الرابطة المحمدية للعلماء

صدور العدد 65 من كتاب الرافد بعنوان “حماية البيئة في الحضارة الإسلامية”

صدر أخيرا، العدد 65 من كتاب الرافد عن مجلة الرافد في دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، بعنوان “حماية البيئة في الحضارة الإسلامية” لمؤلفه الدكتور محمد يونس، الذي كشف للقراء كيف أسهم الإسلام بحضارته في مجال المحافظة على الوسط البيئي وحمايته من التلوث، من خلال إجراءات عملية وميدانية أوصت بها التشريعات الدينية، فضلا عن اجتهادات العلماء المسلمين حول المبادئ والأسس المكتشفة للبيئة المحيطة بالإنسان.

ويتناول الكتاب في ثلاثة فصول ما توليه الحضارة الإسلامية لهذه القضية من اهتمام متميز على مستويات عديدة، تجسد في مجملها منهجا شاملا لعلاج هذه المشكلة، حيث يعرض الفصل الأول منه مفهوم البيئة ومكوناتها وأبرز مشكلاتها ومظاهر الاهتمام العالمي بإمكانية حلها، في حين يتناول الفصل الثاني مفهوم البيئة في التصور الإسلامي، ويعرض الفصل الثالث مصادر ووسائل المنهج الإسلامي في حماية البيئة من التلوث والحفاظ على المصادر الطبيعية.

ويسعى الدكتور محمد يونس إلى إثبات أن مسألة الاهتمام بالبيئة التي ظهرت في أوائل القرن العشرين، وبصورة خاصة لدى الغرب، إنما ظهرت منذ أكثر من عشرة قرون من قبل علماء المسلمين الأوائل، في عملهم على المفهوم الإصلاحي للعالم البيئي المحيط. وهنا يرجع في دراسته أن الإسلام يربط البيئة بمجمل المنظومة الإيمانية للمسلم “فالمسلم يؤمن بإله واحد خالق الكون ومنزل القرآن الكريم”، كما يشير إلى استخدام علماء المسلمين كلمة بيئة بمفهومها الاصطلاحي منذ القرن الثالث الهجري، مؤكدا أن القرآن الكريم والسنة النبوية تحفلان “بالعديد من النصوص التي توضح بجلاء علاقة الإنسان بالبيئة التي يعيش فيها، هذه النصوص توضح أن الله تعالى قد خلق الكون بمن فيه وما فيه من كائنات ومكونات وسخرها الله تعالى للإنسان لكي يعمر الأرض ويعبد الله، وأنزل تعالى للإنسان الرسل هادين ومبشرين وحاملين لمنهج الله تعالى في الحياة، وجاء الإسلام ليختتم رسالات السماء إلى الأرض فتضمن المنهج الذي يحكم العلاقة فيما بين الناس من ناحية، وبين الإنسان والبيئة من ناحية أخرى”.

وأضاف الدكتور محمد يونس موضحا “ومن ثم فإن مفهوم البيئة في المنظور الإسلامي يعني أكثر من مجرد سرد لمكونات البيئة أو النظام البيئي، فهو يربط هذه المكونات بالنفس البشرية، لأن شريعة الإسلام لا تقف بالإنسان عند حدود الماديات وشكلها وإنما تجعلها وسيلة لبلوغ الهدف الأسمى وهو تزكية النفس وتطهيرها على نحو خال من العقد والانفصامات”.

ويذكر مؤلف الكتاب، أسماء واكتشافات وأبحاث بعض العلماء المسلمين الذين كتبوا في الجغرافيا أو تقويم البلدان، مثل: المسعودي في كتابه “كتاب التنبيه”، والمقدسي في “أحسن التقاسيم”، وابن رسته في “كتاب الأعلاق النفسية”، وابن خلدون في “المقدمة”، وغيرهم كثير ممن لا زالت أبحاثهم خالدة إلى يومنا هذا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق