مركز الدراسات والبحوث في القضايا النسائية في الإسلامأعلام

نساء مفسرات (1)

ديباجة:

اقتضت مهمة النبي صلى الله عليه وسلم أن يبلغ القرآن الكريم ويبين معانيه ودلالاته دون تمييز بين ذكر وأنثى، تشهد لذلك آيات القرآن الكريم نفسه؛ قال تعالى: (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا)[ الأحزاب:35]، وهي آيات جامعة، دالة على مسألتين:

  • أولاهما: أن النساء والرجال في الخطاب الشرعي سواء، ولا يكونون كذلك إلا لاتحادهم في المعلوم، وأصله القرآن الكريم.
  • وثانيهما: ما يحمله مفهوم الذكر في قوله تعالى: (وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ)، من معاني تشمل قراءة القرآن ودراسته.

و مما تحفظه كتب السنن،  تخصيصه صلى الله عليه وسلم يوما تعليميا للنساء[1]، وأنه خطب خطبة فَرَأَى أنه لم يُسْمِعهن فأتاهن فوعظهن وذكرهن[2]، وهي كلها مشاهد دالة على حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تَعَلمهن القرآن الكريم وبيانه.

ولقد أثمر هذا المنهج النبوي صحابيات عالمات بالتفسير، منهن حفصة وأم سلمة والصماء بنت بسر المازنية ،  وأشهرهن عائشة رضي الله عنهن.

ولقد كان المفترض أن تحفظ لنا المصادر التراثية استمرار جهود النساء في العناية بالتفسير بعد العصر الأول، إلا أن ما تفصح عنه يستدعي دراسة وتأملا؛ فخلافا لما حفلت به كتب التاريخ والتراجم من ذكر نساء مبرزات في الفقه والحديث، يعد الظفر بامرأة مفسرة مطلبا عزيزا.

على أن الندرة لا تعني العدم، وعليه فسيكون عملنا في سلسلة “نساء مفسرات” كشفا عن نسوة حفظت المصنفات عنايتهن بالتفسير، مع البحث في حقيقة ذلك.

[1] ينظر: صحيح البخاري، كتاب العلم، باب هل يجعل للنساء باب على حدة في العلم؟ رقم الحديث:101.

[2] ينظر: صحيح البخاري، كتاب الزكاة، باب العرض في الزكاة، رقم الحديث: 1449.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق