احتضن مقر منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) في الرباط اليوم الجمعة (14 أبريل 2023) احتفالية كبرى، عقدتها الإيسيسكو بالشراكة مع الرابطة المحمدية للعلماء بالمملكة المغربية ورابطة العالم الإسلامي، في إطار الاحتفاء باليوم العالمي للرحمة، الذي يوافق 21 من أبريل كل عام، وذلك للعام الثاني على التوالي.
وفي مداخلة علمية تفصيلية وعميقة بهذه المناسبة قال الأستاذ الدكتور أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء: إن الرسول صلى الله عليه وسلم أخرج مفهوم الرحمة الشاملة للوجود، ليصبح له تجليات ملموسة، ظهرت في خلق وصفات المصطفى صلى الله عليه وسلم.
وأبرز الدكتور أحمد عبادي أبعاد مفهوم الرحمة وتجلياته، المتمثلة في التوحيد والتزكية والاتصال والإبصار والميزان والفرقان والإحسان والعمل الصالح والرشد، مستعرضا خصوصيات كل مقصد من هذه المقاصد العليا، ومؤكدا أن كل هذه التجليات تؤدي إلى تحقيق مقصد السعادة والرحمة بمفهومها الأعم والأشمل، مشيرا إلى أن هذه المقاصد الشكلة البانية لمفهوم الرحمة، هي جميعها قابلة للقياس في سياقنا المعاصر.
وبهذا الصدد أوضح فضيلة الأمين العام أن الرحمة قيمة وأثر في الوقت نفسه، مستفيضا في تفسير مفاصل ذلك الأثر ضمن نسق يتألف من سبعة أبعاد هي: البعد التمثلي والتصوري، والبعد الفكري والعلمي، والبعد الوجداني، والبعد الاجتماعي، والبعد الدولي، والبعد الكوني العملي، ثم البعد المتصل بالأدوار والسلط.
وفي كلمته أكد الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام للإيسيسكو، أن البشرية لم تعرف قط رحيما بين الناس مثل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، مشيرا إلى أن كبار الكتاب والمفكرين ومن استفاضت رؤاهم وأنفاسهم لا تزال تتلاحق في سبيل الإحاطة بمشاهد الرحمة المحمدية، التي هي رحمة ربانية مهداة للبشرية.مشيرا إلى أن السلوك العالمي الواقع في أتون الحيرة والقلق، ما له إلا الاقتداء بوهج الرحمة المحمدي.
يشار إلى أن احتفالية هذا العام شهدت حضورا رفيع المستوى لمسؤولين وسفراء وممثلين لهيئات دولية ومفكرين وأساتذة جامعيين،حيث استهل اللقاء بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، أعقبها تقديم عام للدكتور عبد الإله بنعرفة، نائب المدير العام للإيسيسكو، استعرض فيه أبرز مراحل إطلاق مبادرة اليوم العالمي للرحمة، منذ الإعلان عنها في توصيات مؤتمر “القيم الحضارية في السيرة النبوية” الذي عقد بمقر الإيسيسكو في شهر (مايو 2021)، ومصادقة مجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة العالم الإسلامي المنعقد في إسلام آباد بجمهورية باكستان الإسلامية في مارس 2022، ثم تولي المملكة المغربية تقديم هذه المبادرة إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة لاعتمادها على المستوى الدولي، وصولا إلى الاحتفال به اليوم للعام الثاني.
