الرابطة المحمدية للعلماء

مصير الكتاب في زمن الأنترنت!

د. عبد الحميد عقار: المنازل المغربية تفتقر في الغالب إلى مكتبة ثقافية!

قال رئيس اتحاد كتاب المغرب إن الوضعية الثقافية في العالم العربي اليوم معقدة، وتتسم بالمفارقة وبضعف التأثير والمردودية بالنسبة لتطور الشعوب وبالنسبة لسلطة القرار، وبالنسبة للقيمة الاعتبارية للمثقفين بأصنافهم وتوجهاتهم.

وقال د. عبد الحميد عقار الذي تحدث يوم 30 أبريل 2008 إلى موقع الرابطة المحمدية للعلماء في حوار حي حول موضوع: “أزمة الكتابة والقراءة في العالم العربي”، إن مسألة القراءة من التجليات البارزة لهذا الوضع، مشيرا إلى أن وضعية القراءة ليست في مستوى طموح المجتمعات العالم العربي ولا هي في مستوى ما يتوفر عليه هذا العالم من إمكانات بشرية ولوجيستيكية.

وقد أرجع عقار هذه الوضعية إلى ما يعرفه الحقل الثقافي من “استمرار لتهميش السياسات العمومية في العالم العربي للعمل الثقافي ولدور الثقافة والمثقف في تجديد الوعي، وفي التثقيف وفي إشاعة قيم التسامح والحوار والتواصل، ومقاومة كل ما يتصل بالكراهية والعداء للآخرين والنزوح نحو العزلة والانطواء”.

من ناحية أخرى أكد عقار في هذا الحوار الحي الذي يجريه الموقع كل أسبوع، أن الكتاب يظل وسيظل أهم مصدر للتثقيف ولإغناء الرصيد المعرفي، ولخلق حوار وتواصل مسؤول مع المؤلف، ومع ثقافته، رغم ما يشهده الكتاب من منافسة قوية وفعالة من طرف العالم العنكبوتي.

وبخصوص علاقة الكتاب بالأنترنت فيرى عقار أنها علاقة ثنائية الوجه وثنائية القيمة. فهي علاقة تكامل؛ حيث إن الأنترنت ييسر الإخبار عن الكتاب في وقت قياسي بالنسبة لسائر أرجاء العالم ويجعله حاضرا متاحا لكل الذين يستعملون الأنترنت. وهي علاقة صراع؛ لأن الملخصات والمواجيز والدراسات التي تعرض في الأنترنت عن الكتاب، يقول عقار، قد تصبح سببا للاستغناء عنه والاكتفاء بما توافر عنه في المواقع الإليكترونية.

ومع كل ما سبق فإن العالم العنكبوتي في رأي عقار “إمكان أساسي في عالم اليوم للتواصل ولسرعة تحقيق هذا التواصل ولتعدد آفاق الحوار التي يتيحها بين الزوار في اللحظة نفسها”.

أما بالنسبة لواقع القراءة في المغرب فأشار عقار إلى أن “فعل القراءة في المغرب ما فتئ يكتسب مستهلكين جددا، سواء تعلق الأمر بالصحف أم بالمجلات أم بالكتب، وكلها في نمو وتزايد بفعل تحسن نسبي ملحوظ في شروط النشر، وفي هامش للحرية يحتاج إلى مزيد من التحصين”.

ويُرجع عقار أسباب الشعور لدى المواطن المغربي بتدني القراءة إلى غياب صناعة ثقافية قوية متماسكة وذات قدرة على المغامرة بالمعنى الاقتصادي للكلمة، فليس هناك مؤسسات قوية للتوزيع تمكن الكتاب المغربي من عبور الحدود في اتجاه المغرب العربي والعالم العربي وبلاد المهجر باستثناء المشاركة في المعارض الدولية.

وقد تعود هذه الأسباب، في رأي عقار، إلى غياب نظام للتحفيز يشجع على القراءة وعلى الاستهلاك الثقافي ويقنع بأهميتهما بالنسبة لتكوين شخصية الفرد والجماعة معا، وقد تعود، أيضا، إلى النظام التعليمي حيث أصبح الاعتماد والتركيز في الدراسة على الكتب المدرسية وحدها، وتعود أيضا إلى عدم وجود سياسة إعلامية منظمة ومتجانسة تهم تداول الكتاب وترويجه والتحفيز على القراءة والاستهلاك الثقافي.

كما شدد عبد الحميد عقار على دور الأسرة في التشجيع على فعل القراءة،  حيث إن المنازل المغربية -والكلام دائما لعقار- “تفتقر في الغالب إلى مكتبة ثقافية عامة وإلى عادة القراءة باعتبارها سلوكا يوميا لا يقل أهمية عن مشاهدة التلفاز أو الفضائيات وغيرها من السلوكيات”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق