مقاصد الصوم للعز بن عبد السلام في مجلد محقق
حياة العز وثقافته وعقيدته وكراماته ودراسة عن المخطوط في عشرة فصول
للصيام فضائل كثيرة، ونِعَم عديدة، يأتي على رأسها جميعا فضيلة الصبر؛ فالصوم يجعل صاحبه صابرا، فقد صبر على ترك شهوة الأكل والشرب والجماع، وصبر على ترك سائر الشهوات التي تُضيِّع ثواب الصوم، والصوم كذلك يجعل صاحبه صابرا على فعل الطاعات والابتعاد عن المعاصي والمخالفات، لذلك أمر الرسول بعض أصحابه بالصوم، وقال (إنَّهُ لا مِثْلَ لَهُ)؛ فقد روى النسائي بمسنده عن أبي أمامة، قال أتيت رسول الله؛ فقلت: مرني بأمر آخذه عنك، قال"َعلَيْكَ بِالصَّومِ، فَإنَّهُ لا مِثْلَ لَهُ".
وكان الرسول (عليه الصلاة والسلام) يكثر من الجود ومدارسة القرآن في رمضان، فقد روى عن ابن عباس رضي الله عنه قال: كان النبي أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان حيث يلقاه جبريل، وكان جبريل؛ يلقاه كل ليلة في رمضان حتى ينسلخ، ويعرض عليه النبي القرآن، فإذا لقيه جبريل، كان أجود بالخير من الريح المرسلة.
وكان الرسول كذلك، يكثر من العبادة في رمضان في العشر الأواخر؛ فقد روى البخاري بسنده عن عائشة – رضي الله عنها – قالت: كان النبي إذا دخل العشرة شدّ مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله.
فإذا كانت أعمال البر في رمضان مطلوبة أكثر من غيره، فما بقي في رمضان إلاّ الأعمال الصالحة واجتناب الأعمال الطالحة، فقد بيّن الرسول أن أبواب الرحمة في هذا الشهر الكريم قد فتِّحت وكذلك أبواب الجنة، وغلِّقت أبواب النار، وصفِّدت الشياطين، ويكون تصفيد الشياطين علامة دخول الشهر وتعظيم حرمته، ويكون التصفيد ليمتنعوا عن إيذاء المؤمنين، وإشارة أيضًا إلى كثرة الثواب والعفو.
ولعظيم فضل رمضان اهتم به أهل العلم بالعبادة والوعظ، وكذلك التأليف حتى يدلوا الأمة على مقدار عظمة هذا الشهر، وحتى يغتنمه المسلمون وينالوا رضى الرحمن الرحيم.
لذا رأت الدار المصرية اللبنانية أن تصدر مؤلَّفًا قيمًا يبحث في هذه الحكمة من مقاصد الصوم قام بتـأليفه الإمام المجتهد العز بن عبدالسلام "سلطان العلماء"، وهو من أفذاذ عصره وعباقرة زمانه. وقام بتحقيق هذا العمل الشيخ خالد الجندي، الذي نهج في تحقيقه منهجًا علميّا رصينًا يرتفع إلى مستوى المادة المحققة.
وكتاب "مقاصد الصوم" عبارة عن دراسة مبدئية عن الإمام العز بن عبدالسلام، وهي دراسة تُعرّف بحياة الإمام (كنيته، ألقابه، مولده، نشأته، رحلته في طلب العلم، شيوخه، تلاميذه، ثقافته)، فضلاً عن إلقاء الضوء على عقيدة العز، وشجاعته وزهده، وكراماته، بالإضافة إلى دراسة عن المخطوط ذاته.
ثم نأتي إلى صلب الكتاب، ويتمثل في مقاصد الصوم، وذلك من خلال عشرة فصول: (في وجوبه، في فضائله، آداب الصوم، فيما يجتنب في الصوم، التماس ليلة القدر في رمضان، الاعتكاف وقراءة القرآن في رمضان، استحباب إتباع رمضان بستٍّ من شوال، الصوم المطلق وأحكامه، صوم التطوع، الأيام التي نُهي عن صيامها).
ثم قام المحقق بوضع مصادر التحقيق الموضحة للقارئ باعتبارها المعين الذي استقى منه المدقق معلوماته الموثَّقة توثيقًا محكمًا، وبعدها مباشرة مجموعة الفهارس، وهى مرتبة: فهرس الآيات القرآنية الكريمة ـ فهرس الأحاديث النبوية الشريفة ـ فهرس الموضوعات.
محمد الحمامصي ـ ميدل ايست اونلاين.