الرابطة المحمدية للعلماء

دراسة للتغيّرات السريعة والحادة التي تسببها الكحول

مع مرور الوقت في استهلاك الكحول، فإن الخلايا قد تأخذ وقتاً أطول لترمم ذاتها

شارك ستة متطوعين من الذكور والإناث، في تجربة تناولوا من خلالها كمية محددة من الكحول، وذلك عبر قصبة ماصة بطول 90 سنتيمتراً، حيث كانوا يخضعون، في الوقت ذاته، لعملية تخطيط للدماغ بالرنين المغناطيسي.

وكانت الغاية من تلك التجربة الوصول إلى نسبة الـ  0.05 إلى  0.06 %  من الكحول في الدم، التي تضعف القدرة على قيادة السيارة، ولكنها لا تتسبب في حالة من السـُكر الشديد.

وسمح هذا التخطيط للعلماء بتحري التغيرات الضئيلة، جداً، التي تطرأ على تركيب أنسجة الخلايا الدماغية، والتي يتسبب بها الكحول.

وقال الدكتور أرمين بيلر، وهو أخصائي أمراض عصبية في المستشفى، بأن المادة الكيميائية التي تحمي، عادة، الخلايا الدماغية، تتناقص، طرداً، مع ازدياد التركيز الكحولي. وكانت تنخفض بحدة، كلما تم استهلاك المزيد من الكحول.

وربما كان الأمر مفاجئاً، أن الدراسة اكتشفت، وعلى نحو مدهش، بأن أدمغة الرجال والنساء تستجيب بالطريقة نفسها على استهلاك الكحول.

واكتشف الفريق بأن الآثار الضارة الناجمة عن استهلاك الكحول، على الدماغ، قد تكون قصيرة الأجل، مبدئياً، ولكن مع مرور الوقت في استهلاك الكحول، فإن الخلايا قد تأخذ وقتاً أطول لترمم ذاتها.

ويقول الدكتور بيلر: “لقد أظهرت متابعاتنا حول ما يحدث، في اليوم التالي من استهلاك الكحول، بأن التحولات في أيضية  الدماغ بعد تناول جرعات معتدلة من الكحول، وحتى من قبل أشخاص أصحاء، يمكن أن تصبح معكوسة، تماماً.

” وعلى أي حال، فإننا نفترض بأن قدرة الدماء على الشفاء من التأثيرات الكحولية، تقل، وقد تنعدم تماماً، مع الإسراف في تناوله. وإن التأثيرات الحادة التي ظهرت في دراستنا، يمكن أن تشكل أساساً لحالة الضرر الدماغي المزمن التي تحدث لمدمني الكحوليات. وهذا ما ينبغي التوسع فيه، من خلال دراساتنا المستقبلية”، وكله طبقاً للدكتور بيلر.

*تم نشر هذا البحث في العدد الحالي من مجلة “الأيض والتروية الدموية الدماغية”
” Journal of Cerebral Blood Flow and Metabolism “.
(عن جريدة إيلاف الإخبارية بتصرف عن ترجمة لنضال نعيسة)

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق