنميط السلبي، وتحقير الأشخاص على أساس دينهم أو معتقداتهم أصبح آفة عالمية منذ القرن الماضي، بل تفاقمت في السنوات الأخيرة،” معبرا عن أسفه لكون معاداة السامية، والخوف من الإسلام أو المسيحية وقمع الأقليات الدينية أصبح أمرا شائعا في الحياة اليومية، تغذيه الشعبوية والتهميش والأزمة الاقتصادية والمالية والإرهاب الظلامي.

وعبر السيد هلال، أمام وزراء وسفراء 193 دولة عضوا بالأمم المتحدة، عن إدانته “للعنف والإرهاب أيا كان مرتكبوه، أو كانت دوافعه”. وقال “إننا نرفض أي عنف معاد للسامية، حيث ما كان، وأيا كان المسؤولون عنه”.

وأضاف أنه “لا يمكن التسامح باسم الدين مع معاداة السامية أو التمييز القائم على العرق والدين. فكل الأديان السماوية أجمعت على تحريم العنف ونبذ الآخر بسبب معتقداته الدينية”، مشددا على أن الإسلام دين سلام وتسامح ووئام.

 وأكد أن القرآن الكريم تحدث عن هذا الأمر بصريح اللفظ، عندما قال الله تعالى، في الآية 32 من سورة المائدة، “مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا”، وكذلك الأمر بالنسبة للديانة المسيحية التي حرمت القتل، ففي الإصحاح الخامس من إنجيل متى نجد “قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَقْتُلْ، وَمَنْ قَتَلَ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ”.

كما انضمت اليهودية إلى الإسلام والمسيحية بمعارضتها الصريحة للعنف باسم الدين، فالوصية السادسة من التوراة تأمر بصريح العبارة “لا تقتل”. وتابع السيد هلال أنه “ليست هناك أي ديانة تدعو أو تتسامح مع العنف أو الإرهاب أو التمييز باسمها. إن الحياة البشرية مقدسة في جميع الرسالات السماوية”. وأضاف أن “الإسلام، من جانبه، يدين بشكل قطعي كافة أشكال الكراهية والتعصب الديني”.

 وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز: (قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) (الآية 136 من سورة البقرة).

عن و.م.ع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق