الرابطة المحمدية للعلماء

ازدياد خطير في حالات الإصابة بداء السيدا في المغرب

د. عبادي: وجب أن يضطلع القادة الدينيون بدورهم في محاربة انتشار الإيدز عبر المنابر، ودروس الوعظ ومختلف الوسائل الأخرى

أعلنت وزارة الصحة المغربية أن عدد حالات الإصابة بداء فقدان المناعة  المكتسبة (السيدا) بالمغرب من سنة 1986 إلى الآن بلغ فقط 2798 حالة.

وقالت الوزارة في بيان أصدرته بمناسبة اليوم العالمي لمحاربة هذا الداء الذي يحل اليوم أن هذا العدد يشكل نسبة ضعيفة تبلغ 0.08من مجموع سكان المملكة.

وأضاف البيان أن السنة الجارية شهدت ارتفاع لعدد المصابين الذين تم التكفل بعلاجهم بالأدوية ليصل إلى 2000 شخص.

كما أوضح ذات البيان أن عدد الأشخاص الذين شملتهم عمليات الوقاية ما بين العام الحالي وعام 2005 ارتفع من 240 ألف إلى 750 ألف مؤكدا أن الذين شملهم الكشف وصل إلى 43 ألف شخص خلال العام الجاري.

وحسب الإحصائيات الرسمية، إلى حدود نهاية أكتوبر 2006، وصل عدد حالات الإصابة بالمغرب، إلى 2080 بعد أن كان لا يفوق 1990 حالة خلال شهر مارس 2006، وبذلك تم تسجيل زيادة 90 حالة جديدة، أي بمعدل 13 حالة في كل شهر، علما أن عدد الحاملين للفيروس بالمغرب، حسب المعطيات المتوفرة إلى حد الآن يتجاوز 20 ألف شخص، وهذا يعني أن هناك 10 آلاف مغربي ومغربية يحملون الفيروس، وأغلبهم من النساء، إذ أن نسبتهن ضمن المصابين تفوق 58 في المائة، كما أن حالات الإصابة وحمل للفيروس، تتكاثر في صفوف الفئة العمرية ما بين 30 و 40 سنة (مركز السكان النشطين بالبلاد)، ولا زالت العلاقات الجنسية تمثل أكثر الطرق لانتشار هذا الوباء حاليا.

وإذا كانت النسبة الكبيرة من المصابين والحاملين للفيروس توجد بالحواضر حسب المعطيات المتوفرة إلى حد الآن، فإن هذه الحقيقة تظل نسبية جدا، وذلك اعتبارا للصعوبات الجمة التي لا زالت تقف حجر عثرة في طريق رصد واقع انتشار هذا المرض العضال بالبادية المغربية، الشيء الذي أضحى يمثل خطرا قائما في ظل عدم توفر معطيات دقيقة بفعل العقلية السائدة وغياب التأطير الطبي القروي.

وقد كان التقرير الذي صدر عن برنامج الأمم المتحدة لمكافحة داء فقدان المناعة المكتسبة والذي صدر العام الماضي أكد أن عدد حاملي الفيروس في المغرب بلغ 21 ألف سنة 2007 بعد أن كان العدد لا يتجاوز 13 ألف سنة 2001″. مشيراً إلى أن ألف مصاب على الأقل توفوا نتيجة الإصابة بهذا المرض سنة 2007.

يذكر أن الرابطة المحمدية للعلماء كانت قد نظمت ندوة علمية في الموضوع، وذلك يوم الأربعاء 14 جمادى الثانية 1429 هـ، الموافق لـ 18 يونيو 2008 م، على الساعة السادسة مساء، بقاعة الشيخ عبد الله كنون، المقر الرئيسي للرابطة المحمدية للعلماء، تحت عنوان: “دور القادة الدينيين في تغيير السلوكيات الخطرة” تحت شعار: “نحو مجتمع متكافل”، وذلك في دورتها الثانية، بمشاركة الدكتور كمال العلمي، منسق برنامج الأمم المتحدة المشترك لمحاربة السيدا، والدكتورة عزيزة بناني، عن البرنامج الوطني لمحاربة السيدا، والدكتور أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، والدكتور محمد بلكبير، الخبير الدولي في تغيير السلوكيات المنحرفة والتثقيف بالنظير.

وكان الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء؛ الدكتور أحمد عبادي قد لفت الانتباه إلى ضرورة أن يضطلع القادة الدينيون بدورهم في محاربة انتشار الإيدز عبر المنابر، ودروس الوعظ ومختلف الوسائل الأخرى.
وشدد عبادي على أهمية أن يطور المتخصصون في علم الشريعة خبرات في مجالات علم النفس والاجتماع “لخلق لغة لحوار مستمر ومتواصل مع مختلف الفئات الهشة بهدف تحصينها ضد الداء الفتاك، وضد باقي التحديات الخطرة التي تواجهها”.

وفي نفس الندوة اعترف الدكتور كمال العلمي -المسؤول ببرنامج الأمم المتحدة لمحاربة الإيدز- أن دور مختلف الخبراء في مجال الصحة والشرع والتربية والسياسة بات ضروريا لمواجهة تحدي الإيدز الذي قتل خلال الـ 25 سنة الأخيرة ما يقرب من 25 مليون ضحية في العالم.

يذكر كذلك أن الرابطة المحمدية للعلماء بالمغرب وقعت عدة شراكات مع مؤسسات محلية وعربية، بهدف مواجهة التحديات المشتركة التي تواجهها الدول الإسلامية، بخصوص داء فقدان المناعة السيدا، ومختلف السلوكيات الخطيرة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق