الرابطة المحمدية للعلماء

أي دور للتربية على وسائل الإعلام في بناء مجتمعات المعرفة؟

موضوع المنتدى الدولي حول “التربية على وسائل الإعلام”، المنظم بمبادرة من جامعة سيدي محمد بنعبد الله بفاس

قال فيليب كييو، ممثل منظمة “اليونيسكو” بالمغرب العربي، إن المنظمة تسعى إلى النهوض بالتربية على وسائل الإعلام والاتصال من أجل بناء مجتمعات المعرفة القائمة على احترام حرية التعبير والولوج الحر للمعلومة والمعرفة.

وأوضح كييو ، بفاس في كلمة خلال المنتدى الدولي حول “التربية على وسائل الإعلام”، المنظم بمبادرة من جامعة سيدي محمد بنعبد الله، أن اليونيسكو وضعت التربية على وسائل الإعلام في صدارة أولوياتها انطلاقا من حرصها على تعزيز تنوع الثقافات وأنماط التنمية.

وأبرز المسؤول الأممي أن انفجار المشهد المعلوماتي بالنظر إلى التنوع المذهل في مصادر المعلومة يطرح تحدي “السباحة الآمنة في بحر المعلومات” وتعلم سبل تدبيرها مشيرا الى أن البحوث المعمقة والاستخدام الفعال للمعلومة لغاية نقد اتخاذ القرارات أو حل المشاكل يتطلب جملة من المهارات والكفاءات والسلوكات المرتبطة بالتعامل مع وسائل الإعلام.

ولاحظ أن مخطط عمل 2003-2012 للأمم المتحدة في مجال محاربة الأمية يتبنى رؤية متجددة للسياسات والبرامج تتجاوز المفهوم التقليدي المحدود الذي يقتصر على التحكم في القراءة والكتابة والحساب.

وشدد فيليب كييو على ضرورة تطوير مناهج التعليم عن بعد والموارد البيداغوجية الرقمية التي توفر إمكانيات للتعلم وولوج المعرفة بشكل مستمر ومستقل في ما وراء الحدود الجغرافية وبدون تمييز على أساس السن، الجنس أو الدين.

ومن جهته، اعتبر رئيس جامعة سيدي محمد بنعبد الله، السيد السرغيني فارسي، أن وسائل الإعلام أصبحت جانبا هاما من حياة الناس، إذ بفضلها تحول العالم إلى قرية كوكبية بتأثير من التطور المطرد للتكنولوجيات الحديثة للاتصال والإعلام والتطور العلمي والتقني.

ولاحظ السيد فارسي، بخصوص انتشار وسائل الإعلام والاتصال عبر العالم، أن المعدل السنوي لنمو هذا القطاع يبلغ 20 في المائة بالبلدان المصنعة بينما لا يتجاوز ثلاثة في المائة في البلدان النامية.

وتناول جملة من العوائق التي تحول دون تطور وسائل الإعلام في البلدان النامية، ومن جملتها الأمية والإشكاليات اللغوية، مسجلا أن هذه البلدان لا تملك سوى 5 في المائة من مجموع الكفاءات التقنية العالمية ولا تستثمر إلا 2 في المائة من ميزانيتها في هذا القطاع.

أما ممثل منظمة الايسيسكو، السيد المحجوب بنسعيد، فذكر بأن العالم يعرف حاليا ثورة تكنولوجية تخترق كل مناحي الحياة اليومية معتبرا أن الوسائط المعلوماتية سهلت انبثاق مطالب حرية التعبير والمشاركة السياسية للأفراد والجماعات والاعتراف بالتنوع الثقافي وتعزيز الحوار الثقافي بين الحضارات.

وخلص السيد بنسعيد إلى الضرورة الملحة لتأهيل الكفاءات البشرية من خلال تطوير نظم التعليم والاستثمار في قطاع الإعلام والاتصال عبر اعتماد مقاربة جديدة تقوم على أساس المساواة، والعدالة، والتعددية والاستقلال.

ويتناول المنتدى الذي ينظم بشراكة مع اليونيسكو، والايسيسكو، والمكتب العربي للتربية لدول الخليج وتحالف الحضارات ،عدة محاور منها “وسائل الإعلام والاتصال”، “العلاقات بين وسائل الإعلام والتربية على المعلومة: سياسات واستراتيجيات”.

وعرفت الجلسة الافتتاحية للمنتدى إطلاق شبكة كراسي اليونيسكو-تحالف الحضارات حول “التربية على وسائل الإعلام والاتصال والحوار بين الثقافات” داخل جامعة سيدي محمد بنعبد الله.

عن و. م.ع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق