مركز ابن أبي الربيع السبتي للدراسات اللغوية والأدبيةقراءة في كتاب

معجم الهيآت والإشارات والرموز في التراث العربي من خلال لسان العرب لابن منظور (الحلقة العاشرة)

[68] القُرْفُصَاء: يقال” جَلَسَ القِرْفِصا والقَرْفَصَا والقُرْفُصَا: وَهُوَ أَن يَجْلِسَ عَلَى أَلْيَتَيْه ويُلزِقَ فَخِذَيْهِ بِبَطْنِهِ ويَحْتَبي بِيَدَيْهِ، وَزَادَ ابْنُ جِنِّي: القُرْفُصاء وَقَالَ هُوَ عَلَى الإِتباع. والقُرْفُصاءُ: ضرْبٌ مِنَ القعودِ يُمَدّ ويُقْصَر، فإِذا قُلْتَ قَعَدَ فُلَانٌ القُرْفُصاء فكأَنك قُلْتَ قَعَد قُعوداً مَخْصُوصًا، وَهُوَ أَن يَجْلِسَ عَلَى أَلْيَتَيه ويُلْصِقَ فَخِذِيهِ بِبَطْنِهِ ويَحْتَبي بِيَدَيْهِ يضعهُما عَلَى ساقَيه كَمَا يَحْتَبِي بِالثَّوْبِ، تَكُونُ يَدَاهُ مَكَانَ الثَّوْبِ؛ عَنْ أَبي عُبَيْدٍ. وَقَالَ أَبو المَهْدِيِّ: هُوَ أَن يَجْلِسَ عَلَى رُكْبَتَيْهِ مُنْكبّاً ويُلْصِقَ بطنَه بِفَخِذَيْهِ ويتأَبط كَفّيه”(1)، ومن دلالات هذه الهيئة في التراث العربي أنها:
1- جِلسَة الأَعْرَاب: قال الشاعر:
[68] القُرْفُصَاء: يقال” جَلَسَ القِرْفِصا والقَرْفَصَا والقُرْفُصَا: وَهُوَ أَن يَجْلِسَ عَلَى أَلْيَتَيْه ويُلزِقَ فَخِذَيْهِ بِبَطْنِهِ ويَحْتَبي بِيَدَيْهِ، وَزَادَ ابْنُ جِنِّي: القُرْفُصاء وَقَالَ هُوَ عَلَى الإِتباع. والقُرْفُصاءُ: ضرْبٌ مِنَ القعودِ يُمَدّ ويُقْصَر، فإِذا قُلْتَ قَعَدَ فُلَانٌ القُرْفُصاء فكأَنك قُلْتَ قَعَد قُعوداً مَخْصُوصًا، وَهُوَ أَن يَجْلِسَ عَلَى أَلْيَتَيه ويُلْصِقَ فَخِذِيهِ بِبَطْنِهِ ويَحْتَبي بِيَدَيْهِ يضعهُما عَلَى ساقَيه كَمَا يَحْتَبِي بِالثَّوْبِ، تَكُونُ يَدَاهُ مَكَانَ الثَّوْبِ؛ عَنْ أَبي عُبَيْدٍ. وَقَالَ أَبو المَهْدِيِّ: هُوَ أَن يَجْلِسَ عَلَى رُكْبَتَيْهِ مُنْكبّاً ويُلْصِقَ بطنَه بِفَخِذَيْهِ ويتأَبط كَفّيه”(1)، ومن دلالات هذه الهيئة في التراث العربي أنها:
1- جِلسَة الأَعْرَاب: قال الشاعر:

 

-ق-

[68] القُرْفُصَاء: يقال” جَلَسَ القِرْفِصا والقَرْفَصَا والقُرْفُصَا: وَهُوَ أَن يَجْلِسَ عَلَى أَلْيَتَيْه ويُلزِقَ فَخِذَيْهِ بِبَطْنِهِ ويَحْتَبي بِيَدَيْهِ، وَزَادَ ابْنُ جِنِّي: القُرْفُصاء وَقَالَ هُوَ عَلَى الإِتباع. والقُرْفُصاءُ: ضرْبٌ مِنَ القعودِ يُمَدّ ويُقْصَر، فإِذا قُلْتَ قَعَدَ فُلَانٌ القُرْفُصاء فكأَنك قُلْتَ قَعَد قُعوداً مَخْصُوصًا، وَهُوَ أَن يَجْلِسَ عَلَى أَلْيَتَيه ويُلْصِقَ فَخِذِيهِ بِبَطْنِهِ ويَحْتَبي بِيَدَيْهِ يضعهُما عَلَى ساقَيه كَمَا يَحْتَبِي بِالثَّوْبِ، تَكُونُ يَدَاهُ مَكَانَ الثَّوْبِ؛ عَنْ أَبي عُبَيْدٍ. وَقَالَ أَبو المَهْدِيِّ: هُوَ أَن يَجْلِسَ عَلَى رُكْبَتَيْهِ مُنْكبّاً ويُلْصِقَ بطنَه بِفَخِذَيْهِ ويتأَبط كَفّيه”(1)، ومن دلالات هذه الهيئة في التراث العربي أنها:1- جِلسَة الأَعْرَاب: قال الشاعر:[68] القُرْفُصَاء: يقال” جَلَسَ القِرْفِصا والقَرْفَصَا والقُرْفُصَا: وَهُوَ أَن يَجْلِسَ عَلَى أَلْيَتَيْه ويُلزِقَ فَخِذَيْهِ بِبَطْنِهِ ويَحْتَبي بِيَدَيْهِ، وَزَادَ ابْنُ جِنِّي: القُرْفُصاء وَقَالَ هُوَ عَلَى الإِتباع. والقُرْفُصاءُ: ضرْبٌ مِنَ القعودِ يُمَدّ ويُقْصَر، فإِذا قُلْتَ قَعَدَ فُلَانٌ القُرْفُصاء فكأَنك قُلْتَ قَعَد قُعوداً مَخْصُوصًا، وَهُوَ أَن يَجْلِسَ عَلَى أَلْيَتَيه ويُلْصِقَ فَخِذِيهِ بِبَطْنِهِ ويَحْتَبي بِيَدَيْهِ يضعهُما عَلَى ساقَيه كَمَا يَحْتَبِي بِالثَّوْبِ، تَكُونُ يَدَاهُ مَكَانَ الثَّوْبِ؛ عَنْ أَبي عُبَيْدٍ. وَقَالَ أَبو المَهْدِيِّ: هُوَ أَن يَجْلِسَ عَلَى رُكْبَتَيْهِ مُنْكبّاً ويُلْصِقَ بطنَه بِفَخِذَيْهِ ويتأَبط كَفّيه”(1)، ومن دلالات هذه الهيئة في التراث العربي أنها:

1- جِلسَة الأَعْرَاب: قال الشاعر:

 لَوِ امْتَخَطْتَ وَبَراً وضَبّا            وَلَمْ تَنَلْ غيرَ الجمالِ كَسْبا

وَلَوْ نَكَحْتَ جُرْهُماً وكَلْبا           وقَيسَ عَيْلانَ الكِرامَ الغُلْبا

ثُمَّ جلَسْتَ القُرفُصا مُنْكبّا              تَحْكي أَعارِيبَ فلاةٍ هُلْبا

ثُمَّ اتخَذْتَ اللاتَ فِينَا رَبّا              مَا كنتَ إِلا نَبَطِيّاً قَلْبا(2) 

2- جِلْسَة الشُّيُوخ: قال مهيار الديلمي:

وكَأَنَّ جَاثِمَة الثَّغَامِ بعُقرها          أشياخُ حيّ جَالسِينَ القُرفُصَا(3) 


-ك-

[69] الكَبْنُ: يقال” رَجُلٌ كُبُنٌّ وكُبُنَّة: مُنْقَبِضٌ بَخِيلٌ كَزٌّ لَئِيمٌ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي لَا يَرْفَعُ طَرْفه بُخْلًا، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي يُنَكِّسُ رأْسه عَنْ فعل الخير والمعروف”(4)؛ ومن دلالات هذه الهيئة في التراث العربي:

1- البخل: قالت الخنساء ترثي أخاها معاوية وتنفي عنه البخل:

فَذَاكَ الرُّزْءُ عَمْرَكَ لَا كُبُنٌّ            عَظِيمُ الرأْسِ يَحْلُم بالنَّعِيقِ(5) 

 وَقَالَ الهُذَلِيُّ:

يَسَرٍ، إِذا كانَ الشِّتاءُ، ومُطْعِمٍ            للَّحْمِ، غيرِ كُبُنَّةٍ عُلْفُوفِ(6) 

وقال عُمَير بْنُ الجَعْدِ الخُزاعي:

يَسَرٍ، إِذا هَبَّ الشتاءُ وأَمْحَلُوا          فِي القَوْمِ، غيرِ كُبُنَّةٍ عُلْفُوفِ(7

 

-ل-

[70] اللَّدْمُ: ” اللَّدْمُ: ضرْبُ المرأَةِ صَدْرَها. لَدَمَت المرأَة وجهَها: ضَرَبَتْهُ […] ابْنُ سِيدَه: لَدَمَتِ المرأَةُ صدْرَها تَلْدِمُه لَدْماً ضَرَبَتْهُ، والتَدَمَتْ هِيَ […] وَقِيلَ: اللَّدْمُ اللَّطْم والضربُ بِشَيْءٍ ثَقِيلٍ يُسْمَعُ وَقْعُه. والتَدَمَ النساءُ إِذا ضربْنَ وُجوهَهُنَّ فِي المَآتِمِ. واللَّدْمُ: الضرْبُ، والتِدامُ النِّسَاءِ مِنْ هَذَا، واللَّدْمُ واللّطْمُ واحدٌ. والالتِدَامُ: الاضْطراب. والتِدَامُ النِّسَاءِ: ضَرْبهُنّ صُدورَهنّ ووجوهَهن فِي النِّياحة”(8)، ومن دلالات هذه الهيئة في التراث العربي:

1- النوح على الميت: وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: « عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ أَبِيهِ عَبَّادٍ قَالَ سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ سَحْرِي وَنَحْرِي وَفِي دَوْلَتِي لَمْ أَظْلِمْ فِيهِ أَحَدًا فَمِنْ سَفَهِي وَحَدَاثَةِ سِنِّي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قُبِضَ وَهُوَ فِي حِجْرِي ثُمَّ وَضَعْتُ رَأْسَهُ عَلَى وِسَادَةٍ وَقُمْتُ أَلْتَدِمُ مَعَ النِّسَاءِ وَأَضْرِبُ وَجْهِي »(9).

2- المصيبة: وَفِي حَدِيثِ الزُّبَيْرِ يَوْمَ أُحُد: «فخرجْتُ أَسْعَى إِليها، يَعْنِي أُمَّه، فأَدْرَكْتُها قَبْلَ أَنْ تَنْتَهِيَ إِلى القَتْلى فلَدَمَتْ فِي صَدْري وَكَانَتِ امرأَة جَلْدةً»(10)؛ أَي ضربَتْ وَدَفَعَتْ(11)، وإنما فعلت ذلك لشدة تأثرها بمصيبتها.

[71] لُبْسُ ثوبين: يقال” اللُّبْسُ، بِالضَّمِّ: مَصْدَرُ قَوْلِكَ لَبِسْتُ الثوبَ أَلْبَس […] واللِّباسُ: مَا يُلْبَس، وَكَذَلِكَ المَلْبَس واللِّبْسُ، بِالكَسْرِ، مثلُه. ابْنُ سِيدَه: لَبِسَ الثَّوْبَ يَلْبَسُه لُبْساً وأَلْبَسَه إِياه، وأَلْبَس عَلَيْكَ ثوبَك […] وإِنه لحسَنُ اللَّبْسَة واللِّباس. واللِّبْسَةُ: حَالَةٌ مِنْ حَالَاتِ اللُّبْس”(12)، ومن دلالات لبس ثوبين في التراث العربي:

1- عُلُوُّ المكانة: كانت العرب إذا اجتمعوا في المحافل كانت لهم جماعة يَلْبَسُ أَحدُهم ثوبين حَسَنَيْن فإِن احتاجوا إِلى شَهادةٍ شَهِدَ لهم بِزُور فيُمْضُون شَهادتَه بثَوْبَيْهِ فيقولون ما أَحْسَنَ ثِيابَه وما أَحسنَ هَيْئَتَه فَيُجيزون شهادته لذلك(13).

2- الغِنَى ويُسْرُ الحال: ومن أمثالهم في هذا الباب: «غَرَّنِي برداكِ من غدافِلِي»(14) وأصله أن امرأة رأت على رجل بردين فتزوجته طمعا في يساره فألفته معسرا، وإنما غُرَّت بهيئته لأن لبس ثوبين في التراث العربي دال على الغنى ويُسر الحال.

قال المرزوقي:” وكانوا يأتزرون ببردٍ ويرتدون بآخر، ويسميان حلةٌ، وباجتماعهما كان يكمل اللبوس، حتى كانت خلعة ملوكهم لا تعدوهما. ولذلك سمي من سُمِّي ذَا البردين “(15).

3- الشَّرَف: قال حاتم الطائي يخاطب امرأته ماوية بنت عبد الله:

أيا ابنةَ عبد الله وابنةَ مالك               ويَا ابنة ذِي البردَين والفرسِ الوردِ(16) 

[72] لُبْسُ نِعَال السِّبْت:” السِّبْتُ، بِالكَسْرِ: كلُّ جلدٍ مَدْبُوغٍ، وَقِيلَ: هُوَ المَدْبُوغ بالقَرَظِ خاصَّةً؛ وخَصَّ بعضُهم بِهِ جُلودَ البَقر، مَدْبُوغَةً كَانَتْ أَم غيرَ مَدْبُوغَةٍ. ونِعالٌ سِبْتِيَّة: لَا شَعَرَ عَلَيْهَا. الجَوْهَرِيُّ: السِّبْتُ، بِالكَسْرِ، جُلُودُ البَقَرِ المدبوغةُ بالقَرَظ، تُحْذَى مِنْهُ النِّعالُ السِّبْتِيَّة”(17)، ومن دلالات لبس هذه النعال في التراث العربي:

1- الشَّرَف والكَرَم: قال عنترة:

بَطَل كأَنَّ ثِيَابَه فِي سَرْحَةٍ،              يُحْذَى نِعالَ السِّبْتِ، لَيْسَ بتَوأَمِ(18) 

قال ابن منظور:” مَدَحَهُ بأَربع خِصَالٍ كِرَامٍ: إِحداها أَنه جَعَلَهُ بَطَلًا أَي شُجَاعًا، الثَّانِيَةُ أَنه جَعَلَهُ طَوِيلًا، شَبَّهَهُ بالسَّرْحة، الثَّالِثَةُ أَنه جَعَلَهُ شَرِيفًا، للُبْسه نِعالَ السِّبْتِ، الرَّابِعَةُ أَنه جَعَلَهُ تامَّ الخَلْق نَامِيًا”(19). وقال التبريزي في شرح البيت:” وقوله:« يُحْذَى نِعالَ السِّبْتِ »، أي هو شريف ينتعل بما ينتعل به الملوك”(20).

وقال أبو ذؤيب الهذلي:

وَقَامَ بَناتي بالنِّعَال حَوَاسِرًا             فَألصَقْن وَقْع السِّبْتِ تحت القَلَائِدِ(21) 

قال أبو سعيد السكري في شرح البيت:” و«السبت»، النعال، وكل جلد مدبوغ بقرظ فهو «سبت». الأخفش: النعال الرقاق غير مخصوفة. غيره: «السبت»،  ما كان مدبوغا، وهو لباس أهل الشرف والكرم… فيصف أن بناته من بنات الكرام و أهل الشرف”(22).

[73] الالتثام: يقالُ” اللِّثَامُ: رَدُّ المرأَة قِناعَها عَلَى أَنفها وردُّ الرَّجُلِ عمامَته عَلَى أَنفه، وَقَدْ لَثَمَتْ تَلْثِمُ، وَقِيلَ: اللِّثَامُ عَلَى الأَنف واللِّفامُ عَلَى الأَرْنبة”(23)، ومن دلالات هذه الهيئة في التراث العربي:

1- الحَرْب: قال المتنبي في قصيدة يمدح بها علي بن محمد بن سيار بن مكرم التميمي:

سأطلبُ حقي بالقَنا ومشايخٍ            كأنهم من طول ما التثموا مردُ(24) 

قال الشارح:” يقول: سأطلب حقي بالرماح وبصحب لي لا يفارقون الحروب، فلا يفارقهم اللثام ولا ترى لحاهم، فكأنهم مرد. واللثام في الحرب عادة العرب، لئلا تسقط عمائمهم”(25).

2- الحَيَاء والعفاف: قال المتنبي(26):

وَأوْجُهُ فِتْيَانٍ حَيَاءً تَلَثّمُوا             عَلَيْهِنّ لا خَوْفاً منَ الحرّ والبرْدِ

قال الشارح:” أي أنا أبدا مسافر على هذه النجائب في صحبة هؤلاء الفتيان الذين ألفوا الأسفار، ومن ثم لا يبالون بالحر والبرد، وإنما تلثموا على وجوههم لشدة حيائهم؛ لا اتقاء الحر والبرد؛ والحياء شيمة الكرام”(27). 

وقال الشريف الرضي يمدح أخاه ويهنئه بالعيد:

تلثمتَ من فضلِ العَفافِ عن الهوَى،              نَجَاءً من الدنْيا، أعَزَّ لِثَامِ(28) 

3- التَّبَرُّك: عُرِفَت الدولة المرابطية في المغرب بدولة الملثمين؛ حيث جعلت اللِّثام رمزا لها، يقول صاحب «المختصر في أخبار البشر» :” ويقال للمرابطين الملثمين أيضاً، قيل إنهم كانوا يتلثمون على عادة العرب، فلما ملكوا ضيقوا لثامهم، كأنه ليتميزوا به، وقيل بل إن قبيلة لمتونة خرجوا غائرين على عدو لهم، وألبسوا نساءهم لبس الرجال ولثموهن، فقصد بعض أعدائهم بيوتهم، فرأوا النساء ملثمين فظنوهن رجالا، فلم يقدموا عليهن، واتفق وصول رجالهم في ذلك التاريخ فأوقعوا بهم، فتبركوا باللثام وجعلوه سنة من ذلك التاريخ، فقيل لهم الملثمون”(29). 

[74] الالتِفَاع: ” الالتِفاعُ والتلَفُّعُ: الِالتِحَافُ بِالثَّوْبِ، وَهُوَ أَن يَشْتَمِلَ بِهِ حَتَّى يُجَلِّلَ جَسَدَهُ؛ قَالَ الأَزهريّ: وَهُوَ اشْتِمَالُ الصَّمَّاء عِنْدَ العَرَبِ، والتَفَع مِثْلُهُ”(30)، ومن دلالات هذه الهيئة في التراث العربي:

1- شدة البرد: وَفِي الحَدِيثِ: « عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ إِنْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لَيُصَلّي الصُّبْحَ فَيَنْصَرِفُ النِّسَاءُ مُتَلَفِّعَاتٍ بِمُرُوطِهِنَّ مَا يُعْرَفْنَ مِنَ الغَلَسِ»(31)؛ أَي مُتَجَلِّلاتٍ بأَكسِيَتِهنَّ. 

2- الجَهد وشدةُ الزمان: قَالَ أَوس بْنُ حَجَر:

وعزَّتِ الشَّمْأَلُ الرياحَ وقد                     أمسَى كَمِيعُ الفَتاةِ مُلْتَفِعا(32) 

قال المبرد في شرح البيت:” ملتفعاً، يقال: تلفع في مطرفه وفي كسائه، إذا تلفف وتزمل فيه، فيقول: من شدة الصر يلتفع به دون ضجيعه”(33).

وفي «سمط اللآلي»:”واللفاع اللحاف. يقول أمسى كميع الفتاة مجانباً لها لا يريدها من الجهد وشدّة الزمان”(34).

[75] اللِّفَام:” اللِّفَام: النِّقَابُ عَلَى طَرَفِ الأَنف، وَقَدْ لَفَمَ وتَلَفَّمَ. ولَفَمَتِ المرأَة فَاهَا بِلِفامِها: نَقَّبَته. ولَفَمَتْ وتَلَفَّمَت والتَفَمَت إِذا شدَّت اللِّفام. أَبو زَيْدٍ: تَمِيمٌ تَقُولُ تلَثَّمت عَلَى الفَمِ، وَغَيْرُهُمْ يَقُولُ تَلَفَّمَت. قَالَ الفَرَّاءُ: يُقَالُ مِنَ اللِّفَام لَفَمْت أَلْفِمُ، فإِذا كَانَ عَلَى طَرَفِ الأَنف فَهُوَ اللِّفَام، وإِذا كَانَ عَلَى الفَمِ فَهُوَ اللِّثام. الجَوْهَرِيُّ: قَالَ الأَصمعي إِذا كَانَ النِّقاب عَلَى الفَمِ فَهُوَ اللِّثام واللِّفام”(35)، ومن دلالات التلفم في التراث العربي:

1- من هيئات النساء: قَالَ الشَّاعِر:

يُضِيءُ لَنَا كالبَدْر تَحْتَ غَمامةٍ               وَقَدْ زلَّ عَنْ غُرّ الثَّنايا لِفامُها(36) 


-م-

[76] المجلنظي: المجلنطي” الَّذِي يَسْتَلْقِي عَلَى ظَهْرِهِ وَيَرْفَعُ رِجْلَيْهِ “(37)، ومن دلالات هذه الهيئة في التراث العربي:

1- الكسل: وَفِي حَدِيثِ لُقْمَان بْنِ عَادٍ: «إِذا اضطجَعْتُ لَا أَجْلَنْظِي»، أَيْ لَا أَنَامُ نَوْمة الكَسْلان، ولكِنْ أَنَامُ مُسْتَوْفِزا(38)؛ والمعنى أنه ينفي عن نفسه نومة الكسلان لأن هيئته في التراث العربي دالة على كسله.

[77] المزعفر: ومنه ” الزَّعْفَرَانُ: هَذَا الصِّبْغُ المَعْرُوفُ، وَهُوَ مِنَ الطِّيب. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه نَهَى أَن يَتَزَعْفَرَ الرجلُ، وَجَمَعَهُ بَعْضُهُمْ وإِن كَانَ جِنْسًا فَقَالَ جَمْعُهُ زَعافِيرُ. الجَوْهَرِيُّ: جَمْعُهُ زَعافِرُ مِثْلُ تَرْجُمانٍ وتَراجِمَ وصَحْصَحانٍ وصَحَاصِحَ. وزَعْفَرْتُ الثوبَ: صَبَغْتُهُ”(39)، ومن دلالات هذه الهيئة في التراث العربي: 

1- السِّيَادة والملك: قال ابن منظور: “وكانت سادة العرب تصبغ عمائمها بالزعفران “(40)، قال المخبل السعدي يهجو الزبرقان:

أَلم تَعْلَمِي، يَا أُمَّ عَمْرَةَ، أَنني              تخَاطأَني رَيْبُ الزَّمانِ لأَكْبـَرا

وأَشْهَدُ مِنْ عَوْفٍ حُلُولًا كَثِيرَةً               يحُجُّونَ سِبَّ الزِّبْرِقانِ المُزَعْفَرا(41) 

قال ابن قتيبة في شرح البيت:” يحجون يعودون مرة بعد مرة، والسِّبُّ العمامة، والمزعفر المصبوغ بالزعفران، وكان السيد يعتم بعمامة مصبوغة لا يكون ذلك لغيره، وإنما سمي الزبرقان بذلك، ويقال لكل شيء صفرته زبرقته وإنما أراد أنهم يأتون الزبرقان لِسُودَدِه”(42).

2- النعمة والترف: قال المخبل أيضا:

والزَّعْفَرانُ عَلَى تَرائِبها           شَرِقاً بِهِ اللَّبَّاتُ والنَّحْرُ(43)  

والمعنى شرق الجسد بالطيب والزعفران ولا يكون ذلك إلا لأولي النعمة والترف من الناس.

[78] المُطَيطَاء: ” المُطَيْطاء، كُلُّ ذَلِكَ: مِشْيةُ التَّبَخْتُرِ […] قَالَ الأَصمعي وَغَيْرُهُ: المُطيطى، بالمَدِّ وَالقَصْرِ، التَّبَخْتُرُ ومدُّ اليَدَيْنِ فِي المَشْيِ”(44)، ومن دلالات هذه الهيئة في التراث العربي:

1- التبختر والاختيال: جاء فِي التَّنْزِيلِ العَزِيزِ: ( ثُمَّ ذَهَبَ إِلى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى) (45)؛ قال ابن كثير:” قال الضحاك عن ابن عباس : ( ثُمَّ ذَهَبَ إِلى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى) أي  يختال  وقال قتادة وزيد ابن أسلم  يتبختر”(46). 

قال ابن عاشور:” (يتمطّى) : يمشي المُطَيْطَاءَ ( بضم الميم وفتح الطاء بعدها ياء ثم طاء مقصورة وممدودة ) وهي تبختر . 

وأصل يتمطى: يتمطط ، أي يتمدد لأن المتبختر يمُدّ خطاه وهي مشية المعجب بنفسه”(47).

وَفِي الحَدِيث عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:« إذا مشت أمتي المطيطاء وخَدَمَتْهُم فارس والروم سلط بعضهم على بعض»(48).

ــــــــــــــــــــــــــــ

الهوامش:

1- لسان العرب 10/81.

2- الأبيات في لسان العرب 10/81 دون نسبة.

3- ديوان مهيار الديلمي 2/145.

4- لسان العرب 13/15.

5- ديوان الخنساء بشرح ثعلب ص:70.

6- البيت في لسان العرب 13/15، منسوب للهذلي.

7- البيت في لسان العرب 13/15 منسوب لعُمَير بْنُ الجَعْدِ الخُزاعي ولم أقف على ديوانه.

8- لسان العرب 13/189.

9- مسند أحمد 43/368، [رقم: 26348].

10- مسند أحمد 3/34، [رقم: 1418].

11- لسان العرب 13/189.

12- لسان العرب 13/161.

13- لسان العرب 3/52.

14- مجمع الأمثال 2/70، وأصل المثل عند الميداني أن رجلا استعار من امرَأة بُرْدَيْها، فلبسهما ورَمَى بخُلْقان كانت عليه، فجاءت المرأة تسترجع برديها، فَقَال الرجل: غَرَّنِي بُرْدَاك من خَدَافلي. يضرب لمن ضَيَّع ماله طمعاً في مال غيره، وإذا كان كذلك فلا شاهد فيه.

15- شرح ديوان  الحماسة للمرزوقي 1/129.

16- البيت في ملحقات ديوان حاتم بشرح أبي صالح يحيى بن مدرك الطائي ص:143 فيما هو منسوب له وليس له، وهو في ديوانه بتحقيق أحمد رشاد ص:19 ، وبدون نسبة في شرح ديوان  الحماسة للمرزوقي 1/129.

17- لسان العرب 7/101.

18- شرح ديوان عنترة ص:177.

19- لسان العرب 7/102.

20- شرح ديوان عنترة ص:178.

21- ديوان أبي ذؤيب الهذلي ص:107، شرح أشعار الهذليين 1/191.

22- شرح أشعار الهذليين 1/192.

23- لسان العرب 13/169.

24- ديوان المتنبي بشرح البرقوقي 1/360.

25- ديوان المتنبي بشرح البرقوقي 1/360، الهامش رقم: 2.

26- ديوان المتنبي بشرح البرقوقي 1/409.

27- ديوان المتنبي بشرح البرقوقي 1/409، الهامش رقم:5.

28- ديوان الشريف الرضي 2/422.

29- المختصر في أخبار البشر 2/175.

30- لسان العرب 13/216.

31- صحيح مسلم 2/119، [رقم: 1491].

32- ديوان أوس بن حجر ص:54.

33- الكامل في اللغة والأدب 4/34.

34- سمط اللآلي في شرح أمالي القالي 1/215.

35- لسان العرب 13/218.

36- البيت في لسان العرب 13/219، دون نسبة.

37- لسان العرب 3/178.

38- النهاية في غريب الحديث والأثر 1/286.

39- لسان العرب 7/32.

40- لسان العرب 7/100.

41- المخبل السعدي حياته وما تبقى من شعره، بحث منشور بمجلة المورد العراقية،  ص:125.

42- المعاني الكبير في أبيات المعاني 3/478-479.

43- المخبل السعدي حياته وما تبقى من شعره، بحث منشور بمجلة المورد العراقية،  ص:125.

44- لسان العرب 14/92.

45- سورة القيامة، الآية رقم:33.

46- تفسير القرآن العظيم 4/452. 

47- التحرير والتنوير 29/362.

48- صحيح ابن حبان 15/112، [ رقم:6716].

******************

المصادر والمراجع:

– التحرير والتنوير، للشيخ محمد الطاهر بن عاشور، دار سحنون للنشر والتوزيع – تونس، 1997 م.

– تفسير القرآن العظيم، لابن كثير، الطبعة الأولى 1412هـ/1992م، منشورات مكتبة النور العلمية، بيروت، لبنان.

– ديوان أبي الطيب المتنبي،  بشرح العلامة اللغوي عبد الحمن البرقوقي، حقق النصوص وهذبها وعلق حواشيها وقدم لها الدكتور عمر فاروق الطباع، منشورات دار الأرقم.

– ديوان أبي ذؤيب الهذلي، تحقيق وتخريج الدكتور أحمد خليل الشال، منشورات مركز الدراسات والبحوث الإسلامية ببور سعيد، الطبعة الأولى عام 1435هـ/ 2014م.

– ديوان الخنساء، تحقيق أنور أبو سويلم، شرحه ثعلب، أبو العباس، أحمد بن يحيى بن سيار الشيباني النحوي، حققه الدكتور أنور أبو سويلم، الطبعة الأولى عام 1409هـ/1988م، دار عمار للنشر والتوزيع.

– ديوان الشريف الرضي، الطبعة الأولى 1380هـ/1961م، منشورات دار صادر، بيروت، لبنان.

– ديوان أوس بن حجر، تحقيق وشرح الدكتور محمد يوسف نجم، الطبعة الأولى عام:1400هـ/1980م، دار بيوت للطباعة والنشر، بيروت، لبنان.

– ديوان حاتم الطائي بشرح أبي صالح يحيى بن مدرك الطائي، قدم له ووضع هوامشه وفهارسه الدكتور حنا نصر الجتي، الطبعة الأولى 1415هـ/1994م، منشورات دار الكتاب العربي.

– ديوان حاتم الطائي، شرحه وقدم له أحمد رشاد، الطبعة الثالثة 1423هـ /2002م، منشورات دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان.

– ديوان مهيار الديلمي، الطبعة الأولى عام 1344هـ/ 1925م، منشورات دار الكتب المصرية بالقاهرة.

– سمط اللآلي في شرح أمالي القالي، لأبي عبيد عبد الله بن عبد العزيز بن محمد البكري الأندلسي، نسخه وصححه ونقحه وحقق ما فيه واستخرجه من بطون دواوين العلم: عبد العزيز الميمني، منشورات دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان.

– شرح أشعار الهذليين، صنعة أبي سعيد الحسن بن الحسين السكري، حققه عبد الستار أحمد فراج، راجعه محمود محمد شاكر، منشورات مكتبة دار التراث، القاهرة.

– شرح ديوان الحماسة لأبي تمام، لأبي علي أحمد بن محمد بن الحسن المرزوقي، علق عليه وكتب حواشيه غريد الشيخ، وضع فهارسه إبراهيم شمس الدين، الطبعة الأولى 1424هـ /2003م، منشورات دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان.

– شرح ديوان عنترة، الخطيب التبريزي، قدم له ووضع هوامشه وفهارسه، مجيد طراد، الطبعة الأولى 1412هـ /1992م، منشورات دار الكتاب العربي.  

– صحيح ابن حبان، لمحمد بن حبان بن أحمد أبي حاتم التميمي البستي، تحقيق  شعيب الأرناؤوط، الطبعة الثانية:1414هـ/ 1993م، منشورات مؤسسة الرسالة، بيروت.

– الكامل في اللغة والأدب، المبرد، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، الطبعة الثالثة 1417 هـ/ 1997م، منشورات دار الفكر العربي، القاهرة.

– لسان العرب، أبي الفضل جمال الدين محمد بن مكرم ابن منظور، الطبعة السادسة عام 2008 م، دار صادر، بيروت، لبنان.  

– مجمع الأمثال، لأبي الفضل أحمد بن محمد بن إبراهيم الميداني النيسابوري، قدم له وعلق عليه نعيم زرزور، الطبعة الثالثة عام 2010م، منشورات دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان.  

– المخبل السعدي حياته وما تبقى من شعره، صنعة حاتم الضامن، بحث منشور بمجلة المورد العراقية، العدد الأول عام 1973م.

– المختصر في أخبار البشر، لأبي الفداء عماد الدين إسماعيل بن علي بن محمود بن محمد ابن عمر بن شاهنشاه بن أيوب، الملك المؤيد، الطبعة الأولى، منشورات المطبعة الحسينية المصرية.

– مسند أحمد، لأحمد بن حنبل، تحقيق شعيب الأرناؤوط وآخرون، الطبعة الثانية: 1420هـ/1999م، منشورات مؤسسة الرسالة.

– المسند الصحيح المختصر[ صحيح مسلم]، للإمام مسلم بن الحجاج أبي الحسن القشيري النيسابوري، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، منشورات  دار إحياء التراث العربي، بيروت.

– المعاني الكبير في أبيات المعاني، لابن قتيبة الدينوري، صححه المستشرق الكبير سالم الكرنكوي، منشورات دار النهضة الحديثية، بيروت، لبنان.

– النهاية في غريب الحديث والأثر، لمجد الدين ابن الأثير، تحقيق طاهر أحمد الزاوي و محمود محمد الطناحي، منشورات المكتبة العلمية، بيروت عام: 1399هـ / 1979م.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق