مركز ابن أبي الربيع السبتي للدراسات اللغوية والأدبيةدراسات عامة

مآسدُ العرب (جمع واستقراء) -الحلقة الثانية –

(9)- عَثَّرُ، قال ياقوت: «قال أبو منصور: عثَّر موضع وهو مأْسدة، يعني أنه كثير الأسد»(1).

ومنه قول زهير بن أَبي سُلْمى (2): [من البسيط]

لَيْثٌ بِعَثَّرَ يَصطادُ الرجالَ إِذا=ما الليثُ كَذّبَ عن أَقرانه صَدَقا

وقول كعب بن زهير في «بانت سعاد» (3): [من البسيط]

من خادِرٍ من لُيُوثِ الأُسْدِ مَسْكَنُهُ=بِبَطْنِ عَثَّرَ غِيلٌ دونَه غِيلُ

وقول قال عروة بن الورد: [من الطويل]

كَأَنَّ خَوَاتَ الرَّعْدِ رِزُّ زَئِيرِهِ=مِنَ اللَّاءِ يَسْكُنَّ الْغَرِيفَ بِعَثَّرَا(4)

*   *   *

(10)- عِتْوَدُ أَوْ عَتْوَدُ، قال الأزهري: «عَتْوَدُ على بِناء جَهْورٍ مَأْسَدَةٌ، قال ابن مقبل: [من الطويل]

جُلُوسًا بِهِ الشُّمُّ العجافُ كَأَنَّهُمْ=أُسُودٌ بِتَرْجٍ أَوْ أُسُودٌ بِعِتْوَدَا(5)»

وقال البكري: «عِتْوَد: بكسر أوّله، وإسكان ثانيه، بعده واو مفتوحة، ودال مهملة: جبل بالشام؛ قال ابن مقبل(6): [من الطويل]

قِيَامًا بِهَا الشُّمُّ الطِّوَالُ كَأَنَّهَا=أُسُودٌ بِتَرْجٍ أَوْ أُسُودٌ بِعِتْوَدَا(7)»

*   *  *

(11)- ذَكْوَةُ، جاء في اللسان (مادة: ذكا): «وذَكْوةُ: قَرْيةٌ، قال الراعي(8): [من الطويل]

يَبِتْنَ سجُوداً من نَهِيتِ مُصَدَّرٍ=بذَكْوَةَ إطْراقَ الظِّباءِ من الوَبلِ

وقيل: هي مأسَدة في ديار قَيْسٍ».

*   *  *

(12)- عِفِرِّينَ، قال الجوهري: «وعِفِرِّينُ: مأسَدَةٌ. وقيل لكلِّ ضابطٍ قويٍّ: ليثُ عِفِرِّينَ، بكسر العين والراء مشددة(9)».

ويقال: « أَشْجَعُ مِنْ لَيْثِ عِفِرِّينَ»، قال الميداني: «أَشْجَعُ مِنْ لَيْثِ عِفِرِّينَ؛ زعم الأصمعي أنه دابة مثل الحِرْباء، تتعرض للراكب وتضرب بذنبها، وقالوا: هو منسوب إلى عِفِرِّينَ اسم بلد، ويقال: ليث عفرين دويبة مأواها التراب السهل في أصول الحيطان، تدور ثم تندسّ في جوفها، فإذا هيجت رَمَتْ بالتراب صُعُداً(10)».

ومنه بيت مخرومٌ ورد في ديوان الحماسة ضمن أبيات، وهو:

لَا تعْذُلِي فِي حُنْدُجٍ إِنَّ حُنْدُجًا=وَلَيْثَ عِفرّينٍ لديَّ سَوَاءُ

قال المرزوقي: «فيقول: لا تلوميني في أمر حندجٍ، إن حندجاً وليث هذه المأسدة متساويان عندي(11)».

*   *   *

 (13)- ذُو حَمَاس، قال البكري: «حَمَاس بفتح أوله، وبالسين المهملة: موضع تلقاء عرعر، …وقال أبو زبيد(12): [من الطويل]

إِذَا مَا رَأَوْا دُوني الوليدَ كأنّما=يرَوْن بِوَادِي ذِي حَمَاسٍ مُزَعْفَرَا

ثم قال: [من الطويل]

تناذره السّفَّار فاجتَنَبُوا له=منازلَه من ذي حماس وعَرعرا

فدلّ قوله أنّ ذا حماس مأسدة(13)».

*   *   *

(14)- لَحْظَة، قال الأزهري: «لَحْظَةُ: مَأْسَدَةٌ بتهامة، يُقَال: أُسْدُ لَحْظَة كَمَا يُقالُ: أُسْدُ بِيشَة. قَالَ النَّابِغةُ الجَعْدِيّ(14): [الكامل]

سَقَطُوا عَلَى أَسَدٍ بِلَحْظَة مَشْـ=بُوحِ السَّوَاعِدِ باسِلٍ جَهْمِ(15)»

*   *   *

(15)- المَسَدُّ، قال البكري: «المَسَدُّ بفتح أوّله وثانيه، بعده دال مهملة مشددة: موضع بقرب مكّة، عند بستان ابن عامر. قال ابن قتيبة: إنّما هو عند بستان ابن معمر. حكى عن الأصمعى أنّه قال: سألت ابن أبى طرفة عن المسدّ فى شعر الهذلىّ. فقال: هو عند بستان ابن معمر،…وقال أبو ذؤيب: [من البسيط]

أَلْفَيْتَ أَغْلَبَ مِنْ أُسْدِ الْمَسَدِّ حَدِيـ=ـدَ النَّابِ إِخْذَتُهُ عَفْرٌ فَتَطْرِيحُ(16)».

وذكر ياقوت أنه يروى أيضا بكسر الميم (المِسَدّ) (17).

وفي لسان العرب (مادة: سدد): «والمَسَدُّ: موضع بمكة عند بستان ابن عامر، وذلك البستان مأْسَدَة».

*   *   *

(16)- الشَّرَى، قال البكري: «قال الأصمعىّ الشّرى: أرض، وهى مأسدة. وأنشد:

أُسُودُ شَرًى لَاقَتْ أُسُودَ خَفِيَّةٍ=تَسَاقَوْا عَلَى حَرْدٍ دِمَاءَ الْأَسَاوِدِ(18)»

وقال الأزهري: «يُقَال للشجعان: مَا هُمْ إلاَّ أُسود الشرَى. قَالَ بَعضهم: شرى: مَأْسَدَةٌ بِعَينهَا، وَقيل: شرَى الفُرات وناحيته، وَبِه غياضٌ وآجام(19)».

*   *   *

 (17)- رَقَّةُ، قال الصاغاني (ت:650هـ): «رَقَّةُ، أيضًا: مَأْسَدَةٌ؛ أنشدَ الدِّينوريُّ:

يَعْدُو بِمِثْلِ أُسُودِ رَقَّةَ والشَّرَى=خَرَجَتْ مِن البَرْدِيِّ والحَلْفَاءِ(20)»

*   *   *

(18)- رَمَّانَ، قال ياقوت: «رَمّان: بفتح أوّله، وتشديد ثانيه، وهو فعلان من رممت الشيء أرُمّه وأرِمّه رمًّا ومرَمّةً إذا أصلحته: وهو جبل في بلاد طيّء في غربيّ سلمى أحد جبلي طيّء، وإليه انتهى فلّ أهل الردّة يوم بزاخة فقصدهم خالد بن الوليد، رضي الله عنه، فرجعوا إلى الإسلام، وهو جبل في رمل، وهو مأسدة، قال الأسدي(21): [من الطويل]

…فيا أيُّها الرِّيمُ المحلَّى لَبانُه=بِكَرْمَيْنِ كَرْمَيْ فضّةٍ وفريدُ

أَجِدّيَ لا أَمشي برَمَّانَ خَاليًا=وغَضْوَرَ إلّا قيل: أين تريدُ؟

وقال طفيل الغنوي(22): [من الطويل]

وكان هُرَيْمٌ من سِنَانٍ خَليفةً=وحِصْنٍ، ومنْ أسماءَ لمَّا تغيَّبُوا

وَمن قيْسٍ الثَّاوي برَمَّانَ بيتُهُ=ويوم حَقِيلٍ فَادَ آخَرُ مُعْجِبُ(23)»

*   *   *

الهوامش

(1) معجم البلدان (4/85)

(2) شعر زهير بن أبي سلمى – بشرح الأعلم (ص:76)

(3) ديوان كعب بن زهير – بشرح أبي سعيد السكري – (ص:21)، قال: «عثر: موضع قِبَل تبالة».

(4) شعر عروة بن الورد –صنعة ابن السكيت- (ص:39) ومعجم البلدان (4/85)

(5) تهذيب اللغة (1/218)، والبيت في: ديوان ابن مقبل (ص:65)، برواية:

جلوسًا بها الشُّمُّ العجافُ كَأَنَّهُمْ=أُسُودٌ بِتَرْجٍ أَوْ أُسُودٌ بِعِتْوَدَا

(6) ديوان ابن مقبل (ص:65)، برواية: الشم العجاف.

(7) معجم ما استعجم (3/919)، وانظر أيضا: معجم البلدان (4/83)

(8) ديوان الراعي النميري (ص:189)

(9) الصحاح (مادة: عفر)

(10) مجمع الأمثال (1/380)

(11) شرح المرزوقي (ص:195)

       وعفرين: مصروف في البيت للوزن.

(12) شعر أبي زبيد الطائي (ص:72-73)، وفيه: إذا صادفوا دوني….

(13) معجم ما استعجم (2/466)

(14) ديوان النابغة الجعدي (ص:168)

(15) تهذييب اللغة (4/264)، وانظر: معجم البلدان (5/14)، اللسان (مادة: لحظ)

(16) معجم ما استعجم (4/1224)، وأدب الكاتب (ص:330)

       والبيت في: ديوان أبي ذؤيب (ص:84)، ديوان الهذليين (ص:1/110)

(17) معجم البلدان (5/125)

(18) معجم ما استعجم (3/785)، وانظر: معجم البلدان (3/330)

       والبيت للأشهب بْن رميلة، كما في: البيان والتبيين (3/280)، الكامل (1/74) الأمالي (1/8)

(19) تهذيب اللغة (11/275)

(20) التكملة والذيل (5/63)، وانظر: تاج العروس (مادة:رقق)

(21) ديوان الحماسة بشرح التبريزي (2/165)

(22) ديوان طفيل (ص:53)

(23) معجم البلدان (3/67)، وانظر: معجم ما استعجم (2/674)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق