مركز ابن البنا المراكشي للبحوث والدراسات في تاريخ العلوم في الحضارة الإسلاميةأعلام

محمد سويسي (1915-2007) شيخ مؤرخي العلوم المغاربيين

                                                                              

         عبد العزيز النقر    

     مركز ابن البنا المراكشي      

    بدأ الاهتمام بتاريخ العلوم العربية من طرف الباحثين المنتمين للبلدان العربية خلال القرن المنصرم، حيث يمكن الحديث نوعا ما عن “مدرسة عربية في تاريخ العلوم”. مثلت هذه المدرسة عدة أسماء علمية وازنة أخذت على عاتقها دراسة وتحقيق بعض المتون العلمية العربية. فكان من نتائج مجهوداتها نشر نصوص علمية بالغة الأهمية، كدراسة مصطفى نظيف حول مناظر ابن الهيثم التي تُعد، حسب رشدي راشد، أهم دراسة أنجزت عن ابن الهيثم في كل لغات العالم، إضافة إلى تحقيق بعض النصوص العلمية المؤسسة ككتاب الجبر والمقابلة للخوارزمي الذي حققه العالم المصري مصطفى مشرفة. كما تجدر الإشارة في سياق هذه المدرسة العربية إلى المجهودات الكبيرة التي بذلها معهد تاريخ التراث العلمي العربي التابع لجامعة حلب بسورية.[1] كان من بين نتائج هذه المجهودات القيمة نشر عدة نصوص علمية وتنظيم العديد من الملتقيات والمؤتمرات المخصصة لتاريخ العلوم العربية، ناهيك عن إصدار مجلة متخصصة يمكن عدها أهم مجلة صدرت في العالم العربي في هذا الميدان. ويكفي دلالة على ذلك أهمية الأسماء العلمية البارزة، على المستوى العالمي والمحلي، التي كانت تنشر أعمالها ضمن هذه المجلة. ورغم اختلاف لغات هذه المقالات – العربية والفرنسية والإنجليزية والألمانية – إلا أنها كانت كلها منصبة على مباحث تاريخ العلوم العربية المتنوعة والغنية.

   لكن، يبدو أن الفكر العلمي الذي أنتج بمنطقة الغرب الإسلامي لم ينل حظا كبيرا من عناية واهتمام هؤلاء المؤرخين كما هو حال نظيره بالمشرق الإسلامي. رغم ذلك، فقد حظي التراث العلمي للغرب الإسلامي باهتمام من طرف بعض المستشرقين الإسبان والفرنسيين الذين اهتموا أساسا بنشر بعض النصوص الرياضية والفلكية وبعض كتب التراجم والأعلام الخاصة بهذه المنطقة. يجب الإشارة هنا أيضا إلى المجهودات الكبيرة التي بذلها كل من المؤرخ المقتدر محمد المنوني والأديب الفاضل عبد الله كنون، والتي أسهمت في التعريف بعدة نصوص علمية – وثقافية أيضا – لبعض علماء المغرب الكبير. لكن، رغم هذه المساهمات الإيجابية فإنه لا يمكن الحديث داخل المنطقة المغاربية عن “عمل علمي رصين”[2] إلا ابتداء من سنة 1969 حيث سينشر شيخ مورخي العلوم بالمنطقة المغاربية، المرحوم محمد سويسي، تحقيقا ودراسة وترجمة (إلى الفرنسية) لنص ابن البناء المراكشي تلخيص أعمال الحساب. ليأخذ هذا الباحث المقتدر على عاتقه بعد ذلك استئناف هذا العمل التدشيني من خلال دراسة وتحقيق نصوص علمية أخرى مهمة تنتمي لنفس هذه الرقعة الجغرافية (الغرب الإسلامي).[3]

   قدم الأستاذ محمد سويسي، شأنه في ذلك شأن كل الباحثين الكبار، للثقافة العربية مجموعة من الخدمات الجليلة. وقد كان يرى في الفكر العلمي عاملا من أهم عوامل التقدم والازدهار الذي تنشده البلدان العربية المعاصرة. كما كان هذا الرياضي ومؤرخ الرياضيات مدافعا عن اللغة العربية التي اعتبرها أداة مهمة في سبيل توطين البحث العلمي وخلق سبل الابتكار والتجديد العلميين داخل بلداننا. فما تعانيه اللغة العربية في الفترة المعاصرة لا يرجع لنقص ذاتي يعتريها بقدر ما يرجع أساسا لغياب قدرة الابتكار والتجديد لدى مستعمليها، يقول المرحوم سويسي : “وفي الواقع إن اللغة براء مما يلصق بها من تهمة الفقر والعقم، وإنما يتعلق أصل الداء بالأشخاص وبعقلياتهم. وإنما تحيى اللغات بالاستعمال وبمسايرة التطور الثقافي والحضاري والاجتماعي“.[4] كما يستشهد في سياق آخر بتجارب عدة دول استطاعت أن تستثمر في لغاتها وتُطورها مواكبة بذلك البحثَ العلمي المعاصر، ويخص بالذكر لغات كاليابانية والعبرية واللغة الغاليكية (لغة إيرلندا)، حيث يرى أنه لو لم تستثمر بعض هذه الدول في لغاتها لبقيت تلك اللغات عاجزة ومحصورة في نطاق ضيق جدا، ولما أصبحت لغة علمية أبدا.[5] إن هذه القيمة التي يعطيها د. سويسي للغة العربية ليست بالأمر المستغرب، فاللغة العربية وآدابها شكلت جزءا مهما من تكوينه العلمي، كما أنه بدل خلال مساره العلمي مجهودات كبيرة في سبيل تطوير المصطلح العلمي العربي. لقد جمع المرحوم سويسي في تكوينه بين تكوين علمي أساسه الرياضيات والفيزياء وعلم الفلك، وتكوين أكاديمي عال في اللغة العربية وآدابها. ويبدو أن هذا التكوين المزدوج قد أثر فيه للحد الذي كان يرى معه “أن العلم والأدب ليسا ميدانين متنافرين أو مجموعتين مغلقتين منفصلتين الواحدة عن الأخرى“.[6]

   ولد الأستاذ سويسي بمدينة دار شعبان التونسية بتاريخ 21 فبراير سنة 1945. درس المرحلة الابتدائية من مساره الدراسي بنفس هذه المدينة إلى حدود سنة 1927. سيحصل على شهادة الباكالوريا من ثانوية Carnot سنة 1935 لينتقل بعد ذلك إلى فرنسا قصد متابعة تعليمه العالي بجامعة السوربون، حيث سيدرس هناك الرياضيات وعلم الفلك والفيزياء. سيحصل على إجازة في الرياضيات سنة 1939، كما سينال أيضا شهادة التبريز في اللغة العربية وآدابها سنة 1958. ليتوج بعد ذلك مساره الأكاديمي بمناقشة أطروحته لدكتوراه الدولة بعنوان “لغة الرياضيات العربية، مع معجم لما يقارب 2000 مصطلح علمي” (بالفرنسية).[7]

   ألف الأستاذ سويسي ما يقارب ثلاثة وعشرين كتابا، إضافة إلى العديد من الدراسات والمقالات المنشورة في عدة مجالات تونسية، كحوليات الجامعة التونسية ومجلة الفكر ومجلة المباحث، أو في مجلات عربية كمجلة مجمع اللغة العربية في دمشق أو مجلة مجمع اللغة العربية بعمان (الأردن) … إضافة إلى مساهمته بعدة مواد علمية مهمة حول العلوم العربية ضمن دائرة المعارف الإسلامية. كما شارك أيضا في كثير من الملتقيات والمؤتمرات الثقافية والعلمية (تصل إلى خمسين تقريبا)، سواء داخل بلده تونس أو خارجه، في البلدان العربية أو الغربية.[8]

   إضافة إلى المسار المهني المديد الذي خصصه سويسي للتدريس، فقد انتسب رحمه الله إلى عدة مؤسسات علمية وثقافية داخل البلدان العربية وخارجها. نشير من بينها مثلا إلى المجلس العلمي لبيت الحكمة بتونس، المجلس الدائم للجامعة التونسية، الجمعية العالمية لإحياء التراث الإسلامي بمصر. كان كذلك عضوا مؤسسا لجمعية تاريخ العلوم والفلسفة العربية بالمركز القومي للبحث العلمي بباريس، وعضوا مؤسسا للمجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون (بيت الحكمة) بتونس.[9] وبالعودة إلى مجال التدريس، فتجدر الإشارة إلى أنه درّس بعدة مدارس ومعاهد بمدينة تونس العاصمة ومدينة سوسة، إضافة إلى كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة تونس في ما بين 1969-1985. لكن أهم مسألة بخصوص هذا المسار التدريسي هو أنه كان أول من درس موادا علمية، هي الفيزياء والرياضيات والكيمياء، بجامع الزيتونة العريق، وذلك بناء على طلب جاءه من الطاهر بن عاشور الذي كان يدير آنذاك هذه المؤسسة (جامع الزيتونة). لقد كان الهدف من هذه الخطوة المهمة هو أن يحصل الطالب تكوينا متينا في العلوم والشرعية واللغة العربية إضافة إلى العلوم المعاصرة.[10] لا يخفى ما يضطلع به هذا الحدث من أهمية بالغة، إذ يعكس الإدراك العميق لبعض علماء العلوم الشرعية للأهمية البالغة التي يكتسيها تحصيل تكوين متين في العلوم الدقيقة. يضاف إلى هذا أن عملية تدريس هذه العلوم الدقيقة كانت تتم أساسا باللغة العربية من طرف الأستاذ سويسي. وهو ما يعكس، من جهة، المجهودات التي بذلها في سبيل تعريب هذه العلوم ومصطلحاتها، كما يعكس، من جهة أخرى، إدراكه العميق لأهمية اللغة العربية في تطوير البحث العلمي، أو المعرفة بصفة، عامة قصد الارتقاء بجودة عملية التدريس عن طريق الانفتاح على العلوم الكونية المعاصرة.

   أثرى المرحوم سويسي المكتبة العربية بمجموعة من الدراسات والأعمال الموزعة بين كتب ومقالات ومداخلات علمية في عدة مؤتمرات. لقد شملت هذه الإنتاجات أعمالا ذات طابع تربوي (تعليمي) وأخرى ذات طابع علمي متخصص وأخرى انصبت على بعض المسائل الثقافية العامة الخاصة بالبلدان العربية والإسلامية. يمكن التمثيل على النوع الأول بتآليفه الخاصة ببعض الكتب الرياضية التعليمية التي كانت عبارة عن مقررات تعليمية خاصة بالتعليم الثانوي، ككتاب أصول الجبر الصادر سنة 1947. ألف كذلك كتابا آخر بعنوان خلاصة الحساب سنة 1948، ثم عمل على توسيع مادته العلمية في كتاب آخر صدر في جزأين سنة 1949. بناء على ذلك، يمكن القول أن الأستاذ سويسي كان من بين أول من ألف كتبا مدرسية في الرياضيات باللغة العربية.[11]

   أما عن النوع الثاني، أي الأعمال ذات الطابع العلمي المتخصص، فهي من الكثرة بحيث يصعب حصرها أو التطرق لها كلها في هذا التعريف الموجز. لذا، سنكتفي بأمثلة يسيرة نبرز من خلالها بعضا من أوجه الخدمات الجليلة التي قدمها الأستاذ سويسي للثقافة العربية المعاصرة، حيث سنكتفي هنا بالإشارة إلى بعض هذه العناوين، آملين أن تتاح لنا الفرصة مستقبلا للوقوف عند أهمية مضامينها من خلال إبراز بعض أوجه الجدة ومعالم الجدية اللتان طبعتاها.

   سبق أن أشرنا في التقديم إلى أن الأستاذ سويسي كان من بين المدشنين في المنطقة المغاربية لعملية دراسة وتحقيق النصوص العلمية العربية. تجلى هذا الأمر في تحقيقه ودراسته وترجمته لنص ابن البنا المراكشي الموسوم بـ”تلخيص أعمال الحساب“. تكتسي هذه الخطوة التي أقدم عليها المرحوم سويسي أهمية خاصة، ليس باعتبارها خطوة مدشنة فحسب – حيث ستتوالى في ما بعد عملية دراسة وتحقيق المتون العلمية المنتمية لمنطقة الغرب الإسلامي من طرف سويسي نفسه ومن طرف باحثين آخرين – بل أيضا لأن الكتاب الذي حققه سويسي ليس مجرد عمل ثانوي داخل التقليد الرياضي بالغرب الإسلامي، بل إنه يمثل نصا من أهم نصوص هذا التقليد الرياضي، لدرجة أنه سيهمين بشكل تام على معظم حلقات التدريس فيما بعد (أي بعد تأليفه من طرف ابن البنا المراكشي)، كما ستنصب عليه عدة أعمال رياضية بالشرح والتفسير، سواء من الناحية اللغوية أو من الناحية الرياضية. لم يكتف سويسي بتحقيق النص ودراسته، بل إنه عمد إلى إعادة ترجمته أيضا إلى اللغة الفرنسية، إذ كانت هناك ترجمة سابقة لهذا العمل قام يها الفرنسي أرستيدمار. لكن سويسي فضل إعادة ترجمة النص لبعض الأسباب العلمية، يقول بهذا الخصوص : “ولئن كان لمار فضل السبق في ترجمة التلخيص ولفت النظر إلى ما لهذا الكتاب من الأهمية من الناحية العلمية فقد كان لترجمته عيب التقيّد بالمعنى اللفظي الأصلي مكثرة من المحسنات البلاغية والكنايات والاستعارات فانطمست فيها مفاهيم اللغة الرياضية وصار من العسير من خلالها أن يقف القارئ على الطرق العلمية والأساليب العملية التي يعرضها المؤلف“.[12] غني عن البيان مدى أهمية هذه الخطوة التي أقدم عليها سويسي، إذ يمكن أن تسهم، على الأقل، في التعرف على أهمية المضامين الرياضية لنص ابن البنا من لدن بعض الباحثين الذي لا يجيدون اللغة العربية، وربما يمكن أن تشكل مدخلا لاهتمام أكبر من طرفهم بالتقليد الرياضي – أو العلمي بصفة عامة – لمنطقة الغرب الإسلامي !

   سيستمر اهتمام سويسي بالأعمال الرياضية لابن البنا المراكشي، حيث سينشر تحقيقا لنص “الأشكال المساحية” سنة 1984. كما قدم مداخلة حول رسالة ابن البنا في الأعداد التامة والزائدة والناقصة والمتحابة ضمن فعاليات المؤتمر الدولي للعلوم الرياضية في سنة 1975. عمل أيضا على نشر عدة نصوص تنتمي للتقليد الرياضي بالغرب الإسلامي، أو تربتط بها بشكل من الأشكال، كنص سبط المارديني (الذي عاش بمصر، وتوفي سنة 1506م) المعنون بـ”اللمعة الماردينية في شرح الياسمينية” (1983)، وهو عبارة عن شرح للأرجوزة الشهيرة لابن الياسمين الخاصة بعلم الجبر والمقابلة. نشر كذلك نصا للرياضي المغربي ابن غازي المكناسي بعنوان “بغية الطلاب : شرح منية الحساب لابن غازي المكناسي في الحساب والجبر” (1983)، يمثل هذا النص عملا يشرح فيه المؤلف أرجوزته (من تأليفه هو نفسه) المعنونة بـ”منية الحساب”. كما نشر أيضا نص الرياضي الأندلسي أبو الحسن علي القلصادي المعنون بـ”كشف الأسرار عن علم حروف الغبار” سنة 1988، وترجمه إلى اللغة الفرنسية.

   رغم أن اهتمامه كان منصبا في جزء كبير منه على إبراز أهمية وفرادة علماء الغرب الإسلامي، فإن هذا الأمر لم يمنعه من دراسة بعض العلماء المنتمين إلى المشرق الإسلامي، إذ نشر – مثلا – نصا للقاضي زاده الرومي يحمل عنوان “أشكال التأسيس للسمرقندي“، وحقق كذلك “الرسالة الألواحية المنسوبة لابن سينا“. كما نشر أعمالا أخرى تهتم بعلماء من غير الرياضيين، كعمله حول الطبيب التونسي الشهير ابن الجزار القيرواني …[13]

   أما في ما يخص المقالات والدراسات (غير التحقيقات) التي نشرها سويسي فهي كثيرة ومتنوعة، نشير منها مثالا لا حصرا إلى ما يلي : “المدرسة الرياضية المغاربية : بعض الأمثلة عن أعمالها وبعض أوجه تميزها” (بالفرنسية)، “تدريس الرياضيات باللغة العربية بالبلدان المغاربية” (بالفرنسية)، “العالم الرياضي التونسي : القلصادي”، “شرح صفحة من مقدمة ابن خلدون في العلوم الرياضية”، “محاولة التأريخ لمعجم الرياضيات في العربية”، “ابن البنا المراكشي في كتابه ‘رفع الحجاب عن وجوه أعمال الحساب’ بين الشرح الإبستمولوجي والتنظير والتقعيد الرياضي”، “العلوم العربية بالمغرب الإسلامي وبالأندلس أهم مميزاتها”، “حساب الوفق”، “الإبداع العربي في الرياضيات والفلك والبصريات”، “الأرقام والرموز في الرياضيات العربية” …[14]

   كما تجدر الإشارة أيضا إلى أنه أسهم في المكتبة العربية من خلال عملية الترجمة، حيث ترجم – مثلا – أحد أعمال المفكر الأمريكي من أصل إيراني سيد حسين نصر، وهو كتاب يحمل عنوان Islamic Sciences. كما ترجم ما يقارب أربعة عشر بابا من إحدى الموسوعات الخاصة بتاريخ إفريقيا.[15]

   كما أشرنا آنفا، فإن الأستاذ سويسي كان مواكبا لبعض القضايا الثقافية الخاصة بالبلدان العربية، حيث كتب عدة مقالات تهتم بمواضيع من قبيل : اللغة العربية وأهميتها في إرساء النهضة الحضارية المنشودة، كما كتب حول التعريب، وحول الدور المنوط بعملية الترجمة في الفترة المعاصرة، وعن بعض المسائل التربوية …[16]

   لقد كان الهدف مما تقدم إلقاء نظرة سريعة على ما اضطلع به المرحوم محمد سويسي من دور ريادي في الثقافة العربية المعاصرة على مستوى المعرفة العلمية وتاريخها. وفي الحقيقة، نحن مدركون جيدا أن هذه الأسطر اليسيرة لا تكفي الرجل حقه، إذ لا بد، في حالات كحالة الأستاذ سويسي، من تظافر جهود عدة باحثين لدراسة ما قدمه من جليل الأعمال. وذلك لتقييم مساهمته في تاريخ الثقافة العربية بغرض استكمال العمل الذي أرسى بعض أسسه من جهة، والوقوف عند حدود هذه المساهمة من جهة أخرى، وذلك قصد استدراك ما فاتها بحكم النقص الذي يطبع كل اجتهاد بشري مهما بلغت جدته وقيمته. كما نعتقد أن مبادرة كهذه تبقى واجبا من بين الواجبات الملقاة على عاتق الباحثين الخلف تجاه من سبقهم من الباحثين السلف.

[1] – بخصوص هذه المدرسة العربية وبعض دواعي نشأة تاريخ العلوم كمبحث علمي مستقل، يُنظر : “حوار مع مؤرخ العلوم العربية د. محمد أبطوي” المنشور على الموقع الإلكتروني لمركز ابن البنا المراكشي على الرابط التالي :

https://www.arrabita.ma/blog/%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%B1-%D9%85%D8%B9-%D9%85%D8%A4%D8%B1%D8%AE-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%AF-%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%A3%D8%A8%D8%B7%D9%88/

[2] – العبارة لمؤرخ الرياضيات الأستاذ د. محمد أبلاغ.

[3] – بخصوص هذه النقط السالفة، يُنظر : محمد أبلاغ، تاريخ الرياضيات في المغرب الحديث (1901-1956)، ضمن  العلم والفكر العلمي بالغرب الإسلامي في العصر الوسيط، تنسيق بناصر البعزاتي، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية الرباط، ط1، 2001. ص. (177-197). ص. 195-197.

[4] – محمد سويسي، خواطر حول وضع اللغة العربية في العصر الحاضر، ضمن : مزوقات أو فسيفساء ثقافية عربية من الأمس الغابر إلى اليوم الحاضر، ج1، مركز النشر الجامعي، 2005. ص. 20.

[5]  – شحادة الخوري، العلامة الكبير الدكتور محمد سويسي، ضمن : مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق، المجلد 80، الجزء 3. (ص. 651-660).  ص. 659.

[6] – شحادة الخوري، العلامة الكبير الدكتور محمد سويسي، مرجع سابق، ص. 657.

[7] – ندين بالمعطيات البيوغرافية الخاصة بمحمد سويسي الواردة هنا للعملين التاليين :

– Foued ALLANI, Décès du Pr Mohamed Souissi: Un savant hors pair, in :

http://mathstunis.blogspot.com/

– Moncef BEN SALEM, A Beït Al-Hikma: Hommage posthume à Mohamed Souissi, in :

http://mathstunis.blogspot.com/2014/03/a-beit-al-hikma-hommage-posthume.html

[8] – يُنظر – مثلا – بخصوص هذه المعطيات :

– شحادة الخوري، العلامة الكبير الدكتور محمد سويسي، مرجع سابق، ص. 652-653.

[9] – ينظر :

أبو بكر خالد سعد الله، محمد سويسي (1915-2007) رائد تأليف الكتب الرياضية باللغة العربية. منشور على الرابط التالي :

https://sites.google.com/site/sadallahtribune/-3-3?tmpl=%2Fsystem%2Fapp%2Ftemplates%2Fprint%2F&showPrintDialog=1

[10] – نفس المرجع السابق.

[11] – بخصوص كل هذه المعطيات، يُنظر : نفس المرجع السابق.

[12] – ابن البنا المراكشي، تلخيص أعمال الحساب، تحقيق وترجمة وتعليق د. محمد سويسي، منشورات الجامعة التونسية، 1969. ص. 7. (الشق العربي من مقدمة المحقق).

[13] – يُنظر بخصوص بعض أعمال القائمة الموجودة ضمن :

– أبو بكر خالد سعد الله، محمد سويسي (1915-2007) رائد تأليف الكتب الرياضية باللغة العربية. (مرجع سابق).

[14] – يُنظر مثلا :

Ahmed Djebbar, Mathematics in the Medieval Maghrib: General Survey on Mathematical Activities in North Africa, in : https://muslimheritage.com/mathematics-in-the-medieval-maghrib-general-survey-on-mathematical-activities-in-north-africa/

– نُشرت عدة مقالات ضمن : محمد سويسي، نماذج من التراث العلمي العربي، دارب الغرب الإسلامي، ط1، 2001.

[15] – أبو بكر خالد سعد الله، محمد سويسي (1915-2007) رائد تأليف الكتب الرياضية باللغة العربية. (مرجع سابق).

[16] – يُنظر مثلا للمقالات المنشورة في جزئين ضمن : محمد سويسي، مزوقات أو فسيفساء ثقافية عربية من الأمس الغابر إلى اليوم العابر، مركز النشر الجامعي. 2005.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق