الرابطة المحمدية للعلماء

حول التجربة الإعلامية في المغرب

د. أحمد غزالي: “الهاكا” مارست سلطتها في قضايا متعددة لزجر بعض البرامج الماسة بالأخلاق

قال الدكتور أحمد غزالي، رئيس الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري بالمملكة المغربية، في حوار مباشر مع زوار موقع الرابطة المحمدية للعلماء مساء الخميس الماضي 29 يناير 2009، إن القنوات الغربية تحيزت لصالح جانب على حساب جانب آخر في العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، مضيفا أن القنوات الإسلامية والعربية ـ إلا القلة القليلة منها ـ لم تستطع أن “ترقى إلى مستوى هذه الحرب لتضع مهنيتها ووسائلها وقدراتها البشرية وقناعاتها الإسلامية رهن إشارة الجانب الفلسطيني بكيفية ناجعة يمكن من خلالها مبارزة القنوات الفضائية الصهيونية الأمريكية والأوروبية”.

وإن كان هناك درس يمكن استخلاصه من هذه التجربة، يؤكد د.غزالي، فيكمن في الحاجة الماسة لفضاءاتنا الإعلامية العربية والإسلامية إلى مستوى أكبر من الإيمان بالقضية الفلسطينية والمهنية الراقية التي من شأنها أن تخدم هذا الإيمان بكيفية مقنعة وموضوعية.

وتحدث ضيف “الحوار الحي”، خلال هذا اللقاء المباشر مع القراء، عن التجربة الإعلامية للمغرب، حيث وصفها بأنها “تجربة رائدة” تمكنت من رفع احتكار الدولة للفضاء السمعي البصري، وعملت على تأسيس الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري، كما وضعت آليات قانونية جديدة تهدف إلى ضمان التعبير المتعدد لتيارات الرأي والفكر من خلال الإذاعات والتلفزات الموجودة في المغرب، وجعل هذه الوسائل الإعلامية تحترم الكرامة الإنسانية والقيم الحضارية والدينية لمجتمعنا.

وعن دور الرقابة الذي يمكن أن تلعبه “الهاكا” لضبط الإخلالات التي قد تبث من طرف المتعهدين السمعيين البصريين في بلادنا، أكد د. غزالي، أن المغرب سن قانونا جديدا يتعلق بالتواصل السمعي البصري يحتوي على مقتضيات تفرض على هؤلاء احترام القيم الأخلاقية التي تتحكم في المجتمع وعدم الخدش في معتقداته الأساسية، بل يضيف قائلا إن “الهاكا” مارست بالفعل، في قضايا متعددة، سلطتها لزجر بعض البرامج أو المداخلات التي اعتبرت أنها تمس بالأخلاق.

وعن سؤال حول تعامل الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري مع الأفلام والمسلسلات التي لا تتلاءم مع القيم المغربية، أوضح ضيف الحوار أن الهيئة العليا تقوم بالمراقبة البعدية للأفلام التلفزية، للتأكد من مطابقة محتوياتها مع الضوابط الأخلاقية المتعارف عليها والتي تتحكم في علاقات أفراد المجتمع. وأضاف د. غزالي قائلا: “كما تفرض الهيئة العليا على هاته القنوات أن تتأكد هي بنفسها قبليا من صلاحية هذه المحتويات، وبث إشارات حسب نوعية هذه المحتويات لإعطاء الفرصة لأرباب البيوت لحماية أطفالهم من المحتويات التي قد يطبعها العنف بجميع أشكاله”.

وفي تقييمه للمادة الإعلامية الموجهة للطفولة عبر ما يبثه المتعهدون السمعيون والبصريون في المغرب، قال د.غزالي إن “البرامج المتوفرة إلى حد الآن لا ترقى إلى المستوى الذي يمكن أن تلعبه الوسائل السمعية البصرية المغربية في التربية والتكوين السليمين لأطفالنا، مع الترفيه عليهم بكيفية مهنية راقية تجذب إليها عددا كبيرا ووافرا من أطفالنا”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق