
وَزَائِرَتِي كَأَنَّ بِـهَــــــــــا حَيَــــــاءً وَقَدْ يَطْغَى الْحَيَاءُ عَلَى الْغَرَامِ
تَـزُورُ حَبِيبَهَا وَاللَّيْلُ سِتْـــــــــــرٌ فَلَيْسَ تَزُورُ إِلاَّ فِي الظَّــــــلاَمِ
بَذَلْتُ لَهَا الْمَطَارِفَ وَالْحَشَايَا وَأَدْوِيَـــــةَ الْحَـــرَارَةِ وَالـزُّكَــامِ
وَمَا قَالَ الطَّبِيبُ وَمَـــا أَرَادَتْ فَعَـافَـتْـهَـا وَبَاتَتْ فِي عِظَامِي
يَضِيقُ الْجِلْدُ عَنْ نَفْسِي وَعَنْهَــا وَعَنْ صَمْتِي يَطُولُ وَعَنْ كَلاَمِي
وَعَنْ رَأْسِي يَضِجُّ بِلاَ ضَجِيجٍ فَـتُـوسِـعُـهُ بِـأَنْــوَاعِ السَّــقَــــــامِ
إِذَا مَـا فَـارَقَـتْـنِـي غَـسَّـلَـتْـنِــي بِمَا تَرَكَ النَّوَاضِحُ مِنْ لُغَــــــامِ
وَقَـدْ تَـرَكَـتْ بَـقَـايَـا مِنْ أَنِيــنٍ كَأَنَّـا عَـاكِـفَـانِ عَـلَـى حَـــــــرَامِ
كَأَنَّ الصُّبْحَ يَطْرُدُهَا فَتَجْـــرِي كَمَا جَرَتِ الـرَّوَائِـحُ بِالْغَمَـــــامِ
عَلَى جَسَدٍ لَهُ أَفْضَتْ وَتُفْضِي مَـدَامِـعُـهَـا بِـأَرْبَـعَـةٍ سِـجَــــــــامِ
أُرَاقِبُ وَقْتَهَا مِنْ غَيْرِ شَــــــوْقٍ وَأَحْـمِـلُ هَـمَّـهَـا قَـبْـلَ الـقِـيَــــامِ
إِذَا فَتَكتْ بِكَ الْحُمَّى فَرَاقِبْ مُرَاَقَبَةَ الْمَشُوقِ الْمُـسْـتَـهَـــــــــامِ
وَيَصْدُقُ وَعْدُهَا وَالصِّدْقُ شَرٌّ إِذَا أَلْـقَـى الْـمَـوَدَّةَ لِلِّئَــــــــــــــــامِ
وَتَرْجُو مِنْ مَحَاسِنِهِ خُرُوجاً إِذَا أَلْقَاكَ فِي الْكُرَبِ الْعِظَـــــــــامِ
أَبِنْتَ الدَّهْرِ عِنْدِي كُلُّ بِنْتٍ أُقَـدِّمُـهَا لِـبَـائِـقَـةٍ أَمَــامِـــــــــــــي
وَلِي جَلَدٌ عَلَى جَلَدٍ قَدِيــــــمٍ فَكَيْفَ وَصَلْتِ أَنْتِ مِنَ الزِّحَامِ؟